علم المسيح

118- الصدوقيون



118- الصدوقيون

118- الصدوقيون

(الحركة
الثالثة: في القيامة لمَنْ تكون زوجة؟):

حركة مفردة من قبل الصدُّوقيين الذين لا يؤمنون بالقيامة
ولا بالملائكة ولا بالأرواح. تقدَّموا بسؤالهم الذي يضرب في اتجاهين: الأول سلبي
وهو استهزاء بعقيدة القيامة، والثاني إيجابي أن الحياة الأخرى هي امتداد للحياة
الحاضرة. وكان سؤالهم يحمل مشكلة تحتاج إلى حل، وفي الحل ينكشف نوع صحة الإيمان
بالقيامة. إذ تخيَّلوا أن إنساناً تزوَّج ومات وترك زوجته بدون إنجاب. والناموس
يقول بأن على أخيه أن يتزوَّجها ويُنجب لأخيه أولاداً، حتى لا يضيع نسبه من
الأسباط، لعلَّ يأتي المسيَّا من نسله. وكان هذا الأخ الذي مات أحد سبعة إخوة
كانوا مصابين بالعقم، ماتوا جميعاً ولم يُنجبوا نسلاً في الحياة الحاضرة. ففي
القيامة لمَنْ تكون زوجة؟ وفي سؤالهم سخرية بالفريسيين الذين يؤمنون بالقيامة
وبالحياة الأخرى، وقد شجَّعهم على مواجهة المسيح بهذا السؤال رؤيتهم كيف أخرس
المسيح الفرِّيسيين أمامهم في موضوع قيصر والدينار لعلَّهم يفوزون بشيء يعجز
المسيح عنه. ولكن كان المسيح يتقبَّل هذه الأسئلة بصدر رحب حتى يجتث جذور المبادئ
والتعاليم الخاطئة. فلهؤلاء الصدوقيين أوضح المسيح صدق القيامة كصدق الله نفسه،
لأن الله دُعي إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب، والله ليس إله أموات، ولا ينسب
نفسه إلى أموات مآلهم إلى العدم حسب ظن الصدوقيين؛ بل هو روح وإله الأرواح، وهو حي
وإله الأحياء. فالعلاقة التي تربط الإنسان بالله هي علاقة عدم الفناء أو عدم
الموت، فالإنسان أصلاً مخلوق حي خُلق ليحيا إلى الأبد، ولكن جاءه الموت ودخل حياته
كعقوبة للعصيان على الله للتأديب، على أن الله أرسل ابنه ليرفع عن الإنسان عقوبة
الموت ويُدخِل المختارين من البشر إلى الحياة الأبدية مع الله مرَّة أخرى. بمعنى
أن الإنسان مربوط أصلاً بالحياة مع الله.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى