علم التاريخ

دخول الإسلام مصر



دخول الإسلام مصر

دخول
الإسلام مصر

1-
حال مصر ومسير عمرو إليها

كانت
مصر وقتئذ فى طاعة هرقل بعد جلاء الفرس عنها وعامة أهلها من القبط اليعقبة أو
اليعاقبة “يعقوب البردعى (البرادعي)”.

وكانت
الروم أهل الدولة من جند هرقل يخالفون القبط فى العقيدة. ومذهبهم الملكسة.

 وكانت
لهم السلطة على القبط وبلغ العداء بين الفريقين الى حد منع الزواج فيما بينهم وقتل
بعضهم..

وكانت
الروم تسئ معاملة القبط حتى اضطر بطريركهم بنيامين واسمه اليعقوبى للفرار..

فانتقم
الروم منه فى أخيه مينا وأُحرِق بالنار!

 

2-
مصر في فجر الإسلام:

مقدمة

كانت
مصر ولاية رومانية.. ثم بيزنطية منذ انتصار اغسطس قيصر على كليوباترا فى موقعة
اكتيوم سنة 31 ق.م واستيلائه على مصر سنة 30 ق.م وقضائه نهائيا على دولة البطالمة
فيها.. ولا يهمنا فى هذه المرحلة من تاريخها الطويل الا انها كانت آخذه فى الضعف
والانحلال كما ان الاصلاحات التى ادخلت فيها لم تكن ترمى الا الى غرض واحد.. يدع
الرومان وسيلة التي ابتكروها لاستغلال موارد البلاد الى أقصى حد ممكن. ولم تختلف
مصر فى هذه الناحية فى العهد البيزنطى (384–640) عما كانت عليه فى العهد الرومانى
(31 ق.م – 284م) بل ازدادت الأعباء المالية تعقيدا ولم يجد اغلب المصريين مخرجا من
هذه الحالة السيئة سوى الفرار الى المعابد والأديرة وهجر مزارعهم وقرارهم فانتشرت
الفوضى فى البلاد وعم الاضطراب جميع المرافق الاقتصادية ولا أدل على ذلك من قمح
مصر الذى كانت روما تعتمد عليه لاطعام أهلها لم يعد يكفى.. وكانت لابد لها من استيراد
قمح أفريقية مضافا الى قمح مصر منذ أوائل القرن الثانى وأوائل الثالث الميلاددى..

 

كذلك
كان الشعب المصرى محروما من الاشتراك فى حكم بلادة وكان يعامل معاملة المغلوب على
أمره..

 

ونعرف
ان الامبراطور
Septimius Severus سيتيموس سيفيروس (193 – 211) منح الاسكندرية وعواصم المديريات
مجالس “للسناتو” أثناء زيارته لمصر ولكن اصلاحه هذا لم يعد على المصريين
بالنفع.. فضلا عن انه لم يكن لهم حق الاشتراك فى مثل هذه المجالس..

 

وكان
الامبراطور يرمى من وراء هذا الى تعزيز الوسائل التى تضمن له الحصول على اكثر ما
يمكن من الضرائب.. وكان عبؤها يقع على كاهل المصريين الوطنيين.. ونعرف أيضا
الامبراطور
caracalla (سنة 211 – 217 م) بمقضى دستور انطونيتس Canstitutis Antsninianana فى سنة 212م اكمل اصلاحات سفروس بمنحه الحقوق المدنية الرومانية Civitas ramana التى كانت تكسب اصحابها امتيازات كثيرة مادية وأدبية لجميع رعايا
الامبراطورية ماعدا طبقة
Dediticu وهذه الطبقة فى مصر كانت تتمثل فى السكان الوطنيين وفضلا عن ذلك
فان اللغة الرسمية للحكومة منذ عهد البطالمة حتى الفتح العربى كانت اللغة
اليونانية كذلك حرم المصريون من الاشتراك فى جيش بلادهم وقد استسلم المصريون فى
معظم هذه الفترة.ز وثاروا أحيانا أخرى وكان من أخطر الثورات تلك التى حدثت فى عهد
الامبراطور ماركوس اورليوس
MARCUS
AURELIUS (161 – 180

م) وتعرف بحرب لبذراع، أو الحرب البوكولية نسبة الى المنطقة التى تعرف باسم
BOUCSLIA فى شمال لادلتا ولكن كان يقضى على هذه الثورات دون هو اده ولم
يلبث ان ظهر عامل جديد فى الأفق حول الشعب المصرى من شعب وديع مسالم الى شعب عنيد
مقاوم، ذلك العامل هو ظهور المسيحية فى مصر وانتشاره فيها.

 

فقد
كانت مصر فى طليعة البلاد التى تسربت اليها المسيحية فى القرن الأول الميلادى
وأخذت فى الانتشار تدريجيا فى جميع أنحاء مصر منذ القرن الثانى الميلادى، الا ان
الأباطرة الوثنين ناصبوا المسيحية العداء وكان بدء اضطهاد الحكومة لمسيحى مصر
اضطهادا منظما خلال حكم الامبراطور
SEPTILNIUS
SEVERUS(193 – 211
م) وظلت المسيحية
فى مصر تلقى اضطهادا كثيرا وتسامحا قليلا الى ان ولى عرش الامبراطورية دقلديانوس
(284 – 305 م) فبلغ اضطهاد المسيحيين اقصاه. وقابل المصريين ذلك الاضطهاد من
جانبهم بكل ما أتوا من قوة وعناد. وقد تولدت من تلك المقاومة حركة قومية آخذات فى
النمو فيما بعد. وليس ادل على ذلك من ان الكنيسة القبطية بدأت تقويمات الذى سمته
تقويم الشهداء من السنة الأول من حكم دقلديانوس (284 م) نتيجة لما ترك هذا
الاضطهاد من اثر عظيم قسطنطين الأول ولم تلبث المسيحية ان احرزت نصرا مبينان
لاعتراف الامبراطور قسطنطين الأول (323 – 337 م) بها دنيا مسموحا به ضمن الدينات
الأخرى فى الدولة الرومانية وذلك فى عهد الامبراطور قيودسيوس الأول (379- 395 م)
الذى اصدر مرسوما بذلك فى سنة 380م

 

ولم
يلبث ان حرم العبادات لاوثنية فى مرسومين أحدهم سنتى 392 و394م على ان مصر
المسيحية لم تنعم بهذا النصر الذى احرزه الدين المسيحى اذ ثار النزاع والجدل فى
ايام قسطنطين ومن أتى بعده من الأباطرة فى هذه المنازعات الدينية البحتة وعقدوا من
اجل ذلك المجامع الدينية.

 

الا
ان اغلب الأباطرة اتخذوا سياية دينية ومناونة لمعتقدات المسيحيين فى مصر فاحتدم
النزع بين الفرقين، وبلغ ذلم النزاع الدينى بين كنيستى الاسكندرية والقسطنطينية
اقصاه منذ حوالى منتصف القرن الخامس الميلادى حينما اختلف الكنيستان حوالى طبيعة
السيد المسيح. فذاهبات الكنيسة المصرية الى القول بأن للسيد المسيح طبيعة واحدة
Mansphysite أما كنيسة القسطنطينية فقالت بأن السيد المسيح طبيعتان.

 

وقد
دعا الامبراطور مرقيان
MARCIAN (450-457م) من اجل ذلك الى مجمع دينى فى خلقيدونية بآسيا الصغرى
سنة (451م) فاقر ذلك المجمع مذهب الطبيعيتين وقرر ان مذهب الطبيعة الواحدة كفر
وخروج عن الدين الصحيح، كما قرار حرمان ديسقوروس بطريرك الاسكندرية من الكنيسة.
الا ان المسالة لم تكن مسالة دينية فحسب، اذ اتخذ الخلاف الدينى فى مصر شكلا قوميا.
فلم يقبل ديسقوروس
DIASCARUS ولا مسيحيون مصر ما اقره مجمع خلقيدونية واطلقوا على أنفسهم
” الأرثوذكسيين ” (أى اتباع الديانة الصحيحة) ولا زالوا يعرفون بذلك
الاسم الى اليوم، أما اتبعا الكنيسة البيزنطية فقد عرفوا بعد الفتح العربى باسم
الملكانيين لاتباعهم مذهب الامبراطور.

 

ومنذ
ذلك العهد تعرف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتعرف أحيانا بالكنيسة اليعقوبية،
نسبة الى يعقوب البرادعى
JACAB
BARADAUD
أسقف مدينة الرها
المونوفيزيتى فى النصف الثانى من القرن السادس الميلادى ولكن يصعب ان نجد اسمه
الحوليات المصرى لان الأقباط لم يقبلوا تدخل السوريين فى شؤونهم الكنيسة مثلما
تدخلت كنيسة القسطنطينية من قبل. وقد فرح المصريون بثورة هرقل ضد الامبراطور فوقاس
(602 – 610)
وساعدوا قائدة نقتاس
NICATAS الذى وكلى اليه الاستيلاء على مصر لقطع الغلة عن القسطنطينية وفرح
الشعب المصرى أيضا عندما تم تتويج هرقل امبراطور فى سنة 610م ورحبوا بقدم جنود..
وما لبث الفرس ان غزوا مصر 616م فى عهد ملكهم كسرى الثانى وبقوا سادة البلاد الى
ان اضطروا للجلا عنها عندما حارب هرقل الفرس نفسه سنة 629م
.

 

 على
ان هرقل بعد ان أنقذ الدول من الفرس رأى أن ينقذها من الخلاف الدينى فاصدر صورة
توفيق
MONO THALMA تقضى بان يمتنع الناس عن الكلام فى طبيعة السيد المسيح وصفته وان
يعترفوا جميعا لان له ارادة واحدة. ولم يفطن هرقل الى ان مذهبه الذى حاول به
التوفبق قد يأباه أهل مصر كما انه وقع فيما وقع فيه جستنيان
.

 

(527–565م)
من اسناد الرئاسة الدينية والسياسية لشخص واحد وهو فيرس الذى يعرف عند مؤرخى العرب
باسم المقوقس.. وقد قاسى الأقباط جميع أنواع الشدائد من جراء اضطهاد فيرس الذى فاق
كل اضطهاد، حتى تحول كثير ممن لم يستطيعون الهرب الى المذهب الجديد ومنهم بعض
الأساقفة، وصمد كثيرون ضده ومن بينهم الأب مينا أخ البطريرك بنيامين رغم التعذيب
والاضطهاد الذى ناله من جراء ذلك.

 

بعد
ان أزال العرب تقريبا ملك الاكاسرة فى فارس عقب انتصارهم فى موقعة القادسية
واستلائهم على عصمتهم ” المدائن ” وبعد استلاء العرب على بلاد الشام
وفلسطين كان لابد من التفكير فى غزو مصر.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى