علم الله

كلمة الرب الإله



كلمة الرب الإله

كلمة
الرب الإله

 

السيد
المسيح = (جسد + روح) إنسان كامل + كلمة الرب الإله (إله كامل)

الرب
الإله كلم بنى البشر من خلال الأنبياء فقط بكلمته وكان الإسلوب الذى إتبعه إما
وحياً، أو همساً أو عن طريق أحلام أو رؤى.. ألخ، ولكن لما جاء ملئ الزمان أرسل
الرب الإله كلمته ليحل فى رحم العذراء مريم وصاغ من دمها جسداً، وولد السيد المسيح
كلمة الإله، وهكذا بعد أن كان الرب يكلم الأنبياء فقط كلم جميع بنى البشر من خلال
كلمته السيد المسيح ومن خلال فم السيد المسيح.

مقالات ذات صلة

 

 وطبقاً
لأجابة الْمَلاَكُ لمريم حينما قالت له «كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ
أَعْرِفُ رَجُلا فقَالَ لَها الملاك: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ،
وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ
مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ الإِله (أى كلمة الإله) ” (لوقا 1: 35) وهذه حقائق عن
السيد المسيح بعد ميلاده:

1-
جسد السيد المسيح لم يكن موجوداً قبل ميلاده.

2-
كلمة الإله موجوده بوجود الإله منذ الأزل فحاشا للإله ألا يكون له كلمة، لأن
الكلمة هى عقل الإله الناطق، أو نطق الإله العاقل وأكد يوحنا هذا المعنى فقال فى
الإنجيل: ” فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ
الإِلهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ الإِلهَ. 2 هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ
الإِلهِ. 3 كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا
كَان” (يوحنا 1: 1).

3-
وعندما جاء ملئ الزمان أى حينما حان الوقت وولدت العذراء مريم السيدة التى يمكن أن
يحل فيها كلمة الإله ويتجسد فقال يوحنا: ” وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا
وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ،
مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّ (يوحنا 1: 14)

4-
وعندما ولد السيد المسيح كان إنساناً مثل أى إنسان آخر له جسد وروح ولكن تميز عن
البشر الآخرين أن فيه كلمة الإله وبهذا المعنى ذكر الأنجيل أن الآب أى الذات
الإلهية كلمنا من خلال السيد المسيح الذى هو كلمة الرب الإله أو بالمعنى الذى أحب
أن أستعمله السيد المسيح الإنسان هو المتفوه الإلهى ويمكن وضع المعادلة التالية
زيادة فى الإيضاح.. السيد المسيح = جسد + روح + كلمة الرب الإله. ولا يوجد إنسان
منذ بدء الخليقة وحتى اليوم يمكن أن يصل إلى مرتبة السيد المسيح فالرب الإله كلمنا
من خلال فم السيد المسيح مباشرة.

5-
كلمة الرب الإله فى السيد المسيح بعد ميلاده من العذراء مريم لم تفارق جسدة لحظة
واحدة ولا طرفة عين حتى على الصليب وحتى بعد موته فقد ظل ملازمه للجسد فلم يرى
فساداً وظل ملازم لروحه بعد إنفصالها حتى القيامة المجيدة أى أن الكلمة (اللاهوت)
لازم الجسد المسجى فى القبر، وكان ملازما للروح بالرغم من إنفصال الجسد عن الروح
(الكلمة لا تموت لأنها كلمة إلهية) فمن من بنى البشر يستطيع إقامة نفسه من الموت
إلا السيد المسيح لأن به عنصر الحياة الذى هو الكلمة الخالقة.

6-
“طبيعة واحدة للكلمة المتجسد” هى الجملة التى كان البابا كيرلس عامود
الدين يرددها وعند تحليلها يتضح أن هذه الجملة تنقسم إلى ثلاث فروع وهى:

أ
– طبيعة واحدة 

ب
– الكلمة

ج
– المتجسد

 كما
أنه من المستحيل تقسيم إنسان إلى روح وجسد فإنه أنه بلا ادنى شك من المستحيل أيضاً
تقسيم السيد المسيح تقسيماً ظاهراً ونقول هذا جسد وهذا روح وهذا كلمة الإله، ولكن
يمكن ملاحظة أعماله من خلال دراستنا للإنجيل، فلجسده كإنسان له عمل يقوم به يأكل
ويشرب ويتعب ويمشى.. ألخ وأعمال كلمة الإله كانت واضحة فى المعجزات التى صنعها فلا
يمكن لإنسان أن يسير على الماء برجليه أو يقيم الموتى أو يخلق عينا من تراب.. ألخ.

 

وقد
أكدت الكنيسة القبطية على عبارة “طبيعة واحدة” أو ” أقنومية
واحدة” التى تعنى إرادة ومشيئة واحدة للسيد المسيح بغير إمتزاج أو تغيير أو
إنفصال – والإيمان المسيحى فى عمل الرب الإله فى الفداء لا يمكن أن يتحقق إلا بشخص
مثل السيد المسيح فهو كإنسان إستطاع حمل خطايا العالم لأنه قدوس الذى لم يصنع خطية
فالكلمة الإلهية أقامته كاسراً شوكة الموت والهاوية فقال: ” أين شوكتك يا موت
وأين غلبتك ياهاوية ” فأصلح بما بين السماء والأرض وأصلح العلاقة بين البشر
الذى زاغوا وفسدوا مرة اخرى وأرجعهم إلى القداسة والخير فى الرب الإله إن السيد
المسيح الكلمة المتجسد هو حقاً صانع السلام ومعطية فمن من الناس يستطيع القول
سلامى أترك لكم سلامى أنا أعطيكم.

أما
عن إتحاد الكلمة بالجسد الذى يعرف فى المفهوم المسيحى إتحاد الناسوت باللاهوت فهو
إتحاد حقيقى تام وكامل، لهذا فلا يقبل المفارقة أو الإفتراق لحظة واحدة ولا طرفة
عين كما قررت المجمامع المسكونية، وكما جاء فى القداس الإلهى فى الإعتراف الأخير
الذى يتلوه الكاهن فى كل قداس.. إن موت المسيح فمعناه أن الروح الإنسانية فى
المسيح قد فارقت الجسد مع إستمرار إتحاد كل منهما باللاهوت.. أى أن موت المسيخ هو
إنفصال بين الروح والجسد المكونين لناسوت المسيح أو إنسانيته، أما لاهوته (كلمة
الإله) فلا يموت، ولم يفارق لا الروح ولا الجسد”

 

 إتحاد
كلمة الإله بجسد المسيح وروحه لا تفارق الجسد والروح أثناء حياته، ولم تفارق جسده
ولم تفارق روحه بعد إنفصالهما اثناء موته، وبقوة وجود الكلمة فى الروح والجسد
المنفصلين أعادهما الكلمة إلى الإتحاد بعد أن فصلهما الموت وإلى والحياة فقام
المسيح منتصراً من بين الأموات  , إنه أعظم إنتصار عرفته البشرية.

 

وإذا
كان السيد المسيح قد فاه على الصليب بما جاء فى مطلع مزمور 21 “إلهى إلهى
لماذا تخليت عنى”

 

 و
Eli, Eli Lama Sabachthani إلهى إلهى لماذا تركتنى (متى 27: 46) و (مرقس 15: 34) تعنى إلهى
إلهى لماذا تركتنى أجوز فى معصرة ألام الصلب وحدى، ولم تنقذنى من الألم أو حتى
تخفف الألم وتنقصه، فالكلمة الموجوده فى جسد المسيح جعله يعانى الألام كاملة غير
منقوصة، تحمل كل الألام روحية ونفسية وجسدية

 

ولكن
لماذا قال السيد المسيح: “إلهي، إلهى”؟ لقد قالها بصفته نائباً عن
البشرية. قالها لأنه “أخلى ذاته، وأخذ شكل العبد، صائراً شبه الناس، وقد
وُجِدَ في الهيئة كإنسان” (فيلبي 8،7: 2). قالها لأنه “وَضَعَ
نفسه” و”أطاع حتى الموت؛ موت الصليب” (في9: 2). إنه يتكلم الآن
كإبن للإنسان، أخذ طبيعة الإنسان، وأخذ موضعه، ووقف نائباً عن الإنسان وبديلاً عنه
أما الإله، كابن بشر، وضعت عليه كل خطايا البشر، وهو الآن يدفع ديونهم جميعاً

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى