اللاهوت المقارن

سر الميرون



سر الميرون

سر
الميرون

(22)
ما هو سر الميرون؟ وما هي أسماؤه؟ وما الغرض منه؟

1
– سر الميرون: هو سر حلول الروح القدس على المؤمن المعمد، للتثبيت، وهو سر مقدس به
ننال ختم موهبة الروح القدس بالمسيح بدهم المسحة المقدسة أى الميرون.

2
– أسماؤه: سر التثبيت، سر الميرون، ختم موهبة الروح القدس وضع الأيادى.

3
– الغرض منه: هو سر النمو ودر في الحياة الروحية بفعل الروح القدس وقوته سعياً إلى
الكمال المسيحي.

 

(23)
تكلم عن كيفية تأسيسه وممارسته؟

(أ)
تأسيسه:

1
– عندما اسس الرب يسوع المسيح له المجد هذا السر عندما أشار على الروح القدس الذي
كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه فقال ” إن غطس أحد فليقبل إلى ويشرب، من
آمن بى كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حي. قال هذا عن الروح القدس الذي
كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه لأن الروح القدس لم يكن قد أعطى بعد لأن يسوع لم
يكن قد مجد بعد ” (يو7: 37 – 39)، (1كو12: 7 و29).

2
– ولذلك وعد تلاميذه بحلوب الروح القدس عليهم (يو14: 16 و17)، (يو16: 7 و13).
وأوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم بل ينتظروا موعد الأب (أع1: 4 و5)

3
– وقد منحهم إياه ىفي يوم الخمسين عندما حل الروح القدس على الرسل والتلاميذ
الأطهار ومن معهم في علية صهيون (أع2).

4
– وأعطاهم السلطان أن يمنحوا لكل مؤمن يعتمد باسم الثالوث القدوس (أع8،19)

 

(ب)
كيفية ممارسته:

وقد
مارسه الأباء الرسل الأطهار أولاً بوشع اليد، كما لأهل السامرة (أع8: 14 – 17)وأهل
أفسس (اع19: 2 و6).

2
– ثم بعد ذلك استخدموا المسحة المقدسة أي الميرون (1يو2: 2 و27) كما في رسالة
معلمنا يوحنا الأولى.

3
– وذلك لأن المسحة ووضع اليد في مقام واحد:

 أ
– فقد أستعمل الأباء الرسل والتلاميذ أولاص وضع اليد، ثم لما انتشرت الكرازة
بالإنجيل وكثر عدد المؤنين رأوا بإرشاد الروح القدس إتمام هذا السر بالمسحة
المقدسة (الميرون).

 ب
– وقد أخذوا ذلك بإرشاد الروح القدس، وإستنادا على تعليم الكتاب المقدس بخصوص
الدهن المقدس الذي كان يمسح به الملوك والكهنة والأنبياء في العهد القديم.

4
– ولذلك يتحدث سفر العمال عن ممارسة هذا السر بوشع اليد، ويتحدث معلمنا يوحنا
الرسول والقديس عن المسحة المقدسة (1يو2: 20 و27)، وكذلك القديس بولس الرسول (2كو1:
21 و22) والاثنين في مقام واحد والغرض والهدف منهما واحد، فوضع اليد مارسه الرسل –
ثانياً..

5
– ثم خولوا الكهنة (القسس) حق مسح المعدين ومنحهم موهبة وعطية الروح القدس بالمسح
بالميرون المقدس.

6
– وكنيستنا القبطية، وكنيسة الإسكندرية تمارس السر وتمنحه للمعدين بالكيفية الاتية:

أ‌-
بالمسح بالميرون في 36 موضع من أعضاء الجسد بالرشم بالميرون وبعلامة الصليب مع
الصلوات الخاصة (1يو2: 20 و27).

ب
– بوضع اليد على الممسوح ومع القول ” ايها الأخ والابن فلان اقبل الروح القدس
وكن إناء مختاراً للرب يسوع “.

وذلك
كما فعل الرب برسله الأطهار إذ نفخ في وجوههم وقال لهم ” اقبلوا الروح القدس
” (يو20).

 

(24)
سر الميرون سر مستقل عن المعمودية، بين ذلك؟

ج
– استقلال سر الميرون عن سر المعمودية:

 1
– واضح من الأقوال الإلهية والتعاليم الإنجيلية والنصوص الكتابية أن سر الميرون شئ
خاص خلاف المعمودية (1يو2: 20 و27).

 2
– من ممارسة وتعاليم الأباء الرسل أيضاً (أع8: 14 – 17)، (أع19: 2و6)

 3
– ومن اللمارسة والتعاليم الرسولية يتضح:

 أ
– أن الرسل كانوا يتممون هذا السر بوضع اليد بعد المعمودية.

 ب
– أنهم بوضع اليد يمنحون المؤمنين موهبة الروح القدس.

 ج
– ومن ذلك يظهر أنه عمل سرى قائم بنفسه مستقل عن المعمودية.

 د
– هكذا أسس الرب له المجد، وهكذا تسلو الأباء الرسل.

 4
– وهذا أيضاً ثابت من تعليم الكتاب المقدس بعهديه (أش61: 1، أش11: 2)، (1كو6: 11،
2كو1: 21 و22، تى 3: 5، أف5: 26، عب 6: 2).

 5
– والأباء الرسوليون الذين تسلموا التعليم من الرسل انفسهم يشيرون في أقوالهم على
سر الميرون غير سر المعمودية.

 6
– كذلك ورد في الأوامر الرسولية:

 ”
بعد هذا فليعمدهالكاهن باسم الأب والروح القدس، وليمسحه بالميرون ” (كتاب7: 43).

 7
– اعتبار هذا السر وبقية الأسرار السبعة عند جميع الكنائس الشرقية والغربية.

 8
– شهادة التاريخ، وما ذكره المؤرخ البروتستانتى موسيهم (ك1 قرن 2 قسم 2فصل 4
عدد13).

 9
– الكنيسة الأسقفية (تبع طائفة البروتستانت) تتممه بوضع الأيادى للذين اعتمدوا
وبلغوا سن التمييز وله عندهم طقس خاص كما هو واضح في كتابهم (الصلاة العامة).

 10
– وبعض الكنائس الحديثة كاللوثرية والمصلحة الجرمانية تقبله كعمل يضاف إلى
المعمودية للأطفال بعد تعليمهم التعليم المسيحي (ك. نظام التعليم في علم اللاهوت
القويم – جزء اول ص 117).

 11
– وكذلك كتب العلامة إدوارد وليم الإنجليزى في كتابه (القلائد الدرية في الحياة
المسيحية – ص10: 12).

 12
– وكذلك قال القس بنيامين شنيدر الإنجليزي في كتبة (ريحانه النفوس في أصل
الاعتقادات والطقوس. ص 116).

 

(25)
ما هي الأدلة التي تثبت الحقيقة الأرثوذكسية في منح الميرون بعد العماد مباشرة؟

ج
– الكنيسة الأرثوذكسية تمنح سر الميرون بعد العماد مباشرة، متبعة تعليم الرب
وتسليم رسله الأطهار. ولكن الكنائس الغربية بدأت منذ الجيل الثالث عشر تؤخر منحة
الأولاد حتى سن السابعة أو الثانية عشر، بحجة ان تكون عقولهم ومداركهم كافية لنوال
السر.

+
ولكن الأدلة التي تؤكد وتثبت الحقيقة الأرثوذكسية واضحة وهي:

1
– وحل عليه الروح القدس جسدياً مثل حمامة (مت3: 16). فالروح قد حل بعد المعمودية
مباشرة.

2
– الرسل الأطهار كانوا يتممون السر بوضع الأيادى بعد المعمودية حالاً (أع19: 1 –
6) (أع8: 14 – 17).

3
– أباء الكنيسة في الأجيال الأولى كانوا يتممونه حسب التعليم الرسولى بعد
المعمودية حالاً.

4
– علماء الكنيسة الرومانية أنفسهم يقرون ويشهدون انها كانت تتمم مدة أثنى عشر قرن
للمعمدين بعد المعمودية مباشرة، في الشرق والغرب.

5
– إن تأخير هذا السر يحرم الأطفال من هذه النعمة والسمة.. ولماذا يمنعوا والرب قد
دعاهم إليه؟

6
– وفي نفس الوقت الذب يمنعوا أو يكون هناك التأخير في إعطاء هذا السر، يمنح لهم سر
المعمودية.. والمعمودية سر.. وكلاهما من أسرار الكنيسة السبعة

7
– ولماذا يمنعوا من قبول السر والمعمدان قد امتلأ من الروح القدس وهو بعد في بطن
أمه (لو1: 15).

8
– كما أن الكنيسة لا تضمن حياة الأطفال حتى يبلغوا هذه السن. فلماذا يحرموا من هذه
النعمة وبقية النعم الأخرى؟

 

(26)
ما هو سر الميرون؟ ولماذا؟

ج:
الميرون: كلمة يونانية معناها ” طيب “.

+
وتطلق في اصطلاح الكنسي: على المزيج السائل المركب من نحو 30 صنفاً من الأطياب
والعطور وكالمر والعود واللبان.. (مز45: 8، خر 30: 22 – 30).

+
وملخص تاريخه:

 روى
أباء الكنيسة ان الرسل الأطهار أخذوا الحنوط التي كانت على جسد الرب له المجد، مع
الحنوط والأطياب التى ابتاعتها النسوة (لو23: 56، 24: 1) وأضافوا غليها زيت
الزيتون النقى وغيره من الأطياب العطرة (خر30) وقدسوها بالصلاة وكلمة الله وجعلوها
ميروناً (زيتاً ودهناً مقدساً) لسر المسحة ووزعوه على الكنائس وكانوا يمسحون به
المعمدون ومنحوا ذلك أيضاً لخلفائهم وللقسوس في الكنيسة كما جاء في الأوامر
الرسولية (ك27ف32،ف143).

 

+
لماذا الميرون؟

1
– لأن لكل سر علاقة ظاهرية ومادة منظورة فالمسح إشارة إلى المسحة الروحية.. وهكذا
المسحة علاقة منظورة مشابهه لفظاً ومعنى للمسحة الداخلية التى من القدوس، كما أن
الميرون (الدهن المقدس) مادة مناسبة للمسح، كما كان يمسح الملوك والكهنة والأنبياء
في العهد القديم.

2
– إن إسم المسيح مشتق من كلمة مسح حيث كان رؤساء الكهنة والملوك يمسحون بالزيت قبل
نوالهم رتبتهم الكهنوتية او الملوكية (خر28: 41، لا6: 22، 1صم10: 1، 12: 13).

3
– إن كلمة مسحة وردت في أقوال وتعاليم الأباء الرسل: (1يو2: 20 و27)، (2كو1: 21
و22)

4
– الأباء الرسل الأطهار الذين مارسوا السر أولاً بوضع اليد ثم استعلموا المسحة
بالدهن المقدس (الميرون) في ممارسة هذا السر ومنحة للمعمدين لانتشار الكرازة
بالإنجيل وامتدادها

5
– مما ورد في أقوال الأباء المجامع المسكونية يتضح أن ممارسة السر تتم بالمسح
بالميرون + أما عن طقس الميرون وصنعه فأنظر كتاب (طقس الميرون والغاليلاون) في عهد
قداسة البابا شنودة الثالث.

 

+
وبخصوص الميرون المقدس:

مكوناته
– تاريخ عمله – تقديسه – استخداماته الطقسية.. أنظطر كتاب للقس جوجيوس عطا الله –
والشماس الأكليريكى رشدي واصف.

 

(27)
ما هي نتائج سر الميرون؟ ولماذا لا يعاد؟ ومن له حق إتمام السر؟

(أ)
نتائجه غير المنظورة:

 1
– قبول الروح القدس ومواهبه (أش11: 2).

 2
– يمنح إنارة للعقل والمعرفة (1يو 2: 20 و27).

 3
– يمنح تقوية الإرادة في العبادة وفي مخافة الرب (2كو1: 21 و22).

(ب)
عدم إعادة السر:

لأنه
يطبع في المعمد والممسوح بالميرون ختم موهبة الروح القدس (2كو1: 22) فهو يطبع في
النفس سمة لا تمحى وختماً لا ينفك، مثل المعمودية والكهنوت.. فلا يتمم إلا مرة
واحدة.

(ج)
حق إتمام السر:

 1
– حق تكريسه وطبخه وصنعه فللآباء الأساقفة ورؤساء الساقفة فقط.

2
– أما حق إتمامه وممارسته للمؤمنين المعمدين فلا يختص بالأساقفة وحدهم بل بالقسوس
أيضاً:

أ
– ورد في أوامر الرسل:

 ”
أيها الأسقف أو القس قد رتبنا سابقا والآن نقول.. ينبغى أن تدهن أولاً بزيت ثم
تعمد بماء وأخيراً تختم بالميرون “.

ب
– والقديس امبروسيوس يؤكد أن مسحة الميرون تتم من القس (في الأسرار فصل7).

ج
– والقديس يوحنا ذهبي الفم كذلك (مقاله 10: 1 على 1تى).

د
– وكذلك قال القديس ايرونيموس:

 ”
ما الذي يصنعه الأسقف ولا يصنعه القس غير الشرطونية ” (رسالة 145: 1)؟.

ه
– أما الذين يعترضون بخصوص إرسال بطرس ويوحنا إلى أهل السامرة لوضع أيديهما عليهم
(أع8: 14 – 17) فنجيب بأن ذلك كان بسبب أن فيلبس الذي عمدهم كان شماساً ولم يكن
قساً على حسب قول القديس يوحنا أو الفم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى