علم التاريخ

50- اليهود ومحاكم التفتيش في أسبانيا والبرتغال Marranos



50- اليهود ومحاكم التفتيش في أسبانيا والبرتغال Marranos

50- اليهود ومحاكم التفتيش في أسبانيا والبرتغال Marranos

أكدت
التشريعات المطبقة علي اليهود بوحي من الكنيسة ما قيل من انهم أناس رفضهم الله
ولعنهم، أقيم من حولهم سياج عزل صحي يقي أرواح المسيحيين من عدواهم، وانكمشت
الاتصالات علي الصعيد الاجتماعي معهم، وتعددت حوادث اضطهادهم وطوردوا من مكان
لمكان، فقد طرد اليهود من فرنسا أعيدوا أربع مرات فيما بين عامي 1182، 1321 وفي
عام 1322 طردوا مرة أخرى حيث لم يبق منهم يهودي واحد في فرنسا خلال الأربعين عاما
التالية، وفي أسبانيا حيث ازدهر اليهود في ظل الحكم الإسلامي ثم المسيحي، بدأ
اضطهادهم بوحي من الكنيسة عام 1492 طرد اليهود جميعاً من أسبانيا وثم ذلك في 2
أغسطس من نفس العام وهو يوم اتخذه اليهود يوما للحداد في حياتهم.

 

وبذلك
استبعد اليهود في نهاية القرن الخامس عشر بصورة تكاد تكون تامة من كل غرب أوروبا
باستثناء أجزاء بسيطة في ألمانيا وإيطاليا ومن ثم احتشدوا في الإمبراطوريتين
الشرقيتين الباقيتين وهما: حيث تجمع اليهود الاشكلنازيم واليهود شمال أوروبا، وفي
الإمبراطورية العثمانية حيث تجمع اليهود السفارديم من الأصل اللاتيني أو الأسباني.

 

وانتشرت
بتزايد نفوز الكنيسة السياسي ظاهرة اليهود الذين أخفوا ديانتهم عندما وجدوا أنفسهم
بين اختيار الموت أو التحول إلى المسيحية. واضطرت جموع كثيرة منهم إلى هذا التحول
في الظاهر، وهم مقيمون سرا على ديانتهم اليهودية، ومصممون على ثقتهما لأولادهم
جيلا بعد جيلا، وقد عرف هؤلاء في أسبانيا باسم (المارانوس حيث انفتحت أمامهم أبواب
العمل في المحاماة والحكومة والجيش والجامعات، بل وفى الكنيسة نفسها، وتمت لهم
السيطرة على أوجه النشاط في أسبانيا، وكان لفظ (مارنوس
Marrano)
هذا اصطلاحاً أسبانيا يرجع إلى العصور الوسطى ويعنى (الجنزير) وفى ذلك ما يشير إلى
مقدار ما كان يشعر له الأسباني العادى من احتقار نحو هؤلاء اليهود غير المخلصين
الذين ازدادوا عددهم وزاد نفوهم.

 

وعلى
امتداد القرن 15 ادأ الناس يكرهون أولئك المنافقين اليهود الذين اصبحوا مسحيين
مظهرا ويهود مخبرا، أولئك الذين احتكروا المراكز المالية الهامة، وارتبطوا بالعرش،
بحيث أصبحوا يمثلون أحد مظاهر القهر الملكي، وتقرر في عام 1464 النظر في أمر هؤلاء
المسيحيين الجدد، إذ فوضت الكنيسة في عام 1478 ثلاث شخصيات بالتصرف في الأمور التي
تنطلق بالمرتدين، وكان ذلك أنما يعنى بداية محاكم التفتيش في أسبانيا، وصلت الأمور
إلي أقصى غاية المدة في عام 1480 حين قرر عدد من أغنياء التجار المسيحيين الجدد في
مدينة (سيفيل) مقارنة محاكم التقسيم، غير، أمرهم انكشف وحوكموا وأعدموا، وفي عام
1481 احرق ستة رجال وأمراه أحياء، وأعدم رئيس الجماعة، وطرد اليهود من أسبانيا
نهائيا عام 1492، وانتقل اغلبهم للبرتغال التي طردتهم هي الأخرى عام 1497 ورحل
موظفهم على أفريقيا، واعتنق الباقون المسيحية دون إخلاص، حيث احتفظوا بديانتهم،
وبدأت محاكم التفتيش في البرتغال عام 1536 حيث عذب وأعدم عدد من المسيحيين الجدد
ونتيجة لهذا القهر والاضطهاد وترك المسيحيون الجدد أسبانيا والبرتغال إلى الشرق
الوسط وإيطاليا وهولندا وإنجلترا، واصبح لبعضهم وضع قوى جداً في البلاط التركي،
وأدوا في مقرهم الجديد إلى الديانة اليهودية علنا، واعترفت بهم فرنسا رسمياً عام
1730، ومارسوا ديانتهم علناً في هولندا في مطلع القرن 17، وازداد نشاطهم في
البحرية التجارية الهولندية بحيث سيطروا على ربع انهم شركة الهند الشرقية
الهولندية.

 

وكان
عدد المارانوس في إنجلترا محدودا غير، وتغير كرومويل رحب بهم أملا في الحصول على
عونهم على حصل لندن مركزا للتجارة الأوربية، وحدد في عام 166 ميثاق رسمي يحمى
الطائفة اليهودية ومنحوا حرية العبادة عام 1673 وعوملوا معاملة مساوية لباقي
السكان.

 

واتجه
المارانوس في الوقت نفسه إلى الاهتمام باستكشاف العالم الجديد ومولوا هذه
العمليات، وهناك ما يدعو للاعتقاد، (كريستوفر كولومبوس) كان ينتمي إلى أخري عائلات
المسيحية الجدد، وانتقلت أعداد منهم إلى البرازيل في القرن السادس عشر وإلى
المكسيك.

 

أما
عدد المارانوس في العالم اليوم فمحدود للغاية أو كان الاعتقاد ساندا بان محاكم
التفتيش قد قضت نهائياً على أثار اليهود في أسبانيا والبرتغال، يميز، يهوديا
بولنديا يدعى (شوارز) كان يعيش في لشبونة جميع معلومات عام 1917 تدل على تجمعات من
المارنوس مازالت تلتزم بالتعاليم اليهودية، وقد بدأت أعداد المارنوس القليلة تضمحل
حاليا حيث تزاوجت أجيالها الجديدة مع غير اليهود وهاجر بعضها إلى إسرائيل ولا
يحتمل، تبقى فئة المارانوس في أسبانيا والبرتغال طويلا.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى