علم التاريخ

الْباٌباٌُ الْمِئَةُ وَالتَّاسِعُ



الْباٌباٌُ الْمِئَةُ وَالتَّاسِعُ

الْباٌباٌُ الْمِئَةُ
وَالتَّاسِعُ

 

109. بطرس السابع

الوطن الأصلي
الأسم قبل البطريركية
الدير المتخرج منه
تاريخ التقدمة
تاريخ النياحة
مدة الأقامة على الكرسي
مدة خلو الكرسي
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة
محل الدفن
الملوك المعاصرون

 

الجاوليه
منقريوس قبل الرهبنة و مرقوريوس بعدها
 دير المحرق
 أول مسرى 1094 للشهداء – 25 يوليو 1378 للميلاد
 5 طوبه 1125 للشهداء – 31 ديسمبر 1408 للميلاد
30 سنة و 5 أشهر و 6 أيام
3 أشهر و 20 يوما
 حارة زويلة
 الأنبا رويس باخندق
على شعبان المنصور و جاجى بن شعبان الصالح
 السلطان برقوق و فرج بن برقوق الناصر و عبد
العزبز بن المنصورو فرج بن برقوق

 

+
يدعى البابا بطرس الجاولى إذ أنه من قرية الجاولى مركز منفلوط.

+
ترهبن بدير الأنبا أنطونيوس، وكان زاهداً ناسكاً قديساً فرسموه قساً فقمصاً على
الدير.

+
رسمه البابا مرقس الثامن مطراناً على بيعة الله المقدسة واسماه ثاوفيلس.

+
ولما خلا الكرسى المرقسى رسموه بطريركاً فى 16 كيهك سنة 1526 ش.

+ كان
أباً وديعاً متواضعاً حكيماً عالماً لاهوتياً.

+ فى
مدة رئاسته عاد إلى الكرسى الإسكندرى كرسى النوبة والسودان، بعد أن انفصل مدة
خمسمائة عام.

+ رفض
وضع الكنيسة القبطية تحت الحماية الروسية.

+ أقام
على الكرسى المرقسى 42 سنة و3 شهور و12 يوماً.

+
تنيح بسلام فى الثامن والعشرين من شهر برمهات سنة 1568 ش.

 

نياحة
البابا بطرس السابع البطريرك ال 109 ( 28 برمهات)

فى مثل هذا
اليوم من سنة 1568 ش ( 5أبريل سنه 1852 م ) تنيح القديس البابا بطرس السابع
البطريرك ال 109 ولد هذا الأب بقرية الجاولى مركز منفلوط، وكان اسمه أولا منقريوس.
زهد العالم منذ صغره فقادته العناية الإلهية إلى دير القديس العظيم أنطونيوس فترهب
فيه وتعمق في العبادة والنسك والطهارة كما تفرغ إلى مطالعة الكتب الكنسية وتزود
بالعلوم الطقسية واللاهوتية الآمر الذي دعا إلى رسامته قسا علي الدير ففاق أقرانه
في ممارسة الفضائل وتأدية الفرائض وقد دعي القس مرقوريوس، ثم رقي قمصا لتقشفه
وغيرته وطهارة قلبه

ولما وصلت
أخباره إلى مسامع البابا مرقس الثامن استدعاه إليه. وكان قد حضر جماعة من
الأثيوبيين من قبل ملك أثيوبيا يطلبون مطرانا بدل المتنيح الأنبا يوساب مطرانهم
السابق ومعهم خطابات إلى حاكم مصر والي البابا مرقس الثامن فبحث البابا عن رجل
صالح وعالم فاضل فلم ير أمامه إلا القمص مرقوريوس فاختاره لمطرانية أثيوبيا فرسمه
مطرانا إلا أنه في وقت الرسامة لم يقلده علي أثيوبيا بل جعله مطرانا علي بيعة الله
المقدسة وسماه ثاوفيلس ورسم بدلا منه الأنبا مكاريوس الثاني مطرانا لمملكة أثيوبيا
في سنة 1808

وبعد رسامة
الأنبا ثاوفيلس مطرانا عاما استبقاه البابا معه في القلاية البطريركية، يعاونه في
تصريف أمور الكنيسة وشؤون الأمة القبطية.

ولما تنيح
البابا مرقس الثامن في يوم 13 كيهك سنة 526 ش ( 21 ديسمبر سنة 1809 م ) وكان
الاساقفه موجودين بمصر فاجتمعوا مع أراخنة الشعب وأجمع رأيهم علي أن يكون خليفة له
فرسموه بطريركا في الكنيسة المرقسية بالازبكية بعد ثلاثة أيام من نياحة البابا
مرقس أي في يوم الأحد 16 كيهك سنة 1526 ش ( 24 ديسمبر سنة 1809 م ). ودعي أسمه
بطرس السابع واشتهر باسم بطرس الجاولي وكان أبا وديعا متواضعا حكيما ذا فطنه عظيمة
وذكاء فائق وسياسة سامية لرعاية الشعب والكتب المقدسة. وقد وضع كتابا قيما دافع
فيه عن الكنيسة وتعاليمها كما قام بتزويد المكتبة البطريركية بالكتب النفيسة وفي
عهده رفرف السلام علي البلاد فنالت الكنيسة الراحة التامة والحرية الكاملة في
العبادة وتجددت الكنائس في الوجهين القبلي والبحري. وفى مدة رئاسته عاد الى الكرسى
الإسكندري كرسى النوبة والسودان، بعد أن انفصل مدة خمسمائة عام. ويرجع فضل عودة
النوبة الى الحظيرة المرقسية الى أن عزيز مصر محمد على باشا الكبير فتح السودان
وامتلك أراضيه وضمها الى الأقطار المصرية فعاد كثيرون من أهل السودان الى الدين
المسيحى، كما استوطن فيه الكثيرون من كتاب الدولة النصارى ورجال الجيش وبنوا
الكنائس. ثم طلبوا من البابا بطرس أن يرسل لهم أسقفا ليرعى الشعب المسيحى بهذه
الأقطار فرسم لهم أسقفا زكاه شعب السودان من بين الرهبان اسمه داميانوس. وقد تنيح
هذا الأسقف فى أيام البابا بطرس فرسم لهم أسقفا غيره. ومن ذلك الحين تجدد كرسى
النوبة الذي هو السودان. وقام هذا البابا فى مدة توليه الكرسى الإسكندري برسامة
خمسة وعشرين أسقفا على أبرشيات القطر المصري والنوبة، كما رسم مطرانين لأثيوبيا :
الأول الأنبا كيرلس الرابع فى سنة 1820 والثاني فى سنة 1833 م.

 

V بطرس السابع البابا المائة والتاسع

يعرف
باسم بطرس الجاولي، إذ وُلد بقرية الجاولي التابعة لمنفلوط بالصعيد. نشأ في جوٍ
عائلي تقوي، محبًا لحياة العبادة مع الدراسة.

انطلق
إلى دير القديس أنبا أنطونيوس ليبذل كل جهده في حياة نسكية ممتزجة بروح العبادة
والدراسة، إذ كان منكبًّا على طلب العلم والمعرفة، ففاحت رائحة فضائله، وسامه
البابا قسًا بالدير باسم الأب مرقوريوس.

في
سنة 1808 حضر إلى مصر وفد إثيوبي يطلب من البابا مرقس الثامن (108) سيامة مطران
لهم خلفًا للمتنيح الأنبا يوساب. وقع الاختيار على الأب مرقوريوس، فاستدعاه البابا
لسيامته لكن عناية الله سمحت بسيامته مطرانًا عامًا على الكرازة المرقسية باسم
الأنبا ثاؤفيلس حيث أقام مع البابا في الدار البطريركية يعاونه في أعمال الرعاية
بينما سيم لإثيوبيا الأنبا مكاريوس عوضًا عن الأنبا ثاؤفيلس.

تنيح
البابا مرقس فأجمع الكل على إقامته بابا وبطريرك الكرازة المرقسية باسم الأنبا
بطرس، وذلك بعد ثلاثة أيام فقط من نياحة سلفه، وكان ذلك في عهد الخديوي محمد علي
باشا في 16 كيهك سنة 1526 ش (1809م). تمت السيامة في كنيسة مارمرقس الإنجيلي
بالأزبكية بمصر، وقد امتلأ الكل فرحًا عظيمًا.

حياته
النسكية والدراسية

سيامته
بطريركًا لم تزده إلا نسكًا وتقشفًا، كما عُرف بحبه للسكون والصمت، كان قليل
الكلام جدًا، مملوء مهابة! يقضي أغلب وقته في الصلاة مع دراسة الكتاب المقدس وكتب
الآباء وقوانين الكنيسة وتاريخها. كثيرًا ما كان ينكب على النسخ فينسى أكله وشربه.
وقد جمع في البطريركية مكتبة ثمينة، كما وضع مجموعة كتب منها: “نوابغ الأقباط
ومشاهيرهم”، “مقالات في المجادلات”، “في الاعتراضات ردًا على
المعاندين”، ومجموعة مواعظ ورسائل.

اشتهى
يومًا طعامًا ما، فأبقاه حتى أنتن، وصار يأكل منه بالرغم من اشمئزاز نفسه، تعنيفًا
لنفسه وتبكيتًا لها. كان لباسه من الصوف الخشن، يلبس “مركوبًا أحمر”، لا
يجلس إلا أرضًا أو على “أريكة خشبية قديمة”، ينام على حصير من القش.

دخل
عليه أحد أحبائه فوجده منكبًا على الصلاة يبكي بدموع غزيرة، فأمر ألا يدخل أحد
قلايته مادام منفردًا.

محبة
المسئولين له

اتسم
بالحكمة والوداعة، حليمًا في تصرفاته، فأحبه الكل، وكان رجال الدولة يعتزون به،
كما نال حظوة لدى الوالي، وبسببه تولى الأقباط مراكز مرموقة في الدولة، وأُعطيت
للكنيسة حرية العبادة، وسُمح له بعمارة دير مارمرقس بالإسكندرية.

خلال
هذه العلاقة الطيبة سام أسقفين على النوبة أرسلهما بالتعاقب، ومع كل منهما خدام
يعاونون الأسقف في رعايته هناك.

في
عهده أرسل يوعاس الثاني ملك إثيوبيا رسالة إلى الوالي محمد علي باشا وأخرى للبابا
يطلب سيامة مطران لإثيوبيا بعد نياحة المطران أنبا مكاريوس، كما قدم الوفد
الإثيوبي هدية لمحمد علي باشا، وقد طلب الأخير من البابا سرعة السيامة، فقام
بسيامة الراهب القس مينا باسم الأنبا كيرلس (سنة1816)، بعد أن قيدوه بسلاسل حديدية
حتى لا يهرب من السيامة. بعد نياحة الأنبا كيرلس سام آخر باسم الأنبا سلامة سنة
1841م.

حكمته
في التصرف

تعرض
أقباط قرية الجاولي، مسقط رأسه، لمتاعبٍ شديدةٍ للغاية، وبحكمة أرسل يستدعي كبار
القرية الأقباط وطلب منهم تقديم 200 فدانًا من أفضل أراضيهم هدية لشريف باشا، الذي
بدوره عين بإيعاز من البابا المعلم بشاي مليوشى من أسيوط كمسئول عن هذه الأرض بعد
أن قدم له الباشا 36 فدانًا من المائتين ليعيش منها. وبهذا استراح أقباط القرية من
المتاعب.

وطنيته
العميقة

إذ
كان محمد علي يتقدم في فتوحاته وغزواته خشيت روسيا لئلا يحول ذلك دون تحقيق مآربها
في الشرق وفي المملكة العثمانية فأرسلت أحد أمرائها ليلتقي ببابا الإسكندرية، رئيس
أكبر كنيسة مسيحية في الشرق الأوسط ليطلب حماية قيصر روسيا.

من
خلال خبرة الأمير الذي عاش وسط الكنيسة الروسية بما عُرف عنها من فخامة مظاهر
أساقفتها حسب أنه سيدخل قصرًا عظيمًا ويلتقي بحاشية البابا، ويسلك ببروتوكول معين،
لكنه فوجئ بأنه يقف أمام إنسانٍ بسيطٍ بجلباب من الصوف الخشن يظهر عليه القدم، وقد
تناثرت حوله بعض الكراسي القديمة. لم يصدق الأمير نفسه حتى أجابه البابا أنه
بطريرك الأقباط.

أمام
هذه البساطة انحنى يلثم يديه ويطلب بركته، وصار يسأله عن سرّ هذه الحياة البسيطة
فأجابه أنه يليق بالأسقف أن يتمثل بالسيد المسيح سيده الذي افتقر لأجل الخطاة. عاد
ليسأله عن حال الكنيسة القبطية فأجابه أنها بخير ما دام الله يرعاها. عندئذ أظهر
الأمير أنه متضايق لما تعانيه الكنيسة القبطية من متاعب. سأله البابا في بساطة:
“هل ملككم يحيا إلى الأبد؟” أجابه الأمير: “لا يا سيدي الأب، بل
يموت كما يموت سائر البشر”. عندئذ قال البابا: “إذن أنتم تعيشون تحت
رعاية ملك يموت، وأما نحن فنعيش تحت رعاية ملك لا يموت وهو الله
“. لم
يعرف بماذا يجيب الأمير سوى أن ينحني أمام البابا يطلب بركته. وقد تأثر جدًا به
حتى عندما سأله محمد علي باشا عن رأيه في مصر، قال: “لم تدهشني عظمة
الأهرام ولا ارتفاع المسلات وكتابتها، ولم يهزني كل ما في هذا القطر من العجائب،
بل أثر في نفسي زيارتي للرجل التقي بطريرك الأقباط
“.

روى
الأمير لمحمد علي باشا الحوار الذي دار بينه وبين البابا، فانطلق محمد علي باشا
إلى البابا بفرح يشكره على وطنيته العميقة، قائلاً له: “لقد رفعت اليوم شأنك
وشأن بلادك، فليكن لكم مقام محمد علي بمصر”. أما هو فأجابه انه لا شكر لمن
قام بواجب يلتزم به نحو بلاده.

أعمال
الله معه

حدث
جفاف ولم يفض نهر النيل، فطلب منه الوالي أن يصلي من أجل مياه النهر، فأخذ بعض
الأساقفة والكهنة والشعب، ورفع القرابين على ساحل النيل، وبعد نهاية الصلاة ألقى
بالمياه التي غُسلت بها أواني المذبح في النيل، فارتفع للحال منسوبه حتى بلغ موضع
الصلاة وأسرعوا برفع خيمة الصلاة.

نور
القيامة

كانت
علاقة إبراهيم باشا بالبابا بطرس يسودها الحب والصداقة والاحترام المتبادل، وعندما
احتل إبراهيم باشا بلاد القدس وشى البعض (غالبًا من اليهود) أن ما يدعيه المسيحيون
بأن النور يظهر من القبر المقدس هو غش وخداع. وإذ كان إبراهيم باشا يثق في البابا
بطرس أرسل إليه يستدعيه من مصر وقد استقبله بحفاوة مع قواده وحاشيته ثم أخبره عن
سبب استدعائه له، طالبًا منه أن يظهر النور على يديه لا على يديْ بطريرك الروم.
وإذ شعر إبراهيم باشا أن هذا يسبب نزاعًا وانشقاقًا، خاصة وأن بطريرك الروم جاء
يستقبل البابا بطرس بمحبة كبيرة طلب أن يكون الاثنان معًا، وكان هو معهما وقد وقف
الجند في الخارج ليتأكدوا من حقيقة الأمر.

صام
بطريرك الروم وبطريرك الأقباط بروح المحبة ثلاثة أيام كالعادة ودخلوا القبر يصلون
ومعهم الباشا وإذ بالنور يشع، فبُهر الباشا وارتمى على صدر البابا، وإذ كان
الكثيرون خاصة الفقراء في الخارج بسبب الازدحام الشديد، ظهر النور في نفس الوقت
خلال أحد الأعمدة ليراه الكل، ولا يزال العمود المشقوق إلى يومنا هذا.

هذا
الحادث أضاف إلى صداقة الباشا للبابا حبًا أكثر وتكريمًا.

عدم
محاباته للأغنياء

جاءه
رجل يشتكي زوجته، قائلاً له إنه تزوج بعروسه وفي اليوم الثاني من الزواج اضطر أن
يتركها لمدة خمسة أشهر دون أن يقترب إليها بسبب ظروف عمله، ولما عاد وجدها حُبلى،
ولما سألها عن سرّ حبلها استهانت به واستخفت لعلمها بمقام والدها ومركزه وغناه.
استدعى البابا السيدة وصار يسألها فأصرت أن الحمل من زوجها، ولم يكن أمامه إلا
القول: “الذي من الله يثبت والذي من الشيطان يزول“. وبالفعل ما
أن تركت دار البطريركية في الدرجة الأخيرة من السلم حتى سقط الجنين، فعرف أمرها
وحكم للرجل بالطلاق بسبب علة الزنا. وإذ تقدم والدها للبابا، قال له: “ليس
بينكم أحد أقوى من الضعيف متى كان معه الحق، ولا أضعف من القوى متى كان معه الباطل
“.

طهارته
وعفته

جاءه
إنسان يشكو له أنه تزوج فتاة، وقد اكتشف أنها ليست بكرًا، فلم يفهم البابا ماذا
يقصد بذلك، ولما كرر له القول ولم يدرك جاء إليه بلبن عليه طبقة من
“القشطة” لم تُمس، ثم وضع إصبعه في هذه الطبقة ليوضح له الفارق بين
العذراء بغشاء بكوريتها ومن فقدت بكوريتها، عندئذ قال البابا: “لعن الله
اليوم الذي عرفت فيه الفارق بين البكر
وغير البكر“‎، ثم طلب أن
يُنظر في دعواه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى