اللاهوت المقارن

سر الشكر



سر الشكر

سر
الشكر

(28)
ما هي الأدلة الت تثبت صحة الحقيقة الأرثوذكسية في سر الإفخارستية؟

والتي
يتضح فيها أن كلام المسيح له المجد بخصوص هذا السر حقيقة وليس رمزاً أو مجزاً.

ج:
اولاً: كلام المسيح له المجد يتضمن ثلاث قضايا أساسية وهي:

 الشهادة
– الميثاق – الأمر.

1
– الشهادة: والشهادة الصحيحة في سائر الأحكام الشرعية محكوم بها على حسب نطقها
الصريح. ولا يدخلها المجاز ولا تقبل التأويل (يو5: 9).

 والسيد
المسيح له المجد شهد لجسده ودمه:

(يو6:
55) ” لأن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق ”

وشهد
لأبيه: ” كلامك هو حق “.

وشهد
الأب إبنه: ” هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت “.

فالسيد
المسيح له المجد شهد لجسده بأنه مأكل حق، ولدمه بأنه مشرب حق. وهنا الشهادة حقيقة
وليست مجازية.

2
– أما الميثاق: فهو عبارة عن عقد معاهدة بين اثنين فصاعدا. وحكمة كحكم الشهادة
بالتمام والسيد المسيح له المجد، أيضاً، قرر ميثاقاً أبدياً حقيقياً عاقدنا به:


من يأكل جسدي ويشرب دمي فليس له حياة أبدية ” (يو6: 53).

ونظير
ذلك قرر: ” من لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يعاين ملكوت الله ”
(يو3: 5). ومن لا يؤمن يدن ” (يو3: 36).

3
– أما الأمر: فشرطة أن يكون صريحاص خالياً من كل إبهام، غير قابل للتأويل والمجاز.
والسيد المسيح له المجد أمر أيضاً تلاميذه قائلاً: ” خذوا كلوا هذا هو جسدى،
خذوا اشربوا هذا هو دمي.. اصنعوا هذا لذكري ” (لو22: 19).

ثانياً:
وكلام السيد المسيح بخصوص هذا السر كان حقيقة وليس مجازاً، وهذا يتضح:

أ
– أن اليهود فهموا الكلام فهماً حرفياً حتي أنهم عندما سمعوا كلامه عن هذا السر
قالوا ” كيف يستطيع هذا أن يعطينا جسده لنأكل ” وابتدأ يتخاصمون مع
بعضهم.. (يو6: 52).

ب
– ولذلك الرب أيضاً أكد على كلامه والقصد الحرفي منه، وليس المجاز، وزاد على كلامه
بقوة وأيضاحاً للمعنى الحرفي قائلاً ” الحق الحق أقول لكم إن ام تأكلوا جسد
ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم. من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة
أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير. لأن جسدي مأكل حق ودمى مشرب حق ” (يو6: 35
– 55).

ج
– ولنلاحظ أيضاً:

1-
أنه بدأ الكلام بقوله ” الحق الحق ” فهذه حقيقة وليست مجازاً أو تأويلاً.

2-
أنه يجعل الشركة في جسده ودمه أمراً ضرورياً للحصول على الحياة الأبدية.

3-
أكد أيضاً في قوله ” جسدى مأكل حق ودمى مشرب حق ” أن هذا هو الحق وهذه
هي الحقيقة وليس هناك إلا الحق وحده.

ثالثاً:
أن التلاميذ فهموا هذا المعنى الحرفى، حتى أن بعضهم ضاق فكرة ولم يستطيع أن يفهم
وقالوا ” إن هذا الكلام صعب من يقدر أن يسمعه ” (يو6: 60). ولذلك أخذ
الرب يوضح لهم ويؤيد كلامه بأيه صعوده إلى السماء..

رابعاً:
إن كثيرين من التلاميذ رجعوا عنه لأنهم لم يقدروا أن يفهموا كلامه واستصعبوا الأمر

خامساً:
إن السيد المسيح له المجد سلم هذا السر الأقدس لتلاميذه في ليلة آلامه وتكلم
صريحاً وعلناً (مت26: 26 – 30).

سادساً:
إن جميع آباء الكنيسة شرقاً وغرباً قد فهموا هذا الكلام وقبلوه بالمعني الحرفي
وكذلك فسرته المجامع.

سابعاً:
إن عبارة ” أكل اللحم ” في الكتاب المقدس إذا وردت بمعني فإنها تدل على
الوقعية والسعاية والمذمة وعمل الشر:

أ
” والذين ياكلون لحم شعبى ويكشطون جلدهم عنهم ويهشمون عظامهم ويشققون كما في
القدر وكاللحم في وسط المقلي ” (ميخا 3: 3).

ب
– ” فإذا كنتم تتهشون بعضكم بعضاً فانظروا لئلا تفنوا بعضكم بعضاً “. (0
غل5: 15)

ثامناً:
إن قرائن الأحوال تدحض رأى المعترضين فالمسيح له المجد كان يتكلم عن سر جسده ودمه
الأقدسين:

 ”
الخبز الذى أنا أعطى هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم ” (يو6: 51).

تاسعاً:
إن كلام البشرين القديسين متي ومرقس ولوقا بخصوص هذا السر واضح وبكلام صريح لا رمز
فيه ولا مجاز. (مت26: 26 – 30)، (مرقس14: 22 – 26)، (لو22: 17 – 20)

عاشراً:
والقديس بولس الرسول الذي لم يكن حاضراً هذا السر ولكن تسلمه فيما بعد، ثم سلمه
للمؤمنين يقول لهل كورنثوس:


أقول كما للحكماء احكموا انتم فيما أقول. كأس الببركة التي نباركها. أليست هي شركة
دم المسيح. الخبز الذى نكسره. أليس هو شركة جسد المسيح.. ” (1كو10: 15 – 22)،
(1كو11: 23 – 31).

 ومن
كلامه يتضح الآتى:

أ
– أننا نشترك في جسد المسيح ودمه بواسطة اشتراكنا في الخبز والكأس.

ب
– إن من يأكل بدون استحقاق يكون مجرما في جسد الرب ودمه ويأخذ دينونة لنفسه غير
مميز جسد الرب.

ج
– فالذين يقتربون من هذا السر ويتناولون بدون إستحقاق يقعون في الأمراض والموت..
” لأجل هذا فيكم مرضي كثيرون.. وكثيرون يرقدون “.

 

(29)
” اصنعوا هذا لذكرى ” – ما هي أنواع التذكار في الكتاب المقدس؟ وأي نوع
من التذكار يتفق وإيماننا بسر الإفخارستيا؟

ج:
أنواع التذكار: أربعة..

1
– إما عينا (أى من عين الشئ)

كالمن
الذي أمر الله موسى بحفظة في قسط من الذهب تذكارا للمن (خر16: 33).

2
– وإما أثراً:

كالحجارة
التي امر يشوع ابن نون بأخذها من أرض الأردن تذكارا لمرورهم فيه (نش4: 9)

3
– وإما صورة:

 كالكروبين
التي امر النبي موسى بصنعهما ووضعهما في قبة الشهادة تذكارا للسمائيات (خر25: 17 –
22)

4
– وإما خبرا:

 كما
فعل النبي موسى إذ قص على بنى إسرائيل ما ورد في سفر الخروج والعدد.

+
فسر الشكر تذكارا من عين الشئ، أى من عين جسد الرب نفسه ودمه الأقدسين..

أى
هو جسد الرب ودمه..

كما
كان المن تذكارا لنفسه..

 

(30)
ما هو التدبير الإلهي في منح الرب تلاميذه أن يأكلوا جسده ويشربوا دمه قبيل تقديم
ذاته ذبيحة على الصليب؟

ج:

1
– قال القديس غريغوريوس:


لأن المدبر لكل شئ بحسب سلطانه السيدى لم ينتظر الاضطرار الناتج عن الخيانة، ولا
هجوم اليهود اللصى، ولا محاكمة بيلاطس الخارجة عن الشريعة كى لا يكون شر هؤلاء
بدءاً لخلاص الناس العام وعلة له.

لكنة
بتدبيره قد سبق هجومهم وهو نفسه قدم ذاته قرباناً وذبيحة عنا بعمل التقديس الذي لا
ينطق به، غير المنظور من البشر، غذ هو كاهن معاً وحمل الله الرافع خطية العالم..

وإن
سألت متى كان هذا؟ أجيبك..

إنه
كان عندما جعل جسده مأكلاً بصريح العبارة وأعطاء للأكل وصارت ذبيحة الحمل كاملة.
لنه لو كان الجسد ذا روح لما كان ضحية تصلح للأكل.

فلما
منح تلاميذه ان يأكلوا جسده ويشربوا دمه.. ” ضحي جسده بوجه لا ينطق به وغير
منظور مدبر هذا السر كما أرادت سلطته ” (على قيامة المسيح خطاب 1).

2
– وقال القديس يوحنا ذهبي الفم:


ألسنا نحن نقدم كل يوم قرابين؟ نعم نقدم ولكننا نصنع تذكاراً لموته، وهذا ”
الذبيحة ” التي كل يوم نقدمها هي واحدة لا اكثر لأنه قدم مرة واحدة. مثل
الذبيحة التي تقدم على قدس القديسين.

وكما
انه هو رسم لتلك هكذا هذه ” الذبيحة ” رسم لها. لأننا نقدمه نفسه دائماً
حملاً واحداً، لا نقدم الآن خروفاً آخر بل الحمل نفسه دائماً. فالذبيحة إذن هي
واحدة “.

 

(31)
ما هي العلاقة بين ذبيحة الإفخارستيا وذبيحة الصليب؟

ج:
ذبيحة الإفخارستيا وذبيحة الصليب ذبيحة واحدة:

1
– فهذه الذبيحة التي نقدمها لله في سر الشكر هي الذبيحة التي قدمت على الصليب:

 أ
– لأن الذي نقدم على المذبح الان هو حمل الله نفسه الذي قدم ذاته على الصليب لأجل
خطايانا.

 ب
– وكما أن المخلص له المجد كان علي الصليب مقدماً ومقدماً، هكذا الآن هو أيضاً
المقرب والمقرب، الضحية والمضحى.

2
– ذبيحة الصليب أصل، وذبيحة الإفخارستيا شجرة ثابتة من ذلك الصل غطت اغصانها كل
الكنيسة وتغذي جميع الذين يطلبون الحياة الأبدية بالتناول منها..

3
– ذبيحة الأفخارستيا وذبيحة الصليب ذبيحة واحدة..

 مع
مراعاة ظروف وطريقة تقديم كل منها:

أ
– فالمخلص قدم لأبيه علي الصليب جسده ودمه الكريمين ذبيحة منظورة، وأما في سر
الشركة فلا يقدمها تقديما حسياً منظوراً بل تحت شكلي الخبز والخمر..

ب
– على الصليب قدم المسيح الذبيحة دموية بذبح الحمل وهرق دمه. وعلي المذبح، لأنه
قام من الأموات ولا يسود عليه الموت مرة ثانية، تقدم الذبيحة في سر الشكر باستحالة
سرية بدون هرق دم ولا موت ولهذا تدعي ذبيحة غير دموية..

د
– بذبيحة الصليب حصل الخلاص لكل جنس البشر وتم وفاء العهد الإلهي..

 وبذبيحة
الإفخارستيا نستعطف الله دائماً للصفح عن خطايا الذين قدمت لأجلهم فينال الحياة
الأبدية كل من يتناول منها..

ه
– ذبيحة الصليب قدمت مرة واحدة علي الجلجثة، وذبيحة الشكر فمنذ تأسيسها تقدم
دائماً وتقدم إلى الأبد أي إلى وقت المجئ الثانى في كل العالم وعلي مذابح كثيرة.

 

(32)
تحدث عن ضرورة التناول وأنه لا يجوز الإنقطاع عن التناول مدة لا تزيد على اربعين
يوماً؟

ج:
أنظر كتاب أسرار الكنيسة السبعة فيما يختص ب4 – سر الشكر.

وج:
أنا هو خبز الحياة – قصة عن معجزة شفاء إمرأة من فعل السحر بصلاة القديس مقاريوس
الكبير وقصة واقعية عن سر التناول.. والشفاء لشاب مريض.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى