علم التاريخ

60- اللوثرية وبدعة صكوك الغفران



60- اللوثرية وبدعة صكوك الغفران

60- اللوثرية وبدعة صكوك الغفران

+
مؤسسها “مارتن لوثر”
Martin
Luther

+
نشأته: ولد مارتن لوثر فى مدينة ” أيزليبن ” اى سكسونيا وهو ينتمى الى
أسرة قروية فقيرة اذا عاش عيشة بائسة كما تأثر فى حياه بالخدمات التى انتشرت وقتئذ
التى كانت تنادى بتصوير السيد المسيح للناس بأنه (المنتقم الجبار الذى يتوعد الناس
بأقصي العقاب والعذاب) ورغم فقر أسرة (مارتن لوثر) إلا، والده صمم على تعليمه
راغبا فى، يصبح ابنه أحد رجال القانون وبالفعل درس مارتن القانون فى جامعة ”
أرفورث ” وحصل على ماجستير القانون سنة 1505 ولكنه سرعان ما ترك القانون ودخل
سلك الرهبان المعروفين باسم ” جماعة سانت اغسطين ” وفى هذا الدير أشبع
رغبته فى التأمل والتفكير فى خلاص الدرج وبعد عامين من الرهبنة التحق بجامعة
” فتبزج ” ليكمل دراسته الدينية وتفوق وحصل على شهادة دينية تعادل
الدكتوراه وفى سنة 1512 اصبح أستاذ اللاهوت فى الجامعة وصار من الأساتذة فى الوعظ
والتدريس، واجد.

 

حياته
فى الدير وبداية نشر أفكاره:

لقد
ظلت حالة القلق ملازمه له طوال الفترة التى قضاها فى الدير وعلى الرغم من دراسته
لعلم اللاهوت ورغم تنسكة وتقشفه فقد ظل يتخوف ” من فكرة العقاب والعذاب
” الى توصله الى فكرة كان لها أثرها فيما طرحه بعد ذلك من مقولات قالها:

 

(أن
الأيمان هو خير وسيلة لتخليص الروح، وأن التبرير يكون بالأيمان وحده) ومعنى هذا،
الأيمان برحمة الله هو خير وسيلة للخلاص من عقاب واذخ لوثر ينشر أفكاره (التبرير
باليمان) وبعد ذلك زالت منه مرحلة القلق والخوف من العقاب والعذاب إلا، فكرته هذه
كانت تعنى انتقدا لوسائل الكنيسة الكاثوليكية فى التبرير خاصة بعد زيارته لروما
سنة 1530 ومشاهدته لمضاهر الانحلال والفساد الذى اصبح عليه رجال الكنيسة وبعد ذلك
اخذ لوثر ينادى بضرورة عودة الكنيسة الى اصل الكتب المقدسة وضرورة نشر المني الذى
يساعد الشعب على فهم أصول دينهم.

 

+
وفى هذا الوقت اصدر البابا (لاون العاشر) صكوك الغفران ليبيعها ويحصل على الأموال
اللازمة لبناء كنيسة القديس (بطرس بروما) ووصل الى سكونيا مندوبة الخطيب البارز
(حنا تنزل).

 

ملحوظة:
قد وقع حنا تنزل أثناء بيعة ترويجة لصكوك الغفران عندما قال (أن الرجل الذى ارتكب
الخطيئة مع العذراء المباركة نفسها فان هذه الصكوك كفليه بان تمنحه الغفران
الكامل) (وهذا القول فى قمة الوقاحة والخطورة) لاجل بيع صكوك الغفران وهنا كان
لابد من حدوث ما بين (مارتن لوثر) بعقيدته الجديدة (التبرير بالأيمان) وبين
ممارسات الكنيسة الكاثولكية التى أرهقت رعاياها نفسيا وماديا.

 

+
لذا زد لوثر وثيقته الشهيرة التى اسلمت على 95 حجة ودليل على فساد الكنيسة ورفض
فكرة صكوك الغفران واخذ يحرص الشعب على رفضها وعلق وثيقته الشهيرة على باب الكنيسة
فى (فتبزج) يوم 31 أكتوبر سنة 1517 ومن بدأت المواجهة بين البابا ومارتن لوثر أو
المواجهة بين فكرتين مختلفين تعبر كل منهما عن مرحله من المراحل، ولم ينجح البابا
فى، يرجع لوثر عن أفكاره بل سرعان ما استفللت وتزايدت اعداد المؤيدين له
والمتلجئين على الكنيسة يوما فيوما.

 

بعد
ذلك طلب البابا من رئيس جماعة (سانت اوغسطين)، يقنع لوثر بالعدول عن أفكاره
وبالفعل عقد مجمع (هيدلبرج) سنة 1518 لمناقشة أفكاره لوثر لكنه لم يتراجع وتمسك
بالأفكار التالية:

1-
أن كل مسيحي معمد انما يمكن اعتباره رجل من رجال الدين

2-أن
روما مدينة منحلة اخلاقيا

3-أن
البابا عدو للمسيح

4-
ضرورة زواج رجال الدين وجعل الطلاق امر مشروع

وبعد
ذلك جمع أفكاره كلها ودفعها فى الأسفار ثلاثة اسماها (وسائل الإصلاح) وبدا فى
رواجها الأولى وجهها الى المدنيين باللغة الألمانية.

 

وحثهم
فيما على المساهمة فى اصلاح الكنيسة، والثانية كتبها باللغة اللاتينية ووجهها الى
رجال الدين، والثالثة وجهها الى البابا لاون العاشر وتتعلق بالحرية المسيحية

 

+
لوثر يستدعى للمثول أمام الرايت الإمبراطورى:

وأمام
الرايت الإمبراطورى طولب لوثر، تعرف بخطيتئة لكنه (رفض) معتبرا نفسه انه قد اصبح
بطلا شعبيا فلا يصح انه يتنازل مكانته معتبرا اذا انه هو الذى يعبر عن شعور
الألمانيين الكارهين لروما.

 

وبعد
ذلك وفى نفس الجلسة التى صدر اتهام لوثر فيها بخروجه عن القانون وادانته أيضا
الكنيسة وأصدرت أمر بحرمانه لكنه تمكن من الهرب الى احد القلاع التى مكثت بها حوالى
سنة ترجم فيها العهدين القديم والجديد الى اللغة الألمانية.

 

وبذلك
قد أتاح الفرصة العامة الشعب للاطلاع على الإنجيل وقد بني كنيسة بعدها استمدت هذه
الكنيسة نظامها من الكتاب المقدس ومن أفكار لوثر وخاصة فكرة (التبرير بالأيمان).

 

واجتاحت
أثار مارتن لوثر معظم الطبقات وفئات المجتمع الألمانى مما أدى الى قيام بعض
الحركات هذا الأمر الذى دفعه للخروج من عزلته ليمدد.

 

موقفه
أبان هذه الحركات التى هى نتاج لهذه الحركة اللوثرية:

 

نتائج
اللوثرية

حدث
ثلاث حركات بذلك هما:

1-
المطالبة بإعادة التعمير:

ينادون
بإعادة التعمير ويطالبوا بعدم الاكتفاء بتعمير دار الأطفال فان تعليم الانجيل كما
فهموا تنادى بتعميد البالغين أيضا ولقد تطرف بعض زعماء هذه الطائفة اذا انهم طلبوا
بتعدد الزوجات لدرجة، بعضهم اصبح له عشر زوجه وكانت تنادى ايضا انه لا يجوز لمسيحي
اشهار السلاح فى وجه مسيحي ولكن كانت نصيحة لوثر لهم الالتزام بالهدوء ولكن سرعان
ما قضت السلطان على هذه الطائفة.

إلا
أنها تعد من النتائج التى أسفرت عنها اللوثريه.

 

2-
ثورة الفرسان:

هؤلاء
الفرسان هم الإقطاعيين الذين امتلك كل واحد منه إقطاعية صغيره شيد فوقها مقره
ونسبوا السيادة والسلطة كلها الى الامبراطور كما، اوضاعهم تدهورت أواخر العصور
الوسطى ” وقد اتخذوا أفكار مارتن لوثر سندا لهم واتخذوا يخربون الكنائس
ويتولون على أموالها ودمروها وطردوا الرهبان ” وكان على راس هؤلاء (فون هتن)
الذى أيد أقوال لوثر من، البابا رجل غريب ينهب أموال الشعب وظهر كثير بعد ذلك من
الفرسان لكن لوثر امتنع عن تأييد حركة الفرسان ورفض أسلوبهم العنيف كما، الأمراء
الفلاحين قدموا هذه الحركة مما أدى الى فشلها.

 

 3-
ثورة الفلاحين:

أهم
مطالبهم – الحرية – المساواة خفض ضريبة العشور ” كانت تؤدى للكنيسة – تحرير
قيمة إيجار الأرضي “. والذى يهمنا، لوثر لم يؤيد هذه الثورة هى، الموقف الذى
اضعف الحركة اللوثريه وتضؤل نفوذها.

 

وبعد
ذلك عقد مجمع ” أوجسبرج ” فى سنة 1530 والذى حاول فيه الإمبراطور
التوفيق بين عقائد ” البروتستانت ” ” و الكاثوليك ” ورغم
مرونة ممثل لوثر فى هذا المجمع ” ملانكتون ” إلا، رجال الدين الكاثوليك
أصروا على اتخاذ كل وسائل اللزمة للقضاء على لوثر وابتسامه ومذهبه الجديد وبدعته
هذه وبعد ذلك جاء رؤساء الكنيسة البروتستنتية بحلف يدعى ” أوجسبرج ” سنة
1555 ونجح هذا الصلح الذى عنه انقسام ألمانيا حيث سادت اللوثريه فى تصحيح فى
الشمال بينما بقيت الكاثوليكية فى الجنوب، الملاحظة الجديدة بالذكر، الصلح أعطي
الحرية فقط فى الاعتقاد وللأمراء دون الرعية يجب وان تدين بدين الأمراء.

 

 +
على أى حال، صلح أوجسبرج هذا لم يعترف إلا لعقيدتين فقط هما ” الكاثوليكية
” ” البروتستانتية ” فى الوقت الذى كانت فيه بدأت دعوات الإصلاح
تأخذ طريقها الى انحاء أوربا ودول الغرب.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى