علم المسيح

هل صلب المسيح حقيقة أم شُبّه لهم؟



هل صلب المسيح حقيقة أم شُبّه لهم؟

هل صلب المسيح حقيقة أم شُبّه لهم؟

القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير

كاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية
بمسطرد

 

مقالات ذات صلة

الفهرس

المقدمة:

الفصل الأول: هل صلب المسيح حقيقة
أم شبّه لهم؟.

الفصل الثاني: نظرية إلقاء شبه
المسيح علي آخر تتعارض مع عدل الله وجلاله وعظمته ومع العقل والمنطق والتاريخ

الفصل الثالث: الذين قالوا بصلب
المسيح وأسباب قولهم بذلك

الفصل الرابع: أصل فكرة الشبه في
صلب المسيح فى الفكر الغنوسي الوثني

الفصل الخامس: إيمان الفرق
الدوسيتية بصلب المسيح

الفصل السادس: لو أراد الله إنقاذ
المسيح من الموت صلبًا

الفصل السابع: كان نظر المسيح
متجهًا إلي الصليب – نبوات المسيح وإعلاناته عن صلبه وقيامته

الفصل الثامن: نبوات العهد القديم
عن صلب المسيح وقيامته

الفصل التاسع: القبض علي المسيح
ومحاكمته

الفصل العاشر: الصلب والصليب

الفصل الحادي عشر: صلب المسيح
حقيقة مؤكدة مسيحيًا وتاريخيًا ووثائقيًا

 

مقدمة

آمن المسيحيون عبر كل تاريخهم وعصورهم، بناء علي ما سبق أنْ تنبّأ به
آباء وأنبياء العهد القديم، من إبراهيم إلي موسي وجميع الأنبياء وكتاب المزامير
الموحي إليهم بالروح القدس، وما دوّنه العهد الجديد تفصيليًا عن المحاكمة والصلب
والقيامة وكرازة تلاميذ المسيح ورسله للعالم أجمع بالمسيح المصلوب، وما سجّله
خلفاء التلاميذ والرسل، تلاميذهم الذين تعلموا علي أيديهم وتسلموا منهم الإنجيل،
سواء المكتوب، العهد الجديد، أو الشفوي. وذلك إلي جانب ما سجله المؤرخون والفلاسفة
الرومانيون واليونانيون والربّيون اليهود المعاصرون للحدث.

 

ولم يشك أحد من المسيحيين أو غيرهم في حقيقة صلب المسيح ولا في
إمكانية وحقيقة قتل الأنبياء والعظماء عبر تاريخ العالم وفي سجلات الكتاب المقدس
وبقية كتب اليهود وغيرهم وذلك بطرق اإعدام والقتل المختلفة حسب أسلوب وعقيدة كل
زمن وكل عصر وكل دولة. ولم يقل أحد بأنّ المسيح لم يُصلب قبل ظهور النظرية القائلة
بإلقاء شبه المسيح علي آخر فصلب بدلاً منه التي فسّروا بها النصّ القرآني: ”
وَمَا
قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ
فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ
وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا
حَكِيمًا
” (سورة النساء 157و158).

 

ونظرًا لأنّ هذا النصّ لا يُعطي أي تفصيلات عن أحداث الصلب فقد جمع
المفسّرون القدماء عشرات الروايات الخرافية التي نقلوها عن جهلاء أهل الكتاب ممن
امتلأت افكارهم بالفكر الخيالي الخرافي الذي كان عالقًا في فكر بعض العامة
والبسطاء خاصّة الذين كانوا يعيشون في المناطق النائية والمتطرّفة والبوادي
والصحاري لبعدهم عن المراكز الرئيسية للكنيسة الأم، كما يقول ابن خلدون.

وبعد أنْ تبيّن أنّ هذه الروايات غير منطقية وخرافية خرج علينا بعض
الكتاب المعاصرين بنظريات وآراء خاصة بهم وحدهم، بل كل واحدة منها تخصّ كاتبها
فقط، فقد أنتجها بوحي خياله بدون أي سند من كتاب موحي به أو واقع أو تأريخ أو منطق
سوي محاولة إثبات عدم صلب المسيح وعدم قيامته!! بل والعجب أنّه لم يتفق أثنين منهم
علي رواية واحدة!!!

 

وليس هذا فقط بل راحوا يشككون في الكتاب المقدس وبصفة خاصة الروايات
الخاصة بأحداث الصلب والنبوّات التي تنبأت عن صلب المسيح محاولين بذلك إثبات عدم
صلب المسيح من الكتاب المقدس نفسه!!

 

بينما رأي بعض الكتاب أنّ المسيح صلب فعلاً وإنما قول القرآن هذا جاء
من باب مجادلة اليهود والمقصود بها التنقيص من شأنهم. وقال بعض آخر بصلب المسيح
كما جاء في الأناجيل، سواء عن طريق النقل من الإنجيل بأوجهه الأربعة دون تعليق.
كما قال آخرون بصلب المسيح فعلاً ولكن بعدم موته علي الصليب!!!

 

وهذا الكتاب هو عرض لهذه النظرية والافتراضات والأفكار التي خرجت من
بنات أفكار مؤلفيها والتعليق عليها مقدمين الأدلة والبراهين علي صحة إيماننا من
الإنجيل والتاريخ والتقليد والواقع مع استخدام العقل والمنطق في كل جملة.

 

ونرجو من الله أن نكون قد وفقنا في ذلك. بصلوات قداسة البابا المعظّم
البابا شنودة الثالث الأستاذ والمعلم، وأبي الروحي نيافة الحبر الجليل الأنبا مرقس
أسقف شبرا الخيمة وتوابعها.

القس عبد المسيح البسيط أبو الخير

عيد القيامة المجيد

11 إبريل 2004ميلادية.

3 برمودة 1720 شهداء.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى