علم المسيح

موت المسيح – في يديك أستودع روحي



موت المسيح – في يديك أستودع روحي

موت المسيح – في
يديك أستودع روحي

 

«وَنَادَى
يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي».
وَلَمَّا قَالَ هٰذَا أَسْلَمَ ٱلرُّوحَ» (لوقا 23: 46).

 

كانت
كلمة المسيح الرابعة: «إلهي إلهي، لماذا تركتني؟»… وقد أعلنت الانفصال الوقتي
الرهيب بينه وبين الآب. فبصراخ آخر عظيم مثله، يعلن الآن للجماهير زوال ذلك
الانفصال تماماً، ورضاه التام بأن يموت على الصليب لأنه يصرخ مصلياً: «يا أبتاه،
في يديك أستودع روحي». فأتمَّ بهذه الكلمة السابعة على الصليب نبوة أخرى جاءت في
مزمور 31: 5. وأظهر رجوع علاقته مع الآب بكلمته «أبتاه». فبهذه الكلمة السابعة
والأخيرة، وبهذه العبارة المؤثرة التي كررها عدد غفير من تابعيه بعده في ساعات
الاحتضار، ودَّع ابنُ مريم وابنُ الإنسان خدمته الأرضية اليومية الاعتيادية بين
الناس لينزل إلى القبر هنيهة.

 

ثم
نكس المسيح رأسه وأسلم الروح. ففي موته آية عظيمة أشار إليها قبلاً في قوله: «أنا
أضع نفسي عن الخراف. ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن
أضعها، ولي سلطان أن آخذها أيضاً. هذه الوصية قبلتُها من أبي» (يوحنا 10: 15، 18)
أي أنه بفعل إرادته فصل نفسه عن جسده فقيل: «أسلم الروح» لأنه قد أتمَّ عمله
المطلوب. وهذا يتفق مع موته السريع في مدة ست ساعات بعد صلبه، لأنه عُلّق على
الصليب ساعة تقديم ذبيحة الصباح في الهيكل، وأسلم روحه في ساعة تقديم ذبيحة
المساء. ولم يكن الصلب يُمِيت المصلوب في يومه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى