علم التاريخ

25- الموقف العام من التقليد العلماني



25- الموقف العام من التقليد العلماني

25- الموقف العام من التقليد العلماني

كان
من الواضح، هذا الوضع الشائن أفادت منه الدولة الرومانية سياسياً إذ جعل كبار رجال
الذين تابعين للحكام العلمانيين، وجعل الوظائف الدينية اقطاعات يمنحها هؤلاء
الحكام لرجال الدين، لذلك تمسك أباطرة الدولة الرومانية المقدسة بوجة خاص بهذا
الحق واعتبروا تخليهم عنه خسارة كبيرة تحيق بسلطانهم السياسي ولكن الكنيسة هي التي
كانت الخاسرة في الواقع بسبب هذا الوضع الشاذ الذي أدى إلى تفككها وعدم ارتباطها
تحت زعامة البابوية، بعد، اصبح الأساقفة أذنا بالملك أو الإمبراطور، حتى الأمير
الإقطاعي يعينهم لخدمة أغراض ولتحقيق اهدافة من تخويف الشعب وإرهابه ومعاملته
كرقيق في حين أراد الحكتم العلمانيون من أباطرة وامراء، يسيطروا علي رجال الدين
سيطرتهم علي اقطاعاتهم بما حمله من اقناء (عبيد) وان يتحكموا في تعينهم حتى
يكونوا. أداه طبيعية في أيديهم، ولا سيما، رجال الكنيسة كانوا الفئة الوحيدة
المتعلمة – التي تستطيع القراءة والكتابة – ومن ثم اشتدت حاجة الحكام العلمانيين
إليهم ليستخدموهم في الأمور الإدارية والحساب. وليس الأمر وقف عند هذا الحد بل
تعداه إلى تدخل الملوك والأمراء في اختيار الباباوات أنفسهم، فاخذوا أمراء روما
يسيطرون علي البابوية، وبوجه خاص بعد وفاة بندكت الثامن عام 1014م، واختاروا لهذا
النصب الخطير من يحقق لهم أغراضهم حتى ولو كان من غير رجال الدين، مما جعل كثيراً
من الباباوات يستخدمون الأباطرة الألمان.

 

ولكن
قيام الأباطرة الألمان بحماية البابوية جعل من البابوية صنعه لهم مما ساء الكرادلة
المصلحين، فانتهزوا فرصة وفاة الإمبراطور هنري الثالث عام 1056 عن طفل صغير هو
هنري الرابع واختاروا البابا ستفن التاسع عقب وفاة البابا فكتور الثاني 1057،
ويبدو، هذا الاختيار لم يرق في أعين الأمراء روما فطردوا البابا ستفن التاسع
Pope Stephen IX وعينوا البابا بندكت العاشر، وعندئذ تمسك الكرادلة برائيهم ورفضوا
الاعتراف بالبابا الجديد حتى تم عزله هو الأخر. ولوضع حد لهذه الفوضى دعا البابا
نيقولا الثاني مجمعا دينيا في روما 1059لتنظيم اختيار البابا وإنقاذ البابوية من
الهوة التي غرقت فيها، وكان، قرر هذا المجمع، يتولي الكرادلة وحدهم – وهم اساقفه
روما وضواحيها السبع – انتخاب البابا، علي، يستدعي الشعب ورجال الاكليروس بعد ذلك
لمجرد الموافقة علي هذا الاختيار، هذا فضلاً عن انه ضرورة اختيار البابا من بين
رجال الاكليروس في روما نفسها، ألا في حاله عدم توافر المؤهلات والشروط المطلوبة
اللازمة للمنصب البابوي في أحدهم، فإذا تقدر لأي سبب أجراء عملية انتخاب البابا في
روما فانه يجوز أجراء هذه العملية في أي مكان أخر.

 

وبذلك
استطاعت البابوية، تتحرر من نفوذ نبلاء روما وسيطرة الأباطرة جميعاً.

 

فضلاً
عن اختيار البابا اصبح ذا شكل انتخابي في هيئة مختارة من صفوة رجال الكنيسة لذلك
ليس من المبالغة، تقرر، هذا الإجراء كان الخطوة الأولى في سبيل إقامة إدارة مركزية
في الكنيسة تستطيع، تباشر حركة الإصلاح الكنسي بوجه عام.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى