علم التاريخ

الرهبنة فى مصر



الرهبنة فى مصر

الرهبنة
فى مصر

الرهبنة
ومؤسسوها

 نشأة
الرهبنة:

أول
من أنشأ نظام الرهبنة هى الأمه المصرية وقد ظهرت الرهبنة فى مصر وقت دخول الديانة
المسيحية فيها قيل أن القديس مرقس الرسول هو الذى علمها لمسيحى مصر وقال أوسابيوس
القيصرى المؤرخ ” لما كان مرقس الرسول متحلياً بالطهر والعفاف وبث روح
الفضيلة فى قلوب كثيرين من المصريين فاعتزلواالناس ولجأوا إلى الكهوف والمغائر
والسراديب عاكفين على تسبيح الخالق وأن الفضائل المسيحية لازمة على كل مؤمن فيجب
مناجاة الله المخلص والتعفف من اللذة وتسليم المشيئة الشخصية للمشيئة الإلهية فى ارتياح
وفرح وقوة ومحبة الخير للناس جميعاً وانكار الذات.

 

قيل
أن أول دير مسيحى تأسس كان سنة 151م حيث عزم فرونتينوس على ترك العالم زاهداً
الدنيا فجمع إليه جماعة من الاخوة وسار بهم إلى وادى النطرون وقضى بقية حياتهم
بالنسك والتعبد فى بعض الكهوف الصخرية إلا أن الرهبنة لا تعرف جيداً فى مصر إلا فى
عهد القديسين الانبا بولا والانبا انطونيوس.

 

أنماط
الرهبنه:


نمط التوحد وفيه يسكن الراهب منفرداً واسسه القديس الانبا انطونيوس


نمط الشركة وانشأه القديس باخوميوس وفيه يحيا الرهبان جماعات يصلون الصلوات
المختلفة مجتمعين ومن هذا النظام انشأ القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين اديرته.

 

مبادئ
الرهبنة:

ليس
ما يسمى بمبادئ الرهبنة الثلاثه (الفقر – الطاعة – العفة) فى الحقيقة ما الا
ممارسات سلوكية فالرهبنة هى الانشغال بالتحدث إلى الله أو الاستماع إليه فالراهب
يجب ان يسمع صوت الله فى قلبه ليست الرهبنة مذهب صوفيا يعتقد فيه الراهب انه يرضى
الله بممارسات نسكية أو مذهباً نفسياً بل هى فى حب الفادى.

 

ثانياً:
رؤساء ومؤسسو الرهبنة فى الكنيسة

1-
الأنبا بولا أول السواح

يروى
القديس الأنبا انطونيوس كاتب سيرة هذا القديس (الأنبا بولا) قال – فى سن السبعين
خاجلنى فكر من الكبرياء فقلت فى نفسى أظن انه لا يوجد ورائى أحد فى البرية اقام فى
سبيل النسك والفضيلة مثلى وفى الليلة التى كنت اتأمل فيها فى هذه الأمور أوحى إلى
من قبل الله أنه يوجد خلفى رجل افضل منى وفى الصباح اخذت جريدة النخل التى كنت
اتكأ عليها

 

وأخذت
أتمشى فى البرية وكان حراً شديداً فشرعت أحدث نفسى قائلاً انى لمتكل على الله الذى
لا يتخلى عنى أن يرينى عبده الذى أوحى إلى عنه ورأى وحشا فرسم القديس الانبا
انطونيوس على وجه بعلامة الصليب وقال له اين هو عبد الله فأراه الوحش المكان
مشيراً بأصبعه فأستمر فى سفره وايضاً رأى وحشاً أخر كإنسان قصير القامة له ساقان
وقرنان كقرنى التيس فسأله من انت فأجابه اننى احد سكان البرارى الذى يعبدهم
الوثنين كأنهم آلهه وارسلنى طائفتى لأطلب منك نيابة عنهم ان تتضرع لأجلنا إلى
المسيح إلهنا الذى عرفناه انه اتى لأجل خلاص العالم وجدد السير فى البرية بعد
يومين بليلتين فى الصلاة راجيان من الله لا يهمله ووقع نظره على مغارة فوق الجبل
وشاهد وحش يدخل اليها وفى الظلام لم يميز شيئاً وقد حاول الخوف أن يدخل قلبه ولكن
المحبة تطرح الخوف إلى الخارج فقرب من المغارة فلاح له فيها ضوء سراج فأسرع فى
سيرة فعثرت رجليه بحجر ودحرج الحجر فقفل المغارة فأرتمى القديس الانبا انطونيوس
أمام المغارة على وجهه وتوسل إلى القديس الانبا بولا يفتح له باكياً وبالتوسل له
فتح له وتعانقا وقبلا بعضهما بعض بالقبلات المقدسه فسأله الانبا انطونيوس عن السبب
الذى من أجله أتى إلى البرية وكم عاماً أتى عليه فيها وكم سنة حياته وماذا يأكل
وكيف عاش. فأجابه القديس الأنبا بولا.

 


نشأته:

انى
ولدت نحو سنة 228م فى الصعيد الاقصى بمدينة طيبة من ابوين غنيين ولما صار لى العمر
12سنة مات والداى فدخلت مدارس الفلسفة واتقنت فيها اليونانية فضلاً عن اللغة
القبطية وأقمت فى منزل زوج اختى ولم يكن مسيحياً ولما بلغت سن العشرين أثار ديسيوس
قيصر اضطهاد سنة 249م على المسيحيين وصدر الأمر بالتفتيش على المسيحيين لتعذيبهم
فهربت إلى منزل كان لى بين مزارعى وانذرتنى اختى بأن زوجها عازم بأن يخبر الحكومة
لكى يقبضوا علي ويتمتع بمالى بحق الارث فتذكرت قول المسيح ” من لا يترك جميع
امواله لا يقدر أن يكون لى تلميذاً ” (لو14) فوهبت أختى وزوجها كل ما أملك من
حطام الدنيا وودعت العالم وقصدت البرية وايضا هناك قصة أخرى فى حياته وخروجه من
العالم إلى الرهبنة.

 


حياته:

بينما
هما يتكلمان التفت كلاهما فنظر غراب على غصن شجرة وللوقت وقف بكل هدوء على الفرع
وفى منقاره رغيف من الخبز فأتى والقاه فيما بينهما وطار وهما ينظران ويتعجبان فقال
القديس الانبا بولا لضيفه الانبا انطونيوس مبارك الرب الذى ارسل لنا مأكلا فأعلم
يا أخى انه منذ أتيت هنا وهذا الغراب يأتينى كل يوم بنصف رغيف واليوم من أجلك اتى
برغيف كامل بعد أن شكرا الرب فقام يصليان طول الليل. ولما اتى الصباح سأله الانبا
بولا لقد عرفت من مدة طويلة انك تسكن هذه البرارى وكان الله وعدنى بزيارتك فجئتنى
فى الوقت المناسب اذ حان وقت راحتى يعنى الانتقال من هذا العالم والسكنى مع سيدى
ربنا يسوع المسيح حيث قد أعد لى اكليل البر فلهذا أرسلك لكى تدفن هذا الجسد الشقى
وترد التراب إلى التراب فأذهب بسرعة إلى ديرك وتأتينى بالرداء الذى أعطاه لك
القديس اثناسيوس الرسولى البطريرك لتكفينى به وتدفنى ولم يكن فى حاجه إلى ثياب ففى
اليوم التالى من رجوعه فى الساعة التاسعة أبصر جمهور من الملائكة يصعدون إلى
السماء ومعهم روح القديس الانبا بولا وهى تضئ كالشمس فجثاً على الأرض ووضع التراب
على رأسه وقال يا خائف الله لماذا تركتنى هكذا بدون أن تودعنى وعندما وصل المغارة
وجده ميت فلفه بالرداء وحمله وهو يرتل المزامير وإذا بأسدين جاء معاً راكضين فلما
نظرهما ارتعد ورفع فكره إلى الله فأقتربا وانطرحا بجانب جسد الانبا بولا وقاما
بحفر القبر وسجدا أمام الانبا بولا ولمسا يديه وقدميه كمن يطلب بركه ثم اطلق
الاسدين بإشاره يده وصلى على جسده ودفنه وكانت فى يوم 12 أمشير 59ش سنة 343م.

 

2-
الأنبا انطونيوس أبو الرهبان

كاتب
سيره حياه القديس الأنبا أنطونيوس هو القديس الأنبا اثناسيوس الرسولى البطريرك
العشرون الذي كان يفتخر بأنه يكون عرف الأبنا انطونيوس منذ حداثته


نشأته

ولد
هذا القديس في منتصف القرن الثالث (سنه251 م) بقريه كوما (قمن العروس ببني سويف)
من أبوين مسيحيين غنيين صالحين وعلماه مبادئ الانجيل قولا وفعلاً منشأ من صغره
متدرباً على الفضيلة وفى سن العشرين رحل والداه للعالم الآخر وتركا له أختا صغيره
وغنى وفيرا حوالى (300 فدان) ولما دخل الكنيسة ذات يوم سمع قارئ الأنجيل يذكر ما
قاله الرب يسوع المسيح للشاب الغنى ” أن إردت أن تكون كاملاً فأمضى وبع كل ما
تملك واعط للفقراء فيكون لك كنزا في السماء وتعالى اتبعني ” (مت 19) فأعتبرها
رسالة خاصة له فقام وأودع أخته في بيت العذارى يعيشن في بيت واحد للعبادة ثم قام
بتوزيع املاكه علي المساكين وانفرد في العبادة على شاطئ النيل بالقرب من المدن لم
يذهب الي البرارى وحاربه ابليس بالشهوات فكان ينتصر بالصلوات والنسك والاتضاع
والتأمل في الكتاب المقدس والصوم طول اليوم مع تناول خبزا مع القليل من الماء
والملح وكان ينام على الحصيرة ثم دخل الي الصحراء الشرقية حيث وجد قبرا قديماً عاش
فيه وقد عانى من ضربات ابليس وحاربه بصور حشرات ومناظر وحوش فكان يرنم المزامير
ويغلبهم بالأتضاع.

 

ثم
قلده كثيرون وقرروا أن يقيموا بجوارة ويتمثلوا بسيرته فوضع لهم قوانين كما كان
يرشدهم فرغب في نيل اكليل الشهاده فذهب مع بعض رهبانه الي الاسكندرية خلال
الاضطهاد الذى اثاره مكسيمينوس وطاف شوارعها وشجع المؤمنين على قبول الموت بفرح
وعاش هذا القديس 105 سنه بعدما ترك البريه تمتلئ بالنساك العظام

 

3-
الأنبا أمونيوس

ولد
هذا القديس حوالى سنه 294 م بجوار مريوط وهو كزميله الأنبا انطونيوس كان من أسره
مسيحية تقيه ميسرة وفقد ابويه وهو في سن الحداثة فعاش تحت وصايا عمه وكانت أماله
متوجهه الي عيشة التبتل غير ان عمه خطب له فتاه غنية وعلي غير ارادته استطاع
بسيرته المقدسة أن يؤثر عليها وأتفق الاثنان ان يقبلا عقد الزواج ويعيشان كأخ وأخت
لا كزوج وزوجه ظل هذا الحال مده طويله سبعة عشر سنه وهم محافظين على شروط العفة
والطهاره والامانه وبعدها ماتت الزوجه فهجر مسقط رأسه ومضي الي القديس الانبا
انطونيوس وتتلمذ له ودرس قوانين الرهبنه وأوفده الي وادى النطرون ليؤسس أديره وبعد
مضى ثمانون سنه اصبح وادى النطرون به خمسون ديرا وتنيح في 2 بشنس سنه 73 ش.

 

4-
القديس بفنوتيوس

ولد
القديس بفنوتيوس بمدينة طيبة بمصر بعد نصف الجيل الثالث ونما فى البركات السمائية
والنعم الالهية الغير اعتيادية فبدأ القديس بفنوتيوس يمارس الفرائض النسكية التي
يرشده اليها معلمه بنشاط كلى وأخذ يميت حواسة بالتقشفات الصارمه حتى أنه اخضع جسده
لروحه اخضاعاً كاملاً وقد شهد القديس الأنبا انطونيوس مرات كثيرة لعظم فضائله
ومزيد فطنته وجزيل محبته.

 

وشاء
الرب ان يجعل هذا القديس بركه لأهل مدينته وهى اقليم طيبه فأختير اسقفاً لها لكنه
تألم من هذا الأختيار كثيراً وحاول التخلص منه فقبل السيامه وترك البرية.

 

ولما
ثار اضطهاد دقلديانوس ومكسيميانوس على مسيحى مصر وقعت على هذا القديس وعلي رعيته
آلام جسيمه وقبض عليه سنه 308 م وعذب عزابات شديدة وقاسية من أجل اعترافه بالمسيح
ومنها حكم عليه بقلع عينه اليمني وبقطع مفاصل ركبته اليسرى وربطه بسلاسل وكان من
الذين ارسلوا الي فلسطين كما روى المؤرخ اوسابيوس القيصرى أن عددهم كان مائه
وثلاثون شخصاً وكان هناك حتى سنه311 م حتى التزم الملك غاليريوس المغتصب أن يأمر
بأزاله الاضطهاد عن المسيحيين لأجل مرض أعتراه

 

القديس
بفنوتيوس كان من الأساقفه الحاضرين مجمع نيقيه المسكونى الأول سنه 325 م وكان من
أعضاءه المحترمين وظهرت فضائله حتى اكتسب مقاماً سامياً لدي الملك قسطنطين البار
وكان أيضاً أحد الآباء الذين وضعوا قانون الايمان الارثوذكسى في مجمع نيقية.

 

5-
القديس مكاريوس المصرى (ابو مقار الكبير)

ولد
بالصعيد (قيل ببلدة شنشور بالمنوفية) سنة 301 م من أبويين مسيحيين فقيرين هذباه
على روح النسك وكان مشتغلا فى حداثته برعاية البقر وقيل أن أبويه رأى فى رؤيا قبل
ولادته انه سيولد لهما ولد ينشر صيته فى كل مكان ولذا سمياه مكاريوس اى طوباوى.
ولما نشأ فى القامة زوجاه بغيرارادته فتظاهر بالمرض أياما ثم استسمح اباه بأن يمضى
إلى البرية لتبدبل الهواء وشاهد كل البريه بأركانها وكأنه يعلم انها ستكون ميرثا
له وسعى فى جهده فى اقتناء بعض الفضائل حتى وصل صيته إلى أسقف جهته فكرسه شماساً
لخدمة الكنيسة وأراد أن يهرب إلى مكان بعيد وكان يصنع سلاسل ويعطيها لرجل صالح
ليبعها ليقتات به ولكن الشيطان حسده وحرك عليه بعض الاشرار فأتهموه بفعل الدنس مع
عاهرة وضربوه بقساوة وجروه فى الشوارع أهانوه والتزم بأن يعول المرأة بتقديم
الدراهم اللازمة لمعايشتها مدة حملها وكان يخاطب ذاته ويقول أشتغل بنشاط يا
مكاريوس فقد صارت لك أمراه ولما أتى طلق الولادة للمرأة وتعذبت جدا فأضطرت ان
تعترف ببراءة القديس مكاريوس فذهبوا إليه الذين اهانوه طلبوا منه الصفح عنهم.

 

بعد
ذلك هرب إلي صحراء ليبيا ببريه الاسقيط بوادي النطرون وقد بلغ العمر 30 سنه ثم ذهب
الي القديس الانبا انطونيوس أبا الرهبان وتتلمذ له ولبس منه اسكيم الرهبنه فجلس في
دير السيدة العذراء بالبراموس ثم الي دير ابى مقار ولما بلغ 40 سنه من عمره سنه
340 م التزم ان يرسم كاهنا لخدمة الاسرار وتوزيعها علي اولئك الرهبان العائشين تحت
تدبيره ومن الطرق التي وضعها القديس مكاريوس لرهبانه لتيمكنوا بالسير فيها مع
اماته اجسادهم وان يتناسى الاهانات التي تصنع في حقه وان يتجلد في احتمال الآلام.

 

وفي
سنه 375 م امر فالنص قيصر الاريوس بطرد جميع رؤساء الاديرة الذين حافظوا علي
الايمان الارثوذكسي القديم تنفيذ لطلب البطريرك لوسيوس الهرطوقي المغتصب الكرسي
المرقسي ولهرب البطريرك بطرس الحادى والعشرون ولما رجع القديس مكاريوس الي بريته
فظل يعلم المتوحدين ويرشدهم الي ان رقد في الرب 27 برمهات سنه 108 ش بالغا من
العمر 90 سنه وسرق جسده ودفن في كنيسه شبشير مركز منوف وفى سنه 440 م ونقل جسده
البابا ميخائيل الثالث الي بريه شهيت (الاسقيط) وقد بلغ راهبانه الي 1500 راهب.

 

6-
القديس مكاريوس الاسكندرى

ولد
فى مدينة الاسكندرية فى أوائل القرن الرابع من والدين فقيرين واشتغل خبازاً بضع
سنين وكان يصنع الفطائر ويبعها لينفقها فى ما يحتاج وقد اعتمد بعد الثلاثين سنه
وتقوى بالنعمة فعند سماع اخبار النساك والسياح العائشين فى البرارى عزم على سيرتهم
قائلاً ” أن قيمة نفسى توازى قيمة اولئك القديسين فلما لا انسج على منوالهم
” ثم تتلمذ على يد القديس انطونيوس وترهب بدير وادى النطرون ايام الانبا
مكاريوس الكبير وقد بلغ النسك بأن يأكل الحشائش والعروق النيئه المرة وكان يأكل
مرة كل أسبوع.

 

فلما
أراد أن يترهب رأه رئيس الدير شيخاً منعه لعدم اقتداره على العيشة المتعبة فألح
عليه بالدموع فقبله ودفع له جانباً من الخوص لكى يضفره فأنفرد فى مكان وظل يشتغل
واقف على قدميه ثلاث أيام بدون أكل ولا شرب حتى قال أحد الأباء الرهبان للقديس
الانبا باخوميوس (اخرج عنا هذا الرجل لأن ليس له جسد ” أما القديس باخوميوس
فقد عرفه بإرشاد إلهى فأستقبله بأحتفال عظيم فخرج من تلك البرية ولجأ إلى مكان فوق
الجبل نيتريا ولما بلغ خبره إلى البطريرك الاسكندرى فأرسل إليه أناس فرسمه كاهناً
فلما رأى نفسه اكتسب درجة كهنوتيه ازداد فى تقشفه ونسكه وقد التفت حوله اكثر من
5000 راهب متوحد فكان يرشدهم فكان يصلى فى اليوم اكثر من مائة مرة ويقضى طول الليل
فى الصلاة وكان لهذا القديس موهبة اخراج الشياطين مجرد اشارة الصليب واضطهد
الامبراطور فالنص قيصر الاريوسى هذا القديس ونفاه مع مكاريوس الكبير ولما رجع من
منفاه تنيح سنه 112ش سنه 319م وكان عمرة 89 سنة.

 

7
– القديس باخوميوس (أب الشركة)

هذا
القديس لقب بأبى الشركة أول من ابتدأ بالعيشة المشتركة فى الأديرة تحت قانون واحد
ورئيس وتعيش الرهبان تحت طاعته – لما بلغ سن العشرين تطوع فى جيش والد قسطنطين
الكبير الرومانى وحضر مواقع حربية كثيرة فى سنة 314 واعتنق المسيحية ونال سر
المعمودية فى عيد الفصح من الأنبا سرابيون اسقف دندرة (الأقصر) وكان عمره 25سنة
وبعد عماده شعر بميل زائد نحو عيشه الكمال المسيحى واشتاق للعزله والأنفراد فتوجه
إلى اسوان وتتلمذ للأنبا بلامون احد شيوخ البرية وبعد سنتين تباعد عن قلايته وهو
يمشى ظهر له ملاك الرب ليبنى دير فى هذا المكان بمركز نجع حمادى بقنا.

 

فلما
اشتهر أمر القديس باخوميوس وتردد اسمه على الألسنة أتت أخته مريم لزيارته فلم يرد
أن يقابلها ولم يسمح لها بالدخول إلى الدير بل أرسل إليها البواب وقال لها أخاك فى
سلام

 

في
سنة 316 م زار القديس اثناسيوس ابروشيات كرازته لتثبيت رعيته في الايمان
الأرثوذكسى رأى أن يمر من نواحى دير طابانا فالقديس باخوميوس خرج لملاقاته مع عدد
كثير من رهبانه ولكى لا يعرف من البطريرك ولا من رفقائه أخفى نفسه من الرهبان
الأخرين كأنه أحقر من بينهم ولما قصد البابا اثناسيوس أن يرسمه قسا هرب ألي جزيرة
قرب دندره (الاقصر) فقال البابا لاولاده الرهبان قولوا لأبيكم الذي بني بيته على
الصخره التى لا تتزعزع وهرب من المجد الباطل ” طوبى لك وطوبى لأولادك “.

 

قد
أنعم الرب على القديس باخوميوس بموهبة صنع العجائب والتكلم بالنبوات والشفاء فطلب
من الله أن يمنح ريحاً باسمه ليعرف بعض اللغات للتكلم مع الناس الأجانب من البلاد
المختلفه الذين يقصدونه أن يستشيروه في احوالهم وبني أديره كثيرة.

 

8
– القديس بيمن السائح واخواته

ولد
هذا القديس سنه 350 م وكان له سته أخوه هم انوبيوس اكبرهم وبايز وسمعان وألون
ونسطور وسارماص قيل أن جماعه التدميرين الذين غزوا مصر قبلاً استولوا على جميع
ممتلكات والد هؤلاء الاخوه والاخوه اتفقوا على الرهبنه واعتزل بيمن عن الناس سنه
385م وانفرد في برية الاسقيط.

 

أشتهر
هذا القديس بصفات حسنه كثيرة في انحاء القطر المصرى وأهمهما كشف المكنونات وكان مع
القديس ارسانيوس وقت هجوم البربر للمرة الثانية على الدير وذلك فى سنه 430 م وتنيح
بسلام.

 

بعض
الذين وفدوا الي مصر لدراسة الرهبنه

منهم
روفنينوس من ايطاليا اتى إلي مصر لدراسه قوانين الرهبنه ليستعين بها على تحسين
حالة الرهبان الغربيين وكان مغرماً بكتابات اوريجانوس وتشاحن بسببها مع صديقة
ابرونيموس وترجم كتاب اوريجانوس (موسوم بالمبادئ. وسيده تدعى ميلانو فهى رومانية
الأصل صحبت روفيتوس الى مصر ومكثت تعبد بأحد أديرتها حتى قبض عليها الاريوسيين
ونفوها.ومن اخبار الرهبنه في مصر يروى منها أن اسقف مدينه أوكيرسخيوس أخبره أن في تلك
المدينه عشرة آلاف راهب وان معظم الهياكل الوثنية تحولت الي أديرة وأثنتى عشر
كنيسة أخرى بنيت في تلك المدينه وفي الفيوم وسوهاج واديرة كثيرة ودير بالقرب من
هيرموبوليس (الاشمونين) على دير به خمسمائة راهب وعثر روفينوس فى خلوة خلف مدينة
انطونيوس (دير البرشا) على راهب يدعى الياس ظل بها سبعة وسبعين سنة متوحداً فيها
وكان عمره 110سنة وكان يشفى أمراض كثيرة وطعامة 3وقيات دقيق وثلاث زيتونات ومغارة
أيضاً لراهب اسمه ثيون أشتهر بعلمه وتضلعه فى اللغات اليونانية والمصرية
واللآتينية – كما ايضاً أتوا إلى مصر ايرونيموس الذى ولد سنة 331م وكان مغرماً
بكتب أوريجانوس وكذلك كاسيانوس الذى ظل فى مصر من سنة 390-403م ونقل جمله قوانين
الرهبنة المصرية إلى اللغات اللاتينية

 

ومن
الذين كتبوا عن الرهبنة هو ” بلاديوس ” طاف اديرة كثيرة ووضع تاريخاً
فيماً نشأ فى مصر الوسطى سنة 399م أصيب بمرض فسافر إلى فلسطين فأقيم اسقفاً على
هلينوبوليس بيت عنيا ومن اصدقاء يوحنا ذهبى الفم ولما نفى يوحنا ذهبى الفم قبض على
بلاديوس ووضع فى السجن مع اساقفة كثيرة وهو من انصار أوريجانوس وفى سنة 405م نفى
إلى اسوان وبعد وفاة البابا ثاوفيلس صرح له بالإقامة فى مصر الوسطى.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى