الارشاد الروحى

تصحيح – لا يصح أن يكون هذا بيننا – إرشاد وتوجيه لأجل حياة مستقيمة وسط الكنيسة

تصحيح - لا يصح أن يكون هذا بيننا - إرشاد وتوجيه لأجل حياة مستقيمة وسط الكنيسة

الله محبة، هذا هو الإنجيل وهذه هي كرازتنا، لأن الله بمحبة فائقة جذبنا إليه، كالتدبير، لأن من يسعى أن يُصلح أخطاء الضعف البشري، ينبغي أن يحمل هذا الضعف عينه على منكبيه، ويتحمل ثقله لا أن يتخلص منه، لأننا نقرأ في الإنجيل بشارة الخلاص الحي، أن الراعي حمل الخروف الضعيف ولم يطرحه عنه بعيداً [ وكان جميع العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه. فتذمر الفريسيون والكتبة قائلين هذا يقبل خطاة ويأكل معهم. فكلمهم بهذا المثل قائلاً: أي إنسان منكم له مئة خروف وأضاع واحداً منها، ألا يترك التسعة والتسعين في البرية ويذهب لأجل الضال حتى يجده. وإذا وجده يضعه على منكبيه فرحاً، ويأتي إلى بيته ويدعو الأصدقاء والجيران قائلاً لهم: أفرحوا معي لأني وجدت خروفي الضال. أقول لكم أنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة ] (لوقا 15: 1 – 7) !!!
أن احتقر الطبيب المريض لأجل مرضه، وظل يوبخه، لأنه يراه مريضاً وبشدة، ولا يستحق أن يلمسه، وظل موضوع ازدراء الطبيب، فكيف يُقدم له العلاج، وكيف يُشفى من مرضه !!!

لذلك نجد أن الرب يسوع وهو الطبيب الحقيقي القادر أن يُقيم من الموت، عنده محبة تفوق كل إدراكنا، فهو بشفقة المحبة الحانية جذب إليه العشارين والخطاة وكل المرضى بأبشع أنواع الخطايا والآثام، بل وحتى المرضى بالجسد، فهو أساساً أتى إلينا بتواضع على الأرض وأخلى ذاته من مجده الفائق واتخذ جسدنا مسكناً له واقترب إلينا بوداعة وركز أحاسيسنا في شخصه فجذبنا إليه، لقد أتى بلطف وجعل لاهوته مستتر وراء حجاب الناسوت لكي لا يرعبنا من عظمة بهاء مجد لاهوته التي لا تستطيع الملائكة أن تنظر إليه قط، وبهذا التواضع العجيب والوداعة وتواضع القلب قال للجميع: [ تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم ] (متى 11: 28)، وهكذا نجد أن الرب يسوع يُريح ولا يُتعب أحد، يرفع الثقل ولا يضع ثقل على أحد، يُشفي ولا يُمرض أحد، بلطف يجذب أعظم الخطاة شراً ولا يلكم أو ينبُذ أحد قط، ولا يمنعنا من الدخول أو يطردنا إذا أتينا إليه خُطاة أو فجار ملتمسين رحمته، وقد اختار تلاميذ وأعطاهم تعليم قائلاً [ أحملوا نيري عليكم وتعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم ] (متى 11: 29)، وحتى بذلك يصيروا مشابهين له، لطفاء، يدعون نفس ذات الدعوة عينها مجسدين محبة الله ورحمته للجميع، داعين كل الناس إليه بلا تمييز، لكي يجمعوا في النهاية شعب الله معاً المدعوين للحياة في شخصه العظيم القدوس ، ولا يشتتوهم أو يرفضوهم أو يعيروهم، ومن هُنا يتضح لنا أن الذين يظنون أنهم ينبغي عليهم أن يتعاملوا بخشونة وشدة مع المُخطئين ويرفضوهم ويعنفوهم، لأنهم يعتبرونهم عميان لا يدركون الحق ولا يعرفونه، أو أنهم مرضى وأموات بالخطايا والذنوب، أو أنهم أذنبوا وجرموا بشدة، عوض أن يعاملونهم بلطف ووداعة، أو يشفقون عليهم لأنهم مرضى أو عُميان لا يبصرون، فهؤلاء لا يُحسبون من بين تلاميذ المسيح الرب، لأن مثل هؤلاء الذين يدَّعون أنهم يطلبون رحمة الله عليهم وتحننه ويلتمسون غفرانه لخطاياهم، لا يرحمون الآخرين ولا يطلبون لأجلهم الغفران بل يقيموا عليهم الحد لا بالسيف بل بالكلام طلبين أن يُحرموا ولا يكون لهم نصيب معهم في الغفران لأنهم يرونهم لا يستحقون، وبذلك يكونوا منعوا عن أنفسهم غفران الله وإحسانه ويجلبون عليهم غضب الله ورفضهم من محضره تاركاً إياهم ليموتوا في خطاياهم الكبرى وهي عدم الغفران للآخر، وتصير الصلاة الربانية شاهداً عليهم، لأنهم لم يستطيعوا أن يغفروا للآخرين ويريدون أن يدخلوا الله معهم في دينونة هؤلاء المرضى، لذلك صارت خطيتهم أعظم وحرمانهم من قوة غفران الله وسلامة أكيدة لأنهم لم يستطيعوا أن يرحموا أو يشفقوا على إخوتهم الذين أحبهم الرب ومات لأجلهم أيضاً …

أي كبرياء أعظم من هذا يا أخوتي، وأي حب ذات هذا الذي يدفعنا أن نقبل أن يغفر الله لنا خطايانا الكثيرة ويرحم ضعفنا، ونحرم أخواتنا منه، هل نحن أعظم من الآخرين، وهل نحن نبصر من ذاتنا وبقدراتنا الخاصة أم أن الله فتح اذهاننا لنفهم الكتب، وأن كان الله هو الذي له الفضل لانفتاح بصيرتنا، فلماذا نفتخر ونُعيِّر الآخرين وكأننا لم نأخذ شيئاً من الله وكأنه حق لنا، وكأننا من ذاتنا نعرف ونفهم ما من الله وإعلانه الخاص : [ لأنه من يُميزك وأي شيء لك لم تأخذه، وأن كنت قد أخذت فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ ] (1كورنثوس 4: 7)

من ثمار الروح القدس، هو اللطف، واللطف لا يجرح حتى أولئك الذين يستحقون الإدانة، وعادة يجعل أولئك الذين يُدانون يستحقون الصفح والغفران الأكيد، الرب يعمل بالمحبة التي تُشفق، ويهدف لخلاص الكل بلا تمييز، ويسعى إلى هذه الغاية (أي خلاص كل إنسان) بلطف تستريح إليه النفوس فتعطي آذانها لتسمع ما يقوله الروح، وفي سكيب هذا اللطف بالمحبة فأن قلوب البشر لا تسقط، ولا تذبل أرواحهم، بل يقتربون من الله أكثر ويحبون كل من يدعو باسمه، لأنهم يجدون عنده راحة وسلام عجيب، يشعرون أنه يفوق كل إمكانيات البشر بحسب الطبيعة، وفي النهاية يمجدون الاسم الحسن، عوض الذين يزرعون الخصومة ويسخرون منهم، فيزدادوا عنفاً وتجديفاً على الاسم الحسن، لأن بسببنا يا أما يتمجد الله أو يُجدف على اسمه العظيم القدوس، ولا ملامة على من يجدف، لأننا نحن الذين شوهنا صورة الله المحب عند الجميع، لأننا نتكلم عن المحبة ولا نحيا بها، لأن حياتنا كلها كلام في كلام وليس فيها خبرة، فحقاً ما اسوأ أن نكون فلاسفة في الكلمات وبارعين عن الدفاع عن المسيحية والمسيح الرب، ولكننا في الأعمال لا نستطيع ان نعما شيئاً لأننا طفأنا روح المحبة واللطف، أي الروح القدس، لذلك لم نستطع أن نشهد شهادة حسنة لله الحي !!!
حتي بين بعضنا البعض لم نستطع أن نحب إخوتنا والعلامة التي تُميزنا كمسيحيين فقدناها لأنه مكتوب: [ بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي، أن كان لكم حب بعضاً لبعض ] (يوحنا 13: 35)، [ بهذا يتمجد أبي أن تأتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي ] (يوحنا 15: 8)، [ وأما ثمر الروح فهو: محبة، فرح، سلام، طول أناة، لُطف، صلاح، إيمان ] (غلاطية 5: 22)، [ لأن ثمر الروح هو في كل صلاح وبرّ وحق ] (أفسس 5: 9) !!!

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى