علم المسيح

إنتحار يهوذا



إنتحار يهوذا

إنتحار يهوذا

 

«حِينَئِذٍ
لَمَّا رَأَى يَهُوذَا ٱلَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ، نَدِمَ
وَرَدَّ ٱلثَّلاثِينَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ
ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخِ قَائِلاً: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ
دَماً بَرِيئاً». فَقَالُوا: «مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!» فَطَرَحَ
ٱلْفِضَّةَ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَٱنْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ
نَفْسَهُ. فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ ٱلْفِضَّةَ وَقَالُوا: «لا
يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي ٱلْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ».
فَتَشَاوَرُوا وَٱشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ ٱلْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً
لِلْغُرَبَاءِ. لِهٰذَا سُمِّيَ ذٰلِكَ ٱلْحَقْلُ «حَقْلَ
ٱلدَّمِ» إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ. حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ
بِإِرْمِيَا ٱلنَّبِيِّ: «وَأَخَذُوا ٱلثَّلاثِينَ مِنَ
ٱلْفِضَّةِ، ثَمَنَ ٱلْمُثَمَّنِ ٱلَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَنِي
إِسْرَائِيلَ، وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ ٱلْفَخَّارِيِّ، كَمَا أَمَرَنِي
ٱلرَّبُّ» (متى 27: 3-10).

 

مقالات ذات صلة

وهنا
شعر يهوذا الإسخريوطي أنه أجرم في حق المسيح. ربما تمنّى أن يُفلت المسيح من
قبضتهم بقوته ومعجزاته. ولكن لما رأى أن المحاكمة ماضية في الطريق وأن المسيح
يواجه الموت، أسرع لشيوخ اليهود يردُّ الثلاثين من الفضة ويقول: «قد أخطأت إذْ
سلّمتُ دماً بريئاً». ولم يكن رؤساء اليهود يهتمُّون بمحاكمة عادلة، فجاوبوا يهوذا
باحتقار قائلين: «ماذا علينا؟ أبصر أنت؟».

 

ألقى
يهوذا بالفضة إليهم. ولكن تمسُّكهم الظاهري بالشريعة جعلهم يرفضون إعادتها
للخزانة، فتغلَّبوا على المشكلة بأن اشتروا بالمال حقلاً جعلوه مقبرة للغرباء،
فتحقَّقت نبوة هامة في التوراة (زكريا 11: 12، 13).

 

ولما
رأى الإسخريوطي أن المسيح لم يَنْجُ من الموت، ندم غاية الندم، لكن ندمه كان
مختلفاً عن ندم بطرس الذي أنكر، فقد سعى ليصلح أمره مع الناس فقط. اعترف للبشر
أولاً، فلقي الفشل الذي يصيب كل من يقدِّم أولاً للبشر اعترافه بخطاياه. توهم أنه
يقدر أن يصلح ما فعل وهذا مستحيل. كان عليه أن يستغفر من اللّه أولاً، ويطلب منه
أن يصلح ما أفسده هو.

 

مسكين
الإسخريوطي، أولاً وأخيراً… مضى وخنق نفسه. سقط على وجهه وانشقَّ من الوسط،
فانسكبت أحشاؤه كلها. فأي نتيجة مرعبة هذه التي تجانس خيانته العظيمة؟ هذه لمحة من
عذاب جهنم، أبرقت منها على العالم عبرة ومثالاً. فمن لا يتَّعظ بها؟

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى