علم التاريخ

18- أمراض الكنيسة الرومانية في العصور الوسطى:



18- أمراض الكنيسة الرومانية في العصور الوسطى:

18- أمراض الكنيسة الرومانية في العصور الوسطى:

3)
التقليد العِلماني

 وهذه
المشكلة تختلف عن سابقتها في كونها تنقل اتصالاً مباشرا لسلطة الحكام العلمانيين،
والمقصود بالتقليد العلماني هو أن يقوم الحكام العلمانيون – من أباطرة وملوك
وامراء – بتقليد رجال الدين مهام مناصبهم الدينية، والمعروف أن القانون الكنسي نص
منذ القدم علي أن يكون تعيين القساوسة بواسطة اساقفهم وان يقوم القساوسة وغيرهم من
رعايا ألا سقفية بانتخاب الأسقف، واخيراً يعتمد كبير الأساقفة (البابا) هذا
الاختيار، ولكن هذه الأوضاع تغيرت علي مر الأيام واصبح أصحاب ألا راضي من
الإقطاعيين يقومون بتعيين الأساقفة، في حين تولي الأباطرة والملوك تعين الأساقفة،
فكيف أن يسلم أحدهم خاتم الأسقفية وعكازها ألي أحد الأفراد ويقول له تسلم أسقفية
كذا، فيصبح أسقفها.

 

واصبح
نيران القوي في يد العلمانيين بعد أن كانت سلطة الكنيسة هي سلطة الإمبراطور وأكثر
وقد أفاد هذا الوضع الدولة سياسيا، إذ جعل كبار رجال الدين تابعين للحكام
العلمانيين، وجعل الوظائف الدينية بمثابة اقطاعات يمنحها هؤلاء الحكام لرجال الدين
ولذلك تمسك أباطرة الدولة المقدسة بوجد خاص بهذا الحق، واعتبر تخليهم عنه خسارة
كبيرة تحقيق السلطانهم السياسي.

 

ولكن
الكنيسة هي التي خسرت خسارة كبيرة من جراء هذا الوضع الشاذ، الذي أدى إلى تفككها
وعدم ارتباطها تحت زعامة البابوية، بعد أن اصبح الأساقفة أذنابا للملك والإمبراطور
يعينهم لخدمته وتحقيق اغراضة، لا لخدمة الكنيسة وتحقيق أغراضها فكانت الكنيسة تريد
من رجالها أن يخضعوا للبابوية وحدها، وينصرفوا لخدمة وظائفها الدينية، في حين أراد
الحكام العلمانيون أن يسيطروا علي رجال الدين سيطرة إقطاعية، وأن يتحكموا في
تعينهم حتى يكونوا أداة طيعة في أيديهم، ولا سيما أن رجال الكنيسة كانوا الفئة
الوحيدة المتعلمة، ومن ثم اشتدت حاجة الحكام العلمانيين إليهم في الشئون الإدارية.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى