علم الملائكة

2- عبادة الشيطان فى ضوء نبوات الكتاب المقدس



2- عبادة الشيطان فى ضوء نبوات الكتاب المقدس

2- عبادة
الشيطان
فى ضوء نبوات الكتاب المقدس

من
الحقائق الكتابية المعروفة أن الشيطان ملاك ساقط من ملائكة الكروبيم (حزقيال 11: 28-
19) وقد جذب فى سقوطه ثلث ملائكة السماء (رؤيا 12: 3, 4 , 9) وقد أجمع علماء
الكتاب المقدس وفقا للتقليد أن جميع الملائكة الذين سقطوا كانوا من نوع ملائكة
الكروبيم.

 والكروبيم
بحسب طبيعتها وهيئتها مركبات طائرة (أخبار الأيام الأول 18: 28) (مزمور 10: 18)
وقد ورد وصفها تفصيلا فى سفر حزقيال النبى الأصحاحان الأول والعاشر.

 ومن
الكتب المقدسة نعلم أن الشيطان سينزل إلينا على الأرض فى الأيام الأخيرة لإضلال
البشر وفى هذا يقول يوحنا الرائى:

 ”
ويل لساكنى الأرض والبحر لأن إبليس ينزل إليكم وبه غضب عظيم عالما أن له زمانا
قليلاً ” (رؤيا12: 12).

 وقد
أوضح الكتاب المقدس أنه سيملك على مدينة صور الواقعة فى جنوب لبنان وأنه سيجلس فى
هيكل الله الذى فى وسط البحار أى الأمم كإله مظهراً نفسه أنه إله.

 وفى
هذا يقول حزقيال النبى:

 ”
وكان إلى كلام الرب قائلا ياابن آدم قل لرئيس صور هكذا قال السيد الرب من أجل أنه
قد ارتفع قلبك وقلت أنا إله فى مجلس الآلهة (هيكل الله) أجلس فى قلب البحار
(الأمم) وأنت إنسان (من منظور الهيئة التى يظهر بها) لا إله.. هأنذا أجلب عليك
غرباء عتاة الامم فيجردون سيوفهم على بهجة حكمتك ويدنسون جمالك.. أنت خاتم الكمال
مملؤ حكمة وكامل الجمال.. كنت فى عدن (كلمة سريانية بمعنى الكرمة أى شجرة العنب
التى هى شجرة الحياة الكائنة فى وسط الجنة) جنة الله.. أنت الكروب المنبسط المظلل[1]
وأقمتك على جبل الله المقدس (أى أورشليم السمائية).. أنت كامل فى طرقك من يوم خلقت
حتى وجد فيك إثم.. فأطرحك من جبل الله وأبيدك أيها الكروب المظلل من بين حجارة
النار (أى الملائكة) سأطرحك إلى الأرض وأجعلك أمام الملوك لينظروا إليك. فإخرج
ناراً من وسطك فتأكلك وأصيرك رماداً على الأرض أمام عينى كل من يراك (حزقيال 1: 38-18).

 مما
تقدم يتضح أن رئيس صور هو الكروب الساقط نفسه مستعلنا فى هيئة إنسان.

 والجدير
بالذكر أن هذه النبوة هى ذاتها التى إقتبسها بولس الرسول فى الأصحاح الثانى من
الرسالة الثانية إلى أهل تسالونيكى والتى تنبأ فيها عن إستعلان إنسان الخطية
المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى إلها أو معبوداً حتى أنه يجلس فى هيكل الله كإله
مظهراً نفسه أنه إله (تسالونيكى الثانية 3: 2-4)

 وقد
نظره يوحنا الرائى طالعا من الأرض مثل وحش له قرنان شبه خروف ويتكلم كتنين بقوله:

 ”
ثم رأيت وحشاً آخر طالعاً من الأرض (أى من الجحيم) وكان له قرنان شبه خروف (أى شبه
المسيح) وكان يتكلم كتنين (رؤيا 11: 13).

 الأمر
الذى سبق رب المجد وحذر منه قائلا:

 ”
أنظروا لا يضلكم أحد فإن كثيرين سيأتون باسمى قائلين أنا هو المسيح ويضلون كثيرين..
حينئذ إن قال لكم أحد هوذا المسيح هنا أو هناك فلا تصدقوا لأنه سيقوم مسحاء كذبة
وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضا ها أنا
قد سبقت وأخبرتكم فإن قالوا لكم ها هو فى البرية فلا تخرجوا ها هو فى المخادع فلا
تصدقوا (متى 3: 24-5، 23-26).

 كما
تنبأ يوحنا الرائى بأن هذا الوحش سيأمر الجميع بأن يوسموا على أيديهم اليمنى أو
جباههم شارة الوحش وهو الرقم 666 (يوحنا 13: 11 – 18).

 هذه
الأقوال والنبوات بدأت مقدماتها تتكشف بأكثر وضوح في الأيام الأخيرة بظهور جماعات
شيطانية أطلقوا على أنفسهم اسم أبناء الشيطان ووسموا جبهتهم بالعدد 666.

 وقد
قامت هذه الجماعات بممارسة طقوس عبادة الشيطان بإقامة القداس الأسود الذى يبدأ
بإستدعاء الشيطان وينتهى بالإشتراك فى شرب الدم وممارسة الزنى الجماعى.

 كما
مارسوا طقس جحد الصليب بقلبه أو حرقه للإعراب عمليا عن جحد الصليب والفداء وقوة
الله للخلاص.

 وهم
بجحد الصليب وكسره أو حرقه يعلنون عن ولاءهم لضد المسيح أى الشيطان عمليا.

 أما
التبرير الساذج لبعض عبدة الشيطان من خلفيات غير مسيحية عن علة إختيارهم الصليب بالذات
للإعراب عن ولاءهم للشيطان بتحطيمه أو حرقه بأن مرجع ذلك أن الأديان ليس لها
علامات إلا المسيحية وأن فى تحطيمهم للصليب جحد للأديان جميعا فينم عن سطحية تفكير
هؤلاء الأفراد.

 فالصليب
هو علامة المسيحية وليس له علاقة بالأديان الأخرى التى ترذله. فكيف يكون تحطيمه
علامة على جحد الأديان جميعا؟ فى حين أن الصليب عند الشيطانيين كما عند غير
المؤمنين جهالة (كورنثوس الأولى 18: 1).

 وكما
يقول بولس الرسول نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة ولليونانيين جهالة وأما
للمدعوين يهودا ويونانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله (كورنثوس الأولى 23: 1-24).

 وعلى
ذلك فإن العلامة التى تضحد الأديان ينبغى أن تكون مقبولة من الأديان جميعا ومعترف
بها منها حتى يكون فى حرقها أو تحطيمها إعلان عن رذل وجحد الأديان جميعا. أما قصر
هذا الرذل وهذا الجحد على الصليب بقلبه وتحطيمه فله دلالته عند الشيطان الذى يبغض
هذه العلامة حتى أنه جعل من قلبها وكسرها أو حرقها دليلا قاطعا على إخلاص تابعيه
وولاءهم له. فضلا عن أن العبادة الشيطانية هى نقيض العبادة المسيحية سواء من حيث
الطقوس أو التعاليم.

 فالشيطانية
إذن طريق ومنهاج معاد للصليب والكنيسة.

 وفى
لقاء أجراه أحد المذيعين مع أحد عبدة الشيطان سأله فيه عن دلالة العدد 666 الذى
كان مكتوباً بالوشم على يده فأجابه بأن هذا الرقم يعنى أنه مؤمن بالشيطان وأنه
يعبده وأنه مؤمن بأنه هو السيد وأنه هو الرب [2].

 وجاء
فى الكتاب المقدس الشيطانى أن من علامات صيرورة العضو ابناً للشيطان أن يظهر وقد
كتب على جبهته العدد 666.

 وهذا
العدد يكتب حسب الأصل كما جاء فى سف الرؤيا باليونانية بالحروف خى وكسى وفاو
 CxV΄(يوحنا 13: 16 – 18) وهو يشير إلى علامة وعدد اسم إنسان حيث نجد أن
الحرف الأول خى ”
X ” وقيمته العددية 600 يمثل علامة هى مختصر
اسم المسيح فى منطوقه اليونانى خريستو ”
Cristou ” وهو الاسم الذى سينتحله الشيطان عند
إستعلانه وظهوره على الأرض.

 أما
الحرفين كسى وفاو ”
 xV΄” وقيمتهما العددية 66 فيرمزان إلى عدد اسم ” يون
” أى اليونان فى العبرية وهو الاسم الذى سينتحله الملك اليونانى الجافى الوجه[3]
الذى سيدعى أن روح الإله يون تناسخت فيه وأنه تجسيد لروح الإمبراطورية اليونانية
التى عادت لتحكم العالم من جديد ممثلة فى شخصه.

 ويخبرنا
سفر الرؤيا أن المسيح الدجال سيأمر سكان الأرض أن يقيموا تمثالاً لهذا الملك
اليونانى المرموز له بالنمر وأعطى أن يعطى روحاً لهذا التمثال لينطق، وأن يمد يده
ليقتل كل من يرفض السجود للتمثال ويأمر جميع الناس أن يصنعوا لهم سمة على يدهم
اليمنى أو على جبهتهم (هذه السمة هى السمة الخاصة بمختصر اسم المسيح فى منطوقه
اليونانى ” خريستو ”
Cristou والذى سينتحله الدجال ومختصره خى ” X ” وأن لا يقدر أحد أن يبيع أو يشترى إلا إذا كان موسوماً بهذه
السمة خى ”
X ” أو بعدد اسم الوحش (أى عدد اسم يون ويكتب
باليونانية بالحرفين ” كسى وفاو ”
 xV ¢).

 وعلى
ذلك فإن العلامة خى (
X) والتى تمثل مختصر اسم المسيح فى منطوقه اليونانى مضافة إلى عدد
اسم يون فى العبرية وقيمته العددية 66 ويكتب باليونانية بالحرفين كسى وفاو (
xV ¢)
يتكون من مجموعهما العدد 666
CxV ¢
والذى يرمز إلى يون مع المسيح الدجال.

 والواقع
أن العدد 666 وإن كان أضداد المسيح يكتبونه الآن على جبهتهم بلغات مختلفة إلا أنه
عند إستعلان الدجال لن يكتب هذا العدد إلا بالحروف اليونانية خى وكسى وفاو
CxV ¢
أى بحروف لغة الإمبراطورية اليونانية العائدة لتحكم الأرض من جديد كإمبراطورية
ثامنة وهى من السبع الإمبراطوريات التى حكمت العالم وسقطت.

 وكان
تشارلز مانسون زعيم الهيبز وعضو معبد الشيطان بسان فرانسيسكو بالولايات المتحدة
المريكية قد إدعى أنه ابن الإنسان وأنه المسيح ووضع على جبهته العلامة (
X)
والتى تشير إلى تبعيته للشيطان الذى سينتحل اسم المسيح في منطوقه اليوناني خريستو
Cristou ” ومختصره
خى ”
X“.

 والواقع
أن ظاهرة عبادة الشيطان تعد من أخطر الظواهر التى ستنتشر فى الأيام الأخيرة لتهيىء
العالم لقبول المسيح الدجال أى سيد الظلام الذى يطلبونه ويتعبدون له ليملك عليهم
ليس بصورة خفية أو سرية وإنما بصورة علنية منتحلاً اسم المسيح وصفته وهيئته.

 إن
ما يفعله أبناء الشيطان الآن ليس لعبة وليس موضة أو تسلية أو إختبار بحسب زعم
البعض. إنها عبادة شيطانية نجسة هدفها إفساد المجتمع وتدمير الجنس البشرى بتضليله وإعداده
لمعاداة خالقه ورفض خلاصه. فلا نستخف بالأمر سيما وأن الشيطان يوسم أتباعه الآن
ولأول مرة فى تاريخ العالم بالعدد 666.

 وهذا
إعلان للعالم يكشف بجلاء تام عن قرب إستعلان المسيح الدجال الذى سيأمر الجميع أن
يصنعوا لهم سمة أى علامة على يدهم اليمنى أو على جبهتهم بحيث لا يستطيع أحد أن
يبيع أو يشترى إلا من له هذه السمة (
X) أو عدد اسم الوحش (xV ¢)
اللذان يتكون من مجموعهما العدد 666 ويكتب باليونانية بالحروف خى وكسى وفاو
 CxV ¢ والذى يكتبه الشيطانيون الآن على جبهتهم بأعداد اللغات المختلفة
للدلالة على بنوتهم للشيطان وتعبدهم له.

 ومما
يبرهن على أن الشيطان على وشك أن يحكم العالم بصورة مستعلنة كإنسان الخطية. رسالة
للعذراء سمح البابا بولس السادس بنشرها حذرت فيها العالم من عبادة الشيطان.. وصرحت
بالرسالة بأن الشيطان سيحكم العالم وأن العالم سيشهد حروبا مدمرة تدمر بعض بلدانه[4].

 وهذه
الإعلانات التى كشفت عنها العذراء تتفق مع الإعلانات الكتابية عن تسلط الشيطان على
العالم كضد للمسيح منتحلا اسم المسيح وصفته وهيئته لإضلال البشر فى الأيام الأخيرة
وهى الأيام التى سيشهد فيها العالم حربا مدمرة تدمر بعض بلدانه عندما تقوم أمة على
أمة ومملكة على مملكة ويحاربون بعضهم بعضا محاربة قبل يوم الرب العظيم والمخوف[5].

 كما
أنبأت العذراء عن قرب نهاية العالم فى رسالة لها فى كيبيهوا برواندا بأفريقيا جاء
فيها بأنها جاءت لتعد العالم جيداً لإبنها وأن الوقت الباقى قصير[6].

 وقد
كشف يوحنا الرائى عن دينونة المسيح الكذاب الذى دعاه بالنبى الكذاب بقوله:

 ”
ورأيت الوحش وملوك الأرض وأجنادهم مجتمعين ليصنعوا حربا مع الجالس على الفرس ومع
جنده (أى الرب يسوع المسيح وملائكته فى مجيئه الثانى) فقبض على الوحش (ملك
اليونان) والنبى الكذاب (المسيح الدجال) معه الصانع قدامه الآيات التى أضل بها
الذين قبلوا سمة الوحش والذين سجدوا لصورته وطرح الاثنان حيين إلى بحيرة النار
المتقدة بالكبريت (رؤيا 19: 19-20).



[1]
 –  كان للملائكة من نوع الكروبيم ثمان رئاسات وبسقوط الشيطان
صاروا سبع رئاسات فقط. أما الملائكة من نوع السرافيم فلهم أربع رئاسات ولم يسقط
منهم أحد.

[2]
 –  جون ألكربرج ” الظلمة الآتية على العالم ” ص 19

[3]
 –  مجدى صادق ” المجىء الثانى هل هو على الأبواب ” ص 33

 

[4]
 –  ناجى وليم ” الظهور الثالث للسيدة العذراء فى المنوفية ”
 جريدة الميدان الثلاثاء 26

        أغسطس 1997 ص 7

[5]
 –  مجدى صادق ” المجىء الثانى هل هو على الأبواب؟ ” ص
87 – 100

[6]
 –  القس عبد المسيح بسيط  ” ظهورات العذراء حول العالم
ودلالاتها ” ص 56 – 57

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى