علم التاريخ

4- النزاع بين الكرسي في القسطنطينية والكرسي في روما



4- النزاع بين الكرسي في القسطنطينية والكرسي في روما

4- النزاع بين الكرسي في القسطنطينية والكرسي في
روما

اعتمدت
القسطنطينية علي أنها مركز الأباطرة، ومحل أقامتهم، وبالتالي يحق لاسقفها أن تكون
له الزعامة الدينية علي العالم المسيحي، كما كان لامبراطورها الزعامة السياسية
هناك ألا انه اضعف من موقفها أن تراث الكنيسة انتقل عن طريق الرسل إلى الكنائس
التي أسسها مثل كنيسة إنطاكية والإسكندرية وروما وهنا اقتصرت القسطنطينية إلى مثل
هذا التشريف، لان أحد من الرسل لم يشرفها بالذهاب أليها أو الاستشهاد فيها.

 

أما
روما فيكفيها فخراً ذهاب بطرس وبولس ومرقس إليها واستشهاد الأولين في أراضيها.

 

وبهذا
تزرع أساقفة روما وحاولوا فرض سيطرتهم الدينية علي العالم المسيحي من وقت لاخر أول
الأمر، حيث لم يكن اساقفها محل اعتبار مثل أقرانهم الشرقيين، ولذلك أصر الشرق علي
موقفة من زعامة المجامع الكنسية حتى مجمع خليقدونيا عام 451م، فقد حاول زعماء الكنيسة
الشرقية تأكيد هذة المساواة والمكانة والامتيازات بين كرسي روما والقسطنطينية،
ولكن مندوب البابا في روما عارض بشدة متمسكاً بأنه خليفة بطرس الرسول واعترفت به
الاسقفيات التابعة له وفي سنة 455 اصدر الإمبراطور فالنشيان الثالث إمبراطور روما
مرسوم يقضي بخضوع جميع أساقفة الغرب لبطريرك روما، وساعدة علي ذلك ازدياد التجاء
أساقفة الغرب إلى استئناف أحكام المجامع والأحكام القضائية اوصفا لأساقفة عند
اعتابة.

 

وهكذا
سارت الأمور حتى تحققت للبابوية في روما سيادتها الفعلية في صورة عالمية بدءاً من
عهد البابا جريجوري الأول (العظيم) 590- 604 بوصفة خليفة القديس بطرس.

 

وكان
هذا التعظيم من شان البابوية الرومانية مؤسساً علي الخلافات الدينية، التي نظروا
أليها من زاويتها السياسية بعكس بابا الإسكندرية وزملائه في الشرق، مثلما حدث في
مجمع خليقدونيا عام 451، وهو المجمع الذي حمل بذور الانشقاق بين الكنيستين بشكل
نهائي وواضح.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى