علم التاريخ

1- دخول المسيحية و الإمبراطورية في أوروبا



1- دخول المسيحية و الإمبراطورية في أوروبا

1- دخول المسيحية و الإمبراطورية في أوروبا

بدأت
المسيحية تظهر في أوروبا في القرنين الأول والثاني، في منطقة جنوب أوروبا علي يد
الرسل الأطهار وتلاميذهم من بعدهم، كبلاد أسيا الصغرى واليونان وإيطاليا وأسبانيا،
بالإضافة إلى جزر البحر المتوسط.

 

وقد
بدأ الأيمان بالطبقة الشعبية المريضة فتحها إلي أعلا، لان الطبقة الحاكمة كانت
تخشاها (المسيحية) خوفا علي سلطتها، حيث ظنوا أن المسيحية ضدهم وضد سلطاتهم، ومن
ثم كان الاضطهاد شديداً من الطبقة العالية للطبقة الدنيا، في الوقت الذي تمسكت
الطبقة الدنيا بالمسيحية كموئل وملاذ لها من ظلم تلك الطبقة، ووجدوا في إيمانهم
بالله، وما أظهره لهم من حب ومعجزات خير عزاء لهم في حياتهم التي كانوا يعيشونها
من اجل متعة طبقة الأغنياء والحكام، حيث ملؤا بطونهم من كدهم، وشربوا الخمر من
عرقهم وفي النهاية ساقوهم عبيداً إذا هم تقاعسوا عما اسند إليهم، أو تأخروا في دفع
ما عليهم من ضرائب.

 

وكان
المجتمع عند دخول المسيحية إلى أوروبا ينقسم إلى: طبقة حاكمة رفيعة المستوي في
العلم والثروة والجاه، واخري علي النقيض، كادحة جاهلة، ولا حول لها ولا قوة ألا
الطاعة في إطار من الخوف والفزع.

 

تكونت
الطبقة الحاكمة من: الإمبراطور. وكان لزمن السلطات ما اوصلة إلى حد العبادة،
وفلاسفة يقومون بدور الوزراء مستشاري هذا الإمبراطور، وحكام ولايات لهم كل سلطات
الأباطرة في ولاياتهم، وجيش جرار علي رآسة قائد يحمي هذة الأملاك وقد ظل هذا
النظام حتى بعد دخول المسيحية إلى البلاد. وكان الإمبراطور الوثني يجمع في شخصيته
السلطتين: المدنية والدينية، فحمل بالإضافة إلى القابة الرسمية العديدة لقب ”
الحبر الأعظم ” فلما أصبحت الكنيسة مؤسسة شرعية في البلاد اصبح هو بالتالي
رئيسها القانوني.

 

وعندما
تخطت الكنيسة مراحلها الأولى والعسيرة في صراعاتها مع الوثنية علي يد الأباطرة
السابقين علي قنسطنطين الكبير، ووصلت إلى آن تكون ديانة ” مرخص بها علي قدم
المساواة مع الديانة الوثنية ” بمقتضى مرسوم ميلان عام 313م بدأت الديانة
المسيحية تطفوا علي السطح، وظهرت أصوات المصلين في أبنية بسيطة، هي الكنائس الأولى،
إلا أنها كانت مستهدفة لهجات الوثنيين اللذين كانوا يلفظون أنفاسهم الأخيرة.

 

ومن
هذا يبدو أن سياسة الإمبراطور قنسطنطين الوثنية تمثل حلقة انتقال، كما أنها تعبر
عن تطور فكري اكثر منها تحول روحي، ذلك انه تسامح مع المسيحيين في الوقت الذي لم
يظهر الوثنيين، وعن هذا الطريق حاول أن يمسك العصا من وسطها ليحقق نوعا من التوازن
بين الديانتين المسجية والوثنية.

 

وكان
لعطف قنسطنطين الكبير علي الكنيسة وقع عظيم في جميع الأوساط المسيحية، فاشتد
الحماس له، وعظمت الثقة به، وقد سارع المؤرخ ” اوسابيوس ” إلى تنصير
الحبرية الوثنية العظمي السابق الإشارة أليها في الخطبة التي أعدها لمناسبة
الاحتفال بمرور ثلاثين عاما علي جلوس قنسطنطين، وجعل من الحكومة الأرضية صورة من
الحكومة السماوية، وقال باله واحد في السماء وحاكم واحد علي الأرض، وبقانون واحد
في السماء وحاكم واحد علي الأرض، وبقانون واحد في السماء وقانون واحد علي الأرض
واعتبر الإمبراطور الروماني مفوضاً من الله.

 

وثبت
أيمان قنسطنطين هذا الرأي ولا سيما احساسة بالرسالة السماوية التي كان يحملها،
واهتمامه بأمور الكنيسة وسعية لتوحيد كلمتها، ومن هنا خلع علية أساقفتها ”
الحبر الأعظم “
pantifex
Maximus

 

وجاء
الإمبراطور تياؤدوسيوس الكبير (الأول) (379- 395) أعلن في الثامن والعشرين من
فبراير عام 380العقيدة المسيحية ديناً رسمياً للدولة علي مذهبها الأرثوذكسي،
فأصبحت الكنيسة كنيسة رسمية، وان الإمبراطور هو ” الكاهن الأعظم التقي
الأرثوذكسي ” وكان هذا هو بداية اكبر أسباب تكبر اساقفه القرب، وتعاظم مركز
البابوية تجاه العقيدة والسياسة والمجتمع، وتجاهل مركز الكنائس الأخرى وخصوصاً
كنيسة الإسكندرية باعتبارها كرسي ولاية من ولايات الإمبراطورية الرومانية.

 

والواقع
أن الاعتراف بالمسيحية ديناً رسمياً للإمبراطورية كانت نتائج بعيدة الأثر بالنسبة
للكنيسة ونظمها، ذلك أن التنظيم الكنسي امتاز أصلا بالبساطة المطلقة في العصر
المسيحي الأول، فلم يكن يتعد الرابطة الدينية بين مجتمعات دينية مسيحية مستقلة
بعضها عن بعض، لكل مجتمع منها أسقف يساعده فريق من القسوس والشمامسة،

 

وحقيقة
أن بعض هؤلاء الأساقفة امتازوا عن زملائهم بحكم كراسيهم من أهمية قديمة أو ثروة
عظيمة أو مساحة واسعة، ولكن مع ذلك لم توجد هيئة كنسية تمثل سلطة دينية ذات نفوز
فعال في الحياة العامة.

 

وقد
ظهر علي رأس الكنيسة عندئذ خمسة بطاركة للخمسة كراسي بالإسكندرية، إنطاكية.
أورشليم. روما. القسطنطينية، وكانوا في نظر الإمبراطورية الرومانية يمثلون كبار
الرؤساء فيها، ويتبع كلا منهم مجموعة من الأساقفة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى