علم التاريخ

مقدمة عامة عن حكام مصر خلال الفتح العربي



مقدمة عامة عن حكام مصر خلال الفتح العربي

مقدمة
عامة عن حكام مصر خلال الفتح العربي

الحكام
في مصر: مقدمة

1-
اناستاسيوس – 491م

2-
يوستينوس – 518م

3-
يوستنيانوس – 527م

4-
ثورة الأقباط فى عهد موريس

5-
يوستينس – 565م

6-
طيباريوس – 578م

7-موريس
– 582م

8
– هرقل – 610م

9-
فتح الفرس

10-
عودة هرقل لفتح مصر

11-
المقوقس

12-
الفتح الإسلامي – 639م

13-
عصبة بن عبد العزيز

14-
خلافة الوليد عبد الملك – 705م

15-
قرة شريك – 709م

16-
سليمان عبد الملك – 714م

17-
يزيد بن عبد الملك – 720م

18-
الوليد بن يزيد – 743م

19-
عبد الملك بن مروان – 750م

20-
مصر فى عهد الدولة العباسية – 751م

21-
جعفر المنصور – 754م

22-
هارون الرشيد – 876م

23-
المأمون – 813م

24-
المتوكل – 847م

25-
احمد بن طولون – 870م

 

13-
الإمبراطور أناستاسيوس

تولى
هذا الإمبراطور سنة 491 م. وكان واقفا على أحوال مصر وملما بكل ما فيها لأنه مكث
بها منفيا من وجه سلفه، وكان مقيما فى مركز منوف بمديرية المنوفية حيث كان له
أصدقاء كثيرون، وحدث أن أحد الأغنياء أشار عليه بزيارة راهب اشتهر بالتقوى يدعى
ارميا فزاره بصحبة بعض أصحابه الذين طلبوا من الراهب ان يباركه ويباركهم جميعا ولم
يبارك اناستاسيوس
Anastasius I ببركة خاصة، وبعد انصرافهم صرح اناستاسيوس بحزن
لذلك، واظهر خوفه من ان يكون الراهب قد عرف ان خفاياه سيئة فآبى ان يباركه. فحاول
أصحابه ان يزيلوا هذا الظن منه ولكنهم لم يفلحوا فعادوا الى الراهب وأخبروه بالأمر
فاستدعاه إليه ولما اختلى به هو وثلاثة من أصحابه اخبره بأنه رأى يد الله مرفوعة
فوق رأسه فلم يرضى يجعله يباركه بعد الله ثم أوصاه قائلا:

أن
الله الذى عينك لمنصب الملك يطلب منك ان تعيش صالحا بعيد عن الأفعال الرديئة غير
موافق لا نصار مجمع خلقيدون لان من يصادق على ذلك المجمع يحل عليه غضب الله.

 

وقد
تمت نبوءات الأب ارميا فجلس اناستاسيوس على عرش الملك وطلب بعض وجوه الأقباط من
هذا الأب ان يوفد اليه بعض تلاميذه لزيارته فأرسلهم تحت رئاسة راهب يدعى وريدنوس
من أقارب ذلك الناسك وأوصاهم بان لا يقبلوا منه هبه او عطية إلا أن يكون بخورا
وبعض أو ان تحتاج اليها الكنائس ولما كان هذا الإمبراطور منفيا بنى كنيسة أرسل
إليها مع أولئك الرسل أوانى من الذهب والفضة وبخورا ونذورا عظيم المقدار، كما انه
هدى بعض أصحابه من المصريين هدايا فاخرة وعين بعضهم فى وظائف سامية فى الحكومة.

 

وصفوة
القول انه لم يقيم بين القياصرة من عمل مثله على إسعاد مصر وإرجاع السلام إليها
وكلن نظير سلفه فى احترامه للمذهب القديم وإمداده لذويه بعمارة كنائسهم وأديرتهم
وإحسانه الى رهبانهم ودفع مرتباتهم، ولما رأى أن الانشقاقات الدينية هى التى تبدد
السكينة نفى كل الأساقفة الغربيين.

 

وفى
أيام هذا القيصر هجم الفرس على مصر وانتشب القتال بينهم وبين الرومانيين مدة أصيب
فيها البلاد بمجاعة قادحة. وفى أثناء اشتدادها تبرع أحد المسيحيين اليهود بتوزيع
مقدار عظيم من الحنطة على المحتاجين فى يوم عيد القيامة فتزاحم الجياع على أبواب
الكنائس حتى هلك منهم 300 آلف نفس فى ذلك اليوم.

 

14-
الإمبراطور يوستينوس

تولى
Justin سنة 518 م. وكان رجلا عاميا أميا فتشبع للمجمع الخلقيدونى جهلا
منه وصرف همه فى مقاومة الأرثوذكسيين، ومن دلائل الغطرسة التى درسها عن أسقف رومية
أمره راس القديس ساويرس بطريرك إنطاكية، ففر القديس من وجهه ولجا الى مصر فاخذ فى
اضطهاد بطريرك الكنيسة القبطية وأمر بنفيه، وبسبب ذلك جرت مذبحة هائلة فيها نحو
مائتي آلف نفس.

 

15-
الإمبراطور يوستينانوس

توالى
جستنيان
Justinian I سنة 527 م.

وكان
فى أوائل ملكه مشغولا بتوطيد دعائهم عرشه وبعد ذلك اهتم بإجراء صلح بين الكنيستين
اليونانية والرومانية، فاضطهدهم بشدة قاصدا ان يرغمهم على الاعتراف بقرارات مجمع
خلقيدون.

 

واضطهد
الأب ثيودوسيوس وخلع الأساقفة الأرثوذكسيين فى القسطنطينية، وأرغم كثيرون بعد
التعذيب على الاعتراف بالطبيعيتين، واضطهد الأرثوذكسيين وسلب كنائسهم.

 

حتى
اضطر الأقباط إلى تشييد خلافها وسموا أحدها الكنيسة الملائكية كناية عن الكنيسة
القيصرية الكبرى التى اغتصبها منهم القيصر.

 

وقد
ساعد ولاة مصر بطاركة المصريين فتغصب الأقباط ضد اليونانيين وأبطلوا لغتهم من
كنائسهم ومجتمعاتهم وصاروا يصلون بلغتهم الأصلية وترجموا كل الكتب الدينية إليها.

 

وفى
عهد هذا القيصر حدثت فتنة فى الإسكندرية بسبب بطريرك بسبب بطريرك الاروام،
فانتهزها اليهود وفتكوا بكثيرين من المسيحيين.

 

ولبث
الخلقيدنيون يعشون فى الأرض فسادا.

 

واشهد
غيظ المصريين من القيصر عندما اصدر أمرا يحرم فيه اوريجانوس حتى لم يعد يطيق أي
مصري أن يرى رومانيا أمامه فانفصلوا عنهم وصاروا قسمين.

واختص
كل جماعة منهم بلون فاختار المصريين اللون الأخضر والرومانيون الأزرق.

 

16-
ثورة الأقباط في عهد الملك موريس

وجاء
يوستينوس سنة 565م وكان أشفق على العباد من سلفه ويظهر ذلك من تأثير زوجته ابنه
أخت الملكة ثيؤذورة فترك الناس يدينون بما يشاءون فتمكنت الكنيسة القبطية من
استرجاع مراكز من التى اغتصبت منها وتحسنت أحوال شعبها ورعيتها وخلف يوستينوس
(طيباريوس)
Tiberius II
Constantine
سنة 578 م. الذى تنازل عن
الملك (لموريس)
Maurice سنة 582م. وفى أوائل حكمه حدثت فى مصر الوجه البحري تحت زعامة
ثلاثة اخوة من الأقباط هم: اباسخريوس، ومينا، ويعقوب من بلدة عقلية وسببها ان حاكم
قسم سمنود (غريبة) القى القبض على رجلين قبطيين من ذوى الوجاهة والاعتبار أحدهما
يسمى قسما بن صموئيل والأخر بانون بن أمونى فهجم الثائرون على الرومانيين فى جهة
بنا وآبى صبر وطردهم منها فأرسل واليها الى الإمبراطور يشكوه أمر الإمبراطور يوحنا
والى الاسكندرية بقمع الثاثرون الذين كانوا قد وضعوا يدهم على أقاليم الوجه البحري
وحولوا الاستيلاء على الاسكندرية فاغتصبوا الحنطة التى كانت مرسلة اليها.

 

وحدث
من جراء ذلك مجماعة اهتاج منها سخط القوم على الوالى وكادوا يفتكون به لولا بعض
أعيان الأقباط الذين ردوا عنه اعتداء الغوعاء.

 

ومع
ان يوحنا والى الاسكندرية كان صديقا للثلاثة الاخوة الا انهم استمروا فى مقاومتهم
فعزله القيصر وعين بدله رجلا يسمى بولس وتمكن اسحق ابن اكبر الثلاثة الاخوة من
الانتصار على الرومانيين فاستولى على كثير من مراكبهم وسعى خلفهم الى قبرص يكتسح
امامه قوتهم الحربى حتى خاف الامبراطور من سوء النتيجة وطلب الى يولوجيوس بطريركة
فى مصر ان يعقد صلحا مع الثلاثة الاخوة.

 

وكان
يوليوس البطريرك الرومانى على جانب عظيم من دماثة الأخلاق فاكتسب رضاء المصريين
عنه واجتمع مع الثلاثة الاخوة لاجراء الصلح فى مسقط رأسهم فآبوا القبول إلا اذا
أعاد الامبراطور صديقهم يوحنا الوالى فأجاب طلبهم ورجع الوالى الى منصبه وعين
لقيادة الجيش رجلا يدعى ثيؤذورس.

 

وحدث
ان القائد الجديد اخذ القبطيين وثلاثة آخرين من عظماء المصريين كانوا قد سجنوا
معهما وأوقفهم على شاطئ النيل المقابل للشاطئ الذى احتشد عليه ثائرون وأمرهم بطرح
السلاح وإلا يقضى على الخمسة الرجزال فتوسل المأسورون الى الثائرين ان يكفوا عن
القتال شفقة بهم فالقى معظم هؤلاء الأسلحة وعبروا النهر وتقابلوا مع أصحابهم
المقبوض عليهم، ولم يبق فى ساحة النزول إلا ثلاثة وبعض أصدقائهم وظلوا يقاتلون
الجيش الرومانى باستبسال ولكنهم هزموا أخيرا وفروا الى مدينة صان (الشرقية) فقبض
عليهم الرومانيون ثم طرح الثلاثة الاخوة وابنهم اسحق فى السجن ولبث يوحنا الوالى
يدافع عنهم طوال مدة ولايته بدون جدوى حتى تعين مكانه والى جديد فقطع رؤوس الاخوة
ونفى اسحق نفيا مؤبدا.

 

ولم
تكد نار هذه الثورة تخمد حتى قامت ثورات أخرى فى خمس مدن وهى صان وخربتا وبسطة
وسمنود واخميم وغيرها وانتهت جميعها بمذابح وحشية من المواطنين الذين لازمهم الفشل
فى كل تدابيرهم.

 

وبالجملة
لم يكن ينتهى القرن السادس حتى بلغت العداوة بين المصريين والرومانيين اشدها خصوصا
عندما انفذ القيصر أمر الى نائبه بمصر بطرد جميع الأقباط من خدمة الحكومة وعدم
قبول أحد منهم فى مصالحها قصدا منه فى أذلالهم؛ فكان ذلك من اقوى البواعث على قنوط
الأقباط واعتزالهم الروح بالكلية وقطع كل العلاقات معهم وكان كل ما اشتد الضيق
بالأقباط كلما ازدادوا تمسكا برأيهم وطمعا في نوال الاستقلال الديني الذي اشتروه
بسفك دماء الألوف المؤلفة منهم.

 

17-
الإمبرطور هرقل

فى
زمن تولى فوقا كرسى القيصرية قام ضده هرقل
Heraclius والى افريقيا
قاصدا الاستقلال بحكم مصر فناصره المصريون على فوقا لا سيما أهالى نفيوس الذين
اعترفوا بحكم هرقل عليهم وساروا اليه تحت رئاسة أسقفهما ثيؤوذوروس ووكيله مينا،
ولكن جيش هرقل هزم أخيرا واسر الأسقف ووكيله فرفعا الكتاب المقدس بأيديهم ليعفو
عنهما، ولكن بعض أنصار فوقا اتهموهما بكسر تمثال لملكهم فقطع قائد جيش فوقا راس
الاسقف وعذب وكيله بالجلد بالسياط الى ان دفع ثلاثة آلاف قطعة من الذهب فدية
ولكنهما بعد يومين من اطلاقه من شدة آلم الضرب ورفع القائد يد القساوة على الذين
تظاهروا بالميل لهرقل فجلد كثيرين منهم وقطع رؤوس الباقين، غير ان هرقل عاد فشد
آزره وهجم على الاسكندرية وقام المصريون بآسرهم معه وكان يوجد راهب بسمنود يدعى
ثاؤفيلس اشتهر بالقداسة وقضي أربعين سنة فوق قمة عامود يعبد الله فتوجه اليه جيوش
هرقل واستفهم عن مصير جيشه فتنبأ له خيرا وفاز القائد بجيش فوقا واستتب الملك
لهرقل فى مصر سنة 610 م.

 

18-
هرقل وفتح العرب لمصر

فتح
العرب:

قام
الفرس بغزو بلاد الشرق وبعد ان أتموا فتح بلاد الشام واخذوا خشبة الصليب الى
بلادهم زحفوا على القطر المصرى تمكنوا من الاستيلاء عليه فهجموا على الكنائس
والأديرة وعاثوا فيها فسادا وأعلن القائد الفارسى فى الاسكندرية انه مستعد ان يعطى
كل مصري من ابن ثمان عشرة سنة الى ابن خمسين سنة دينار فلما خرجوا الى خارج
المدينة سلط عليهم السيوف فقتل منهم ثمانين آلف رجل، ولما فعل خرجوا هذا رحل الى
الصعيد وكان فى مدينة نقيوس قوم دسوا اليه بان الرهبان الذين فى الجبال والمغير
وعددهم سبعة آلاف راهب يملكون خيرات جزيله، فأرسل جيشه ليلا وأحاط بهم وفى الصباح
أمر بقتلهم جميعا، وباعت الأديرة التى خربوها بضواحي الاسكندرية 620 ديرا كان
يسكنها رهبان ودمروا أديرة الرهبان، وبقيت مصر يد الفرس عشر سنوات ساموا فيها
المصريين الخسف والعذب أشكالا.

 

عودة
هرقل لفتح مصر:

وفى
مدة فتح الفرس لمصر كان هرقل مشغولا بتوطيد ملكه على جميع المملكة الرومانية ولما
تم له ما أراد حول وجهه نحو مصر وأراد استخلاصها من يد الفرس إلا انه شعر بضرورة
الاتحاد مع الأقباط ليفوز بغرضه فاستدعي اليه اثناسيوس بطريرك انطاكية وطلب منه
الانضمام للكنيسة الملكة فآبى مدافعا عن أيمانه القديم القويم قائلا: ” لو
اعتقدت أيها الملك الجليل بطبيعيتين فى السيد المسيح افينبغى ان نسلم لكل طبيعة
منهما فعلا خاصا قائما بها وانها تفعل على حدتها بدون اتحاد الطبيعة الأخرى فيكون
السيد المسيح اذ ان بناء على هذا الاعتقاد واحدا بالاسم واثنين بالفعل لان ليس
واحدا بل اثنان ” قال هرقل الى كلامه ومضي الى القسطنطينية وسال سرجيوس
بطريركها عما اذا كان الفاعل فى السيد السميح واحدا ام اثنين فاجابه ان الفاعل
واحد لان المشيئة واحدة والادارة واحدة غير منقسمة، فاقتنع بذلك وأراد ان يوحد
المذهب المسيحية على هذا المبدأ وهو أن السيد المسيح واحد وفلعه واحد ومشيئة واحدة
بدون ان يأتى بذكر الطبيعة الواحدة أو الاثنين.

 

ثم
كلف هرقل سرجيوس بطريرك القسطنطينية وكيروس أحد أساقفة المملكة الغربية وبعض
أساقفة اليونان بان يضعوا منشورا يسمونه ” مشروع الاتحاد ” يقرون فيه ان
السيد المسيح ” مشيئة واحدة ” ثم عين كيروس بطريرك الملكيين ان الاتفاق
السياسي بين هرقل والمصريين يتوقف على الاتفاق الديني حاول ان يرغم البطريرك
القبطي البابا بنيامين على توقيع المنشور رغما فهدد حياته وحياة كثيرين من وجهاء
الأقباط حتى اضطر معظمهم ان يتركوا مدينة الاسكندرية وهرب البابا بنيامين وكان
هرقل قد أوصى جنوده بانه اذا قال احد ان مجمع حق اعفوا من قال انه ضلال اطرحوه فى
البحر.

 

19-
المقوقس والفتح الإسلامي

وقد
أقام هرقل على مصر واليا من قبله هو (المقوقس) يسمونه عظيم القبط، أما اسمه فكان
جرجس بن مينا وهو يونانى، الواضح ان المقوقس لما رأى انتفاض قصبة الملكة الرومانية
فى مصر وكان محبا للمال للدرجة القصوى ضم لحوزته كل الضرائب التى كان يأخذها من
المصريين للحكومة، ولما رأى ان هرقل مزمع ان يعيد سلطته لمصر ولابد يطالبه بدفع ما
اختلسه من المال اضطر ان يسهل للعرب سبل الاستيلاء على مصر.

 

20-
الخليفة عصبة بن عبد العزيز

وولى
بعد عبد العزيز على مصر ابنة (عصبة) ويسميه الأنبا ساويرس ” الاصمع “.

فبذل
كل جهده فى اضطهاد الأقباط وساعده على ذلك شرير يدعى بنيامين كان شماسا فى الكنيسة،
ولكنه اتعنق الديانة الإسلامية. وتسبب عن إقبال الأقباط لاعتناق الإسلام نقص في
الايراد، فوشي اليه بنيامين ان الرهبان قوم أغنياء ينفقون من أموالهم الوافرة على
طيب المأكول ولذيذ المشروب، فأراد عصبة ان يعوض بما يقرضه عليهم ما خسره من اذيم
اسلموا فاحصي جميع الرهبان فى سائر الأماكن ولا سيما فى وادى هبيب حيث وجد اكثر من
ستة آلاف راهب وفرض على كل واحد منهم دينارا وآمرهم ان لا يرهبوا احدا بدون أذنه،
ثم الزم الأساقفة بدفع آلفى دينار كل سنة غير ان الله لم يسمح لغضبه ان يستمر فى
طغيانه فأدبه تأديبا قاسيا ولم يكد ينتهي من قصته حتى ضربه الله بحمى قتاله لم
تهمله سوى ساعات قليلة تجرى فيها مر العذاب فحزن عليه أبوه حزنا مفرطا ولحقه بعد
أربعين يوما.

 

21-
خلافة الخليفة الوليد بن عبد الملك سنة 705 وولاية الخليفة عبد الله بن أخيه

تولى
عبد الله هذا مصر وكان كريها للنصارى فاشتد عليهم وبلغ ظلمه عنان السماء حتى انه
كان فى اكثر أوقاته اذا جلس على المائدة يأمر بذبح بعض الأقباط لملمه ليتلذذ برؤية
دمهم يسيل على الأرض او يطير على مائدة فاحتمل الأقباط من الأهوال ما يشيب لهو لها
الوالدان وحكم إلا اذا دفع أهلهم مبلغا من المال فاضطر كثيرون الى الاعتناق بالدين
الإسلامي، وفى أول هذا الجيل أمر عبد الله ان تجعل الكتابة فى دواوين الحكومة بمصر
باللغة العربية وكانت الى ذلك الحين بالقبطية.

 

22-
ولاية الخليفة قرة بن شريك سنة 709 م

وقد
سار قرة على منوال سلفة فى اضطهاد الأقباط وعامل بطريركهم بقسوة وثقل الجزية على
الرهبان وأمر بضم تركة كل قبطى يموت الى حوزته واشتد قرة فى جوره فكان يحتقر عبادة
الأقباط ويدخل أحيانا الى كنائسهم ومعه رجال حاشيته ويوقفهم عن صلاتهم.

 

23-
خلافة الخليفة سليمان بن عبد الملك سنة 714م | ولاية الخليفة أسامة بن زيد

وعين
الخليفة سليمان أسامة جايبا لخراج مصر فلم ير الأقباط حاكما اشد منه قساوة وأعظم
شراسة فكانت مدة ولايته عليهم من ابلغ أيامهم هؤلاء ولما رأى انه يوجد فى برية
شيهات وحدها عدد عظيم من الرهبان خشي قيامهم ضد الحكومة الظالمة فأمر بمنع الترهب
وتكرر الهجوم على الأديرة وهدمها وقتل من بها من الرهبان غير الحالمين هذا الوسام
ولم يكن يحصي عدد من قطعت أيديهم لهذا السبب ومن حلقت لحاهم وقطعت عيونهم وجلدوا
بالسياط وكثيرون ذاقوا باقي أنواع العذاب التي أودت بحياتهم.

 

24-
خلافة الخليفة يزيد بن عبد الملك سنة 720 م

ولى
على مصر بشر بن صفوان ومع انه انتهج منهجا حسنا إلا ان يزيد الزمه بان يضع على
الكنائس والأساقفة الخراج الذى رفعه عنهم عمر سنة واحدة وزاد فى الضرائب فأصبحت
الإقامة في البلاد وبلا على أهلها فتركها منهم كثيرون لا سيما عندما آتى أمر بن
يويد يشدد على الوالى بان يحتم على كل من يقيم فى البلاد ان يكون على دين محمد.

 

ثم
تولى حنظلة بن صفوان فشرع يتم أمر الخليفة بكسر جميع الصلبان التي فى سائر الأماكن
ومحو الصور التى فى الكنائس وتحويلها الى جوامع وتولى بعد حنظله جملة ولاة لم يكن
شغلهم سوى التفنن في تعذيب الأقباط وسلب مالهم.

 

25-
خلافة الخليفة الوليد بن يزيد سنة 743 م

ولى
على مصر وزاد الضرائب وضايق الأهالى واضطهد الأقباط ولم يسر إلا على خطة اضطهاد
المسيحيين، وخشي كثيرون من الأساقفة نتيجة هذه القساوة وخافوا على انفسهم من
السقوط، ففروا من ابراشياتهم وكمنوا فى الأديرة تاركين، رعيتهم فريسة للذئاب.
وكانت تلك فرصة أخرى كثر فيها الذين اعتنقوا الإسلام؛ إما تخلصاً من اضطهاد شنيع،
أو بإغراء الولاة الذين وعدوهم بالعفو اذا نطقوا بالشهادة فقط ويلبثون مسيحيين
فعلا ومسلمين اسما، ولكن النتيجة كانت سيئة فى الحالتين لان أولاد هؤلاء المساكين
صاروا مسلمين فعلا لا سيما.

 

26-
ولاية الخليفة عبد الملك بن مروان سنة 750 م

تولى
بعد حوثرة فانتهز انشغال مروان فى القتال وكان قبط الوجه البحري فى الجهة المعروفة
بالشمور وهى مديرية الدقهلية والمنزلية ودمياط وفى جهة شبرا بسنبوط قد قاموا على
عمال الخراج وقتلوهم فجرد الوالى عساكره فحاربهم الأقباط وانتصروا عليهم دفعتين
وكان القائد للبشمور بين رجل قبطي منهم يسمي مينا بن بقيرة وبعد ان تمتع الأقباط
مدة بالراحة استجمع مروان قوته وحاربهم فهزمهم هذه المرة وتركوا ميدان القتال
وتحصنوا فى يلادهم فلم يتمكن مروان من متابعتهم بسبب الوحل الذى كان فى طريقهم
فضرب العساكر حولهم يحرسونهم فكان البشموريون يخرجون اليهم ليلا من طريق يعرفونه
ويقتلون من قدروا على قتله ولما طال عليهم الأمر رحلوا عنهم.

 

وجاء
أبو العباس الى مصر فلم يقو مروان على الوقوف امامه فهرب الى الوجه القبلى وسمح
لعساكره ان ينهبوا البلاد فصاروا يقتلون الاراخنة ويسبون نساءهم وأولادهم ويسلبون
أموالهم ويهدمون الكنائس وفيما هو هناك اغتصب أهل طحا (بمديرية المنيا) ووقفوا عن
دفع الخراج فأرسل اليهم أميرا من أمرانه فقتل ونفى كثيرين منهم واستباح كل مالهم
وكان عدد سكان هذه المدينة أكثر من 20000 نفس كلهم نصارى فهدم كنائسهم ولم يبق
فيها غير واحدة كانوا التزموا بثلاثة آلاف دينار فى نظير بقائها فأعطوا آلفين
وعجزوا عن الباقى فجعل ثلثها جامعا.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى