علم المسيح

م_المسيح_المسيح_الأعظم_فى_جميع_الكتب_05[1].html



الفصل
الخامس

تميز
المسيح
بميلاده
المعجز الذي
لا مثيل له ولا
شبيه!!

 

1 – البشارة
ب
الحبل
بالمسيح في
القرآن:

 جاءت
القصة
القرآنية
لبشارة
الملاك أو الملائكة
للعذراء
بميلاد
المسيح قريبة
جداً من قصة
البشارة كما
وردت
بالإنجيل حيث
تقول ” فَأَرْسَلْنَا
إِلَيْهَا رُوحَنَا
فَتَمَثَّلَ
لَهَا
بَشَرًا
سَوِيًّا
.
قَالَتْ
إِنِّي
أَعُوذُ
بِالرَّحْمَنِ
مِنْكَ إِنْ
كُنتَ
تَقِيًّا.
قَالَ
إِنَّمَا أَنَا
رَسُولُ
رَبِّكِ
ِلأَهَبَ
لَكِ غُلاَمًا
زَكِيًّا
” (مريم: 17-19).
وفي هذه
البشارة يؤكد
القرآن حقيقة الميلاد
المعجز
للمسيح حيث يؤكد
أن العذراء
حبلت وولدت
بدون زرع بشر،
وهي تتساءل عن
كيفية ذلك
قَالَتْ
أَنَّى
يَكُونُ لِي
غُلاَمٌ وَلَمْ
يَمْسَسْنِي
بَشَرٌ
وَلَمْ
أَكُنْ
بَغِيًّا.
قَالَ
كَذَلِكِ
قَالَ
رَبُّكِ هُوَ
عَلَيَّ
هَيِّنٌ
“. وقد سبق
وأكد لها أن
الله سيهب لها
غُلاَمًا
زَكِيًّا
“.
وقد قرأ البعض
قوله ” لأهب
لك
“؛ ” ليهب
لك
” أي،
الله. فقد تم
الحبل
بالمسيح
وميلاده بحسب
هذه الآيات
القرآنية
بعمل الله
المباشر الذي
فاق ناموس
وقوانين
الطبيعة
والولادة التي
وضعها الله
ذاته.

 قال
الزمخشري في
تفسيره لقوله
فَأَرْسَلْنَا
إِلَيْهَا
رُوحَنَا
“؛
” الروح:
جبريل”.

 وقال
الطبرسي في
تفسير قوله ” لِأَهَبَ
لَكِ غُلاماً

“، أن البعض
قرأها ” ليهب
لك
” أي الله
والبعض الآخر
قرأها كما هي
وقال؛ ”
القراءة
… ” ليهب ”
بالياء
.
والباقون: ” لأهب
” بالهمزة.
الحجة: قال
أبو علي: حجة
من قال ” لأهب
” فأسند
الفعل إلى
المتكلم.
والهبة لله
تعالى
… ومن
قال ” ليهب لك
” فهو على
تصحيح اللفظ
في المعنى. ففي
قوله تعالى ”
ليهب ” ضمير من
قوله ” ربك”.

وهو سبحانه
الواهب … ”
فأرسلنا
إليها روحنا ” يعني
جبرائيل …
فأتاها
جبرائيل
فانتصب بين يديها
في صورة آدمي
صحيح، لم ينقص
منه شيء. وقال
أبو مسلم: إن
الروح الذي
خلق منه
المسيح، تصور
لها إنساناً
“.

وقال
الرازي ”
أنها لما
جلست في ذلك
المكان أرسل
الله إليها الروح
واختلف
المفسرون في
هذا الروح
فقال الأكثرون:
إنه جبريل
عليه السلام وقال
أبو مسلم إنه
الروح الذي
تصور في بطنها
بشراً

والأول أقرب
لأن جبريل
عليه السلام
يسمى روحاً

وسمي
روحاً لأنه
روحاني وقيل
خلق من الروح
وقيل لأن
الدين يحيا به
أو سماه الله
تعالى بروحه
على المجاز
محبة له
وتقريباً كما
تقول لحبيبك
روحي وقرأ أبو
حيوة روحنا
بالفتح لأنه
سبب لما فيه
روح العباد …
أو لأنه من
المقربين وهم
الموعودون
بالروح أي
مقربنا وذا
روحنا وإذا
ثبت أنه يسمى
روحاً فهو هنا
يجب أن يكون المراد
به هو لأنه
قال: ” إِنَّمَا
أَنَاْ
رَسُولُ
رَبّكِ
لأَهَبَ لَكِ
غُلَٰماً
زَكِيّاً “

(مريم: 19).

 وهنا
ينقل
الطبرسي، عن
أبي مسلم “: إن
الروح الذي
خلق منه
المسيح، تصور
لها إنساناً
“.
وينقل الرازي
عن أبو مسلم
أيضاً أن
الروح ذاته
والذي تصور
للعذراء مريم
هو “
الروح
الذي تصور في
بطنها بشراً
“!! أي
أن الروح ذاته
الذي ظهر لها
وتمثل لها بشراً
هو الذي حل
فيها “
إنه الروح
الذي تصور في
بطنها بشرا
ً “!!!!
أي أن المسيح
أصلاً، روح من
روح، سواء كان
هذا الروح هو
ملاك!! أو روح
الله ذاته، أي
من ذات الله!!

أنه
كلمته التي
ألقاها إليها
مباشرة وروح
منه ” يَا
مَرْيَمُ
إِنَّ
اللَّهَ
يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ
مِنْهُ
اسْمُهُ
الْمَسِيحُ

عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ ” (آل
عمران: 45) و ”
إِنَّمَا
الْمَسِيحُ
عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
رَسُولُ
اللَّهِ
وَكَلِمَتُهُ
أَلْقَاهَا
إِلَى
مَرْيَمَ
وَرُوحٌ
مِنْهُ

(النساء: 171).
وكلمته
هنا في الآية
الأولى ” بِكَلِمَةٍ
مِنْهُ

يأتي أسمها
مذكراً وليس
مؤن
ثاً لأنها لقب
للمسيح، “
وَرُوحٌ
مِنْهُ
” في
الآية
الثانية تعني
روح الله أو
من روح الله
كقوله ” فَنَفَخْنَا
فِيهَا مِنْ
رُوحِنَا

(الأنبياء: 91). والمسيح
يتميز هنا
بكونه كلمة
الله الذي ألقي
إلى مريم
فحبلت به.

 

 و
تبين عبارة ” وَرُوحٌ
مِنْهُ
” أن
المسيح روح من
الله، وهذا
يوضح معنى
قوله ”
فَنَفَخْنَا
فِيهَا مِنْ
رُوحِنَا ”
حيث التعبير
قد يكون على
الفاعل أو على
المفعول على الفاعل
هو جبريل
النافخ, وعلى
المفعول هو المسيح
روح الله
الملقى إلى
مريم – وبما أن
الملقى إلى
مريم هو روح
منه، من الله,
فيكون قوله:
فنفخنا فيها
من روحنا على
المفعول: أي
نفخ الله روحه
أي كلمته في
العذراء مريم
بدون واسطة
جبريل
.

 وقال
الزمخشري في
تفسير قوله ”
وَجَعَلْنَا
ابْنَ
مَرْيَمَ
وَأُمَّهُ
آيَةً
وَآوَيْنَاهُمَا
إِلَى
رَبْوَةٍ
ذَاتِ
قَرَارٍ وَمَعِينٍ
” (المؤمنون: 50) ” لأنّ
مريم ولدت من
غير مسيس،
وعيسى روح من
الله ألقي
إليها، وقد
تكلم في المهد
وكان يحيي الموتى
مع معجزات
أخر، فكان آية
من غير وجه
“. وكلمة
ألقي إليها
تشير إلى
وجوده
ال
سابق
قبل
أن
يلقى
إليها!!

 

2 – الحبل
به وولادته من
أم عذراء
بدون

أب بشري:

 وتؤكد
الآيات
القرآنية على
حقيقة ميلاد
المسيح من أم
بدون أب،
وتميل إلى
وجوده السابق
قبل ميلاده،
فتقول ”
وَالَّتِي أَحْصَنَتْ
فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا
فِيهَا مِنْ
رُوحِنَا

وَجَعَلْنَاهَا
وَابْنَهَا آيَةً
لِلْعَالَمِينَ

” (الانبياء: 91). ”
وَمَرْيَمَ
ابْنَتَ
عِمْرَانَ
الَّتِي
أَحْصَنَتْ
فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا
فِيهِ مِنْ
رُوحِنَا
..

(التحريم: 12).

قال
الطبري في شرح
فَنَفَخْنَا
فِيهَا مِنْ
رُوحِنَا

فنفخنا في جيب
درعها من
روحنا”.
وقال
الجلالان ” أي
جبريل حيث نفخ
في جيب درعها
فحملت بعيسى”.
وقال
الزمخشري ” معناه
نفخنا الروح
في عيسى فيها،
أي: أحييناه في
جوفها
“.

 وقال
الطبرسي ”
أي:
أجرينا فيها
روح المسيح
،
كما يجري
الهواء بالنفخ.
فأضاف الروح
إلى نفسه على
وجه الملك
،
تشريفا له في
الاختصاص
“.

وقال
الرازي ”
فَنَفَخْنَا
فِيهَا مِن
رُّوحِنَا
” ظاهر
الإشكال لأنه
يدل على إحياء
مريم عليها
السلام.
والجواب من
وجوه: أحدها: معناه
فنفخنا الروح
في عيسى فيها
،
أي أحييناه
في جوفها

وثانيها: فعلنا
النفخ في مريم
عليها السلام
من جهة روحنا
وهو جبريل
عليه السلام
لأنه نفخ في
جيب درعها
فوصل النفخ
إلى جوفها ثم
بين تعالى
بأقصر الكلام ما
خص به مريم
وعيسى عليهما
السلام من
الآيات
“.

 وقال
القرطبي “
يعني
أمرنا جبريل
حتى نفخ في
درعها، فأحدثنا
بذلك النفخ
المسيح في
بطنها
. وقد
مضى هذا في ”
النساء ” و”
مريم ” فلا
معنى للإعادة.

 ”
آيَةً ” أي
علامة
وأعجوبة
للخلق، وعلما
لنبوة عيسى،
ودلالة على
نفوذ قدرتنا
فيما نشاء”.

وقال ابن عباس
والسمرقندي ”
فنفخ
جبريل في جيب
درعها بأمرنا
“.

 وقال
البيضاوي ” فَنَفَخْنَا
فِيهَا
أي
عيسى (ص) فيها
أي أحييناه في
جوفها
، وقيل
فعلنا النفخ
فيها”.

وقال
الشوكاني ”
فَنَفَخْنَا
فِيهَا مِن رُّوحِنَا
أضاف
سبحانه الروح
إليه، وهو
للملك
تشريفاً وتعظيماً،
وهو يريد روح
عيسى
“.

وقال
ابن عطية في
تفسيره
المحرر
الوجيز في تفسير
الكتاب
العزيز ” و ”
الروح


جبريل، وقيل
عيسى
، حكى
الزجاج
القولين. فمن
قال إنه جبريل
قدر الكلام
فتمثل هو لها. ومن
قال إنه عيسى
قدر الكلام
فتمثل الملك
لها
“.

 وقال
البغوي ” أي
أمرنا
جبرائيل حتى
نفخ في جيب
درعها، وأحدثنا
بذلك النفخ
المسيح في
بطنها، وأضاف الروح
إليه تشريفاً
لعيسى عليه
السلام
“.

 وقال
النسفي ” أجرينا
فيها روح
المسيح أو
أمرنا جبريل
فنفخ في جيب
درعها
فأحدثنا بذلك
النفخ عيسى في
بطنها
، وإضافة
الروح إليه

تعالى لتشريف
عيسى عليه
السلام”.

وقال
كذلك
الماوردي ”
فَأَرْسَلْنَا
إِلَيْهَا
رُوحَنَا ”
الآية: فيه
قولان:
أحدهما: يعني
الروح التي
خلق منها
المسيح حتى
تمثل لها
بشراً سوياً

…،
وقيل: المراد
من الروح عيسى
عليه السلام،
جاء في صورة
بشر فحملت به
“.

وأضاف ”
فَنَفَخْنَا
فِيهَا مِن
رُّوحِنَا ” أي
أجرينا فيها
روح المسيح

كما يجري
الهواء
بالنفخ، فأضاف
الروح إليه
تشريفاً له
،
وقيل بل أمر جبريل
فحلّ جيب
درعها
بأصابعه ثم
نفخ فيه فحملت
من وقتها”.

وجاء
في تفسير الدر
المنثور في
التفسير بالمأثور
للسيوطي ”
قوله: ” فتمثل
لها بشراً
سوياً ” قال: تمثل
لها روح عيسى
في صورة بشر
فحملته. قال:
حملت الذي
خاطبها، دخل
في فيها
“.

وهنا
تأكيد آخر
لوجود المسيح
السابق للحبل
به من
العذراء،
كروح، من
الروح القدس،
روح من روح “
الروح
عيسى عليه
السلام، جاء
في صورة بشر
فحملت به

“!!
تمثل
لها روح عيسى
في صورة بشر
فحملته. قال:
حملت الذي
خاطبها، دخل
في فيها
“. وهذا
يبدو واضحا
جلياً في
الأقوال
التالية:

 قال
الأستاذ أحمد
بهجت في
تعليقه على
قوله ” إِنَّ
اللَّهَ
يُبَشِّرُكِ
بِكَلِمَةٍ
مِنْهُ اسْمُهُ
الْمَسِيحُ
عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ
وَجِيهاً فِي
الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ
وَمِنَ
الْمُقَرَّبِينَ
.
وَيُكَلِّمُ
النَّاسَ فِي
الْمَهْدِ
وَكَهْلاً
وَمِنَ
الصَّالِحِينَ
” (آل عمران: 45 و46):

 ”
زادت دهشة
مريم .. قبل أن
تحمله في
بطنها تعرف
اسمه .. وتعرف
أنه سيكون
وجيهاً عند
الله والناس،
وتعرف أنه
سيكلم الناس
وهو طفل وهو
كبير .. وقبل أن
يتحرك فم مري
م بسؤال
آخر .. رأت
الروح الأمين
يرفع يده
ويدفع الهواء
في اتجاه مريم
.. وجاءت نفخة
الهواء مضيئة
بنور لم تره ”
مريم ” من قبل ..
وتسلل هذا
النور إلى جسد
مريم وملأه
فجأة
.. وقبل
أن تسأل مريم
سؤلاً آخر ..
كان الروح
القدس قد
اختفى بغير
صوت ..

وهب
الهواء
البارد
فارتعشت مريم
.. أحست أن عقلها
سيهرب منها
هروب الطير
الخائف ..
وعادت إلى
محرابها
مسرعة .. وهناك
أغلقت عليها
الباب
وانخرطت في
صلاة عميقة ..
وبكاء أعمق ..
إنها تحس
الفرح ..
والدهشة ..
والاضطراب ..
والسلام
العميق .. وأنها
ليست وحدها ..
لم تعد وحدها،
وهي تحس أنها
لم يتركها
وحيدة .. حركت
يده دفعة
ملأتها من
النور .. هذا
النور يتحول
داخل بطنها
إلى طفل .. طفل
سيصبح عندما
يكبر كلمة
الله وروحه
التي ألقاها
إلى مريم

 ومرت
الأيام .. كان
حملها يختلف
عن النساء .. لم
تمرض ولم تشعر
بثقل ولا أحست
أن شيئاً زاد
عليها ولا
أرتفع بطنها
كادة النساء ..
كان حملها به
نعمة طيبة.

 وجاء
الشهر التاسع.
وفي العلماء
من يقول أن الفاء
تفيد التعقيب
السريع،
بمعنى أن مريم
لم تحمل بعيسى
تسعة أشهر،
وإنما ولدت
مباشرة
كمعجزة
(1).

 وقال
السيوطي في
الدر المنثور
” عن مجاهد رضي
الله عنه قال: قالت
مريم: كنت إذا
خلوت حدثني
عيسى وكلمني
وهو في بطني،
وإذا كنت مع
الناس سبح في
بطني وكبر
وأنا أسمع
“.

 وقال
الأستاذ
محمود شلبي ”
ولما كان
جبريل هو
الروح الأقدس
” ِرُوحِ
الْقُدُسِ ” ..
أي الروح
الأقدس .. أي
الأعلى مرتبة
وكلهم مقدسون
أي مطهرون .. ” وَنُقَدِّسُ
لَكَ
” .. لأنهم
أنوار .. وكان
هو النافخ ..
الحامل للكلمة
.. ليلقيها إلى
مريم .. بالنفخ
فيها ..
فَنَفَخْنَا
فِيهَا مِنْ
رُوحِنَا
” .. أي من
جبريل ..

 أمتاز
عيسى على غيره

.. بأن جبريل هو
النافخ ..أما
سائر الناس ..
فتقوم الملائكة
الم
وكلون
بالأرحام
بنفخ أرواحهم
فيهم .. وشتان
بين نفخ جبريل
.. الروح القدس ..
وبين نفخ
الملائكة الموكلة
بالأرحام ..
لأن مرتبتهم
أدنى بكثير من
مرتبة جبريل ..
الروح القدس ..
أي أعلى
الملائكة .. أي
أقدسهم
وأعظمهم .. وها
هنا السر
الأعظم .. من
تكوين المسيح
.. ومعجزات
المسيح .. كل

إنسان فيه
نسبة من
المادة أي
الجسم .. ونسبة
من الروح ..
وهذه النسب
مقدرة تقديراً
دقيقاً .. بحيث
تحفظ استمرار
التوازن مدى حياة
الإنسان ..

 فلما
كان المسيح ..
وأُلقيت
كلمته إلى
مريم .. عن طريق
جبريل .. الروح
القدس .. رأساً ..
” فَنَفَخْنَا
فِيهَا مِنْ
رُوحِنَا .. ”
عن طريق جبريل
..

كانت
النسبة
الروحية في
المسيح .. أضخم
من النسبة
الروحية
المعتادة في
تكوين كل
إنسان … فلما
زيدت النسبة
الروحية في
عيسى .. غلبت
عليه صفات
الروح .. وظهرت
منه .. تلك
الخوارق التي
أثارت خلخلة ..
وجلجلة .. في
عقول
الكثيرين!!!

 فأخذ
عيسى بسبب
نفخة جبريل
أعلى المراتب
الروحية .. وكل
ذلك مكنونا في
قوله: ” وَآتَيْنَا
عِيسَى ابْنَ
مَرْيَمَ
الْبَيِّنَاتِ
وَأَيَّدْنَاهُ
بِرُوحِ
الْقُدُسِ
.. ”

 فالسر
الأعظم .. أن
النسبة
الروحية في
عيسى أضخم من
المعتادة في
الناس .. فغلبت
فيه صفات الروح
.. على صفات
الجسد … فجاء
عيسى .. وفيه
صفات أعلى نوع
من الأرواح ..
الذي يفعل ما
شاء .. وهذا هو
سر الطلسم في
عيسى .. فهو
يُحيي الموتى ..
ويمشى على
الماء .. ويمشي
في الهواء ..
ويخلق الطير
فيكون طيراً ..
ويبرئ الأكمه
والأبرص ..
بمجرد اللمس ..
ولا يحتاج إلى
طعام أو شراب ..
لأن الروح لا
تطعم ولا تشرب
.. فكيف بنفخة
الروح القدس ..
وهو آخذ من مرتبته
..

 وهو
يستطيع أن
يتمثل فيما
شاء من
الهيئات والصور
.. لأن هذا من
صفات الأرواح
.. وقد ثبت هذا
عنه في أكثر
من موضع .. أن
هيئته كانت
تتغير إلى هيئة
أخرى …

وهو
ينبئهم بما
يأكلون وما
يدخرون .. وهذه
صفة من صفات
الأرواح. تعلم
من الغيوب إلى
مسافات بعيدة
في المكان
والزمان
فجاء
جسده مجرد
غلاف لطيف
تتستر به ..
روحه العلوية
الُقدسية …

 أنّ
جبريل تمثل
لمريم
بَشَراً
سَوِيّاً .. أي إنساناً
.. أي شاباً
جميلاً .. على
صورة ما .. لم تراها
مريم من قبل .. وربما
كانت هذه
الصورة .. هي
صورة المسيح
عندما يكتمل
نموه
.. ويكون
شاباً ..
ونبياً
ورسولاً ..
لتفهم مريم من
هذه التجربة .. أنه
كما استطاع
جبريل .. أن
يتمثل بشراً
هكذا .. فأن
الكلمة التي
سوف تنفخ فيك
يا مريم ..
ستكون لها نفس
الصورة فيما
بعد .. ولا
تعجبي أن
تتحول الكلمة
إلى إنسان
سويّ
.. فها
أنا جبريل
أمامك .. وقد ظهرت
في صورة بشر!!! فكانت
تجربة .. لمريم .. أن
ترى صورة
المسيح ..
مقدماً
.. حين
تمثل لها
جبريل في هذه
الصورة
(2).

 وقال
الصوفي
الشهير ابن
العربي ”
وتمثل لها جبريل
أو الملك
بشراً سوياً
وقال لها أنا
رسول ربك
لأهبك غلاماً
زكياً فوهبها
عيسى عليه
السلام فكان
انف
صال عيسى
عن الملك
المتمثل في
صورة الرجل ولذلك
حرج على صورة
أبيه ذكراً
بشراً روحاً فجمع
بين الصورتين
اللتين كان
عليهما أبوه
الذي هو الملك
فأنه روح من
حيث عينه بشر
من حيث تمثله
في صورة البشر
(3).

 وقال
الأستاذ منير
عامر: ” أراها
دائماً كما يرى
المتيقظ وقد
أضاءت بنورها
قلبي. هي
السيدة البتول
التي خرج
منها نور من
النقاء
الكامل
؛
أسمه المسيح
عيسى بان مريم

(†).

 

3 –
الحمل
معجزاته
ومدته
:

 تميز
حبل العذراء
بالمسيح
بظواهر إعجازية
ومعجزات
وآيات وعجائب
لم ولن تحدث
مع غيره على
الإطلاق، فقد
قال علماء
الإسلام، أنه
كان يسبح الله
وهو في بطن
أمه كما سجد
له يوحنا
المعمدان
(يحيي بن
زكريا)
وكلاهما جنين
في بطن أمه،
بل وقال بعضهم
أن مدة الحمل
به لم تستغرق
ساعة واحدة!!

 

(1) كان
يكلم أمه ويسبح
الله وهو في
بطن أمه؛

يقول العلماء
أن المسيح كان
يكلم أمه
ويسبح الله
وهو جنين في
بطنها، فكيف
يتأتى لجنين
في بطن أمه أن
يسبح الله،
يقول القرآن
أن الله هو الذي
علمه كل شيء
قبل أن يولد ” وَيُعَلِّمُهُ
الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ
وَالتَّوْرَاةَ
وَالْأِنْجِيلَ

” (آل عمران: 48)،
أنه لم يكن
مثل أي مخلوق
أو إنسان
طبيعي، بل كان
فوق الطبيعة.
ومن هنا قال
البعض أن
عملية الحمل،
ككلمة الله أو
ككائن ملائكي
لم تستغرق
ساعة واحدة!!
فقد جاء
في الدر
المنثور
للسيوطي ” عن
مجاهد رضي
الله عنه قال: قالت
مريم: كنت إذا
خلوت حدثني عيسى
وكلمني وهو في
بطني، وإذا
كنت مع الناس
سبح في بطني
وكبر وأنا
أسمع
… عن ابن
عباس رضي الله
عنهما قال: حين
حملت وضعت
.
وأخرج ابن
عساكر، عن
الحسن رضي
الله عنه قال: بلغني
أن مريم حملت
لسبع أو تسع
ساعات، ووضعته
من يومها
“.
أما غالبية
المفسرين
المعاصرين
فيرون أن مدة
الحمل طبيعية
وهذا يتفق مع
قول الإنجيل ”
تمّت
أيامها لتلد ”
(لو2: 6).

 

(2) مدة
الحمل به؛
يقول
القرآن في
سورة مريم ” فَحَمَلَتْهُ
فَانْتَبَذَتْ
بِهِ مَكَاناً
قَصِيّاً

(مريم: 22). و
في شرح هذه
الآية أختلف
العلماء
والمفسرون في
مدة الحمل
فمنهم من قال
أن مدة الحمل
طبيعية،
ومنهم من قال
ثمانية أشهر،
وقيل ستة أشهر
وقيل ثلاث
ساعات، وقال
ابن عباس الحمل
والتصوير
والولادة في
ساعة!!
وذلك
بسبب ظاهر
الآية الذي
يبدو فيه
الحمل والولادة
وكأنهما
متلاحقان.

ويلخص
لنا الثعلبي
ذلك في كتابه
قصص الأنبياء
فيقول ”
وأختلف العلماء
في مدة حمل
مريم عليها
السلام ووقت
وضعها عيسى
عليه السلام،
فقال بعضهم: كان
مقدار حملها
تسعة أشهر
كمقدار حمل
سائر النساء،
وقيل ثمانية
أشهر، كان ذلك
آية أخرى، لأنه
لم يعش مولود
لثمانية أشهر
سوى عيسى، وقيل
ستة أشهر، وقيل
ثلاث ساعات،
وقيل ساعة
واحدة
. وقال
ابن عباس ما
هو إلا أن
حملت ووضعت
ولم يكن بين
الحمل والوضع
والانتباذ
إلا ساعة
واحدة
، لأن
الله تعالى لم
يذكر بينهما
فصلاً، قال الله

فَحَمَلَتْهُ
فَانْتَبَذَتْ
بِهِ مَكَاناً
قَصِيّاً ”
(مريم:
22) أي بعيداً عن
قومها. وقال
مقاتل: حملته
أمه في ساعة،
وصور في ساعة،
ووضع في ساعة

حين زالت
الشمس من
يومها
(4).

 

(3) سجود
يوحنا
المعمدان
(يحيى بن
زكريا)
للمسيح:

 بعد
أن بشر الملاك
العذراء مريم
بالحبل الإلهي
بشرها أيضا
بحبل
أليصابات
بابن في شيخوختها،
فقامت
العذراء
وذهبت بسرعة
إلى بيت زكريا
وسلمت على
أليصابات،
وبمجرد
سلامها عليها
حل الروح
القدس على
أليصابات بسر
عظيم وحدثت
عدة أمور لا
يمكن أن تسمى
إلا بالإعجاز
الإلهي:

 ”
فلما سمعت
اليصابات
سلام مريم
ارتكض الجنين في
بطنها.
وامتلأت
اليصابات من
الروح القدس
وصرخت
بصوت عظيم
وقالت مباركة
أنت في النساء
ومباركة هي
ثمرة بطنك.
فمن أين لي
هذا أن تأتي أم
ربي
اليّ.
فهوذا حين صار
صوت سلامك في
أذنيّ ارتكض
الجنين
بابتهاج في
بطني
. فطوبى
للتي آمنت أن
يتم ما قيل
لها من قبل
الرب

(لو39: 145)!! أنتفض
الجنين
(يوحنا)، الذي
حملت به أمه منذ
ستة شهور، في
بطن أليصابات
ابتهاجا
بقدوم الجنين
الإلهي
الموجود في
بطن مريم
العذراء
والذي حبلت به
منذ أقل من
أسبوع، شعرت
أليصابات
بحركة قويه
داخل أحشائها
واضطرب قلبها
بنور جديد ثم
أوحي إليها
الروح القدس
بسر عظيم
ودفعها لأن
تهتف فرحه
مسرورة لتقول
ما قالته
للعذراء.
بمجرد سلام
العذراء، الحامل
بالجنين
الإلهي حل
الروح القدس
على أليصابات
وتحولت إلى
نبية وعرفت
بالروح القدس
ما لم يعرفه
يوسف النجار
إلا بعد أن
ظهر له الملاك
في حلم إلهي
(مت20: 1)، كما عرفت
أيضا أن الذي
في بطن
العذراء هو
الرب نفسه
ولذا فقد
دعتها بأم الرب
أم ربي “!
وهذا ما لم
يدركه بعض ممن
اعتبروا
أنفسهم من
عظماء
اللاهوتيين.
وعرفت أيضا أن
الجنين
الإلهي الذي
كان في بطن
العذراء قد
أتخذ الطبيعة
الإنسانية
الكاملة من
أحشائها ”
مباركة هي
ثمرة بطنك
“.

 وجاء
في سورة آل
عمران عن
بشارة الملاك
لزكريا ”
فَنَادَتْهُ
الْمَلائِكَةُ
وَهُوَ قَائِمٌ
يُصَلِّي فِي
الْمِحْرَابِ
أَنَّ
اللَّهَ
يُبَشِّرُكَ
بِيَحْيَى مُصَدِّقاً
بِكَلِمَةٍ
مِنَ اللَّهِ

وَسَيِّداً
وَحَصُوراً
وَنَبِيّاً
مِنَ الصَّالِحِينَ
” (آل عمران: 39).
ويعني هنا
بقوله ” مُصَدِّقاً
بِكَلِمَةٍ
مِنَ اللَّهِ

أي بالمسيح
حسب قول
الجمهور.

قال
الرازي ”
المراد ” بِكَلِمَةٍ
مّنَ ٱللَّهِ

” قولان الأول:
وهو قول أبي
عبيدة: أنها
كتاب من الله،
واستشهد
بقولهم: أنشد
فلان كلمة،
والمراد به
القصيدة
الطويلة.
والقول
الثاني: وهو
اختيار
الجمهور: أن
المراد من
قوله ”
بِكَلِمَةٍ
مّنَ ٱللَّهِ
” هو عيسى عليه
السلام،
قال
السدي: لقيت
أم عيسى أم
يحيى عليهما
السلام، وهذه
حامل بيحيى
وتلك بعيسى،
فقالت: يا مريم
أشعرت أني
حبلى؟ فقالت
مريم: وأنا
أيضاً حبلى، قالت
امرأة زكريا
فإني وجدت ما
في بطني يسجد
لما في بطنك
فذلك
قوله ”
مُصَدّقاً
بِكَلِمَةٍ
مّنَ ٱللَّهِ
وقال ابن
عباس: إن يحيى
كان أكبر سناً
من عيسى بستة
أشهر، وكان
يحيى أول من
آمن وصدق بأنه
كلمة الله وروحه،

ثم قتل يحيى
قبل رفع عيسى
عليهما
السلام، فإن
قيل: لم سمي
عيسى كلمة في
هذه الآية،
وفي قوله ”
إِنَّمَا
الْمَسِيحُ
عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ
رَسُولُ
اللَّهِ
وَكَلِمَتُهُ
أَلْقَاهَا
إِلَى
مَرْيَمَ
وَرُوحٌ
مِنْهُ ”
(النساء: 171).
قلنا: فيه
وجوه الأول:
أنه خلق بكلمة
الله، وهو
قوله ” كُنَّ ”
من غير واسطة
الأب، فلما
كان تكوينه
بمحض قول الله
” كُنَّ ”
وبمحض تكوينه
وتخليقه من
غير واسطة
الأب والبذر،
لا جرم سمى:
كلمة …
والثاني: أنه
تكلم في
الطفولية،
وآتاه الله
الكتاب في
زمان الطفولية،
فكان في كونه
متكلماً
بالغاً
مبلغاً عظيماً،
فسمي كلمة
بهذا التأويل
وهو مثل ما يقال:
فلان جود
وإقبال إذا
كان كاملاً
فيهما والثالث:
أن الكلمة
كما أنها تفيد
المعاني
والحقائق، كذلك
عيسى كان يرشد
إلى الحقائق
والأسرار
الإلٰهية،
فسمى: كلمة،
بهذا
التأويل، وهو
مثل تسميته
روحاً من حيث
إن الله تعالى
أحيا به من
الضلالة كما
يحيا الإنسان
بالروح

والرابع: أنه
قد وردت
البشارة به في
كتب الأنبياء
الذين كانوا
قبله، فلما
جاء قيل: هذا
هو تلك
الكلمة، فسمى
كلمة بهذا
التأويل”.

 وأكد
الطبري على
هذا الأجماع
فقال ” مُصَدّقاً
بِكَلِمَةٍ
مِنَ ٱللَّهِ

“؛ ” يعني
بعيسى ابن
مريم
… عن
مجاهد قال: قالت
امرأة زكريا
لمريم: إني
أجد الذي في
بطني يتحرّك
للذي في بطنك
،
قال: فوضعت
امرأة زكريا
يحيى، ومريم
عيسى… عن الربيع:
” مُصَدّقاً
بِكَلِمَةٍ
مِنَ ٱللَّهِ

” قال: كان
أوّل رجل صدّق
عيسى وهو
كلمة من الله
وروح
… سمعت
الضحاك يقول
في قوله: ”
أَنَّ ٱللَّهَ
يُبَشِّرُكَ
بِيَحْيَىٰ مُصَدّقاً
بِكَلِمَةٍ
مّنَ ٱللَّهِ

” فإن يحيى
أوّل من صدّق
بعيسى، وشهد
أنه كلمة من
الله … عن ابن
عباس قوله: ” مُصَدّقاً
بِكَلِمَةٍ
مِنَ ٱللَّهِ

قال عيسى
ابن مريم: هو
الكلمة من
الله اسمه المسيح

… قال ابن عباس:
قوله: ” مُصَدّقاً
بِكَلِمَةٍ
مِنَ ٱللَّهِ

” قال: كان
عيسى ويحيى
ابني خالة،
وكانت أم
يحيى تقول
لمريم: إني
أجد الذي في
بطني يسجد
للذي في بطنك،
فذلك تصديقه
بعيسى، سجوده
في بطن أمه،

وهو أوّل من
صدّق بعيسى
وكلمة عيسى
… عن
السدي، قال: لقيَتْ
أمّ يحيى أمّ
عيسى، وهذه
حامل بيحيى وهذه
حامل بعيسى،
فقالت امرأة
زكريا: يا
مريم استشعرت
أني حبلى،
قالت مريم:
استشعرت أني
أيضاً حبلى.
قالت امرأة
زكريا:
فإني وجدت ما
في بطني يسجد
لما في بطنك
“.

وقال
الزمخشري ” مُصَدّقاً
بِكَلِمَةٍ
مّنَ ٱللَّهِ
” مصدّقاً
بعيسى مؤمناً
به”.
وقال الطبرسي
” (مصدقا
بكلمة من
الله)
أي:
مصدقا بعيسى، وعليه
جميع
المفسرين
وأهل
التأويل،

إلا ما حكي عن
أبي عبيدة …
كما سمي روح
الله، لأن
الناس كانوا
يحيون به في
أديانهم كما
يحيون
بأرواحهم.
وكان يحيى
أكبر سنا من
عيسى بستة
أشهر، وكلف
التصديق به، فكان
أول من صدقه،
وشهد أنه كلمة
الله وروحه
،
وكان ذلك إحدى
معجزات عيسى”.

 وقال
القرطبي ” مُصَدِّقاً
بِكَلِمَةٍ
مِّنَ ٱللَّهِ

” يعني عيسى في
قول أكثر
المفسرين …
وكان يحيي أكبر
من عيسى بثلاث
سنين ويقال
بستة أشهر.
وكانا ٱبني
خالة، فلما
سمع زكريا
شهادته قام
إلى عيسى
فضمّه إليه
وهو في خِرَقه
.
وذكر الطبري
أن مريم لما
حملت بعيسى
حملت أيضا
أختها بيحي
ىْ؛ فجاءت
أختها زائرة
فقالت: يا
مريم أشعرت أني
حملت؟ فقالت
لها مريم:
أشعرت أنت أنى
حملت؟ فقالت
لها: وإني
لأجد ما في
بطني يسجد لما
في بطنك. وذلك
أنه روي أنها
أحست جنينها
يخر برأس إلى
ناحية بطن
مريم
“.

وقال
البيضاوي ” مُصَدِّقاً
بِكَلِمَةٍ
مّنَ ٱللَّهِ

” أي بعيسى
عليه السلام”.
وقال ابن كثير
مُصَدِّقاً
بِكَلِمَةٍ
مِّنَ ٱللَّهِ

” أي: بعيسى بن
مريم”. وقال
الجلالان؛
المحلي
والسيوطي ”
بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقاً
بِكَلِمَةٍ ”
كائنة ” مِنَ ٱللَّهِ
” أي بعيسى أنه
روح الله
“.
وقال
الشوكاني ”
وقوله: ” مُصَدّقاً
بِكَلِمَةٍ
مّنَ ٱللَّهِ
” أي: بعيسى
“.

وهنا
لنا سؤالان،
هما:

 

(1) من هو
يوحنا
المعمدان
بحسب ما جاء
في القرآن؟

يقول
القرآن عنه ” َسَيِّداً
وَحَصُوراً
وَنَبِيّاً
مِنَ الصَّالِحِينَ

” (آل عمران: 39).

وَآتَيْنَاهُ
الْحُكْمَ
صَبِيّاً.
وَحَنَاناً
مِنْ
لَدُنَّا
وَزَكَاةً
وَكَانَ تَقِيّاً.
وَبَرّاً
بِوَالِدَيْهِ
وَلَمْ يَكُنْ
جَبَّاراً
عَصِيّاً.
وَسَلامٌ
عَلَيْهِ يَوْمَ
وُلِدَ
وَيَوْمَ
يَمُوتُ
وَيَوْمَ يُبْعَثُ
حَيّاً

(مريم: 11-15).

 كان
سيداً
وحصوراً
ونبياً ومن
الصالحين وأوتى
الحكم وهو
صغير وكان
حناناً من لدن
الله وزكاة
وكان تقياً
وأن الله
أعطاه السلام
في ميلاده
ويوم موته
ويوم بعثه من
الأموات!!

 

(2) كيف
سجد هذا النبي
العظيم ذو
الصفات
العظيمة
للمسيح؟

 والمفروض
حتى لو كان
السجود
للاحترام
فقط، كما يقول
البعض، أن
يسجد الأدنى
للأعلى، والأصغر
للأكبر،
ويوحنا هو
الأكبر في
السن!! والأعظم
لمن هو أقل
منه في العظمة
والدرجة!!
والإجابة على
ذلك نجدها في
الإنجيل: ” في
الغد نظر يوحنا
يسوع مقبلا
إليه فقال هوذا
حمل الله الذي
يرفع خطية
العالم
. هذا
هو الذي قلت
عنه يأتي
بعدي رجل صار
قدامي لأنه
كان قبلي

وشهد يوحنا
قائلا أني قد
رأيت الروح
نازلا مثل
حمامة من
السماء
فاستقر عليه …
وأنا قد رأيت وشهدت
أن هذا هو ابن
الله
” (يو1: 29-34).

 

4 – معجزات
الميلاد في
الإنجيل:

 وما
حدث في ميلاد
المسيح لم يكن
له مثيل في تاريخ
البشرية، فقد
كان مظاهرة
سمائية
وأرضية، فرح
في السماء
وبهجة على
الأرض!!
فبالرغم من أنه
ولد في مزود
حقير للبقر،
إلا أن ما حدث
كان أكبر
وأروع من أن
يحدث مع أي من
أبناء البشر مهما
كانت مكانتهم
على الأرض.

(1)
تسبحة الجند
السماوي:
فقد جاء ملاك
من السماء
ومعه جمهور من
الجند السماوي
في احتفال
سمائي وبشر
جماعة من
الرعاة
بميلاد
المسيح الذي
وصفه بالمخلص
الرب ” وإذا
ملاك الرب وقف
بهم ومجد الرب
أضاء حولهم فخافوا
خوفا عظيما.
فقال لهم
الملاك لا
تخافوا. فها
أنا أبشركم
بفرح عظيم
يكون لجميع
الشعب. أنه
ولد لكم اليوم
في مدينة
داود
مخلّص هو
المسيح الرب
.
وهذه لكم
العلامة
تجدون طفلا
مقمطا مضجعا
في مذود. وظهر
بغتة مع
الملاك جمهور
من الجند
السماوي مسبحين
الله وقائلين المجد
لله في
الأعالي وعلى
الأرض السلام
وبالناس
المسرة
.
ولما مضت عنهم
الملائكة إلى
السماء قال
الرجال
الرعاة بعضهم
لبعض لنذهب
الآن إلى بيت
لحم وننظر هذا
الأمر الواقع
الذي أعلمنا
به الرب. فجاءوا
مسرعين
ووجدوا مريم
ويوسف والطفل
مضجعا في
المذود. فلما
رأوه اخبروا
بالكلام الذي
قيل لهم عن
هذا الصبي.
وكل الذين
سمعوا تعجبوا
مما قيل لهم
من الرعاة
. وأما
مريم فكانت
تحفظ جميع هذا
الكلام متفكرة
به في قلبها

” (لو8: 219). وهذا ما
لم يحدث ولن
يحدث مع أي
كائن ظهر على
الأرض، لم
تهتف السماء
لميلاد أحد
ولم تسبح
الملائكة
لميلاد أحد،
سواء كان
نبياً أو رسولاً
أو قديساً،
سوى شخص
المسيح فقط!!
لماذا؟ لأن
المسيح هو فوق
الكل أو كما
قال هو في
مقارنة بينه
وبين كل من
وجد على الأرض
” فقال لهم انتم
من اسفل. أما
أنا فمن فوق.
انتم من هذا
العالم. أما
أنا فلست من
هذا العالم

“(يو23: 8). وقال
القديس يوحنا
بالروح ” الذي
يأتي من فوق هو
فوق الجميع.
والذي
من
الأرض هو ارضي
ومن الأرض
يتكلم. الذي
يأتي من
السماء هو فوق
الجميع
” (يو31:
3).

 

(2)
سجود المجوس
له:
ثم
جاء مجوس، وهم
حكماء من
المشرق،
يحملون هدايا
لهذا المولود
الإلهي، وكان
قد ظهر لهم نجم
من السماء
ليبلغهم بخبر
الميلاد
ويرشدهم في
الطريق
للوصول إلى
هذا الطفل
الإلهي. يقول
الكتاب ” ولما
ولد يسوع في
بيت لحم
اليهودية في
أيام هيرودس
الملك إذا
مجوس من
المشرق قد
جاءوا إلى أورشليم.
قائلين أين هو
المولود ملك
اليهود. فأننا
رأينا نجمه في
المشرق
وأتينا لنسجد
له
وإذا
النجم الذي
رأوه في
المشرق يتقدمهم
حتى جاء ووقف
فوق حيث كان
الصبي. فلما رأوا
النجم فرحوا
فرحا عظيما
جدا. وأتوا
إلى البيت
ورأوا الصبي
مع مريم أمه.
فخروا وسجدوا
له. ثم فتحوا
كنوزهم
وقدموا له هدايا
ذهبا ولبانا
ومرّا
” (مت2: 112).

ويرى
علماء
اللاهوت أن
هذا النجم أما
أن يكون نجماً
حقيقياً وقد
جعله الله
يتحرك خارج
إطار قانون
وناموس الكون
ويظهر بصورة
إعجازية
ليرشد المجوس
إلى ميلاده
ومكان
ولادته، وأما
أنه ملاك وقد
ظهر في شكل
نجم ليقوم
بنفس المهمة.
فإذا كان هو نجم
حقيقي كما
يبدو من
الكتاب فتكون
الأفلاك السمائية
أيضا قد شاركت
في الاحتفال
بهذا المولود
الإلهي!! فهل
حدث مثل هذا
عند ميلاد أحد
الأنبياء؟!
ولماذا حدث
ذلك عند ميلاد
المسيح؟
والإجابة هي
كما قال
الملاك أنه هو
” المسيح الرب
” وليس سواه.

 

(3)
إعلان الروح
القدس عن شخصه
لسمعان وحنة
النبية:
وعندما ذهبت
مريم إلى
الهيكل بعد
أربعين يوماً
من ولادة المسيح
لتقديم ذبيحة
التطهير حسب
شريعة اليهود
جاء رجل من
أورشليم اسمه
سمعان، وهذا
الرجل يقول
عنه الكتاب
أنه كان ”
باراً تقياً
ينتظر تعزية
إسرائيل
والروح القدس
كان عليه وكان
قد أوحى إليه
من الروح
القدس إنه لا
يرى الموت قبل
أن يعاين
المسيح الرب
.
فأتى بالروح
إلي الهيكل.
وعندما دخل
بالصبي يسوع
أبواه ليصنعا
له حسب عادة
الناموس. أخذه
على ذراعيه
وبارك الله
وقال الآن
تطلق عبدك يا
سيد حسب قولك
بسلام. لأن
عينيّ قد أبصرتا
خلاصك الذي
أعددته قدام
وجه جميع
الشعوب. نور
إعلان للأمم
ومجدا لشعبك
إسرائيل
.
وكان يوسف
وأمه يتعجبان
مما قيل فيه.
وباركهما
سمعان وقال
لمريم أمه ها
أن هذا قد وضع
لسقوط وقيام
كثيرين في
إسرائيل
ولعلامة
تقاوم. وأنت
أيضا يجوز في
نفسك سيف ” (لو25:
236).

 وكان
هناك أيضا في
الهيكل امرأة
نبية اسمها حنة
يقول عنها
الكتاب “
وكانت
نبية حنة بنت
فنوئيل من سبط
أشير. وهي
متقدمة في
أيام كثيرة.
قد عاشت مع
زوج سبع سنين
بعد بكوريتها
وهي أرملة نحو
أربع وثمانين سنة
لا تفارق
الهيكل عابدة
بأصوام
وطلبات ليلا
ونهارا. فهي
في تلك الساعة
وقفت تسبح
الرب وتكلمت
عنه مع جميع
المنتظرين
فداء في
أورشليم

(لو36: 238).

جاء
سمعان إلى
الهيكل بالروح
وكان الروح
القدس قد سبق
أن وعد أن لا يرى
الموت قبل أن
يرى المسيح
الرب، وتكلمت
عنه حنة
النبية مع
جميع الذين
كانوا
يتوقعون ميلاده،
بحسب
النبوات،
جميع
المنتظرين
الفداء الذي
كان سيأتي من
إسرائيل. فهل
حدث مثل ذلك عند
ولادة أي نبي
أو رئيس
أنبياء أو أي
شخص ظهر على
الأرض مهما
كانت أهميته؟!
بالطبع لم يحدث
مثل ذلك إلا
في ميلاد الرب
يسوع لأنه ليس
مجرد شخص عادى
ولا هو مجرد
نبي بل هو
المسيح الرب
الذي ظهر في
الجسد. فهو
مرسل
الأنبياء.

 

5 – معجزات
ميلاده في
القرآن:

 قال
القرآن أن
المسيح تكلم
بمجرد ميلاده
من بطن أمه ودافع
عنها! وأعلن
وهو في المهد،
في لحظة ولادته،
أنه جاء إلى
العالم نبياً
متعلماً،
تعلم من الله!
وأنه جاء
بالحكمة ومعه
كتابه، الإنجيل،
وحافظا
للتوراة! وأنه
سيكون بارا
بوالدته ولن
يكون جبارا
ولا شقيا، بل
وتنبأ عن
السلام الذي
سيسود معه في
ولادته وفي
موته وفي قيامته
حيا من
الأموات! كما
قيل أنه أجرى
معجزات عظيمة
لحظة ميلاده
أيضا مثل
تحويله النهر الجاف
إلى نهر مليء
بالماء العذب
لتشرب منه أمه
ومن معها!
وتحويله
النخلة غير
المثمرة إلى نخلة
محملة بالبلح
الرطب الشهي!
فهل قيل مثل ذلك
عن غير
المسيح؟!

 ”
فَحَمَلَتْهُ
فَانتَبَذَتْ
بِهِ
مَكَانًا
قَصِيًّا.
فَأَجَاءَهَا
الْمَخَاضُ
إِلَى جِذْعِ
النَّخْلَةِ
قَالَتْ
يَالَيْتَنِي
مِتُّ قَبْلَ
هَذَا
وَكُنتُ
نَسْيًا
مَنْسِيًّا.
فَنَادَاهَا
مِنْ
تَحْتِهَا
أَلاَّ
تَحْزَنِي
قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ
تَحْتَكِ
سَرِيًّا.
وَهُزِّي
إِلَيْكِ بِجِذْعِ
النَّخْلَةِ
تُسَاقِطْ
عَلَيْكِ رُطَبًا
جَنِيًّا.
فَكُلِي
وَاشْرَبِي
وَقَرِّي
عَيْنًا
فَإِمَّا
تَرَيْنَّ
مِنْ
الْبَشَرِ
أَحَدًا
فَقُولِي
إِنِّي نَذَرْتُ
لِلرَّحْمَنِ
صَوْمًا
فَلَنْ
أُكَلِّمَ
الْيَوْمَ
إِنسِيًّا ”
(مريم 22 -25).

 أنقسم
الرواة الذين
نقل عنهم
المفسرون،
وعلى رأسهم
الطبري
والقرطبي
والبيضاوي
وابن كثير
والنسفي
والخازن، حول
من هو الذي
نادى العذراء
من تحتها فقال
بعضهم أنه
الملاك
جبرائيل وقال
البعض الآخر
أن
ه
المسيح نفسه.

قال
الطبري ”
اختلفت
القرّاء في
قراءة ذلك، فقرأته
عامة قرّاء
الحجاز
والعراق ” فَنادَاها
مِنْ
تَحْتِها

بمعنى:
فناداها
جبرائيل من
بين يديها على
اختلاف منهم
في تأويله فمن
متأوّل منهم
إذا قرأه ” مِنْ
تحْتِها

كذلك ومن
متأوّل منهم
أنه عيسى،
وأنه ناداها
من تحتها بعد
ما ولدته.

وقرأ ذلك بعض
قرّاء أهل
الكوفة
والبصرة: ” فَنادَاها
مِنْ تَحْتِها
” بفتح
التاءين من
تحت، بمعنى:
فناداها الذي
تحته
ا أي على أن
الذي تحتها
عيسى، وأنه
الذي نادى أمه
“. ثم ذكر
عدد كبير من
الأقوال تركز
في معظمها على
أن الذي
ناداها من
تحتها هو
المسيح ” فتأويل
الكلام إذاً: فناداها
المولود من
تحتها أن لا
تحزني يا أماه
… قالت: وكيف لا
أحزن وأنت
معي، لا ذات
زوج فأقول من
زوج، ولا
مملوكة فأقول
من سيدي، أيّ
شيء عذري عند
الناس فقال
لها عيسى: أنا
أكفيك الكلام
“.

 أما
عن قوله ” قَدْ
جَعَلَ
رَبُّكِ
تَحْتَكِ
سَرِيًّا

فقالوا أنه ”
النهر الصغير
” و ” الجدول”.
وعن ابن عباس،
قوله ” قَدْ
جَعَلَ
رَبُّكِ
تَحْتَكِ
سَرِيًّا ” وهو
نهر عيسى.

والنهر الذي
كان تحت مريم
حين ولدته كان
يجري يسمى
سَريا. ونهر
يُشرب منه.
ونهر
بالسريانية.
ونهر إلى
جنبها. وهو
الجدول،
النهر
الصغير، وهو
بالنبطية:
السريّ.
والنهر
الصغير.

وجدول صغير
بالسريانية.
والجدول
الصغير من
الأنهار. وهو
الجدول،
تسميه أهل
الحجاز. وربيع
الماء. والسريّ:
عيسى نفسه
.

 وقوله:
وَهُزّي
إلَيْكِ
بِجِذْعِ
النَّخْلَةِ

” ذكر أن الجذع
كان جذعاً
يابساً،
وأمرها أن تهزّه،
وذلك في أيام
الشتاء،
وهزّها إياه
كان تحريكه،
كما… كان
جذعاً
يابساً، فقال
لها: هزّيه
تُساقِطْ
عَلَيْكِ
رُطَباً
جَنِيًّا
“.
… وهب بن منبه
يقول في قوله:
” وَهُزّي
إلَيْكِ بِجِذْعِ
النَّخْلَةِ
” فكان الرطب
يتساقط عليها
وذلك في
الشتاء
(5).

 وجاء
في
تفسير
الكشاف
للزمخشري

” ناداها مِن
تَحْتِهَا ” هو
جبريل عليه
السلام. قيل:
كان يقبل
الولد
كالقابلة.
وقيل:
هو عيسى
ما
كان حزنها
لفقد الطعام
والشراب حتى
تسلى بالسري
والرطب؟ قلت:
لم تقع
التسلية بهما
من حيث أنهما
طعام وشراب، ولكن
من حيث أنهما
معجزتان
تريان الناس
أنها من أهل
العصمة
والبعد من
الريبة
،
وأن
مثلها مما قرفوها
به بمعزل، وأن
لها أموراً
إلهية خارجة
عن العادات
خارقة لما
ألفوا
واعتادوا،
حتى يتبين لهم
أنّ ولادتها
من غير فحل
ليس ببدع من
شأنها”.

 أما
العلامة
الفخر
الرازي،
كعادته، فقد
لخص كل الآراء
في تفسيره
مفاتيح
الغيب،
التفسير
الكبير
وأكد
أن الذي
ناداها من
تحتها هو
المسيح فقال
” في
الآية مسائل:
المسألة
الأولى:
فناداها من
تحتها
القراءة
المشهورة
فناداها وقرأ
زر وعلقمة
فخاطبها وفي
الميم فيها
قراءتان فتح
الميم وهو
المشهور
وكسره وهو
قراءة نافع
وحمزة والكسائي
وحفص وفي
المنادي
ثلاثة أوجه:
الأول: أنه
عيسى عليه
السلام
وهو قول
الحسن وسعيد
بن جبير.
والثاني: أنه
جبريل عليه
السلام وأنه
كان كالقابلة
للولد
.
والثالث: أن
المنادي على
القراءة
بالكسر هو الملك
وعلى القراءة
بالفتح هو
عيسى
عليه
السلام وهو
مروي عن ابن
عيينة وعاصم والأول
أقرب لوجوه:
الأول: أن
قوله: ”
فَنَادَاهَا
م
َِنْ تَحْتِهََا ” بفتح
الميم إنما
يستعمل إذا
كان قد علم
قبل ذلك أن
تحتها أحداً
والذي علم
كونه حاصلاً
تحتها هو عيسى

عليه السلام فوجب
حمل اللفظ
عليه
، وأما
القراءة بكسر
الميم فهي لا
تقتضي كون المنادي
جبريل عليه
السلام، فقد
صح قولنا. الثاني:
أن ذلك الموضع
موضع اللوث والنظر
إلى العورة
وذلك لا يليق
بالملائكة.
الثالث: أن
قوله فناداها
فعل ولا بد
وأن يكون فاعله
قد تقدم ذكره
ولقد تقدم قبل
هذه الآية ذكر
جبريل وذكر
عيسى عليهما
السلام إلا
أن ذكر عيسى
أقرب لقوله
تعالى:
” فَحَمَلَتْهُ
فَٱنْتَبَذَتْ
بِهِ “
(مريم: 22) والضمير
ههنا عائد إلى
المسيح فكان
حمله عليه
أولى
. والرابع:
وهو دليل
الحسن بن علي
عليه السلام أن
عيسى عليه
السلام لو لم
يكن كلمها لما
علمت أنه ينطق
فما كانت تشير
إلى عيسى عليه
السلام بالكلام
فأما من قال
المنادي هو
عيسى عليه السلام
فالمعنى أنه
تعالى أنطقه
لها حين وضعته
تطييباً
لقلبها
وإزالة
للوحشة عنها
حتى تشاهد في
أول الأمر ما
بشرها به
جبريل عليه
السلام من علو
شأن ذلك الولد

ومن قال
المنادي
جبريل عليه
السلام قال
إنه أرسل
إليها
ليناديها
بهذه الكلمات
كما أرسل إليها
في أول الأمر
ليكون ذلك
تذكيراً لها
بما تقدم من
أصناف
البشارات،
وأما قوله: ”
مِن
تَحْتِهَا ”
فإن حملناه على
الولد فلا
سؤال وإن
حملناه على
الملك ففيه وجهان:
الأول: أن
يكونا معاً في
مكان مستو
ويكون هناك
مبدأ معين
كتلك النخلة
ههنا فكل من
كان أقرب منها
كان فوق وكل
من كان أبعد
منها كان تحت
…”.

وهكذا
يؤكد
ببراهينه
المنطقية أن
الذي ناداها
من تحتها هو
المسيح.

ثم
يقول ”
المسألة
الثانية: اتفق
المفسرون إلا
الحسن وعبد
الرحمن بن زيد
أن السري هو
النهر
والجدول سمي
بذلك لأن
الماء يسري
فيه
“.

 ”
المسألة
الثالثة: قال
القفال: الجذع
من النخلة هو
الأسفل وما
دون الرأس
الذي عليه
الثمرة وقال
قطرب: كل خشبة
في أصل شجرة
فهي جذع وأما
الباء في قوله
بجذع النخلة
فزائدة
والمعنى هزي
إليك أي حركي
جذع النخلة …
قد تقدم أن
الوقت كان
شتاء وأن
النخلة كانت
يابسة،
واختلفوا في أنه
هل أثمر الرطب
وهو على حاله
أو تغير، وهل أثمر
مع الرطب
غيره؟
والظاهر
يقتضي أنه صار
نخلة لقوله
بجذع النخلة
وأنه ما أثمر إلا
الرطب”.


المسألة
الرابعة: قال
صاحب ” الكشاف
“: تساقط فيه
تسع قراءات
تساقط بإدغام
التاء
وتتساقط بإظهار
التاءين
وتساقط بطرح
الثانية
ويساقط
بالياء
وإدغام التاء
وتساقط وتسقط
ويسقط وتسقط
ويسقط التاء
للنخلة
والياء
للجذع”.

 ”
المسألة
الخامسة:
رطباً تمييز
أو مفعول على
حسب القراءة
الجني
المأخوذ
طرياً وعن
طلحة بن
سليمان جنياً
بكسر الجيم
للأتباع
والمعنى
جمعنا لك في
السري والرطب
فائدتين:
إحداهما:
الأكل والشرب.
والثانية:
سلوة الصدر
بكونهما معجزتين
فإن قال قائل: فتلك
الأفعال
الخارقة
للعادات لمن؟
قلنا … أنها
كانت كرامات
لمريم أو
إرهاصاً
لعيسى عليه
السلام
“.

 ”
المسألة
السادسة: فكلي
واشربي وقري
عيناً قرىء
بكسر القاف
لغة نجد ونقول
قدم الأكل على
الشرب لأن
احتياج
النفساء إلى
أكل الرطب أشد
من احتياجها
إلى شرب الماء
لكثرة ما سال منها
من الدماء، ثم
قال: وقري
عيناً … فلم
قدم الله
تعالى في
الحكاية دفع
ضرر الجوع
والعطش على
دفع ضرر
الخوف،
والجواب أن
هذا الخوف كان
قليلاً لأن
بشارة جبريل
عليه السلام
كانت قد تقدمت
فما كانت
تحتاج إلى
التذكير مرة
أخرى”.

 ”
المسألة
السابعة: قال
صاحب ” الكشاف
” قرأ ترئن
بالهمزة ابن
الرومي عن أبي
عمرو وهذا من
لغة من يقول
لبأت بالحج
وحلأت السويق وذلك
لتآخ بين
الهمز وحرف
اللين في
الإبدال ” صَوْماً
” صمتاً وفي
مصحف عبد الله
” صمتاً “
وعن أنس بن
مالك مثله
وقيل صياماً
إلا أنهم كانوا
لا يتكلمون في
صيامهم فعلى
هذا كان ذكر
الصوم دالاً
على الصمت
وهذا النوع من
النذر كان
جائزاً في
شرعهم”. ”
المسألة
الثامنة:
أمرها الله
تعالى بأن
تنذر الصوم
لئلا تشرع مع
من اتهمها في
الكلام لمعنيين:
أحدهما: أن
كلام عيسى
عليه السلام
أقوى في إزالة
التهمة من
كلامها وفيه
دلالة على أن
تفويض الأمر
إلى الأفضل
أولى.
والثاني:
كراهة مجادلة
السفهاء وفيه
أن السكوت عن
السفيه واجب،
ومن أذل الناس
سفيه لم يجد
مسافهاً”.

والخلاصة
هي أن المسيح
تكلم بمجرد
نزوله من بطن
أمه وهدأ من
خوفها وحزنها
وصنع معجزت
ين، معجزة
إيجاد نهر أو
جدول ماء جار
ٍ مليء
بالماء

العذب،
وتحويل
النخلة
الجافة إلى
نخلة تحمل
بلحاً رطباً
طيباً للأكل.

 وقال
الخازن في
تفسيره ” وقيل
ناداها من سفح
الجبل وقيل هو
عيسى وذلك أنه
لما خرج من
بطن أمه
ناداها ” أن لا
تحزني قد جعل
ربك تحتك
سرياً ” أي
نهراً … وقيل
عيسى عليه
السلام
ضرب
برجله
في الأرض
فظهرت عين ماء
عذبة، وجرت
وقيل كان هناك
نهر يابس فجرى
فيه الماء
بقدرة الله
سبحانه
وتعالى وجنت
النخلة
اليابسة،
فأورقت
وأثمرت
وأرطبت وقيل معنى
تحتك تحت أمرك
إن أمرته أن
يجري جرى
، وإن أمرته
بالإمساك
أمسك وقيل
معنى سرياً أي
عيسى وكان
عبداً سرياً
رفيعاً ” وهزي
إليك ” أي حركي
إليك ” بجذع
النخلة تساقط
عليك رطباً جنياً
” قيل الجنى
الذي بلغ
الغاية جاء
أوان اجتنائه.
قال الربيع بن
خيثم: ما
للنفساء خير
من الرطب ولا
للمريض خير من
العسل ” فكلي
واشربي ” أي
مريم كلي من
الرطب واشربي
من النهر ”
وقري عيناً ”
أي طيبي
نفساً، وقيل
قري عيناً
بولدك عيسى،
يقال أقر الله
عينك أي صادف
فؤادك ما
يرضيك فتقر
عينيك عن
النظر إلى
غيره ” فإما
ترين من البشر
أحداً ” معناه
يسألك عن ولدك
” فقولي إني
نذرت للرحمن
صوماً ” أي
صمتاً، قيل
كان في بني
إسرائيل من
أراد أن يجتهد
صام عن الكلام
كما يصوم عن
الطعام فلا يتكلم
حتى يمسي،
وقيل إن الله
أمرها أن تقول
هذا إشارة
وقيل أمرها أن
تقول هذا
القول نطقاً ثم
تمسك عن
الكلام بعده
وإنما منعت من
الكلام لأمرين
أحدهما: أن
يكون عيسى
عليه السلام
هو المتكلم
عنها ليكون
أقوى لحجتها
في إزالة التهمة
عنها وفيه
دلالة على أن
تفويض الكلام
إلى الأفضل
أولى.
والثاني:
كراهة مجادلة
السفهاء وفيه
السكوت عن
السفيه واجب ”
فلن أكلم اليوم
إنسياً ” يقال
إنها كانت
تكلم
الملائكة ولا
تكلم الإنس”.

وجاء في كتاب
عرائس
المجالس
للثعلبي ” فاحتوتها
الملائكة (أي
مريم) وكانوا
صفوفاً محدقين
بها، أي
محيطين بها


فَنَادَاهَا
مِنْ
تَحْتِهَا
أَلَّا تَحْزَنِي
” (مريم: 24). من قرا
بكسر الميم
والتاء فهو جبريل
عليه السلام
ناداها من سفح
الجبل، ومن قرأ
بفتح الميم
والتاء فهو
عيسى عليه
السلام لما
خرج من بطن
أمه، ناداها
وكلمها بإذن
الله تعالى.
قالوا فلما
ولدت عيسى
أجرى الله لها
نهراً من ماء
عذب بارد إذا
شربت منه، وفاترا
إذا
استعملته،
فذلك
قوله تعالى: ”
جَعَلَ
رَبُّكِ
تَحْتَكِ سَرِيّاً
” وهو النهر
الصغير. قال
ابن عباس: ضرب
عيسى، وقيل
جبريل، عليه
السلام برجله
الأرض، فظهر
الماء، وحييت
تلك النخلة
بعد يبسها
فتدلت غصونها
وأورقت وأثمرت
وأرطبت
(6).

قال
الأستاذ
محمود شلبي: ” منظر
جميل .. جميل ..
جميل!!! مولود ..
لم يتم
انفصاله بعد ..
عن أحشاء أمه ..
بمجرد أن تم
خروجه من
الرحم .. لم يبك
صارخاً .. كما
يفعل جميع
الأطفال عند
ولادتهم ..
وإنما نطق
وخاطب أمه

ما هذا؟!! هذه
هي المعجزة
الأولى
للمسيح!!! ” فناداها
” فوراً ..
بمجرد قولها “
يَا
لَيْتَنِي
مِتُّ قَبْلَ
هَذَا ” .. قبل
أن تتم كلامها
.. ناداها .. ”
مِنْ
تَحْتِهَا ” ..
وهو ما زال
يُولد .. بمجرد
انفصاله .. من
تحتها .. من أسفل
منها …

وشهدت
العذراء
الآية الأولى
من آيات ابنها
.. ” جَعَلَ
رَبُّكِ
تَحْتَكِ
سَرِيّاً ”
مفاجأة جديدة
يفاجأ بها
المولود أمه ..
إنها في مسيس
الحاجة إلى
الماء .. ولكن أين
الماء؟!!
سرياً ..
جدولاً
صغيراً يجري
بالماء ..
عيناً .. تجري
بالماء .. آية
أخرى .. ونظرت
مريم .. فإذا
الماء يترقرق
فعلاً أمام
عينيها!!!

ثم
زادها
المولود
مفاجأة .. عجب
إلى عجب!!! فقال
لأمه .. في صوته
الملائكي ”
وَهُزِّي
إِلَيْكِ بِجِذْعِ
النَّخْلَةِ
تُسَاقِطْ
عَلَيْكِ رُطَباً
جَنِيّاً “!!!
معجزة أخرى ..
أعجب .. وأغرب ..
أنه جزع نخلة ..
جاف .. يابس …
فمست الجذع
بأناملها
الرقيقة ..
فأخضوضر
لفوره .. وتحول
إلى نخلة يانعة
..

آية
من المولود ..
بل آيات إلى
الوالدة ..
التي تجري من
أجلها الآيات
.. فأي الآيات
هي أكبر من أختها؟!!”
(7)

 

6 –
ابتهاج
الخليقة وفزع
إبليس وسقوط
الأصنام عند
ميلاده:

قال
السيوطي في
الدر المنثور
في التفسير
بالمأثور ”
فلما وضعته،
خر كل شيء
يعبد من دون
الله في مشارق
الأرض
ومغاربها
ساجداً لوجهه
. وفزع إبليس،
فخرج فصعد فلم
ير شيئاً
ينكره، وأتى
المشرق فلم ير
شيئاً ينكره،
وجعل لا يصبر
فأتى المغرب
لينظر، فلم ير
شيئاً ينكره.
فبينما هو يطوف
إذ مر
بالنخلة،
فإذا هو
بامرأة معها
غلام قد
ولدته، وإذا
بالملائكة قد
أحدقوا بهَا،
وبابنها وبالنخلة

فقال: ههنا
حدث الأمر،
فمال إليهم
فقال: أي شيء
هذا الذي حدث؟
فكلمته
الملائكة
فقالوا: نبي ولد
بغير ذكر”.

وقال
الثعلبي في
عرائس
المجالس: ” قال
وهب: فلما ولد
عليه السلام
أصبحت
الأصنام كلها
بكل أرض منكوسة
على رؤوسها،
ففزعت
الشياطين،

ولم يدروا لم
ذلك، فساروا
مسرعين حتى
جاءوا إلى
إبليس …
فسألهم
فأخبروه أنه
حدث في الأرض
حدث فأصبحت
الأصنام
منكوسة على
رؤوسها
..
فطار إبليس،
عند ذلك ولبث
عنهم ثلاث
ساعات فمر
فيهن في المكان
الذي ولد فيه
عيسى، فلما رأى
الملائكة
محدقين بذلك
المكان علم أن
ذلك الحدث
فيه، فإذا
أراد إبليس
لعنه الله أن
يأتيه من
فوقه. قال:
فإذا رؤوس
الملائكة
ومناكبهم إلى
السماء، ثم
أراد أن يأتيه
من تحت الأرض
فإذا أقدام
الملائكة
رأسية، فأراد
أن يدخل من بينهم
فمنعوه
… قال
وهب فذهب
إبليس لعنه
الله إلى
أصحابه … ثم
أخبرهم بمولد
عيسى وقال: ما
اشتملت قبله
رحم أنثى على
ولد إلا
بعلمي، ولا
وضعته إلا
وأنا حاضرها…
وما كان نبي
أشد علي
وعليكم من هذا
المولود
“.

 

6 –
نطق المسيح
وهو في المهد:

 قال
القرآن ” وَيُكَلِّمُ
النَّاسَ فِي
الْمَهْدِ
وَكَهْلاً

وَمِنَ
الصَّالِحِينَ
” (آل عمران: 46). ”
إِذْ قَالَ
اللَّهُ يَا
عِيسَى ابْنَ
مَرْيَمَ اذْكُرْ
نِعْمَتِي
عَلَيْكَ
وَعَلَى
وَالِدَتِكَ
إِذْ
أَيَّدْتُكَ
بِرُوحِ
الْقُدُسِ تُكَلِّمُ
النَّاسَ فِي
الْمَهْدِ
وَكَهْلاً

(المائدة: 110). ”
فَأَشَارَتْ
إِلَيْهِ
قَالُوا كَيْفَ
نُكَلِّمُ
مَنْ كَانَ
فِي الْمَهْدِ
صَبِيّاً

(مريم: 29)
.

 قال
الشوكاني ” أي:
يكلم الناس
حال كونه رضيعاً
في المهد،
وحال كونه
كهلاً
بالوحي”. وقال
الطبري ”
ويكلم الناس
طفلاً في
المهد، دلالة
على براءة أمه
مما قذفها به
المفترون
عليها، وحجة
له على
نبوّته”. وقال
الزمخشري ”
ويكلم الناس
طفلاً وكهلاً.
ومعناه: يكلم
الناس في
هاتين
الحالتين
كلام الأنبياء،
من غير تفاوت
بين حال
الطفولة وحال
الكهولة
“.
وقال
البيضاوي ” أي
يكلمهم حال
كونه طفلاً
وكهلاً، كلام
الأنبياء من
غير تفاوت
“.

 وقال
الخازن ” قوله
تعالى ” فأتت
به قومها
تحمله ” قيل
إنها لما ولدت
عيسى عليه
السلام حملته
في الحال إلى
قومها وقيل إن
يوسف النجار
احتمل مريم
وابنها عيسى
إلى غار فمكث
فيه أربعين
يوماً حتى
طهرت من
نفاسها، ثم
حملته إلى
قومها فكلمها
عيسى في
الطريق فقال: يا
أماه ابشري
فإني عبد الله
ومسيحه
“.

وقال
السيوطي
في الدر
المنثور
عن
حديثه وهو
يدافع عن أمه ”
فأتت به
قومها تحمله

” قال ابن
عباس: لما رأت
بأن قومها قد
أقبلوا إليها،
احتملت الولد
إليهم حتى
تلقتهم به، فذلك
قوله: ” فأتت
به قومها
تحمله ” أي لا
تخاف ريبة ولا
تهمة، فلما نظروا
إليها شق
أبوها
مدرعته، وجعل
التراب على
رأسه،
وإخوتها وآل
زكريا ”
فقالوا يا
مريم لقد جئت
شيئاً فرياً ”
يعني عظيماً ”
يا أخت هارون
ما كان أبوك
امرأ سوء وما
كانت أمك
بغياً ” يعني
زانية. فأنَّى
أتيت هذا
الأمر مع هذا
الأخ الصالح
والأب الصالح
والأم
الصالحة؟! ”
فأشارت إليه ”
تقول لهم: أن
كلموه، فإنه
سيخبركم ”
فإني نذرت
للرحمن صوماً
” أن لا أكلمكم
في أمره، فإنه
سيعبر عني،
فيكون لكم آية
وعبرة ” قالوا
كيف نكلم من
كان في المهد
صبياً ” يعني
من هو في
الخرق طفلاً
لا ينطق،
فأنطقه الله فعبر
عن أمه، وكان
عبرة لهم
فقال: ” إني
عبد الله ”
فلما أن
قالها، ابتدأ
يحيى وهو ابن
ثلاث سنين،
فكان أول من
صدق به فقال:
إني أشهد أنك
عبد الله
ورسوله.
لتصديق قول
الله: ”
ومصدقاً
بكلمة من الله
” فقال عيسى: ”
آتاني الكتاب
وجعلني نبياً
إليكم ”
وجعلني مباركاً
أينما كنت ”
قال ابن عباس –
رضي الله
عنهما: قال
رسول الله (ص):
البركة التي
جعلها الله
لعيسى، أنه
كان معلماً
مؤدباً حيثما
توجه “،

وأوصاني
بالصلاة
والزكاة ”
يعني وأمرني ”
وبراً
بوالدتي ” فلا
أعقها. قال
ابن عباس حين
قال: ” وبراً
بوالدتي ” قال:
زكريا: الله
أكبر! فأخذه
فضمه إلى
صدره، فعلموا
أنه خلق من
غير بشر ” ولم
يجعلني
جباراً شقياً
” يعني
متعظماً
سفاكاً للدم. ”
والسلام عليّ
يوم ولدت ويوم
أموت ويوم
أبعث حياً”.

والخلاصة
هي أن الملاك
جبريل ظهر
للعذراء في صورة
بشر وكلمها
شفاها وعيانا
وبشرها بغلام زكي،
أي طاهر من
الذنوب، بلا
خطية، وقد
حبلت به بدون
زرع بشر، بدون
أب، وبمعجزة
خارقة لنواميس
الطبيعة
وقوانين
الوراثة.
وقالوا
أن الروح الذي
ظهر لها هو
الذي جبلت به،
حل فيها وتمثل
بشراً!! أو أنه
من نفس جنس
الروح الذي
ظهر لها، فكان
هو روح من روح
أو هو الروح
نفسه، أي كان
موجوداً
سابقاً وألقي
إليها وحل
فيها ” وَكَلِمَتُهُ
أَلْقَاهَا
إِلَى
مَرْيَمَ وَرُوحٌ
مِنْهُ

(النساء: 171). كما
قال بعضهم أن
حبلها به كان
مختلفاً عن
حمل سائر
النساء “
كان
حملها يختلف
عن النساء .. لم
تمرض ولم تشعر
بثقل ولا أحست
أن شيئاً زاد
عليها ولا
أرتفع بطنها ك
عادة
النساء .. كان
حملها به نعمة
طيبة
“. ولذا
فقد كان يسبح
الله في بطنها
وسجد له يوحنا
المعمدان
(يحيى بن
زكريا)
وكلاهما جنين
في بطن أمه!!
كما
قالوا
أن مدة الحمل
به كانت معجزة
!!
وقامت
الملائكة
بدور القابلة
في ميلاده.

 

كما نطق لحظة
ميلاه و
تحدث مع
أمه وهو تحتها
وطلب منها أن
لا تحزن. وص
ُنعت
المعجزات
لحظة ميلاده
مثل تحويل
المنطقة
الخالية من
الماء إلى نهر
ماء عذب
ومعجزة
النخلة التي
روى أنها كانت
نخلة يابسة لا
رأس لها ولا
ثمر وكان
الوقت شتاء فهزتها
فجعل
الله
تعالى لها
رأسا وخوصا
ورطبا. وقال
الزمخشرى ” أن
هاتين
المعجزتين لم
تقع التسلية
بهما من حيث
أنهما طعام
وشراب بل من
حيث أنهما
معجزتان
تريان الناس
أنهما من أهل
العصمة
“.
ونزل
من بطن أمه
ومعه كتابه،
الإنجيل. أي
لم يكن محتاجا
لوحي ينزل به
عليه ملاك من
السماء، إنما
كان إنجيله
معه في عقله
وقلبه وذاته،
نازلا به من
السماء. كما
أعلن القرآن
أن الله ذاته
هو الذي علمه
الكتابة
والحكمة
والتوراة وأعطاه
الإنجيل قبل
نزوله من بطن
أمه ” وَيُعَلِّمُهُ
الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ
وَالتَّوْرَاةَ
وَالْأِنْجِيلَ
” (آل عمران: 48).
وولد طاهراً
من الذنوب
ومعصوماً من
الخطية ولا
يستطيع
الشيطان أن
يمسه أو يقترب
إليه، بل وكان
مباركاً في كل
مكان وزمان.

وهذا ما
تميز به وحده
على سائر
البشر وعلى
رأسهم
الأنبياء.
لماذا؟
والإجابة:
لأنه مسيح الرب
القدوس،
الأعظم.

 

()
مجلة صباح
الخير 2/1 /2201م.

(5) جاء في كتاب ”
إنجيل متى
المنحول ” ف 20: ”
حينئذ فأن
الصبي يسوع
بملامح سارة،
استراح في حضن
أمه، قائلا
للنخلة ” يا
شجرة، أحني
أغصانك، وأنعشي
أمي بثمارك.
وفي الحال عند
تلك الكلمات
أحنت النخلة
قمتها إلى
أسفل عند
أقدام
القديسة مريم
وجمعوا منها
ثماراً،
انتعشوا بها
كلهم. وبعد أن
جمعوا كل
ثمارها بقيت
منحنية
لأسفل،
منتظرة الأمر
لترتفع من
الذي أمرها
بالانحناء.
حينئذ قال لها
يسوع: ” ارتفعي
بذاتك يا نخلة
وكوني قوية
ورفيقة
أشجاري، التي
في فردوس أبي
وافتحي من
جذورك مجرى من
الماء الذي
كان مختبئا في
الأرض ودعى
المياه تنساب
حتى نكون
راضين عنك.
وفي الحال
ارتفعت وعند
جذورها تدفق
نبع من الماء
رائقا جدا
وباردا
ولامعا.
فحينما رأوا نبع
الماء
ابتهجوا بفرح
عظيم وكانوا
راضين هم
ذاتهم وجميع
أبقارهم
ودوابهم “!!

(6) عرائس
المجالس
للثعالبي ص
518
و519
.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى