علم الكتاب المقدس

معنى يوم في الكتاب المقدس



معنى يوم في الكتاب المقدس

معنى
يوم في الكتاب المقدس

الرأي
الرابع الذي ذكرناه في الصفحة السابقة هو الرأي الذي نوافق عليه، وهو رأي صائب..
والدليل أن كلمة “يوم” في الكتاب المقدس قد أتت بمعان كثيرة..

فيُلاحَظ
في الكتاب المقدس أن عبارة “يوم” وإن كانت تعني يوماً محدداً بأربعة
وعشرون ساعة في أغلب الأحيان، إلا أنها أيضاً وفي أحيان كثيرة تأتي بصورة رمزية.

 

أولاً:
أمثلة لأيام تعني أيام من 24 ساعة:

1-
المائة وخمسون يوماً الخاصة بالطوفان (تك8: 3).

2-
الأربعين يوما التي قضاها الجواسيس في كنعان (عد25: 13).

3-
الثلاثة أيام التي قضاها يونان في بطن الحوت (يون17: 1).

4-
الأربعين يوماً التي كان السيد المسيح يظهر فيها لتلاميذه بعد قيامته (أع3: 1).

 

ثانيا:
أيام رمزية:

1-
عبارة يوم تشير إلى لحظات أو دقائق: “اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسوا
قلوبكم” (مز7: 95).

2-
عبارة يوم تشير إلى جزء من اليوم: مثال ذلك دفن السيد المسيح في القبر والذي لم
يكمل 48 ساعة، ولكنها كانت موزعة على ثلاثة أيام قيل أنه وضع في القبر ثلاثة أيام.

3-
عبارة يوم تشير إلى سنة: “الإنسان مولود المرأة قليل الأيام وشبعان
تعباً” (أي1: 14)؛ “أنا صغير الأيام وأنتم شيوخ” (أي6: 32)؛
“أيامي كظل مائل وأنا كمثل العشب اليابس” (مز11: 102)؛ “أيامي
إنطفأت” (أى1: 17)؛ “أيامه مثل ظل عابر” (مز4: 144)؛ “سبعين
أسبوعاً قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة لتكميل المعصية وتتميم الخطايا ولكفارة
الإثم، وليؤتى بالبر الأبدي ولختم الرؤيا والنبوة ولمسح قدوس القديسين”
(دا24: 9). وفي هذا المثال الأخير نلاحظ أن السيد المسيح (قدوس القديسين) لم يأتِ
ولم يُمسَح بعد بعين أسبوعاً ولا سبعين شهراً، بل بعد حوالي 490 سنة أي أن كل يوم
يرمز إلى سنة كاملة! ولتأكيد ذلك نلاحظ قول دانيال النبي: “أنا دانيال كنت
نائماً ثلاثة أسابيع أيام” (دا2: 10). وهي عبارة لم تذكر في الكتاب المقدس
كله إلا في هذا الموضوع ليفرق بينها وبين الأسابيع السابقة التي لم تكن أسابيع
أيام بل أسابيع سنين.

4-
عبارة أيام تشير إلى المستقبل: “إسمع يا إسرائيل: أنت اليوم عابر
الأردن” (تث1: 9). ولكن بني اسرائيل لم يعبروا الأردن إلا بهد سنوات طويلة. –
“هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، نبتهج ونفرح فيه” (مز24: 118). والمزمور
هنا يشير إلى يوم الخلاص الذي سيتممه الله على عود الصليب، وهذا ما حدث بعد زمن
طويل. – “قبل يوم يتوفى وسعفه لا يخضر” (أي32: 15).

5-
عبارة يوم تشير إلى كل الحياة: “وأسكن في بيت الرب مدة الأيام” (مز6:
23).

6-
عبارة أيام تشير إلى تاريخ البشرية كلها: “ها أنا مهكم كل الأيام وإلى إنقضاء
الدهر” (مت20: 28).

7-
عبارة أيام تشير إلى نهاية العالم: “فإن لرب الجنود يوماً على كل متعظم وعال
وعلى كل مرتفع فيوضع” (إش12: 2)؛ “فهوذا يأتي اليوم المتقد كالتنور وكل
المسكتبرين وكل فاعلي الشر يكونوا قشاً ويحرقهم اليوم الآتي” (ملا4: 1).

8-
عبارة أيام تشير إلى ألف سنة: “لأن الف سنه في عينيك مثل يوم أمس بعدما عبر
وكهزيع من الليل” (مز4: 90)؛ “ولكن لا يخف عليكم هذا الشيء الواحد أيها
الأحباء: أن يوماً واحداً عند الرب كألف سنة وألف سنة كيوم واحد” (2بط8: 3).

9-
عبارة ايام تشير إلى الأبد: “وأجعل إلى الابد نسله وكريه مثل أيام
السنوات” (مز29: 89)؛ “أحكامك تثبت اليوم لأن الكل عبيدك” (مز91:
119) فأحكام الله ثابتة إلى إنقضاء الدهر.

10-
عبارة أيام تشير إلى الأزلية: “القديم الأيام” (دا9: 7)

 

ومما
يؤكد هذه النظرية أن الكتاب المقدس يذكر عبارة: “وكان مساء وكان صباح”
لكل الأيام فيما عدا اليوم السابع. أي أن أيام الخلق كلها لها بدايتة ونهاية، وأما
اليوم السابع فبدأ ولم ينته.. فاليوم السابع يمتد منذ خليقة آدم وحتى نهاية
العالم. وهذا يرينا من هو طويل جداً، وبالتالي يمكننا أن نتوقع ما تشير إليه عبارة
يوم في أيام الخلق من طول قد يمتد لآلاف أو ملايين السنوات..

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى