علم التاريخ

الْباٌباٌُ الْحَادِي وَالأَرْبَعُونَ



الْباٌباٌُ الْحَادِي وَالأَرْبَعُونَ

الْباٌباٌُ الْحَادِي
وَالأَرْبَعُونَ

 

41. إسحق

الوطن الأصلي
الأسم قبل البطريركية
الدير المتخرج منه
تاريخ التقدمة
تاريخ النياحة
مدة الأقامة على الكرسي
مدة خلو الكرسي
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة
محل الدفن
الملوك المعاصرون

البرلس
اسحق
 أبو مقار
 8 طوبه 406 للشهداء – 3 يناير 690 للميلاد
 9 هاتور 409 للشهداء – 5 نوفمبر 692 للميلاد
 سنتان و 10 أشهر و يومان
شهرا وحدا و 14 يوما
 المرقسية بالاسكندرية
 المرقسية بالاسكندرية
عبد الملك بن مروان

 

+ ولد
هذا الأب فى البرلس من أبوين غنيين خائفين الله، رزقا به بعد زمان طويل من زواجهما
ولما قدماه إلى المعمودية رأى الأسقف الذى تولى عماده صليباً من نور على رأسه.

+ لما
كبر قليلا علماه أبواه الكتابة والآداب المسيحية والعلوم الكنسية وترهب فى برية
القديس مقاريوس.

+
وحدث أن طلب البابا فى ذلك الوقت راهباً ليكون كاتباً له كاتماً لسره فأثنى
الحاضرون على اسحق فاستحضره وفرح به البابا ولكن لشغف اسحق بالوحدة عاد بعد حين
إلى البرية.

+
اختاروه بطريركاً برؤيا سماوية، وأخذ فى تجديد الكنائس.

+
قاسى شدائد عديدة ثم تنيح بسلام.

تعيد
الكنيسة بنياحته فى اليوم التاسع من شهر هاتور.

 

نياحة
البابا إسحق البابا 41 ( 9 هاتور)

في مثل هذا
اليوم من سنة 679 م تنيح الاب العظيم القديس الانبا اسحق بابا الإسكندرية الحادي
والأربعون، قد ولد هذا الاب في البرلس من أبوين غنيين خائفين الله، رزقا به بعد
زمان طويل من زواجهما، ولما قدماه إلى المعمودية رأى الأسقف الذي تولي عماده صليبا
من نور علي رأسه، فوضع يد الصبي علي رأسه وتنبأ عليه قائلا : انه سيؤتمن علي كنيسة
الله، ثم قال لأبويه : اعتنيا به فانه أناء مختار لله، ولما كبر قليلا علماه
الكتابة والآداب المسيحية والعلوم الكنسية، وكان يكثر من قراءة أخبار القديسين فتشبعت
نفسه بسيرتهم الطاهرة، ومالت إلى الرهبنة، فترك أبويه وقصد برية القديس مكاريوس،
وترهب عند الانبا زكريا الإيغومانس، وكان ملاك الرب قد سبق فاعلم الاب الشيخ
بقدومه، فقبله فرحا، وفي أحد الأيام رآه أحد الشيوخ القديسين في الكنيسة فتنبأ
عليه قائلا “سيؤتمن هذا علي كنيسة المسيح”، وحدث إن طلب الاب البطريرك
في ذلك الوقت راهبا ليكون كاتبا له وكاتما لسره، فاثني الحاضرون علي هذا الاب
الفاضل اسحق، فدعاه وأعطاه كتابا يكتبه، فأفسده عمدا حتى يخلي الاب سبيله، لأنه
كان زاهدا مجد الناس، فلما علم الاب بقصده قال له “حسنا كتبت فلا تبرح هذا
المكان”، ولما تيقن إن الاب البطريرك لن يخلي سبيله، استخدم ما له من العلم
والكتابة وظهرت فضائله، ففرح به البطريرك جدا، ولكن لشغفه بالوحدة، عاد بعد حين
إلى البرية، ولما دنت وفاة البابا يوحنا، طلب من السيد المسيح إن يعرفه بمن يجلس
بعده علي كرسي الكرازة، فقيل له في الرؤيا إن تلميذك اسحق هو الذي يجلس بعدك،
فأوصى الشعب انه بإعلان الهي وبأمر الرب سيجلس اسحق علي الكرسي بعده، فلما تبوأ
هذا الاب الكرسي المرقسي استضاءت الكنيسة واخذ في تجديد كنائس كثيرة، منها كنيسة
القديس مرقس الإنجيلي وقلاية البطريركية، وقد قاسي شدائد كثيرة، وأقام علي الكرسي
ثلاث سنين ونصف، ثم تنيح بسلام، صلاته تكون معنا امين.

 

V إسحق البابا الحادي والأربعون

نشأته

ولد
إسحق (إيساك) بضاحية رمل الإسكندرية، وإن كان البعض يرجح أنه يقصد بالرمل
“رملة بنها” بجوار بنها. وكان والده غنيًا ذا جاه. في يوم نواله سرّ
العماد شاهد الأب الأسقف عند تغطيسه صليبًا من نور فوق رأسه، فأدرك أنه ذو شأن
عظيم، لذا قال لوالديه: “ابذلا كل عناية في تربية هذا الطفل فإنه إناء مختار
لرب المجد”.

إذ
بلغ الطفل التاسعة من عمره أرسله والداه إلى المدرسة، فأظهر نبوغًا خاصة في الخط (النسخ)
والكتابة. لذا استقر رأي والديه بعد ذلك على تسليمه في يدي قريب لهم يدعى مينيسون
يعمل كاتبًا في دار الولاية.

حدث
أن الوالي طلب إليه دفعة أن يكتب له رسالة معينة فكتبها بسرعة وبأسلوب رائع وخط
جميل فأعجب به جدًا، فتدرج به حتى صار رئيسًا لكتبة الديوان. وقد اتسم بجانب
أمانته بحبه للغير واتضاعه فصار موضع حب للجميع.

رهبنته

إذ
شعر والداه أنه يميل إلى الحياة الهادئة التأملية أدركا أنه لابد أن يسلك طريق
الرهبنة، فحاولا الضغط عليه ليزوجاه فكان يرفض، مقدمًا كل اهتمامه بالعمل الموكل
إليه، مؤكدًا لهم أنه يشتاق لحياة البتولية.

فجأة
اختفى الشاب إيساك عام 654 م فأدرك والداه أنه قد هرب إلى أحد الأديرة، فصارا
يبحثان عنه ولم يجداه، إذ كان قد انطلق إلى برية شيهيت، والتقى هناك بشيخ وقور
يدعى زكريا قمص الدير، صار فيما بعد أسقفًا على سايس (جنوبي الإسكندرية حوالي 130
ك على فرع رشيد)، الذي إذ سمع له أحبه ونصحه – أنه لكي يحقق أمنيته دون ضغط والديه
– بأن يذهب إلى جبل “ياماهو” بالصعيد الأقصى، باعثًا إياه مع راهب شيخ
تقي يدعى أبرآم، رافقه الطريق، وبقى معه 6 شهور.

لم
يستطع إيساك أن يستريح، وقد شعر أن والديه لابد وأن يكونا في حزن شديد ومرارة نفس
لذا أقنع الراهب الشيخ أبرآم أن يرجع من الصعيد للتصرف بخصوص والديه. وبالفعل عاد
الاثنان إلى منطقة قريبة من الرمل حيث قصدا راهبًا ناسكًا كان يعيش هناك يعرف
والدي إيساك. استدعى الناسك شماسًا يدعى فيلوثيؤس، قابل الراهب إيساك بشوق شديد
ومحبة، وتعرف على أخبار رهبنته. سأله إيساك أن يذهب إلى والديه ويخبرهما بأمره،
وأن يأخذ منهما وعدًا أن يتركاه يسلك حسب الدعوة التي وُجهت إليه، فإن وافقا
يحضرهما معه. وبالفعل قام الشماس بهذا الدور، فرح الوالدان جدًا، وجاءا معه
يلتقيان بابنهما أيامًا قليلة يودعانه برضى.

عاد
إيساك إلى برية شيهيت ليتتلمذ على يدي الأب الشيخ زكريا، وقد تدرب على المحبة
الصادقة لله والناس، ولا يكف عن خدمة الرهبان بروح الاتضاع والتقوى فأحبه الجميع،
كما كان بمحبته يجتذب الكثير من الزائرين للسيد المسيح.

جاء
عنه أنه إذ خرج مع بعض النساك يجمع حطبًا، إذ بثعبان وسط الحشائش ينقضّ عليه ويلدغ
بذراعه، أما هو فبهدوء شديد نفضه، ورشم ذراعه بعلامة الصليب، وحمل ما جمعه ليسير
إلى الدير، كأن لا شيء قد حدث، فمجّد الرهبان الله على تحقيق مواعيده لقديسيه (مز
91: 13؛ لو 10: 19).

سكرتاريته
للبابا يؤانس (يوحنا) الثالث

إذ
كان البابا يؤانس الثالث يطلب من الله أن يرشده إلى راهب تقي يسنده كسكرتير له
يمكن أن يخلفه أرشده روح الرب إلى هذا الناسك التقي المتبحر في دراسة الكتاب
المقدس والمحب للخدمة. وقد أحبه البابا جدًا، وإن كان قد تظاهر إيساك في البداية
بالعجز لكي يعفيه البابا من هذا المنصب. أخيرًا قبل أن يبقى مع البابا بعد أن وعده
البابا أن يكون بقاؤه بهذا العمل مؤقتًا، ويسمح له بالعودة إلى الدير.

رجوعه
إلى الدير

إذ
سيم القديس زكريا في تلك الفترة أسقفًا على سايس، فظل يخدم شعبه وهو شيخ متقدم في
الأيام، لكنه بسبب المرض اضطر أن يعود إلى دير القديس مقاريوس فلحقه إيساك الذي
كان يحب معلمه للغاية، وكان يخدمه، حتى إذ دنت اللحظات الأخيرة تطلع الأنبا زكريا
إلى تلميذه إيساك، وقال له: “يا بني، إذا ما نلت الكرامة فاذكر إخوتك
الرهبان”… وإذ رقد الأنبا زكريا، قرر الرهبان إقامة إيساك رئيسًا على
الدير. لكنه لم يبق سوى بضعة شهور حيث استدعاه البابا إذ أحس أن أيام غربته قد أوشكت
على الانتهاء. وقد استبقاه إلى جواره وعهد إليه بإدارة الشئون الكنسية.

كان
البابا في محبته لإيساك يأخذه معه كلما دعاه الأمير عبد العزيز بن مروان الذي كان
يحب البابا يؤانس الثالث جدًا ويجله.

سيامته
بطريركيًا

أوصى
البابا يوحنا وهو على فراش الموت بإسحق تلميذه ليكون بابا وبطريركًا، وكان الأب
إسحق يميل إلى الهروب من الأسقفية.

استطاع
قس يدعى “جرجس” متزوج وله أخطاء، أن يستميل قلوب بعض الأراخنة مع بعض
الأساقفة لسيامته بطريركًا، وكان متعجلاً يود أن يتحقق ذلك قبل يوم الأحد، حتى لا
يعارضه بقية الأساقفة.

اجتمع
الأساقفة في بابليون مع شعب كثير في كنيسة القديس سرجيوس بمصر القديمة (أبو
سرجة)، ودخل القديس فجأة،
فانكسر “قنديل” بالكنيسة وأغرقه زيتًا، فصرخ الشعب: “أكسيوس،
أكسيوس، أكسيوس (مستحق)… مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك”…
وانتخبوه بطريركًا، كانت هذه هي المرة الأولى لانتخاب بطريركًا في هذه الكنيسة،
وبقى انتخاب البطاركة في بابليون حتى القرن الحادي عشر على أن تتم السيامة في
كنيسة الإنجيليين بالإسكندرية.

بابا
الإسكندرية

عُرف
بدموعه التي لا تجف أثناء خدمة الإفخارستيا (القداس الإلهي)، كما ردّ كثير من
الهراطقة إلى الإيمان.

اهتم
أيضًا بعمارة الكنائس والأديرة، وإذ كان بينه وبين الوالي عبد العزيز صداقة قوية
أقيمت كنيسة في حلوان، التي أنشأها الوالي، وقد ساعده الوالي في إقامة الكنائس
والأديرة.

قيل
أن علاقته بالوالي كانت قوية للغاية، وأن الوالي كان يسير مرة أمام باب الكنيسة
فتطلع ليرى البابا في المذبح ونارًا تحيط به، مما زاد حب الوالي له.

إذ
أقام الوالي قصرًا حديثًا في حلوان استدعى البابا، فرأت زوجة الوالي جموعًا من
الملائكة تحيط به، فأخبرت رجلها فامتلأ دهشة!

حاول
البعض أن يثير الفتنة فادعوا أن البابا كتب إلى ملك النوبة ليقيم صلحًا مع ملك
أثيوبيا، وكان الجو ملبدًا بين مصر وأثيوبيا فغضب الوالي، لكن البابا بلطفه
ووداعته أكدّ له كذب هذا الافتراء، فأكرمه الوالي جدًا.

مرة
أخرى حاول البعض خلق جو من الكراهية بين الوالي والبابا، فذهبوا إلى الوالي
يسألونه أن يطلب من البابا أن يأكل معه دون رسم علامة الصليب، وقدموا له سلة
مملوءة بلحًا ممتازًا مسمومًا، أما القديس فبحكمة أمسك بالسلة، وقال للوالي:
“أتريدني أن آكل من هذه الناحية أو من تلك، من هنا أو من هناك؟!” وبهذا
رسم علامة الصليب. وإذ عرف الوالي بعد ذلك ما قصده البابا تعجب لحكمته ووجد نعمة
أكثر لديه.

نياحته

عرفت
حياته بكثرة المعجزات التي وهبه الله إياها.

بعد
مرض قصير تنيح في التاسع من هاتور، ووضع جسده إلى جانب سلفه البابا يوحنا الثالث.

بركة
صلواته تكون معنا آمين.

يوسف
حبيب: تاريخ كنسي (الكلية الأكليركية بالإسكندرية)، 1974 م، ص17
23.

إيريس
حبيب المصري: قصة الكنيسة القبطية، ج3، 1983 م، ص 300 الخ.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى