علم التاريخ

الشخصيات القبطية فى القرن التاسع عشر والعشرين



الشخصيات القبطية فى القرن التاسع عشر والعشرين

الشخصيات
القبطية فى القرن التاسع عشر والعشرين

1-
الانبا سرابامون اسقف المنوفية:

نشأ
هذا الاب المبارك فى مديرية الشرقية باسم صليب، ولما ادرك رشده عاش فى القاهرة
واحترف تجارة الزيت ويطوف الشوارع، وكان من جراء ذلك ان ادعت عليه احدى الشريرات
التى كانت قد ولدت طفلا من زنا ووضعته تحت اقدام حماره مدعية انه قتله، ولكن الله
نجاه بمعجزة، فترك الحمار وما عليه وهرب الى البرية هربا من الفخر العالمى الذى
كان فى عيون الناس الذين شهدوا المعجزة، وظل فى الدير الى ان انتخب اسقفا للمنوفية
ايام البابا بطرس الجولى

اشتهربالنسك
والتقشف، وكان الله يجرى على يدية معجزات، وكان ينام متوسدا مركوبه، وياكل الدشيشة
فى اناء من خشب، وقد يحسن فى الخفاء، وله فى هذا احداث كثيرة اما عن معجزاته
فكثيرة ايضا فى شفاء الامراض واخراج الشياطين، وكان عندما يخرج شيطانا يقرا
المزمور الرابع والثلاثين ويرش الماء فى وجه المريض باسم (المسيح يسوع) فحدث ان
سأل الشيطان مرة قبل ان يخرج ما اسمك فقال له: الاسقف صرابامون فقال: دى يابوى هى
الشياطين فيها اساقفة

ومن
اشهر من اخرج منهم شياطين (عن كتاب نوابغ الاقباط) زهرى باشا ابنه محمد على باشا
زوجه احمد بك الدفتردار، ولذلك كانت هذه المعجزة سببا فى زيادة قدر البابا بطرس فى
عين محمد على وكذلك الانبا صرابامون، سيما وانه اعتذر عن قبول الاموال التى اعطاها
له محمد على قائلا ” ليس من شئون وظيفتى ان اربح بمواهب الرب مالا يحوجنى
اليه فلباس كما ترى فرجية صوف احمر، وطعامى الخبز وطبيخ العدس، فعوض ذلك اسال
دولتكم ان تميلوا بتعطفاتكم نحو ابناء الطائفة القبطية، وتخدموا بنيها المرفوتين،
فأجابه الى ذلك، والح عليه ان يقبل تلك العطية، فأخذ منها شيئا قليلا، وفرقة اثناء
مروره على العساكر, وفى ولاية عباس باشا الاول امر باعدام جميع السحره والمنجمين،
فوشى بالقديس انه منهم، وانه شفى زهرى باشا بالسحر، فطلبه الخديوى ليقتله، واذا به
ينطلق الخبر، وكان يوم الجمعه العظيمة – وقابله الخديوى باحتقار ولكنه قال له: انا
رجل مسكين، فقال له عباس – انت شفيت زهرى باشا، فصرخ القديس بقوة فى وجهه قائلا
(هذه قوة الله) فارتعب عباس وقال امان يابابا امان.

وكانت
له احداث مباركة كثيرة- ليس مكانها هنا. وقد طالت ايام هذا القديس حتى ادرك عهد
البابا كيرلس الرابع، كما انه هو الذى شارك فى رسامة يوحنا الناسخ قسا بدير
البراموس كما اسلفنا وتنيح الانبا صرابامون ودفن مع بطريركه البابا بطرس ال 109
والبابا مرقس 108 فى الكاتدرائية الكبرى

 

2-
الانبا باسيلوس مطران القدس

وله
سنه 1534 ش فى قرية الدابه يقنا مركز فرنشوط، وكان والداه تقيان وكان ابوه يصطحبه
معه الى الكنيسة، ويصلى فى البيت مع ابوية، واعتنى به ابوه فعلمه القراءة والكتابة
والحساب، وبرع فى مطالعة الكتاب المقدس، وقد اصيب برمد فى عينية من كثرة القراءة

اعجب
كثيرا بسيرة الاباء الرهبان وخصوصا القديس الانبا انطونيوس ولذلك ذهب الى احد
الاديرة ليترهب، ودام على الصوم والصلاة، وفى سنه 1568 ش رسم ايغومانسا وسلم ادارة
الدير (وكان قد رسم قسا سنه 1565) فعمل على ترقية هذا الدير وكان يعامل الرهبان
برفق ومحبة فأحبوه كثيرا

وكانت
سيرة القديس قد عبق اريجها المتوفين فاختير مطرانا للقدس 1572 ش على يد البابا
كيرلس الرابع، ورغم انه حاول ان يتخلص من هذا الحمل وتلك المسئولية ولكن البطريرك
واعيان الامة اجبروه على القبول، فقبل وسار الى الارض المقدسة، وحزن كثيرا عندما
وجد ان حقوق الامة القبطية هناك مهمله ” فعمل على تجديد العقارات وشراء ما
قيمة 150لاف جنية، فاشترى اماكن يسكن فيها زوار القدس من الاقباط، وكانت مساحتها
حوالى عشرين فدانا سنه 1581 ش وبنى فيها كنيسة ودار فاخرة للمطرانية، كما عمر دير
القديس انطونيوس الملاحق لكنيسة القيامة، حتى اضحى يشمل على كنيسة عظيمة ودارا
للمطرانية جميلة واكثر من اربعين غرفة بعد ان كانت خرابا، كما عمر كذلك دير وكنيسة
مارجرجس , كما دخل مع الاحباش فى صراع من اجل مشكله دير السلطان الذى حاول الاحباش
اغتصابه وحاولوا خطف مفاتيحه بمساعدة قناصل انجلترا وفرنسا، ووقف لهم الانبا
باسيلوس فاستصدر امرا من الدولة العليا بعمل مفاتيح جديدة للدير وتسليمها له، ولكن
الاحباش عادوا وطالبوا بملكية لادير ولجا الانبا باسيلوس الى الدولة العلية مرة
اخرى وساعدة فى ذلك اعيان الاقباط الذين كانوا يعملون فى املاك الخديوى اسماعيل،
فصدر الامر العثمانى الى متصرفيه القدس سنه 1309 ه مؤيدا وثبتا حق الاقباط فى هذا
الدير

وفى
النهاية اشتد المرض عليه، وانتهت بالم شديد فى جنبه الايسر حيث اسلم الروح فى 15
برمهات 1615 س وهو يلهج يارب خلص يارب انقذ”

 

3-
الانبا ابرام اسقف الفيوم:

ولد
عام 1829 بقرية دلجا مركز ملوى مديرية اسيوط انذاك، من ابوين فاضلين، وفد له
الانبا يوساب اسقف صنبو الذى رسمه شماسا، ولما بلغ التاسعة عشره انطلق الى دير
العذراء بالمحرق ثم سيم راهبا باسم بولس غبريال المحرقى، ايام رئاسة القمص عبد
الملك الهدرى، الذى احبه لاخلاقه السامية ونسكه الشديد ولما سمع اسقف المنيا
الانبا ياكوبوس بتقواه استدعاه اليه وسلمه ادارة الاسقفية وكلفة بملاحظة الغرباء
والمساكين الذين كانوا يلجأون الى القلاية، ثم رسم قسا وبعد فتره تاقت نفسه الى
عيشه الدير فرجع وكان الرهبان يحبونه، فطلبوا عزل رئيسهم لانه لم يدخر للدير شيأ
فأتفق على ان يكون القس بولس رئيسهم، فتقدم الدير فى مدة رئاسته، فغرس كرما، ورمم
ماتهدم، واشترى له اطيانا حتى اقبل الكثيرون على الرهبنه فيه، لدرجة انه رسم
اربعين راهبا دفعة واحدة، وظل فى خدمة الدير خمس سنوات، وكان يصرف كثيرا على
الفقراء والمحتاجين، محذره الرهبان من خراب الدير اذا ظل هكذا، الا انه استمر فى
نهجه، حتى زاد عدد هؤلاء الفقراء عن عدد رهبان الدير فطالب الرهبان بعزله، فوافقهم
الانبا مرقس مطران البحيرة الذى كان يقوم باعمال البطريرك على عزله، فخرج من الدير
وقد بكاه هؤلاء المعوزين، ورافقة الى البطريركية بعض تلاميذه المخلصين منهم الانبا
متاؤس مطران الحبشة، وارسل بعد ذلك الى دير الانبا بيشوى هو ورهبانه ثم نقل الى
دير البراموس ايام ان كان رئيس هذا الدير يوحنا الناسخ فيما بعد فقبله ورحب به فى
قلايته، وكانا يدرسان معا الكتاب المقدس حتى حفظ اغلب نصوصه اذ كان يطالعه مرة كل
اربعين يوما وفى سنه 1888 م / 1597 ش اختيرا اسقفا للفيوم باسم الانبا ابرام، حيث
فاحت قداسته، فكان اهم من حوله هم الفقراء والمعوزين، بل جعل معظم دار المطرانية
مأوى لهم وكان يجالسهم ويصرف عليهم كل ما لديه، وكان لا ياكل الا معهم، وعين
لخدمتهم راهبه كانت تسمى بسيمه، لاذت به هاربه من وجه البابا كيرلس الخامس بعد
عودته من نفية، اذ كانت ضمن من وقعوا على عزله، ولكنها اهملت الطبخ فعزلها واصيبت
بالشلل بعد ذلك

وكانت
له مواقف كثيرة فى مساعدات الفقراء والمعجزات التى كان يجربها الله على يديه وظل
الانبا ابرام يقوم باعباء ايبارشية حتى لحقه المرض فى بشنس 1630 ش، وكان يشتد عليه
وهو صابر متالم، وقد اشتهت نفسه اكل الحمام المحشو، فاعتبرها تجربة اخيره له،
فأوصى بعمله وتركه حتى انتن، ووضعه امامه وجعل يخاطب نفسه ” ها قد اجبت لك
سؤالك يا نفسى فكلى مما ستصيرين انتن منه ” ثم رماه بعد ذلك وانتقل الانبا
ابرام فى شهر بؤونه 1630 / 10 يونيو 1914 م ودفن فى مدفنه بكنيسة ابى سيفين

 

4-
الايغومانوس فيلوتاؤس ابراهيم:

ولد
بطنطا سنه 1837 وبعد ان درس العلوم فى المدارس واتقن اللغات العربية والقبطية
والايطالية عين قسا لطنطا 1862 م، فانكب على دراسة كتب اللاهوت، وبرع فى الوعظ،
ويزاع صيته فى كل الجهات، وبعد ما رفع الى رتبة قمص 1865 طلبه البابا ديمتريوس
الثانى ليرفقة فى رحلة فى الوجه القبلى 1867، فأظهر مقدرة فى الخطابة حتى رد
كثيرين الى الكنيسة ممن ذهبوا الى المذاهب الاخرى

وفى
اكتوبر 1874 انتخبه المجلس الملى راعيا وواعظا للكنيسة الكبرى ورئيسا لمدرسة انشئت
خصيصا للرهبان، فابدى فى ذلك اقتدارا، مما رفعه فى عيون الامة القبطية

وظل
يخدم حتى توفى فى 10 مارس 1904 وله مؤلفات بليغه واقع فى بعضها دفاعا محيدا عن
عقائد كنيسة مثل:

1-
نفح العبير فى الرد على البشير 2- الحجة الارثوذكسية ضد اللهجه الرومانية

3-
تنوير المبتدئين فى تعليم الدين 4- كتاب خطب ومواعظ

5-
الخلاصة القانونية فى الاحوال الشخصية

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى