علم المسيح

الفصل الثامن



الفصل الثامن

الفصل
الثامن

القيامة سر
المسيحية وقيامها

§
[لقد وُلِدَ لكي يموت، ومات لكي
يقوم، وقام لكي يجلس حيث كان أولاً].

+” الذي أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل
تبريرنا”
(رو
25: 4)

+” كل مَنْ اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته،
فدُفنَّا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أُقيم المسيح من الأموات، بمجد الآب، هكذا
نسلك نحن أيضاً في جدَّة الحياة”
(رو 3: 6و4)

§ [في الموت ضرب
الشيطان الراعي لتتبدَّد الخراف. وفي القيامة أقام الله من بين الأموات راعي
الخراف العظيم بدم عهد أبدي]!

[كان
موت المسيح بالنسبة للتلاميذ، بالرغم من كل التنبيهات السابقة، يمثِّل لهم كارثة
ثقيلة لا خروج منها! وحتى بعد ما أدركوا وهو حي معهم أنه هو المسيَّا. وبالرغم من
تحذيراته الكثيرة لهم، فقد كانوا ينتظرون أن يُعلن نفسه للعالم ملكاً على عرش
داود. ولكن حوادث الصلب المريعة بدَّدت أحلامهم وأوقعتهم في مأزق فكري شديد الضيق،
ودخلوا في حالة فقدان الأمل. ولكن، وبحسب الواقع، وجدوا أنفسهم في حالة عار
يحاصرهم، فمعلِّمهم العظيم صلبوه ومات أشنع ميتةٍ، وماذا يتبقَّى لهم من علمه
وتعليمه؟ ووجدوا أنفسهم منظورين من الدولة والشعب كأتباع حمقى لمعلِّم ضيَّع
حياتهم. ولم يَعُدْ لهم في نظرهم إلاَّ العودة إلى بيوتهم القديمة ومهنتهم
المهجورة.](
[1])

ولكنهم،
وبإيحاء من رجاء متعثِّر، فضَّلوا أن يجتمعوا في أُورشليم إلى أن ينجلي الموقف،
ولكن في خفية دخلوا وأغلقوا الأبواب على أنفسهم وجلسوا يتحاورون. عبروا يوم السبت،
وكان سبتاً عظيماً وأول أيام العيد، بلا تعييد ولا رجاء. ولكن ما طرأ على تفكيرهم
قط أنه قد تكون قيامة أو يقوم الجسد من بين
الأموات، مع أنه قد سبق ونبَّه قلوبهم كثيراً جداً أنه لن يكون موت إلاَّ وبعده

قيامة.

ولكن
كانت هناك امرأة، صحيح قد لفَّها الحزن ولفَّت نفسها بالسواد، ولكن قلبها المحب
جداً للمسيح كان يشدّها شداً إلى القبر! لماذا؟ لا تعرف، لقد اتفقت مع أُخريات أن
يزرن القبر ومعهن حنوط للجسد، قامت والظلام باقٍ، وذهبت تتحسَّس الطريق إلى الباب،
“باب المدينة” الغربي، الذي يطل على
متسع الجلجثة؛ ولكن بوصولها إلى الباب وجدته موصداً، فجلست على الأرض
تنتظر انبثاق النور الذي يأذن بانفتاحه، لأنه لا
يُفتح إلاَّ عندما يشرق أول شعاع من الشمس. وبمجرَّد أن
انفتح الباب، انسلَّت إلى الخارج مسرعة لا تلوي على شيء، ومن ورائها بقية النسوة حاملات
الطيب
الكثير.

جئن
إلى القبر، والخوف يملأ قلوبهن، ووقفن أمام القبر من بعيد أمام سؤال حيَّرهنَّ
جميعاً! مَنْ يُدحرج لنا الحجر؟ والحجر ثقيل لا تحرِّكه إلاَّ أيدٍ قوية، والضعف
أخذ منهن كل مأخذ! ولمَّا اقتربن، فجأة نظرن وإذا الحجر مدحرج عن فم القبر ومسنود
على الجدار وحده. تقدَّمن والخوف والفزع يتقدَّمهن خطوة وراء خطوة، وإذ بدأ شعاع
الشمس يتسلَّط على فم القبر، اقتربن وتجاسرن بأن مددن رؤوسهن لينظرن. فإذا،
وللمفاجأة المذهلة، شاب وسيم لابس لباساً أبيضَ لامعاً جالساً على حافة القبر، وخاطبهن: لا تندهشن! أنتن تطلبن يسوع الناصري
المصلوب- قد قام- ليس هو ههنا،
هوذا الموضع
الذي وضعوه فيه. لكن اذهبن إلى تلاميذه وقولوا لهم ولبطرس: إنه يسبقكم إلى الجليل،
هناك
ترونه كما قال لكم: “فخرجتا
سريعاً من القبر بخوف وفرحٍ عظيم، راكضتين لتخبرا تلاميذه” (مت
8:
28). والقديس مرقس يقول إنهن: مريم المجدلية ومريم أُم يعقوب وسالومة، وق. متى
يقول أنهما كانتا “مريم المجدلية ومريم الأخرى” (مت 1: 28). أمَّا ق.
لوقا فيقول: إنهن نساء دون تحديد الأسماء.

أمَّا
يوحنا فينفرد بذكر أن أول مَنْ ذهب إلى القبر وحده كانت مريم المجدلية، ولمَّا رأت
الحجر مرفوعاً عن القبر عادت مسرعة تُخبر التلاميذ، وكان هذا أول شعاع من النور يتسلَّط
على ظلمة نفوسهم التي ادلهمت ولا رجاء. فركضت وجاءت إلى بطرس ويوحنا وقالت لهما:
قد أخذوا السيد من القبر، ولسنا نعلم أين وضعوه. فذهبا كلاهما ركضاً، وسبق يوحنا
ونظر داخل القبر، ثم خرج بانتظار وصول بطرس الذي دخل ونظر وإذا الأكفان بوضعها
الذي كانت عليه ملفوفة، والمنديل الذي على الرأس وحده، والجسد غير موجود. الأول
آمن، والثاني لم يفهم: “لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب: أنه ينبغي أن
يقوم من الأموات.” (يو 9: 20)

وللأسف
فإن بطرس لم يُعْمِلْ عقله إلى لحظة، فالذي يسرق الجسد يأخذ لفائفه معه، ولكن أن
تُترك اللفائف على حالها التي كانت ملفوفة به حول الجسد ومنديل الوجه موضوعاً
بحاله، وكأن الجسد تبخَّر أو انسحب وترك مكانه في اللفائف خالياً؛ هنا القيامة
تصرخ في وجهه! ولكنه كان متثاقل الإيمان. والعجيب أن اللفائف لم تهبط وتترك شكلها
الدائري، بل بقيت ملفوفة حول نفسها. إنه إعجاز القيامة!! أمَّا على ق. يوحنا، فقد
أشرقت بارقة القيامة فهزَّته حتى الأعماق.

160- ظهور
الملاكين لمريم المجدلية

ترك
بطرس ويوحنا القبر وسارا يتطارحان الكلام عن احتمالات الأمر، ولكن تركا وراءهما المجدلية تبكي على القبر. وفجأة
رأت ملاكين، واحداً
عند الرأس والآخر عند الرجلين في نفس الموضع الذي كان
الجسد موضوعاً فيه.

الملاكان:

مريم:

 

المسيح:

مريم للبستاني:
يسوع:
مريم:
يسوع:

 

يا
امرأة، لماذا تبكين؟

أخذوا سيدي ولست أعلم أين وضعوه.

(هنا بدا على وجه الملاكين حركة أشعرت مريم أن وراءها يقف
واحد)!

ولمَّا قالت هذا التفتت إلى الوراء، فنظرت يسوع واقفاً،
ولم تعلم أنه يسوع.

يا امرأة، لماذا تبكين؟ مَنْ تطلبين؟ فظنَّت تلك أنه
البستاني، فقالت له:

إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه

يا مريم!!

فالتفتت تلك وقالت له: ربُّوني الذي تفسيره يا معلِّم!

لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي. ولكن اذهبي إلى
إخوتي وقولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم!

فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب، وأنه
قال لها هذا.” (يو 13: 2018)

 

161- عصر
الأحد، وتلميذا عمواس، وظهور المسيح لهما

+”
وإنما أُظهرت الآن (النعمة) بظهور مخلِّصنا يسوع المسيح، الذي أبطل الموت وأنار
الحياة والخلود بواسطة الإنجيل”
(2تي 10: 1)

+”
لأنه إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام، فكذلك
الراقدون بيسوع، سيحضرهم الله أيضاً معه”
(1تس
14: 4)

+”
إن اعترفت بفمك بالرب يسوع، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خَلَصْتَ”
(رو 9: 10)

عمواس مدينة صغيرة تبعد سبعة أو ثمانية أميال جنوب أُورشليم
بغرب، وربما موضعها الآن الخمسة
El-Khamasa، ويوسيفوس([2]) يفسِّر
اسمها حمَّاث
Hammath، أنه يعني ذات ينابيع المياه
الساخنة. كان واحد من تلميذي عمواس يسمَّى كليوباس والآخر غير مذكور اسمه، ولم
يكونا من الرسل، ولكن كانا من أتباع يسوع. وكانا محزونَين بأشد الحزن، يسيران معاً
نحو بلدتهما يلفّهما الهم والغم وكسرة القلب، معتقدين أن كل شيء قد انتهى بهذه
النهاية الكئيبة. وكانا قد سمعا بأخبار الصباح، ولكن لم تنتهِ بهما هذه الأخبار إلى
شيء مؤكَّد. وكل ما بلغهم أن القبر وجدوه فارغاً، وأن بعض النسوة جئن وأخبرن أنهن
رأين ملائكة يقولون إن المسيح حي! ولكن كل هذه الأمور كانت في نظرهم متاهة. وذهبا
يمشيان والحزن يعتصر قلبيهما وهما يتطارحان كلمات الدهشة واليأس، ولكن كانا
شغوفَين جداً أن يسمعا شيئاً ما. وفي لحظة وجدا إنساناً غريباً يُسرع خطاه حتى صار
وسطهما، وكان هو يسوع ولم يعرفاه، وُيقال إن أعينهما قد أُمسكتا عن معرفته.
وابتدرهما متعجباً: علامَ تتطارحان وأنتما سائران عابسَين هكذا؟

كليوباس:

 

يسوع:
التلميذان:

 

“هل أنت مُتغرِّبٌ وحدك في أُورشليم ولم تعلم الأمور
التي حدثت فيها في هذه الأيام؟”
إذن، فأخبار
يسوع وصلبه ملأت كل أرجاء أُورشليم، حتى يكون مستغرباً إن وُجِد واحد لم يسمع
بها!

“وما هي”؟

المختصة
بيسوع الناصري، الذي كان إنساناً نبيًّا مقتدراً في الفعل والقول أمام الله
وجميع الشعب. كيف أسلمه رؤساء الكهنة وحُكَّامنا لقضاء الموت وصلبوه. ونحن كنَّا
نرجو أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل. ولكن، مع هذا كله، اليوم له ثلاثة أيام منذ
حدث ذلك، بل بعض النساء منَّا حيَّرننا إذ كُنَّ باكراً عند القبر، ولمَّا لم
يجِدْنَ جسده أتين قائلات: إنهن رأين منظر ملائكة قالوا إنه حيٌّ”

ومضى
قومٌ من الذين معنا إلى القبر، فوجدوا هكذا.. وأمَّا هو فلم يروه”

المسيح المتخفِّي حتى الآن:

“أيها الغبيان والبطيئا الإيمان بالقلب، كيف لا
تؤمنان بالأنبياء والمكتوب، أليس كان محتوماً أن المسيَّا يتألَّم بهذه الآلام
كلها ويدخل إلى مجده؟ وابتدأ المسيح يتلو عليهما النبوَّات التي جاءت عن آلام
المسيَّا وموته من موسى والأنبياء والمزامير كيف أنها ذكرت
واستوفت كل ما يختص بآلامه”.

كان
التلميذان يسمعان الكلام وقلبهما يتحرَّك ملتهباً فيهما. فالكلام يعرفانه، ولكن
المتكلِّم يجعل الكلام وكأنه قيل أمس أو أول من أمس. كلام حي مقنع وواضح ومنطبق
على الحوادث تمام الانطباق. وأخيراً، بلغا مشارف عمواس، فتظاهر المسيح أن أمامه
مسافة أخرى يمشيها. فألحَّا عليه وقالا له: إن النهار قد مال للغروب، فتعال وبت
عندنا، طمعاً في سماع باقي حديثه المحيي.

تأمُّل: “تعال، تعال معنا يا
حبيبنا أسمِعنا كلامك الحلو،

النهار
انقضى والشمس مالت للمغيب، فوجبت الضيافة. تعال لا تتمنَّع،

نفوسنا
تعلَّقت بكلامك عن يسوع، إنه في فمك حي، وكأن لا موت ولا قبر.

أَبَعْدَ
أن تشوِّقنا عن يسوع تتركنا وحدنا نكمِّل حديث حزننا وهمنا الثقيل.

كلامك
أنار ذهننا وفتح قلبنا وأحسسنا أن وراء القبر حياة، فأخبرنا بها.

حقا
يسوع لا يموت، وإن مات يتكلم بعد، هو حي معك ونحن نودّ أن نحياه، فتعال.

أخبارك
غطَّت على أحزان أُورشليم كلها، وفجَّرت طاقات الرجاء والحب والأمل.

نرجوك
تعال وبت عندنا لنسهر الليل كله نسمع حديثك عن يسوع فكأنه أنت،

لقد علَّقت نفوسنا بك، لأنك أحييت فينا المسيح الذي مات في
أُورشليم، فإذا هو حي

فيك.

تعال،
ما لنا وأُورشليم والقبر الفارغ والنسوة والملائكة، قل لنا أنت هل أنت
المسيح”؟

استجاب
المسيح لرجائهما، لأنه أحبهما كما أحباه. ومال معهما وقلبه مفعم بالرضا، وكأنه وجد
معهما مَنْ يترجَّى وجوده. فأسرعا بواجب الضيافة، وقدَّما مائدة عشاء مع خبز. فجلس
المسيح في الوسط وكأنه ليس ضيفاً بعد بل رئيس المتكأ ورب مائدة. فكانت دهشتهما
عجيبة لمَّا أمسك بالخبز ورفع عينيه إلى السماء، فطار قلباهما من نظرته إلى فوق،
انخطف قلباهما إلى السماء حيث نظر، ولمَّا كسر الخبز ومدَّ يده به نحوهما، فإذا به
تعلوه هالة المجد ويذوب جسده أمام أعينهما ويختفي!! فأدركاه وتبادلا النظرات
والتنهدات، وكأن كنزاً يفوق السماء في مجده وجلاله طار من بين أيديهما!! ثم
تذكَّرا: أتذكُر يا كليوباس وقتما كان يتكلَّم معنا في الطريق؟ نعم، كان قلبي
ملتهباً وكأن ناراً فيه تتقد، وما دريت أنه هو هو المسيَّا يسوع المحبوب. ثم
أتذكُر وقتما كان يتكلَّم عن الأنبياء ويتلو الأسفار غيباً عن ظهر قلب؟ نعم، وكنت
وكأني أسمع موسى نفسه أو يشوع، وكان الكلام يتصوَّر أمامي حقائق وحوادث.

فقاما
للتو وانطلقا صوب أُورشليم يُسرعان الخُطا وقلبهما يطفر من الفرح والسعادة: لقد
رأيا الرب! وكانا أول مَنْ رآه بعد المجدلية.

 

162- ظهور
المسيح

مساء الأحد
للاثني عشر في العليَّة في غياب توما

فلمَّا
صعدا للرسل وجدوهم مجتمعين معاً والبشر يملأ وجوههم، ولكن من داخل والأبواب
مُغلَّقة عليهم بإحكام، فلا يزال الخوف من الحكام يرعبهم. وسمعوا من الرسل تأكيداً
أن الرب قام حقا وظهر لبطرس(
[3]). فتقدَّما هما أيضاً ليخبرا
باختبارهما العجيب: كيف ظهر لهما وشرح الكتب، ووبَّخهما على عدم إيمانهما
بالأنبياء، وشرح لهما كل ما جاء عنه في موسى والأنبياء والمزامير (الأمر الذي صار
مسجَّلاً في فكر الكنيسة وقلبها عن دراسة العهد القديم)! وكيف استُعلِن لهما وقت كسر الخبز، وهكذا ربط ظهوره بكسر الخبز
والإفخارستيا. فكلامهُما ألهب قلوب الجماعة
كلها.

وفي
لحظة حدث سكوت فجأة في العليَّة المغلَّقة بإحساس رهيب، إذ في الوسط ظهر المسيح
نفسه بكل سماته وملابسه. ثم بادرهم كالعادة: “سلام لكم” بنفس نبرات صوته
وإيماءاته ونظراته، والكل منذهل يحدِّق فيه بأقصى الجهد.

ولكن
عمَّتهم قشعريرة خوف، فالموقف أكبر من احتمال خبرتهم الإيمانية. وغمرتهم لمسة
اندهاش، ألعلَّهم رأوا روحاً؟ ولكنَّ المسيح أسرع ومدَّ يديه وعرّى قدميه ليروا
الجروح النازفة والدم عليها وهي مثقوبة ثقباً يُدخِل لا الأصبع بل اليد. ثم أراهم
جنبه المفتوح، وقال لهم: لماذا تظنون أنكم ترون روحاً جسُّوني والمسوني، الروح ليس
له لحم وعظام. فاستراحت نفوسهم وابتدأوا يفرحون ويُظهرون فرحهم. ولعلَّهم تذكَّروا
وعده المبارك: “سأراكم أيضاً فتفرح قلوبكم، ولا ينزع أحد فرحكم منكم”
(يو 22: 16). ثم حدَّثهم عن إرساليته لهم: “كما أرسلني الآب أُرسلكم
أنا” (يو 21: 16). ثم اقترب من وجوههم ونفخ فيهم وقال لهم: “اقبلوا الروح
القدس. مَنْ غفرتم خطاياه تُغفر له، ومَنْ أمسكتم خطاياه أُمسكت” (يو 22:
20و23). وهكذا سلَّمهم الإرسالية والرسولية. ولكن كان توما غير موجود مع الرسل في
هذه الليلة.

163- ظهور
المسيح

في العلية
الأحد
([4]) الثاني بعد القيامة لتوما مع الرسل

وهذا
حدث ثانية وهم مجتمعون في العلية الأحد الذي يليه، ربما خصيصاً لأجل توما، لأن
توما لم يصدِّق الخبر الذي سمعه منهم، وقال إن لم أضع إصبعي موضع المسامير في
يديه، وأضع يدي في جنبه موضع الحربة، لا أُؤمِنْ.

وبينما
كانوا مجتمعين والأبواب مغلقة كالعادة، ظهر المسيح في الوسط وبحث بناظريه عن توما،
ثم خاطبه خصيصاً: تعال، وهات إصبعك والمس يدي، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن
غير مؤمن بعد بل مؤمناً. فصرخ توما: “ربي وإلهي” فيبدو أن إصبعه لمَّا
لمس الجرح أصابته هزَّة أيقظت إيمانه من رقاد. فعاتبه المسيح، وبالتالي ليمدح
الدنيا كلها: “لأنك رأيتني يا توما آمنت! طوبى للذين آمنوا ولم
يَرَوْا!!” (يو 29: 20)

164- ظهور
المسيح في الجليل كالوعد

+
مَنْ هو الذي يدين؟ المسيح هو الذي مات، بل بالحري قام أيضاً، الذي هو أيضاً عن
يمين الله، الذي أيضاً يشفع فينا”
(رو 34: 8)

كان
المسيح يرى أن ظهوره في أُورشليم فيه حرج للتلاميذ، فأراد أن ينفرد بهم في حرية
وبعيداً عن مناورات رؤساء الكهنة، وأخبرهم بذلك بمجرَّد أن قام من بين الأموات
وظهر لأول مرَّة للمرأتين. ذهب التلاميذ واستعدُّوا للقائه. فكان سبعة منهم
مجتمعين معاً، ربما في بيت بطرس، واتفقوا للخروج معاً للصيد: سمعان بطرس وتوما
ونثنائيل الذي من قانا الجليل وابنا زبدي واثنان آخران من تلاميذه. وخرجوا ومضوا
الليل كله في الصيد، ولكن لم يُمسكوا في تلك الليلة شيئاً من السمك. ولمَّا كان
الصباح وهم عائدون فارغين، رأوا المسيح على الشاطئ، وفي البداية لم يعرفوه. فقال لهم:
يا غلمان، ألعلَّكم أتيتم بصيد؟ فأجابوه: لا. فقال لهم: ألقوا الشبكة إلى جانب
السفينة الأيمن فتجدوا، فألقوا. ويقول الكتاب: إنهم لم يعودوا يقدرون أن يجذبوا
الشبكة من كثرة السمك. فقال يوحنا لبطرس: “هو الرب” (يو 7: 21). فلمَّا
سمع سمعان بطرس أنه الرب، اتَّزَرَ بثوبه لأنه كان عرياناً، وألقى بنفسه في البحر،
والآخرون جدَّفوا ووصلوا الشاطئ يجرُّون الشباك والسمك. ولدهشتهم، لمَّا وصلوا الشاطئ، وجدوا جمراً موضوعاً لإعداد الغذاء وسمكاً.
فأحضروا من السمك الذي اصطادوه، وكان تعداد السمك 153 سمكة، والشبكة لم تتخرَّق.
ودعاهم المسيح: تعالوا تغذوا، وكان إفطاراً. وأخذ المسيح الخبز والسمك وبارك وأعطى
ليأكلوا كالعادة، ولكن لم يجسر أحد أن يكلِّمه.

ثم
وجدها المسيح فرصة ليراجع بطرس المراجعة الأخيرة لحياته، فسأله: يا سمعان بن يونا
أتحبني، وكرَّرها لثلاث مرَّات!! ليذكِّره بالثلاثة إنكارات. ثم أخبره أنه حينما
كان حَدَثَاً كان يمنطق ذاته ويسير حيث يريد، ولكن سوف يمنطقونه ويحملونه حيث لا
يريد، مشيراً إلى أية ميتةٍ كان مزمعاً أن يموت. ومات ق. بطرس في روما مصلوباً
منكَّساً حسب التقليد.

القيامة
فعل خلقي جديد وليست مجرَّد رؤية:

[من
المؤكَّد- حتى وبأقصى معنى للتاريخ- أنه لم يكن هناك إنجيل ما، ولا حقيقة إنجيلية،
ولا حتى حرف واحد من العهد الجديد، بل ولا إيمان ما، ولا كنيسة ولا عبادة ولا
صلاة، بل ولا مسيحية جملة وإلى هذا اليوم؛ بدون قيامة يسوع المسيح من بين الأموات.
حتى ولو كانت هناك صعوبة بل واستحالة أن نحصل على سند تاريخي أكيد عن كيف كانت
حوادث يوم القيامة العظيم.](
[5]) (عن جونثر بورنكام)

أمَّا نحن فنقول: إن الإنسان المسيحي يخطئ إن فَهِمَ أن
القيامة نشأت بمجرَّد الإيمان بظهورات
المسيح، لأن الإيمان
قام على حدث خطير ومؤثِّر. فالقيامة فعل جديد دخل العالم بموت يسوع المسيح

الكفَّاري عن العالم. فقيامته بشارة جديدة
لعالم جديد تُخلِّص الإنسان من إرهاب الخطية وتخريب فعل الموت،
فهذان
العدوَّان أُخْضِعا تماماً تحت رجلي القائم من بين الأموات. فالمسيح، وهو الكلمة
ابن الله المتجسِّد آخذاً بشريتنا لذاته ليموت بها حاملاً خطاياها على الصليب؛ قام
من بين الأموات بها هي نفسها خلواً من خطية،
ودائساً بها الموت تحت قدميه وهو قائم مرتفع من هُوَّة الموت إلى حقيقة

الحياة.

فعل
القيامة- كما نقول- هو حدث أو فعل جديد لم يكن يعرفه العالم من قبل، هذا الفعل كان
لا يَمُتُّ لبني الموت بصلة، صار إحدى مكونات الإنسان الجديد في المسيح يسوع!
“مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة” (أف 10: 2). فالقيامة فعل خلقي
جديد للطبيعة البشرية التي كانت منسوبة للموت واللعنة وعبودية الشيطان.

فلمَّا قام المسيح من بين الأموات بجسده- الذي مات به
وبجروحه- دخل به العالم دخولاً

جديداً، ليس كدخوله الأول حين تجسُّده يومَ وُلِد. فدخوله الأول كان تمهيداً وعلة
أو سبباً لدخوله العالم الجديد قائماً من عالم الأموات إلى ملء حياة الأبد التي لا
يملك عليها موت ولا خطية ولا سلاطين هذا الدهر. فإن كان دخوله الأول إلى العالم
أساساً لكي يحمل خطايا البشرية ويموت بها ليرفع عنها عقوبة الموت ولعنته، فقيامته
من بين الأموات كانت البرهان الإلهي أن الآب قَبِلَ موته الكفَّاري على الأرض ودخل
إلى السماء إلى الأقداس العليا بدم ذبيحته يقدِّمه إلى الآب فوجد لنا فداءً
أبدياً.

فإن
كان دخوله الأول استحدث في العالم وجوداً للطبيعة الإلهية، تعيش بين الناس في جسد
إنسان، تتعرَّف على ضعفاتهم وآلامهم وأمراضهم وسحقهم وذلهم، ثم ظلمهم وموتهم،
حاملة كل أثقال الناس لتلقيها في الهاوية بعيداً عن العالم والتاريخ وعين الناس.
فقيامته أنشأت دخولاً ثانياً استحدثت به وجوداً جديداً للإنسان بلا نير خطية ولا
رعبة موت ولا ذلة عوز، بل إنساناً جديداً بوعي إلهي دائساً الخطية والموت،
ومترفِّعاً عن كل هم وثقل للخطية والموت، بانتظار قيامته وحياته الجديدة المرصودة
في السموات محفوظة له لا تتدنَّس ولا تضمحل.

بمعنى
أن القيامة حدث جَلَل، فعل خلقي شامل ومتعمِّق للطبيعة البشرية حتى الجذور، ورافع
لثقلها في جسد المسيح القائم لترتفع به وقت أن تلقي جسدها على الأرض لترث أمجاد
القيامة كفعل خلقي سماوي فائق القدر. أي أن القيامة ليست هي مجرَّد ظهور للمسيح،
وتعرُّف عليه، واقناع بالصوت والصورة، ولمس الإصبع ووضع اليد في الجرح، ومحاولة
جاهدة من المسيح ليقنعهم بحقيقة قيامته، وجهد بائس جهيد من طرف أعز تلاميذه
وأوثقهم صلة به لكي يقتنعوا أو يؤمنوا.

فالقيامة
بفعلها الظاهري، هي من نصيب عقل الإنسان، ونصيب عقل الإنسان من معرفة الحق
في الظاهر زهيد تلعب به العين وتنغش به الأذن وتتقاذفه الظنون: أروح هو أم لحم
وعظام؟ ومن أين يأتي اللحم والعظام وقد دخل العلية والأبواب محكمة الغلق؟ ثم ألف
ظن وظن.

أمَّا
القيامة في فعلها الحقيقي المتغلغل كيان الجسد الجديد، فهي فعل روحي فائق على
العقل من نصيب وعي الإنسان الروحي الذي ينفعل بها انفعال المثيل للمثيل؛ فبمجرَّد
أن يقبله الإنسان بحاسة الإيمان والحق، يدخل إلى عمق اليقين، وتهتز له أعتاب الروح
اهتزازاً ينفض عنها كل قديمها، كل ضعفها، كل ماضيها، لتلبس ثوب التجديد لحياة
أبدية لا يسود عليها موت!

القيامة
فعل إلهي لا بشريٌّ هو، استطاع أن ينفض عن جسد المسيح ثقل الترابية فيه، فقام
الجسد بلا وزن، يتحدَّى الأرض والتراب والمكان والزمان. والجسد هو الجسد عينه الذي
ذُبح به على الصليب وجروحه عليه شاهدة بصدق بشريته وصليبه وموته، ولكن لأنه
تخلَّص نهائياً- ولحساب البشرية التي فيه- من اللعنة وعقاب الموت التي أحدرت
الإنسان الأول آدم من سماء الحضرة الإلهية مع الله إلى التراب الذي أُخذ منه،
وأخضعته صاغراً لجاذبية الأرض؛ تخلَّص بالتالي من علاقة الأرض وجاذبيتها، وارتفع
عالياً بيمين الله وروحه القدوس وقد نال لحساب الإنسان صك انعتاق من الخطية ولعنتها
وعبودية الأرض ومشقتها ومن الموت وسلطان الشيطان والزمان!

فالقيامة حدث وقع في صميم طبيعة الإنسان بقيامة المسيح
منتصراً من بين الأموات وغالباً سلطان الموت والهاوية. فمسألة الإيمان بالقيامة
اعتماداً على ظهوراتها ومكانها ومقدار الثقة في مَنْ رأوا وشاهدوا أمر لا يمتُّ
لفعل القيامة الذي تغلغل طبيعة الإنسان ونقله نقلةً شاسعة من تحت سلطان الزمان
والمكان والفكر والعقل والبرهان، ليعيش حياة جديدة بيقين حياة المسيح من بعد موت،
لا يتحكَّم فيها فكر ولا ظن ولا قياس بالعقل أو المنطق. فالقيامة حق إلهي وقع في
صميم كيان الإنسان ليغيِّره ويجدِّده، لا يحتاج إلى قناعة فكر أو برهان عقل أو نقل
أو بحث زمان ومكان وقول إنسان، بل قبول مجرَّد قبول. فالحق الإلهي المصنوع
بالقيامة هو ملك للإنسان إن شاء وأراد. فكما استعبدته الخطية ظلماً، واستبدَّ به
الشيطان، وطغى عليه الموت إرغاماً؛ جاءه الفداء والخلاص مجَّاناً، وأتته القيامة
نعمة وعوناً وإلهاماً.

إذن،
فرسالة القيامة هي التي تلحّ على إيماننا، وليس مجرَّد الإيمان بالقيامة من الوجه
المنظور والمعقول. فالقيامة، نؤكِّد مرَّة أخرى، أنها ليست نتيجة إيمان الرسل أو
الكنيسة، بل هي بحد ذاتها موضوع إيمان الرسل والكنيسة كرسالة فداء وخلاص وحياة
أبدية. وإن بدأت القيامة بحسب التاريخ بالظهورات الأُولى وتطلَّبت الإيمان، إلاَّ
أن حقيقة القيامة، بحسب قيمتها الجوهرية كفعل وحدث
إلهي، هي عمل الله المباشر بقوته إزاء جحود العالم وظلمته وعدم
إيمانه.

وبحسب إيمان الكنيسة الأُولى، تُحسب القيامة أنها برهان
تصديق الله على عمل الفداء والخلاص الذي أكمله المسيح على الأرض من أجل الإنسان.
فهي بمثابة بزوغ فجر جديد لحياة جديدة للإنسان هي بعينها ملكوته الجديد، الذي وضع
نهاية للزمن الحاضر وعالم الإثم والخطية وسلطان الشيطان، الذي تركه زماناً
ليتحرَّك نحو نهايته ليصنع حتفه بنفسه. لذلك، فالقيامة، ليست من هذا العالم،
ويستحيل ضبطها في إطار الزمان؛ فهي فائقة على الزمان ولا يمكن حصرها بالعقل
وإخضاعها للمنطق، لأنها روحية إلهية. والقيامة حدث إلهي وفعل تجديدي فعَّال منذ أن
قام المسيح من بين الأموات لتغيير وتجديد الإنسان، لابد أن يسري ويمتد، لأن
بامتداده يبلغ منتهاه، ومنتهاه بتجديد العالم. فهو فعل حي متحرِّك يسير بالإنسان
والعالم حتى يُكمَّل، لذلك، فالكرازة بالقيامة عمل حتمي حتى إلى أقصى الأرض وأقصى
الزمن إلى أن ينتهي هذا الدهر والعالم، وحينئذ تبلغ القيامة غايتها.

أمَّا نحن فنعيِّد للقيامة، لا لأننا نؤمن بها، بل لأننا
قمنا من الموت مع المسيح والآن نحيا معه: “فإن كنتم قد قمتم مع المسيح
فاطلبوا ما فوق، حيث المسيح جالس” (كو 1: 3). ففعل الإيمان بَطُل أن يكون
فعلاً ماضياً بل هو “حال” وحياة حاضرة، والذي قام لا يسود عليه الموت
بعد: “مَنْ آمن بي ولو مات فسيحيا. وكل مَنْ كان حيًّا (بالقيامة) وآمن بي
فلن يموت إلى الأبد.” (يو 11: 25و26)

وبفعل
القيامة الذي فَعَلَهُ المسيح، شرح: أين كان؟ ومَنْ كان قبل أن يولد؟ ولماذا وُلد؟
وكيف جاز آلامه المروعة بصبر فائق واحتمال مذهل؟ وأخيراً، أعطى معنى مثيراً لموته!
وهو نفسه شرح ذلك بنفسه لتلميذي عمواس: “أيها الغبيان والبطيئا القلوب في
الإيمان بجميع ما تكلَّم به الأنبياء، أما كان ينبغي أن المسيح يتألَّم بهذا ويدخل
إلى مجده؟” (لو 24: 25و26)

ولكي
يدرك القارئ معنى ما نقول فليتذكَّر كيف سار تلميذا عمواس مع المسيح نفسه القائم
من بين الأموات، وظلاَّ يتكلَّمان معه ويتحاوران ما يقرب من الساعة وأكثر، ولم
يعرفاه؟ ولكن أحسَّا به في قلبهما الذي كان ملتهباً وكأنه قد أصابه فعل ما! ثم
أليس هذا هو فعل القيامة الذي سَرَى فيهما سرًّا من وراء العقل والحواس، فكيف
يتواجهان وجهاً لوجه مع قوة القيامة ولا يتأثران؟ فالقيامة فعل إلهي هي، ولكن
فعلها هو لمن هم تحت الزمان. والفعل الإلهي إن دخل الزمن صار خلقة، صار تجديداً
لحساب العالم الآخر.

تلميذا عمواس كانا قد بلغ بهم اليأس إلى منتهاه، لأن
رجاءهما الوحيد في ذلك النبي المقتدر الذي كان عتيداً أن يصنع خلاصاً لإسرائيل قد
مات، فماتت معه كل آمالهم وبلغوا اليأس. ولكن أول ما أحسُّوا أن الذي مات هو حي،
فأدركوا القيامة الحقيقية؛ انتعشت أرواحهم، إذ قبلوا روح القيامة ذاتها، وصاروا
خلائق جديدة، وانطلقوا يبشِّرون. فإذا سألت تلميذَى عمواس عمَّا حدث لهما؟ كان
عسيراً عليهما جداً أن يعلِّلوا ما حدث، فهو عمل جديد عليهما. ولكن لو لاحظ
الإنسان بحاسة الزمن لاكتشف أن فعل القيامة يُحيي الماضي ويربطه بالحاضر ويدفعه
إلى المستقبل البعيد. هو غلبة الزمن وقهر الماضي المنسحب نحو الظلمة، وإرغامه على
دخول النور ومتابعة الحياة بلا توقف. لهذا قيل عن المسيح: إنه قاهر الموت ومبدِّد
الظلمة، إذ حوَّل الموت إلى خرافة. فالماضي عنده صار حاضراً، إذ حطَّم عجلة الزمن
وطرح سلطانه فوق الدهور. لذلك قال: أنا الألف والياء، والبداية والنهاية:
“أنا هو الأول والآخِر، والحيُّ. وكنت ميتاً، وها أنا حيٌّ إلى أبد
الآبدين.” (رؤ 1: 17و18)

مَنْ
يستطيع أن يقنع تلميذي عمواس أن المسيح لم يقم من بين الأموات؟ استحالة، لأن
القيامة قد أخذت طريقها كفعل في صميم كيانهما، وهو فعل تجديدي. لقد وُلدوا للعالم
الآخر. لقد ذاقوا الملكوت المُعَدّ. لقد ذاق ق. بطرس الرسول القيامة أيضاً وعبَّر
عنها تعبيراً حيًّا: “مباركٌ الله أبو ربنا يسوع المسيح، الذي حسب رحمته
الكثيرة ولدنا ثانيةً لرجاءٍ حيٍّ، بقيامة يسوع المسيح مِنَ الأمواتِ، لميراثٍ لا يفنى ولا يتدنَّس ولا يضمحلُّ،
محفوظٌ في السماوات لأجلِكم.” (1بط 1: 3و4)

165- تسليم
الوديعة

+
“فتقدَّم يسوع وكلَّمهم قائلاً: دُفع إليَّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض،
فاذهبوا وتلمذوا جميع الأُمم وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلِّموهم
أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر.
آمين.” (مت 28: 1820)

وهكذا
يسند الخدمة والكرازة قوتان: الأُولى سلطان المسيح الكُلِّي على السماء والأرض،
والثانية: حضوره غير المنظور وعلى الدوام إلى انقضاء الدهر. وقد حقَّق وعده
واستمرت الخدمة والكرازة تسندها هاتان القوتان بصورة واضحة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى