علم المسيح

أشعةٌ نور من صباح القيامة



أشعةٌ نور من صباح القيامة

أشعةٌ نور من صباح
القيامة

 

ليس
عبثاً أن يسمّي المسيحيون صباح القيامة «صباح النور». لأن أعظم نورٍ رآه العالم،
أبرق عندما قام من قبره، ذاك الذي قال: «أَنَا هُوَ نُورُ ٱلْعَالَمِ»
(يوحنا 8: 12). والحق أن قبر المسيح المفتوح منبعٌ عظيم للنور الروحاني.

 

مقالات ذات صلة

فالشعاع
الأول من هذا النور يُثبِّت مجيءَ المسيح من السماء، وكمالَ عمله الخلاصي، وتحقيقَ
صلاحيته كابن للّه وابن للإنسان لأن يكون المخلص الكافي والوحيد لبني البشر.

 

والشعاع
الثاني إنارةُ القبر المظلم سابقاً، حتى يزول رعبُه من قلوب المؤمنين. نزل المسيح
إلى القبر أمامنا، فلا نخاف نحن عند نزولنا وراءه. قال مرة: «لَيْسَ
ٱلْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ سَيِّدِهِ» (متى 10: 24). فلا نخاف مما ذاقه سيدنا
قبلنا. لذلك نادى بولس: «أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ قد «ٱبْتُلِعَ
ٱلْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ» (1كورنثوس 15: 55 و54). فقد اشترك المسيح مع
البشر «فِي ٱللَّحْمِ وَٱلدَّمِ… لِكَيْ يُبِيدَ بِٱلْمَوْتِ
ذَاكَ ٱلَّذِي لَهُ سُلْطَانُ ٱلْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، وَيُعْتِقَ
أُولٰئِكَ ٱلَّذِينَ خَوْفاً مِنَ ٱلْمَوْتِ كَانُوا جَمِيعاً
كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ ٱلْعُبُودِيَّةِ» (عبرانيين 2: 14، 15).

 

والشعاع
الثالث من نور القيامة هو تحقيق قيامة المؤمنين بالمجد، لأن قيامة المسيح مثالٌ
وعربون لذلك. وبهذا المعنى يُسمَّى المسيح «بِكْرٌ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ»
(كولوسي 1: 18). لأنه أول من مات وقام لكي لا يعود إلى الموت.

 

والشعاع
الرابع من نور القيامة هو أن قيامة المسيح مقدمة لصعوده في جسده الممجد ليجلس إلى
الأبد كابن الإنسان وابن اللّه عن يمين العرش الإلهي في السماء، يمارس عمله
الشفاعي، ويُنير بمجده البهيّ الديار السماوية. فلا عجب إذا كتب الرسول بولس إلى
الكنيسة في فيلبي أنه يحسب كل شيء خسارة ونفاية لكي يعرف قوة قيامة يسوع المسيح
(فيلبي 3: 8).

 

والشعاع
الخامس هو تعزية الحزانى الذين يموت أعزاؤهم ممن لهم الحق بالطوبى القائلة:
«طُوبَى لِلأَمْوَاتِ ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ فِي ٱلرَّبِّ مُنْذُ
ٱلآنَ – نَعَمْ يَقُولُ ٱلرُّوحُ، لِكَيْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ
أَتْعَابِهِمْ، وَأَعْمَالُهُمْ تَتْبَعُهُمْ» (رؤيا 14: 13). لأن هؤلاء الحزانى
لهم أيضاً الطوبى الأخرى «طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ» (متى 5:
4).

 

كان
المسيحيون في زمان الرسل والآباء يلبسون الأبيض عند موت ذويهم، إشارة إلى مجد
قيامتهم العتيدة، ويحسبون يوم موت المؤمن يوم ميلاده، ومن جملة أعمال المسيح
المجيدة وعده للمؤمنين أن يمسح كل دمعة من عيونهم، فيقول كل مؤمن مع بولس: «لأَنَّ
لِيَ ٱلْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ» (فيلبي 1: 21) لأن المؤمن سيقوم بناء على قيامة
المسيح.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى