علم الملائكة

لماذا تملك الشياطين على بعض الناس؟



لماذا تملك الشياطين على بعض الناس؟

لماذا تملك الشياطين على بعض الناس؟

الجواب

 لشرح
هذا الأمر نجيب بأن سبب هذا عميق جداً. فالله يسمح بإسقاط بعض الخطاة تحت سلطة
الشيطان ليس بقصد أن يتعذبوا بل لكى ما نتعلم بمثالهم كيف أن الخطية تفصلنا عن
الله وتجعلنا تحت سلطان إبليس ولنرى مصير من يتسلط عليهم إبليس, وكيف يريد بهم,
وهكذا نتحاشى أى رغبة فى أن نكون خاضعين لهم. لأنه بآلام واحد يبنى كثيرون.
فالشياطين يطلبون سلطة على الإنسان. ولكنهم لايملكون سلطة ولا حتى على
الخنازير. إنهم يسألون أن ينالوا سلطة على الخنازير، وهذا يوضح أنه لم تكن لهم هذه
السلطة, ولايوجد شك أنه لو كانت لهم هذه السلطة لما طلبوها إن كان فى سلطانهم أن
يأخذوها بدون مانع، ولكن أولئك الذين ليس لهم سلطة حتى على الأشياء التافهة والتى
بلا قيمة. كيف يستطيعون أن يؤذوا أى واحد من الذين ختمهم المسيح أى أصطبغوا
بالمعمودية الذين يضعون رجاءهم فيه. لذلك فليتعزى قلبك ويسترح لأنك ربما فزعت
عندما سمعت أن جمعاً من الأرواح الشريرة سكن فى إنسان واحد، وجعله يتجول بين قبور
الأموات فى خزى وعرى محروماً من العقل والفهم، وإذ أنك إنسان معرض للتجارب تخشى
تعاسة مرة كهذه أو غير محتملة لو هاجمك الشيطان. لذلك إنهض قلبك إلى الثقة ولا
تفترض أن شىء من هذا يمكن أن يحدث بينما المسيح يحوطنا بالحماية والحب، وبالتأكيد
إنهم لا يملكون قوة حتى على الخنازير. عظيمة جداً هى العناية التى ينعم بها الله
على جنس البشر لأنه قال للرسل القديسين أليس عصفوران يباعان بفلس وواحد منهما
لايسقط على الأرض بدون إذن أبيكم، وأما أنتم فحتى شعور رؤوسكم جميعاً محصاة، فلا
تخافوا أنتم أفضل من عصافير كثيرة (متى 10: 29 – 30) لأنه إن كان يمنح حماية
للخليقة غير العاقلة فكيف لا يحسبنا مستحقين لكل اعتبار نحن الذين من أجلنا تجسد
وظهر فى الهيئة كإنسان.

 لذلك
فإن كان واحد بيننا ملوث بإرادته بالخطية الكريهة وله ضمير غير مستقيم من جهة
الإيمان. مثل هذا الإنسان يسقط بإذن من الله تحت سلطانهم، ولكن لا يمكن أن يحدث
لأولئك الذين يحبون المسيح أن يصيروا خاضعين لهم, ولا يمكن أن يدخل الشيطان مؤمنا
بالمسيح طالما كان يسلك كما يليق بالدعوة التى دعى إليها.

ويقول
القديس مقاريوس الكبير:

 الويل
للبيت الذى لايكون سيده فيه إذ يكون مقفراً خرباً ويمتلىء من كل قذارة وفوضى،
وهناك كما يقول النبى تسكن وحوش القفر والشياطين (إشعياء 34: 13 – 14).

 والويل
للنفس التى لاتقوم من سقوطها الفادح ولاتقبل فى داخلها رب البيت الصالح الذى هو
المسيح ليسكن فيها. بل تبقى فى نجاستها ولها فى داخلها أولئك الذين يطيعونها
ويجبرونها على معاداة عريسها. راغبين أن يفسدوا أفكارها بعيداً عن المسيح.

 ولكن
حينما يرى الرب أن النفس تجمع ذاتها بأقصى طاقتها وتطلبه دائماً منتظرة إياه ليلاً
ونهاراً وتصرخ إليه كما أمر هو أن نصلى بلا إنقطاع فى كل حين. فإنه ينصفها مطهراً
إياها من الشر الذى فى داخلها، وهو سيحضرها لنفسه عروساً بلا عيب ولا دنس (أفسس 5:
27)[1].

 ويذكر
لنا التاريخ المقدس أن كثيرين من الذين ملكت عليهم الشياطين وعذبتهم صاروا قديسين
وسلكوا فى الفضيلة بعد أن أخرجت منهم الشياطين، وفى مقدمة هؤلاء مجنون كورة
الجرجسيين الذى بعد أن طهر صار ينادى فى العشر المدن بما صنع به يسوع (مرقس 5: 18
– 20).

 ومن
باكورة النساء الواتى اخرجت منهن الشياطين وصرن قديسات مريم المجدلية التى أخرج
منها الرب سبعة شياطين (لوقا 8: 1 – 2).

 ومن
الحالات التى تبين بعض أسباب دخول الشياطين فى أجساد البشر. الحالة التى ذكرها
الأنبا بيامون من أن أحد الأخوة حسد القديس بفنوتيوس بسبب نموه فى النعمة والكرامة
ومحبة الرهبان له، فأراد أن يشوه سمعته أمامهم فتسلل إلى قلايته ودس بها كتاب
مخطوط يخصه, وذهب إلى القديس إيسيذورس يخبره بضياع مخطوطه. فعثروا عليه لدى
بفنوتيوس الذى لم يضطرب ولم يدافع عن نفسه. بل مارس التوبة بإتضاع عجيب. فلما رآه
الحاسد بهذه الحال اضطرب. فصرعه الشيطان, وقد حاول الآباء القديسون إخراجه فلم
يفلحوا بل أن القديس إيسيذورس نفسه وكانت له موهبة إخراج الشياطين عجز عن إخراجه.

 ولما
أدرك الأخ علة هذا اعترف علنا بمكيدته الشريرة، ولم يخرج الشيطان من هذا الأخ إلا
بصلاة القديس بفنوتيوس نفسه إيذانا بمسامحته.

 أهم
الأسباب التى تجعل الإنسان فى خطر تسلط الشيطان عليه.

1
– اللجوء للسحرة والعرافين والمشعوذين ووسطاء التنويم المغناطيسى والمنجمين لطلب
الشفاء أو المشورة أو قضاء أى منفعة أو عمل وتصديقهم والعمل بمقتضى مشورتهم.

2
– قبول الوساطة فى جلسات تحضير الأرواح أو جلسات مايسمى كذباً بالتنويم المغناطيسى
حيث يكون الوسيط فى الواقع تحت تأثير أرواح شيطانية نجسة تتسلط عليه.

3
– المشاركة الإيجابية فى محافل الخمسينيين والمبتدعين والهراطقة ومجالس تحضير
الأرواح ومحافل الزار أو المحافل الشيطانية.

4
– السعى لتحضير الأرواح وتسخير الشياطين أو التخاطب معها من خلال البندول أو كتب
السحر[2] والعمل وفق
مابها لتسخير خدام الخواتم وتحضيرهم.

5
– تعدى الكهنوت وممارسة طقوسه وتقديم البخور بالمخالفة لقوانين الكنيسة.



[1]   –  عظات القديس
مقاريوس الكبير (6)  ص20 –  21

[2]
  –  السحر هو عمل الشيطان وعلى ذلك لا يوجد ما يسمى بسحر أسود أو
أبيض أو ربانى أو علوى أو سفلى. فالسحر سحر ليس فيه ألوان وليس فيه علوى ولا سفلى
ولا ربانى فجميعها مسميات لخداع البشر فيعتقد بعضهم  أن السحر من أعمال القدرة
الإلهية ويعتقد البعض الآخر  أن فى مقدورهم استخدام قوى الشيطان فى أعمال خيرية أو
سلمية أو خدمية دون أن يدركوا أنهم جميعا صاروا بمجرد تعاطى او استخدام السحر
صاروا تحت اللعن والحرم الإلهي.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى