الديداخي

الديداخي – The Didache or Teaching of the Apostles القسم التعليمي ( الفصول 11 – 13 ؛ 14 – 15 ) + الفصل 16 والأخير

تعليم الرسل الأثنى عشر
تعليم الرب للأمم بواسطة الرسل الأثنى عشر
القسم التعليمي ( الفصول 11 – 13 ؛ 14 – 15 )

الفصل الحادي عشر: المعلمون والرُسل والأنبياء:

الديداخي - The Didache or Teaching of the Apostles القسم التعليمي ( الفصول 11 – 13 ؛ 14 - 15 ) + الفصل 16 والأخيرالمعلّمون
1 – لذلك من يأتيكم ويُعلّمكم بكل ما سبق فقيل (1)، أقبلوه [ رحبوا به ] (2) .
2 – أما إذا حوَّل [ استبدل ] المعلم نفسه التَّعليم بتعليم آخر (3) للهَّدم (4)، فلا تسمعوا له. أما إذا ( علمكم ) ليزيدكم براً ومعرفة بالرب، اقبلوه [ افتحوا له صدوركم ] (5).

الرُّسُل
3 – أما بخصوص الرُّسُل (+) والأنبياء، فاعلموا أنه وفقاً لتعليم الإنجيل (6) ( يكون الأمر ) هكذا:
4 – كل رسول يأتي إليكم، فاقبلوه كاستقبالكم الرب.
5 – لا يبقى عنكم ( سوى ) يومٍ واحد أو يومٍ آخر عند الضرورة، فإن مكث أكثر من ذلك فهو نبي كاذب .
6 – عندما يمضي الرَّسول، فلا يأخذ شيئاً سوى خبزٍ إلى أن يدرك مبيتاً، أما إذا طلب ( أو أخذ ) دراهم فهو نبي كاذب.

الأنبياء
7 – وكل نبي يتكلم بالروح (7)، لا تجربوه ولا تدينوه، كل خطية تُغفر، أما هذه الخطية فلا تُغفر ( أنظر مت 12 : 31 ).
8 – ليس كل من يتكلم بالروح هو نبي، بل من له سلوك (8) ( منهج ) الرب. فمن السُّلوك يُعرف النبي الكاذب والنبي الحقيقي.
9 – وكل نبي يأمر بالروح أن تُهيأ مائدة (9)، لا يأكل منها. فإن أكل فهو نبي كاذب.
10 – كل نبي يُعلّم الحق، إن كان يُعلّم ولا يعمل، فهو نبي كاذب.
11 – كل نبي حقيقي قد اختُبر، ويعمل سر الكنيسة في العالم (10) ولا يعلّم بأن يعمل مثلما يعمل هو، فلا تدينوه، لأن دينونته عند الله، لأنه هكذا عمل أيضاً الأنبياء الأقدمون.
12 – كل ( من قال لكم أنه إنما ) يتكلم بالرُّوح: أعطوني فضة أو أشياء أخرى، لا تسمعوا له. أما إذا قال بأن يُعطى لآخرين محتاجين فلا تدينوه (11)

_________
(1) هذه العبارة تعود إلى ديداخي (7: 1)
(2) δέξασε = اقبلوه ، واصل الفعل δέχομαι = يتقبل باستضافة .
(3) تعاليم أخرى = أنظر ( رؤيا 2 : 15 – 20 ) ؛ ( 2يوحنا : 10 )
(4) لهدم التعاليم الأولى
(5) أنظر ديداخي 11 : 4 ؛ مت 10 : 40 ، لوقا 10 : 16 ( ويقول القديس إغناطيوس في الرسالة إلى أفسس : ” يجب أن تزداد رهبتنا للأسقف كلما رأيناه يزداد صمتاً . كل من يُرسله رب البيت لتدبيره يجب أن نقبله كما نقبل من أرسله . علينا أن ننظر إلى الأسقف نظرنا إلى السيد ( أي إلى ارب ) ” .
(+) ذكر الرسل هنا احتل جانب كبير من الدراسات . وهناك من الأدلة ما يؤكد أنهم كانوا رسلاً متجولين يبشرون بالإنجيل وقد دام وجودهم بعض الوقت من بعد العصر الرسولي . وقد أوضح ( لايتفوت Lightfoot ) أن العهد الجديد قد أشار إليهم بكونهم لم يكونوا ضمن الأثنى عشر رسولاً . قارن مع رومية 16: 7 ، غلاطية 1: 19 ، 1 تسالونيكي 2: 6 ، أعمال 14: 4 ، 14 .
(6) يقول القديس في رسالته إلى ( مغنيسيا 13 : 1 ) ” حاولوا أن تثبتوا في عقائد الرب والرسل حتى تنجحوا في أفعالكم في الجسد والروح ، في الإيمان والمحبة ، في الآب والابن والروح القدس ، في البداية والنهاية بالاتفاق مع أسقفكم الجليل ، ومع الإكليل الروحي الثمين المتمثل في كهنتكم وشمامستكم ” .
(7) ( ا تسالونيكي 5: 19) ؛ (1 كورنثوس 12 : 3 ؛ 14: 2 ) ؛ ( أعمال 20: 22 ؛ 21: 11 ) ؛ ( رؤيا 2: 7 )
(8) τρόπους = طريقة – أسلوب – نمط – سيرة .
(9) موائد تُقام من أجل الفقراء
(10) معلماً وشاهداً لتقليد العالم في الكنيسة ، عاملاً في كنيسة بشر ، وعاملاً بخلاف الوصية ((( تركيبة الجملة في أصلها اليوناني صعبة وغير واضحة ولها تفسيرات وافتراضات كثيرة لا حصر لها ومن الصعوبة التامة أن اكتبها لأربك بها القارئ ، وعمواً تُرجمت في أكثر من نسخة بصيغة مختلفة وبتأويل النص والتصرف في الترجمة )))
(11) ( أعمال 11 : 27 – 30 )

_____________________________________________________________

الفصل الثاني عشر: نظام الضيافة

1 – كل من أتاكم ( يأتيكم ) باسم الرب اقبلوه (1)، بعد اختباره تعرفونه، لأنه سيكون لكم تمييز اليمين من اليسار (2).
2- أما إذا كان الآتي عابر سبيل ( غريب )، فساعدوه بقدر ما تستطيعون، ولا يبق ( يمكث ) عندكم إلا يومين أو ثلاثة إذا اقتضى الأمر ( دعت الضرورة ).
3 – أما إذا أراد أن يمكث عندكم، وكان صاحب حرفة ( قادراً على العمل )، ( ولا يعمل ) فليعمل ليأكل.
4 – وإن لم تكن له حرفة ( لا يجيد عمل ) فدبروه بفطنتكم، فكيف يحيا بينكم بدون عمل ( لا تتركوه عاطلاً بينكم ) (3).
5 – فإذا لم يرد أن يعمل ( إذا رفض أن يعمل )، فهو يتخذ اسم المسيح ( حجة )، فاحذروا مثل هؤلاء.

_________
(1) أنظر : مت 21: 9 ؛ مز 117 : 26
(2) أنظر : مت 25: 33 ؛ يونان 4: 11
(3) أنظر : 2 تسالونيكس 3: 10 – الخ

_____________________________________________________________

الفصل الثالث عشر: أجر الأنبياء والمُعلمين

1 – كل نبي حقيقي (جدير بالتصديق) يريد الإقامة عندكم (بينكم) (1) فهو مستحق طعامه (2).
2 – وكذلك المُعلَّم (المرشد) الحقيقي (3) يكون مستحقاً هو أيضاً (طعامه) كفاعل (عامل).
3 – لذلك نأخذ كل باكورة نتاج المعصرة والبيدر والبقر وأيضاً الغنم وتعطى الباكورة للأنبياء، لأنهم رؤساء كهنتكم (4).
4 – وإن لم يكن لكم نبي، فأعطوا الفقراء.
5 – إن صنعت خبزاً (5) فخُذ الباكورة (باكورته) وأعطها حسب الوصية (6).
6 – كذلك إذا فتحت جرّة خمر أو زيت، فخذ الباكورة أعطها (حسب التعليم – وصية الله) للأنبياء (أو الفقراء أو الكهنة).
7 – خذ باكورة الفضة (الذهب) والثياب و (من) كل مقتناك (كل ما تملك) بحسب تقديرك، وأعطها (7) حسب (وفق) الوصية (وصية الرب)

_________
(1) الإشارة هنا إلى تطور الخدمة، من خدمة المتجولة إلى خدمة أكثر استقراراً، لأن في بداية الكنيسة كان تجول الرسل والأنبياء ضروري لتوسيع الخدمة وانتشار الكنيسة أما بعد ذلك فأصبحت الخدمة في استقرار بسبب توسع البشارة وزيادة عدد الكنائس في كل مكان .
(2) أنظر متى10: 10 ؛ 1كورنثوس9: 13 ؛ 1تيموثاوس5: 8 ؛ لوقا10: 7
(3) المعلمين في القرون الأولى قد أخذوا – بجانب الأنبياء – القيام بخدمة التعليم. ولم يصبح التعليم قاصراً على الأنبياء وحدهم. وهنا يتضح لنا ظهور مرحلة أكثر تطوراً في الجماعة المسيحية، حيث يحل المعلمون محل الأنبياء في الوعظ والتعليم. أما الفصل ال15 من الديداخي – كما سوف نرى عند عرضه – فسيشهد على تطور آخر في هذا الشأن.
(4) بعد قليل من هذه المرحلة سيحل الأساقفة والشمامسة، محل الأنبياء في هذا الشأن. ولكن حتى الآن، فأن الباكورات تُقدَّم للفقراء إذا لم يوجد نبي بين الجماعة المسيحية (أنظر ديداخي13: 4) وهو ما دفع بعض الشراح للديداخي أن يفرضوا أن هذه العبارة الأخيرة مضافة على النص الأصلي للديداخي في زمن متأخر، بينما اعتبرها البعض، تعبير مجازي مع 1بطرس2: 9، ويُصبح هذا التعبير تعبيراً يشير إلى الأنبياء أنفسهم.
(5) أنظر عدد15: 20
(6) أنتظر ديداخي 1: 5 – 6 ، وعند القديس إيريناؤس فأن تقديم الباكورة هو إشارة إلى الإفخارستيا ، [ وطبعاً النص في الأساس يتكلم عن العطاء من باكورة كل شيء لأجل الفقراء وطبعاً الأرامل والأيتام ، بجانب الأنبياء والخدام المحتاجين إعالة بسبب تفرغهم للخدمة ]
(7) وبهذه الطريقة لم يكن هناك فقراء بين الجماعات المسيحية (أي الكنيسة) بسبب عطايا الأغنياء، وبسبب حكمة القائمين على التوزيع بالروح القدس، لأن الروح القدس يعطي موهبة التدبير الحسن وسياسة التوزيع السليم ليتم تغطية احتياجات الشعب كله، وذلك كما صنع الله مع شعب إسرائيل في البرية والذي أعطى الحكمة لموسى لقيادة الشعب، وأيضاً عال الشعب ويجوع ولم تبلى ثيابه علية 40 سنة في البرية القاحلة …

_____________________________________________________________

الفصل الرابع عشر: الاجتماع يوم الرب ( الأحد )

1 – عند اجتماعكم يوم الرب (1) [ أو في يوم الرب اجتمعوا و ] اكسروا الخبز واشكروا بعد أن تكونوا قد اعترفتم بخطاياكم (2) لكي تكون ذبيحتكم طاهرة (3)
2 – لا يجتمع معكم كل من له منازعة مع صاحبه حتى يتصالحا ، لئلا تتنجس ذبيحتكم [ تُدنس ذبيحتكم – ولا يفهم من هنا أن الذبيحة نفسها تتدنس ] (4)
3 – لأن الرب قال [ في كل مكان وزمان تُقرب لي ذبيحة طاهرة (5) لأني ملك عظيم (6) يقول الرب (7) ، واسمي عجيب بين الأمم (ملاخي1: 11 ، 14)

_____________________________________________________________

الفصل الخامس عشر: الرئاسات الكهنوتية المحلية

1 – أقيموا [ انتخبوا ] لكم (8) إذاً (9) أساقفة وشمامسة جديرين بالرب ، رجالاً [ مختبرين ] (10) ودعاء غير محبين للمال (11) ، صادقين (12) ، قد اختُبروا (13) ، لأنهم يخدمونكم خدمة الأنبياء والمُعلمين .
2 – فلا تحتقروهم لأنهم هم المكرمون بينكم مع الأنبياء والمعلمين
3 – وبَّخوا بعضكم بعضاً [ في هدوء ] ، لا بغضب بل بمودة ، بحسب [ تعليم ] الإنجيل (14) ، وإذا أهان [ تطاول ] (15) أحد قريبه ، فلا تكلموه أو تصغوا إليه [ قاطعوه ] حتى يتوب (16) .
4 – اعملوا صلواتكم وصدقاتكم وجميع أعمالكم بحسب إنجيل ربنا (17) .

_________
(1) المقصود يوم قيامة الرب ، [ كنت في الروح في يوم الرب وسمعت ورائي صوتاً عظيماً ] ( رؤيا 1: 10 ) .
(2) [ اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات وصلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا . طلبة البار تُقتدر كثيراً في فعلها ] (يعقوب 5: 16) ، أنظر ديداخي 4: 14
(3) بلا لوم άμέμπτος ، ونص الديداخي هنا هو استعارة مباشرة من ملاخي 11 – 1 : 14
(4) [ فأن قدمت قربانك إلى المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئاً عليك فاترك هناك قربانك قُدام المذبح واذهب أولاً اصطلح مع أخيك . وحينئذ تعال وقدم قربانك ] (مت 5: 23 – 24)
(5) تقرب لي = προσφέρειν μοι مصطلح كهنوتي طقسي إلزامي ، ويشترط أن تكون التقدمة طاهرة نقية ، ففي النص اليوناني تأتي الجملة هكذا [ تقرب لي بخور وتقدمة طاهرة ]
(6) لأني ملك عظيم – لأني عظيم أو لأن اسمي عظيم ، ولقب الرب هنا في نبوة ملاخي هو أحد ألقابه التي أُخذت فوردت في القداس الإلهي [ يا الله العظيم الأبدي … ] فالعظيم هنا هي نفسها التي ذُكرت في ملاخي …
(7) ضابط الكل παντοκράτορ
(8) أقيموا χειροτονήσατε ومصدر الفعل هو χειροτονειν وهو يُعرب حرفياً إلى شرطنوا ، وهو تعريب لنفس الكلمة اليونانية التي تعني [ ضعوا اليد ] وهو فعل لا يُستخدم إلا في الرسامات الكهنوتية أو الصلوات الليتورجية في الكنيسة إلى الآن ، ولكن هذا الفعل هنا لا يحمل المعنى التقني للرسامة ، أي وضع اليد للرسامة by laying on of hands ، لكنه يُستخدم هنا بمعنى : اختيار – انتخاب – تعيين وهو المعنى الذي أشار إليه سفر الأعمال وكورنثوس الثانية [ وانتخبا لهم قسوساً في كل كنيسة ثم صليا بأصوام … ] (أعمال 14: 23 ) ، [ أنظر كورنثوس الثانية 8: 16 – 19 ] . أما المعنى الآخر أي الرسامة الكهنوتية فهو ما أشار إليه قانون الرسل 1: 13 ، ونلاحظ هنا كيف أن اختيار الشعب لرعاته يعود إلى فترة مبكرة جداً من تاريخ الكنيسة مع ملاحظة أن الاختيار يكون دائماً من المختبرين في الشعب والمتعمقين في الحياة مع الله ولديهم روح إفراز ولا ينقادون وراء عواطفهم الخاصة في الاختيار ، ولهم وعي وإدراك بقوانين الكنيسة وقوائم وركائز اختيار الكاهن أو الأسقف أو البطرك …
(9) أداة الوصل إذن ، تُعيدنا لإلى الفصل 14 لكي تؤكد هنا أنها تعني أن إقامة هؤلاء الخدام ، هي بالدرجة الأولى من أجل خدمة يوم الرب ، بالإضافة إلى الخدمات الأخرى التي وردت في الديداخي ، وهي تعليم الموعوظين [ الفصول 1 – 6 ] ، وإجراء المعمودية (فصل 7) ، ورئاسة وليمة الأغابي ( الفصول 9 ، 10 ) … الخ …
(10) أتقياء صالحين
(11) أنظر [ 1 تيموثاوس 3: 2 ، 4 ، 8 ]
(12) صادقين = وهي تعني أيضاً : أمناء – مخلصين – جديرين بالثقة ، ولكنها تأتي في المراسيم الرسولية بمعنى [ المحبين للحق ]
(13) أنظر ديداخي 1: 11 ، 13: 1، 21 ويقول القديس كليمندس في رسالته الأولى 40: 1 ، 2 ) [ إن رُسلنا أيضاً عرفوا من سيدنا يسوع المسيح أن موضوع استحقاق الأسقفية سيثير خلافات ، لهذا السبب بسابق علمهم الكامل لمن قلنا عنهم ، وضعوا قاعدة لمن يخلفهم من الرجال المجربين في الخدمة بعد موت من كُلف من قِبَل الرُسل ، أو من قِيَل رجال حكماء ]
(14) يمكن أن يشير النص إلى متى 18: 15 وما بعدها …
(15) تطاول = άστοχέω = انحرف أو زلَّ في الكلام ضد أخيه [ أنظر 1تيموثاوس 1: 6؛ 6: 21 ؛ 2تيموثاوس 2: 18 ]
(16) يقول القديس إغناطيوس في رسالته إلى سميرنا (7: 21) [ … أولئك الذين يرفضون عطية الله ، يموتون في مجادلاتهم . الأفضل لهم أن يطبقوا ناموس المحبة ليكون لهم المجال في القيامة . احترزوا من هؤلاء البشر ولا تتكلموا عنهم ، لا في مجالسهم الخاصة والعامة . تعلَّقوا بالأنبياء وعلى الأخص بالإنجيل … اهربوا من الشقاقات لأنها رأس الشرور ]
(17) أنظر متى 6: 2 – 18

_____________________________________________________________

الفصل السادس عشر: الفصل الأخير [خاتمة الديداكي]

1 – اسهروا لحياتكم، لا تنطفئ سرُجكم [ لا تدعوا مصابيحكم تنطفئ ]، ولا ترتَّخي أحقاؤكم، بل كونوا مستعدين، لأنكم لا تعلمون الساعة التي يأتي فيها ربنا (1).
2 – اجتمعوا كثيراً لبحث الأمور اللائقة لنفوسكم، لأنه لا ينفعكم كل زمان إيمانكم إن لم تكونوا كاملين في الوقت الأخير (2)
3 – لأنه في الأيام الأخيرة يكثُر الأنبياء الكذبة (3) والمفسدون (4)، وتتحول الخراف إلى ذئاب، وتتحول المحبة إلى بغضة (5).
4 – وإذ يزداد [ يكثر ] الإثم [ أو لكثرة الإثم ]، يُبغضون ويضطهدون ويُسلمون (يُسلم الناس) بعضهم بعضاً [ أو يخونون بعضهم بعضاً ] (6)، وحينئذٍ يظهر مُضل المسكونة (7) كأنه ابن الله. ويصنع آيات وعجائب (8) ، وتُسلم الأرض إلى يديه ، ويقترف مخالفات لم تحدث مطلقاً منذ الدهر (9) .
5 – حينئذ يأتي الناس (10) إلى محنة التجربة (11)، ويتشكك كثيرون (12) ويهلكون، والذين يصبرون في إيمانهم (إلى النهاية) يخلصون (13) [ بواسطة من صار لعنة ] (14)
6 – حينئذٍ تظهر علامات الحق (ابن الإنسان)، أولاً: علامة انفتاح السماء، ثم علامة صوت البوق، وثالثاً قيامة الأموات (15)
7 – ولكن ليس الكل [ ليس جميع الموتى ]، بل كما قيل: يأتي الرب ومعه جميع القديسين (16).
8 – حينئذ ينظر العالم الرب آتياً على سحاب السماء (17)…

_________
(1) متى 24: 42 – 44
(2) يقول في رسالة برنابا (4: 9، 10) [ فانتبهوا إلى الأيام الأخيرة ، إن أيام حياتنا كلها وإيماننا لا يفيدان شيئاً إذا لم نقاوم كأبناء الله مقاومة فعالة ضد هذا الزمان الآثم ، والمعاثر المستقبلة ، خوفاً من أن ينزلق الظلام داخلنا ، فلنبتعد عن كل الأباطيل ولنمقت كُلياً أعمال الطرق الشريرة . لا تلبسوا لباس الوحدة ولا تعتبروا نفوسكم مبررة ، بل اجتمعوا معاً لتتدارسوا ما هو الصالح العام ] ، ويقول القديس إغناطيوس في الرسالة إلى أفسس (14: 1) إذا كان لكم إيمان كامل ومحبة كاملة ، فلن يخدعكم أحد . هاتان الفضيلتان هما بدء ومنتهى الحياة ، الإيمان هو البدء والمحبة هي المنتهى ، ووحدتهما هو الله ، وكل الفضائل الأخرى تواكب الإنسان لتوصله إلى الله ]
(3) ويقول القديس إغناطيوس في رسالته إلى أفسس (14: 2) [ … الشجرة تُعرف من ثمارها ، كما يُعرف من يتكلم عن الإيمان من أعماله . لا يكفي أن نعلن عن إيماننا بل علينا أن نظهره عملياً حتى النهاية ]
(4) المفسدون للكلمة ( أي التعليم ) ويقول القديس إغناطيوس في رسالته إلى أفسس (15: 1) [ الأفضل أن نصمت ونكون من أن نتكلم ولا نكون . جميل أن يُعلم الإنسان ، والأجمل أن يفعل ما يُعلمه ] ، ويقول أيضاً [ يا إخوتي لا تضلوا ، إن الذين يفسدون البيت لا يرثون الملكوت السماوي . إذا كان مقترفو هذا الإثم حسب الجسد يموتون ، فما هو قصاص الذي يفسد الإيمان الإلهي بتعاليمه الكاذبة ؟ إن هذا المدنَّس يسير إلى النار التي لا تُطفأ ]
(5) أنظر متى 24 : 11 – الخ .. ، وتعبير [ تتحول الخراف إلى ذئاب والمحبة إلى بغضة ] هو ما تنفرد به الديداخي دون غيرها من الكتابات الآبائية القديمة . وهو يعود بنا إلى متى 24: 10 وما بعدها ، وآية 30 وما بعدها ، ولكن دون نقل حرفي لكلمات الإنجيل المقدس .
(6) متى 24: 10
(7) [ مضل المسكونة ] أي إبليس التنين العظيم والحية القديمة [ أنظر رؤيا 12: 9 ، 13: 13 ]
(8) متى 24: 24
(9) يوئيل 2: 2
(10) [ الناس ] وهي ترجمة حرفية للكلمة اليوناني والتي أصل معناها هو [ خليقة البشر ] ، وهو تعبير غريب بعض الشيء في هذا المكان وهو ما دفع بعض العلماء أمثال هيلجينفيلد Hilgenfeld ، وهاريس Harris ، إلى تغيير كلمة [ خليقة ] بكلمات أخرى قريبة في هجائها للفظة اليوناني لتحمل معاني أخرى أكثر قبولها في هذه الفقرة ، وهو يعتبر افتئات على النص لا يستند على دلائل .
(11) زكريا 13: 8 – الخ …
(12) متى 24: 10
(13) متى 10: 22 ، 24: 13
(14) والإشارة إلى الرب يسوع الذي صار لعنة من أجلنا ، أي حمل اللعنة لأجلنا حتى انه صار لعنه بسبب خطايانا وآثامنا كلنا [ أنظر غلاطية 3: 13 ؛ 1كورنثوس 12: 3 ]
(15) متى 24: 30، 31
(16) أنظر زكريا 14: 5 ، وقارن مع تسالونيكي الأولى 4: 17 ، كورنثوس الأولى 15: 23 ، رؤيا 20: 5 ، وهذا التعبير التي أوردته الديداخي ورد بحرفيته في المراسيم الرسولية ( التي سوف نكتبها قريباً )
(17) متى 24 : 30
نلاحظ : أن السطور الأخيرة من الديداخي ناقصة في مخطوط أورشليم المكتشف . وربما كان هذا النقص بسبب حادث طرأ على هذا المخطوط الفريد في زمن قديم . وعلى الرغم من ذلك فإن الشرح الذي أوردته المراسيم الرسولية لهذه العبارة الأخيرة من الديداخي ، ربما يعطينا فكرة ولو بسيطة عن فقرات الديداخي الأخيرة والمفقودة حتى اليوم ، وهي خاتمة هذا العمل الأدبي الكنسي السحيق في القدم .
فتقول المراسيم الرسولية : [ وحينئذٍ سيأتي الرب وكل القديسين معه بزلزلة فوق السُحب ، بقوة ملائكته على عرش ملكه ، ليدين إبليس مضل العالم ، وليجازي كل واحد بحسب عمله . حينئذٍ يمضي الأشرار إلى عذاب أبدي ، أما الأبرار فيمضون إلى حياة أبدية ، وارثين ما لم تره عين ، وما لم تسمع به أُذن ، وما لم يخطر على قلب إنسان ما أعده الله لمحبيه ، وينعمون في ملكوت الله الذي في المسيح يسوع . ]

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى