علم التاريخ

الاقباط والحملات الصلبية



الاقباط والحملات الصلبية

الاقباط
والحملات الصلبية

بدأ
الصليبيون غزوهم لبلاد المشرق في عام 1196 الى 1292 بدعوى استعادة الاملاك المقدسة
والبيع من أيدي المسلمين الى أيدي المسيحيين، وان كان الهدف كان سياسيا فقد تأسست
اربع امارات صلبيه هي:

بيت
المقدس وانطاكية وطرابلس والرها، وقد ساعدهم على الانتصار ما كان من انقسام بين
الاتراك السلاجقة السنيين في العراق والفاطميين الشيعيين في مصر فضلا عن الشقاق
بين الامارات الاسلامية نفسها

وفى
الفترة الاولى من الحملات الصليبية على المشرق وهى من 1096 – 1099 عند تأسيس إمارة
القدس (بيت المقدس) كان يحكم مصر الفاطميون، الا ان السلطة الفعلية كانت في يد
الدنداء كما رأينا

وأصبح
من الطبيعي في هذه الظروف الشائنة والتي كان يشوبها الضعف والاستهتار، ان يتسرب
الشك الى قلب الحكام المسلمين في علاقة الاقباط بالصلبيين المسيحيين خصوصا وانهم
لم يكونوا يعرفون الخلاف بين المسيحيين الاقباط على المذهب الارثوزكسى وبين
الآخرين الكاثوليك، وان الهوة واسعة بينهما

منذ
عام 451 , فألكل امامهم مسيحيون، لذلك كان على الحكام المسلمين فى مصر أن يراقبوا
الاقباط ويزيدوا الضرائب عليهم، وهذا اول ما نال الاقباط من جراء الغزو الصليبى
المشئوم فلم ينعم الاقباط بالراحة طوال وجود الحملات الصليبية فى الشرق، فالحملات
الصلبية التى لم تكن تعرف عن الصليب الا شكله جعلت المسلمين يعادون كل اتباع
الصليب سواء كانوا من اللاتنيين او اليونانيين او الاقباط، ومن ثم بدأت مرحلة
جديدة من مراحل تعذيب الاقباط واخطاوهم بالاضافة الى انه رغم هذا كان الصليبيون
ينظرون الى الاقباط نظرة من يخالفهم فى المذهب ويشكون فى ولائهم لهم ان هم نجحوا
فى غزوهم، اى ان الاقباط وقعوا بين ضغطين لا دخل لهم فيها

حاول
الصلبيون الاستيلاء على مصر فى خلافة الأمر بن المستعلى الخليفة الفاطمى (1101-
1130) ولكنهم فشلوا، ولشدة غيظهم من عدم تعاون الاقباط معهم منعوهم من زيارة
الاراضى المقدسة

وفى
النهاية فانه مما لا شك فيه ان الحملات الصليبية انشات موقفا صعبا بالنسبة للاقباط،
فقد تخالف الجهل مع التعصب فى اتهام الاقباط بمساعدة الصليبين او التخابر معهم
بينما كانوا فى الحقيقة شديدى الحرص على ان يكونوا محايدين بل متعاونين فى احيان
كثيرة مع المسلمين فى مصر لانهم عصران فى بلد واحد، اما الصليبين فهم غرباء وغزاه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى