اللاهوت المقارن

المطهر



المطهر

المطهر

س1:
ما هى عقيدة إخوتنا الكاثوليك في المطهر؟

ج1:
عقيدة إخوتنا الكاثوليك في المطهر:

(1)
المطهر في إعتقاد الكاثوليك، أى الكنيسة الرومانية الغربية (الباباوية)” هو
حالة أو مكان أو حالة ومكان هو نار وعذابوحبس واعتقال هو عقوبات ووفاء قصاص وعملية
تكفير وسببه هو أن توفى النفس للعدل افلهى، الديوان التى غادرت النفس هذا العالم
وهى مثقلة بها سواء كانت هذه الديون، هى جرم الخطايا العرضية أو بقايا أو أثار
الخطايا المميته المغفورة من جهة الذنب وليس من جهة العقوبة.

مقالات ذات صلة

ويعرف
أخوتنا الكاثوليك المطهر، بأنه مكان وحالة للتطهير بواسطة عقوبات زمنية.

(2)
ويقسم اخوتنا الكاثوليك العذاب المطهرى إلى نوعين:

عذاب
الخسران أو عذاب الحرمان

 وهو
الحرمان من رؤية الله والتمتع به..

ب
– عذاب الحواس، وهو يضاف إلى عذاب الحرمان.

(3)
ويقسم أخوتنا الكاثوليك كل البشر إلى ثلاثة أنواع:

أ
– نوع بار كامل صالح، وهذا يذهب إلى السماء مباشرة بعد الموت.

ب
– نوع شرير: وهذا يذهب مباشرة إلى جهنم.

ج
– نوع ثالث مؤمن، وبار ومحب لله ولكن عليه للعدل افلهى ديوناً لم بوفائها بعد وهذا
يذهب إلى المطر. وهذا النوع يشمل غالبية البشر وهذه الديوان إما بسبب الخطايا العرضية
التى لم يقدم عنها توبة، أو فأجاة الموت قبل التوبة. أو بسبب خطايا مميتة تاب عنها
وغفرت له، ولكنه مات قبل أن يوفى حسابها من العقوبة.

(4)
مكان المطهر:

أ
– غير محقق.

ب
– ارتأى القديس توما أنه أسفل الأرض حيث هى جهنم، بحيث أن النار التى تعذب
الهالكين في جهنم، هى عينها تظهر الصالحين في المطهر.

ج
– دعاه الأب لويس برسوم ” السجن المؤقت ” (مت5: 25، 26)

د
– وقال عنه أيضاً: ” مكان الألم والكآبة والتنهيد ”

ه
– فالمطهر سجن واعتقال، يدخل إليه جميع الذين يموتون في الكنيسة الكاثوليكية،
ولكنهم لم يوفوا بعد قصاص خطاياهم الزمنى بكماله، بحسب قانون سر التوبة وهو مكان
العذاب..

(5)
تاريخ المطهر:

أ
– الذى قرره ودعاه هو الباب أينوشنسيوس الرابع الرومانى بتاريخ 6مارس عام 1254 م.

ب
– وأيد هذه العقيدة الكثير من المجامع الكاثوليكية إلى أن أيدها تأييداً كاملاً
مجمع الفاتيكان الثانى.

ج
– فعقيدة المطهر لم تقرر عند الكاثوليك إلا في القرن 13، وتثبتت عندهم في القرن 15.

 د
– وقد عارضها في ذلك جميع الأرثوذكس في العالم، وكذا الكنائس البروتستانية.

(6)
نهاية المطهر:

يرى
إخواتنا الكاثوليك أنه لا بقاء للمطهر بعد الدينونة العامة فهو لن يدوم ما بعد
الدينونة العامة، فنبعد ما يصدر الديان الأعظم حكمة (متى25: 24، 41) لن يكون غير
السماء والجحيم.

(7)
معونة للنفوس في المطهر:

أ
– تعلم الكنيسة الكاثوليكية بأن النفوس في المطهر تعان بصلوات المؤمنين وبتقديم
ذبيحة الأفخارستيا المقدسة وبالأعمال الصالحة التى للؤمنين كالأحسانات.

ب
– وهناك معونة أخرى من القديسة العذراء حيث يلقبها الكاثوليك ب (سيدة المطهر).

ج
_ وقيل إن البابا له سلطان على تخفيف العذاب.

د
– وقيل إن النفوس تعان بلصوات الأنبياء ولا سيما بذبائح المذبح المرضية.

(8)
والخلاصة:

أ
– إن المطهر مكان عذاب، وعذاباته تشبه عذابات جهنم.

ب
– وهو مكان سجن واعتقال، ويوجد تحت الأرض كالهاوية.

ج
– وهو نار، أيا كان نوع هذه النار..

د
– وهو القصاص، حتى للخطايا المغفورة.

ه
– ويدخله الغالبية العظمى من البشر، الأبرار الأتقياء، من محبى الله وأولاده.. حتى
من أجل الشهوات والهفوات، والخطايا غير الإرادية، والتى بغير معرفة..

 

س2:
لماذا نرفض المطهر؟

ج:
رفض المطهر من الناحية اللاهوتية:

أولاً:
المطهر ضد الكفارة والفداء.

1
– الكفارة هى عمل السيد المسيح وحده الذى وفي كل مطالب العدل الإلهى.

2
– وأساس عقيدة الكفارة والفداء أن الإنسان عاجز كل العجز عن إيفاء مطالب العدل
الإلهى.. مهما فعل ومهما عوقب، ومهما نال من عذاب.

(أيوب
1: 2) ايوب 4: 10، رو3: 24، 25)

3
– والكفارة منذ العهد القديم، تتعلق بالدم (عب22: 9) وذبائح العهد القديم كانت
كلها رمزاً للسيد المسيح، والمسيح وحده بسفك دمه وتقديم نفسه ذبيحة على الصليب هو
الذى فدانا وقدم ذاته كفارة عن خطايا العالم كله.

لذلك
نحن نرفض المطهر لآنه ضد عقيدة الكفارة والفداء.

 

ثانيا:
المطهر ضد عقيدة الخلاص:

1
– فالخلاص هو بدم المسيح وحده، ودم المسيح هو المطهر الوحيد الذى نؤمن به، بالمعنى
اللاهوتى السليم (أيو1: 7، أيو1: 9) (عب25: 7).

2
– إن المكهر وعذاباته، إهانة صريحة لكمال كفارة المسيح وهو تناقص صريح من بشرى
الخلاص المفرحة وما هذا الفرح العظيم الذى بشرنا به (لو1: 9 –11). وكيف لا نخاف
ونيران المطهر وعذاباته تهددنا، كأن لا خلاص ولا مخلص؟!

3
– وكيف تتفق كلمة الخلاص مع المطهر، إلا لو كان خلاصاً جزئياً؟! وحاشا أن يكون هذا،
وهو الذى ” يدخل إلى التمام ” (عب7: 25) أما يقدر هذا الذى خلص المؤمنين
به من ” البحيرة المتقدة بالنار والكبريت ” أن يخلصهم من هذا المدعو
(المطهر)؟!

4
– إن مفهوم الخلاص في ظل المطهر، كان عثرة كبيره لأخوتنا البروتستانت..

وأصبح
موضوع الخلاص منه أهم موضوعات الحديث والكلام والكتابة وعندهم. وصاروا يسألون كل
أحد ” هل خلصت يا أخ ” ” هل قبلت المسيح فادياً ومخلصاً ”

5
– وهل تعتقد أى أخ كاثوليكى أن المسيح قد خلصه، بينما نار المطهر تتهدده، وتنظه،
حتى لو تاب؟ ذلك لأن الأبرار – في ظل عقيدة المطهر – يتعذبون هم أيضاً كالأشرار!!
والفرق بينهما أن البرار عذابهم دائم..!!

 

ثالثاً:
المطهر ضد سر التوبة وضد الكهنوت والمغفرة:

1
– بالتوبة تحمى الخطية، ويغفرها الله، ولا يعود يذكرها، ولا يحاسب الأنسان بل
يسامحه، ويصفح عنه، ويطهره من خطايا (أع3: 19، أش44: 22، كو2: 14، اش43: 25 2 –
وهذه الخطايا التى محاها الله، كيف يعود ويفرض عليها عقوبات وهى قد محيت، وما عاد
يذكرها؟! (ار31: 34، خر 18: 21، 22).

3-
وإن كان الله لا يعود يذكر الخطايا التي تاب عنها الإنسان، فبالتالي لا يعاقب لأن
المعاقبة معناها أن الله لا يزال يذكر هذه الخطايا، ولم يغفرها بعد..

4-
وهو لم يقل فقط أنه لا يذكرها، بل أيضاً لا يحاسبها علي التائب:

أ‌-
(مز 1: 32 2) ” طوبي للذي غفر أسمه، وترث خطية، طوبي للإنسان الذي يحاسب الرب
له خطيتة ”

ب‌-
(2 كو 5: 19) “أن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسة غير حاسب لهم
خطاياهم، وواضعاً فينا كلمة المصالحة ”

5-
كيف أذا بعد هذه المصالحة، يعود فيلقي التائبين في عذابات المطهر؟!

وكيف
يتفق هذا مع قول الكتاب ” غير حاسب لهم خطاياهم “؟! (ار 33: 8)

6-
هنا يكون التطهير من أعمال النعمه، وليس من أعمال العقاب

ويكون
التطهير أثناء الحياة علي الأرض وليس بعد الموت يكون بعمل الروح القدس في التغير،
وليس بعذاب المطهر (أش 1: 8، مز 50) وعمل الله في تطهير الإنسان بروحه القدس، يبدو
وأضحاً في سفر حزقيال النبي (حز 36: 25 – 29)

7-
والتطهير لا يكون بعد الموت، حيث لا حروب من الجسد ومن الماده ومن العالم ومن
الشيطان، أنما يكون هنا حيث توجد الحروب وينتصر الإنسان فيه بقوه من الله

8-
أيضاً عذابات المطهر لا تتفق مع المطهره، ولا مع التحليل الذي يسمعه التائب من فم
الكاهن

9-
أن ضروره بقاء العقوبه بعد الموت علي الرغم من المغفرة، أمر لا يتفق مع تعليم
الكتاب (علي سبيل المثال مثل الأبن الضال) (لو 15: 24، 23)

 10-
أن صورة المطهر، تذكرنا بالعهد القديم، ولغات الناموس.. وكأننا لم ننال بعد خلاص
الرب ونعم الفداء.. (رو 4: 25، 1 بط 2: 24، رو 8: 5 – 10)

11-
أن عذاب المطهر لون من الدينونة ونحن بموت المسيح نجونه من الدين ونة (رو 8: 11)

12
– أن عقيدة المطهر ضد عقيدة الخلاص المجاني ” متبررين مكاناً بنعمته، بالفداء
” (رو 3: 24)، (يو 3: 16)

13-
ولأن السماء لا يمكن أن يدخلها شئ دنس أو نجس (رو 21: 27) وهذا حق ولكن من قال أن
التائب دنس أو نجس؟! (أنظر مزمور 51، مزمور مختصر 36: 25- 29) التائبون سيدخلون
السماء أطهار. يغسلهم المسيح له المجد كما غسل أرجل تلاميذه وقال لهم: أنتم الأن
أطهار(يو 13: 10)

14-
هل المسيح له المجد علي الصليب حمل خطايانا فقط، أم حمل أيضاً عقوبتها؟

15-
فالعدل الإلهي استوفي حقه علي الصليب..” لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون
له الحياة الأبدية ” (يو 3: 16) فإن كان المسيح قد دفع الثمن كاملاً فلا لزوم
للمطهر إذن وإن كان المسيح لم يدفع الثمن فلا تكفي لغفرانها نار المطهر، ولا نار
الأبدية كلها

16-
إن الذين ينادون بضرورة وفاء الإنسان للعدل الإلهي نضع أمامهم قصة لقاء الرب مع
سمعان الفريس والمرأة الخاطئة، وقوله له المجد في المثال الذي أعطاه: ” وإذا
لم يكن لهما ما يوفيان سامحها جميعاً “(لو 7: 42). هذه هي رحمة الله نحو جميع
البشر، وكلهم – كهذيين المدنيين – لا يستطيعون الوفاء بالعدل الإلهي. بالتوبة
يسامحهم جميعاً ليس لنقض في عدله، أو لأن عدله ضاع بسبب رحمته حاشا!! وإنما لأن
العدل الإلهي قد وفي حقه علي الصليب

17
أما أن كان لابد أن ندفع ثمناً للعدل الإلهي بعد موتنا..! فأننا بصراحة تامة، نكون
قد هدمنا كل عقائد الفداء والكفارة والخلاص بالدم وبالتالي نهدم التجسد أيضاً
والهدف منه..

رابعاً
المطهر ضد العدل والرحمة:

1-
فالعدل الإلهي استوفي حقة تماماً علي الصليب (يو 19: 30)

2-
وهل يوافق العدل الإلهي أن يستوفي حقه عن الخطية مرتين؟!

إذ
يقول أخوتنا الكاثوليك أن المطهر هو لإيفاء العدلي الإلهي، بالعقوبة عن الخطية

3-
ما هو هذا الثمن الذي يطالب به العدل الإلهي؟ ومن الذي قرره

لا
توجد أي أشارة في الكتاب المقدس إلي ما يقوله الكاثوليك بهذا الخصوص والعدل الإلهي
يقول إن الخطية تمحي بالتوبة (أع 3: 19)

4-
فهل من العدل المطالبة بثمن خطيئة قد محيت حسبما ورد في قوانين الكنيسة كل
العقوبات الكنيسة تنتهي عند الموت أو عندج الأشراف علي الموت ولا توجد عقوبة كنيسة
بعد الموت!

5-
هل من العدل الإلهي أن تستمر العقوبه بعد المغفرة إلي الموت؟! فكل العقوبات كانت
أرضية (2 صم 10، 2 صم 1: 24، 17) ولم يحكم علي أحد بعذاب الموت لا يوجد في الكتاب
المقدس ذكر لشخص بار تعذب بعد الموت لكي يتطهر من خطايا..

6-
هل من العدل الإلهي أن يعاقب الروح دون الجسد؟!

فهل
من العدل أن الروح التي كانت تقاوم الجسد في شهواته، هي التي تذهب وحدها عذابات المطهر
بعد الموت، ولا يتعذب الجسد، ولا حياً ولا معنوياً؟!

7-
هل من العدل الإلهي أن يعاقب علي السهوات والهفوات وخطايا الجهل والخطايا غير
الإرادية، وباقي الخطايا العرضية بعذابات في المطهر تشبه عذابات جهنم؟! هل من
العدل أن يعاقب الله طبيعتنا البشرية الضعيفة بهذه المعامله حتي في عصر النعمة؟!
نعم أن عدل الله يذذكر أننا تراب نحن يعاملنا حسب ضعف طبيعتنا وحسب شدة الحروب
الموجهة إلينا من الشيطان لو كان المطهر بديلاً للقصاصات الكنيسة التي لم توفي، لا
يكون هذا عدلاً لأن عذابات المطهر أمس بكثير من العقوبات الكنسة. هل هذا عدل؟ أن
يكابد التائب البار عقوبة مرعبة بدلاً من عقوبة كنسية علاجية محتملة؟ إن كان كل
هذا يقال في موضع المطهر عن الإلتجاء إلي عدل الله فماذا نقول إذن عن الرحمة
والحب؟!

خامساً:
المطهر ضد وعود الله:

1
– كيف يقول الله عن خطايانا التي تبنا عنها لا أذكرها لا تحسب عليه لا يحسب لهم
الرب خطية تمحي تبيض كالثلج اطهرهم. اغفر كل ذنوبهم. ثم يعود بعد ذلك لكى يطالبنا.؟!
(اع3: 19، أش1: 18، مز32: 1، 8، ار33: 8).

2
– ” إن اعترفنا بخايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل
إثم ” (1يو1: 9)

3
– ” إن كنا غير أمناء يبقى أميناً لن يقدر لأن ينكر نفسه ” (2تى2: 13)

4
– أما المطهر فهو ضد وعود الله. وهو صورة قاتمة عن المغفرة وعن محبة الله ورحمة
وصدق مواعيده.

5
– ما معنى أن يعقد الله معك مصالحة قوامها أن يغفر ولا يحسب لك خطية ثم يطالبك
بعدها بثمن الخطية التى وعد أنه لا يحسبها عليك بل لا يذكرها؟! المطالبة بثمنها
معناهأنه عاد يذكرها..!

 

س
3: ما هى الآية الكتابية الهامة التى يعتمد عليها الكاثوليك في محاولة إثبات
المطهر وما التفسير الصحيح للرد على ذلك؟

ج3:
الأية ” إن احتراق عمل أحد فسيخسر أما هو فسيخلص ولكن كما بنار ” (1كو3:
15)

1
– هذه الاية ذكرت في أثناء الحديث عن الخدمة والخدام وليس في مجال الحديث عن
الدينونة والعقاب (1كو3: 5 – 9 مع 1كو10، 11)

2
– والقديس بولس الرسول، هنا كبناء حكيم وكخادم يعرف أصول الخدمة وكأستاذ ومعلم
حكيم في البناء وضع الأساس الذى هو الإيمان بالمسيح وسيترك البناء لباقى الخدام
لباقى الخدام البنائين ويرى كيف يبنون عليه (1كو3: 12 – 15)

3
– فهو يتكلم عن العمل عن خدمة الخدام وليس عن الأشخاص وليس عن عامة الناس.

فالقديس
بولس الرسول تهمه الخدمة والعمل فهو عن هذا يتحدث.. إذن النار هنا للعمل وليست
للأشخاص على حد قوله: ” ستمتحن النار عمل (خدمة) كل واحد ” لكى تبينك هل
هو ذهب، فضة، خشب، قش.. فلم يقل إن الأشخاص سيحترقون بنار، إنما قال إن عملهم
سيحترق..

فالذى
سيجوز في النار وسيمتحن بالنار هو العمل وليس الشخص..

5
– فالعمل الذى يشبه الذهب أو فضة أو الحجر الكريم هو عمل يخدم بطريقة روحية وعميقة
لبناء النفوس (عب13: 17، أع20: 31، 24) فالعمل الروحى القوى الذى لا يحترق هو
البناء الذهب الذى لا يتزعزع والنار هنا ربما تكون التجارب أو الاختبارات الروحية
أو الحروب والضيقات.

6
– فإذا أخذت النار للإختبار فإن كلمة اليوم في قوله: ” لأن اليوم سيبينه
” تعنى اليوم الذى يحل فيه امتحان هذا التعليم الذى علم به الخادم ومدى ثباته
في انفس سامعيه أما إذا كان المقصود باليوم الأخير (1كو4: 5) فتكون النار هى نار
العدل الإلهى..

7
– فالعمل الكرازى الذى هو بالفلسفة وحكمته الناس (1كو2: 1، 4، 1كو1: 17) يمكن أن
يحترق وكذلك الذى هدفه الفصاحة والبلاغة وتنميق الألفاظ والسجع والموسيقى في
العبارات وإن احترق عمله يخسر (1كو3: 15)، يخسر تعبه ويخسر مخدوميه ويخسر مكافأته
وجهده وتعليمه وكرازته وخدمته إذ لم تأت بثر روحى.. ولكنه يخاص كما بالنار..

8
– وبنفس الوضع عمن تتحول خدمته إلى مجرد أنشطة وعمل كثير واهتمام بأمور كثيرة
وبموضوعات جانبية عديدة دون التركيز على العمل الروحى وهكذا يحترق عمله كخادم
ولكنه من أجل تعبه وغيرته ونيته الطيبة يخلص كما بنار..

9
– يخلص كما بنار..

أى
يخلص بصعوبة بجهد.. كمن يمر في نار وينتشله الله منها قبل أن يحترق عمله قد احترق
ولكن الله من فرط رأفاته لم يسمح لهذا الخادم نفسه أن يحترق متذكراً تعبه وجهده
ورغبته في خلاص الناس غير أن أسلوبه في الخدمة لم يكن سليماً..

10
– والنار هنا ليست نار مطهر لأنه لم يقل يخلص في نار، أو في النار وإنما كما بنار.

11
– كلمة (نار) هنا استخدمت بطريقة مجازية وليست حرفية، ولنا مثال عن شخص ” خلص
كما بنار ” هو يهوشع الكاهن حيث قاومه الشيطان فقال ملاك الرب للشيطان ”
لينتهرك الرب يا شيطان. أفليس هذه شعله منتشلة من النار؟! ” (زك1: 3، 2) فلم
تكن النار التى انتشل منها يهوشع، ناراً مطهرية إذا كان حيا على الأرض ولم يمت بعد
ولكنها الإثم الذى تعرض له أو تعرض له الأمة كلها ممثلة في شخصه (زك3، 4، 9)

12
– وعبارة ” يخلص كما بنار ” تذكرنا في معناها بقول القديس بطرس الرسول: ”
إن كان البار بالجهد يخلص.. ” (1بط4: 18) وعبارة ” يخلص ” هنا أى
يخلص إذا تاب

13
– وفى رسالة القديس يهوذا الرسول آيه تفسر معنى ” يخلص كما بنار ” وتشبه
تماماً حدث ليهوشع الكاهن، وهى قوله ” ارحموا البعض مميزين. وخلصوا البعض
بالخوف مختطفين من النار ” (يه22: 23) فكل إنسان محاط – كما بنار – من اجل
محبته وكثرة رأفاته ومن أجل إتمام الإنسان أو الخادم وتعبه وغيرته حتى لإن فشلت
خدمته..

14
– كما حديث القديس بولس الرسول لا يمكن أن ينطق على مفهوم المطهر عند الكاثوليك
للآتى: أ – هنا الكل يتعرض للنار بينما المطهر لنوعية من الناس!..

ب
– هنا النار للإمتحان وليست للتعذيب كنار المطهر لإختبار العمل وليس وليس لتعذيب
الشخص..

ج
– والنار هنا تحرق عمل البعض وتبيده بينما نار المطهر المفروض فيها أنها تطهر..!

د
– هنا النار للخسارة بالنسبة إلى الخشب والعشب والقش بعكس النار في المطهر!

ه
– نار لها تأثير واحد بعكس النار في هذا المثل فتأثيرها على الذهب غير تأثيرها على
القش..

15
– لا يجوز أن نأخذ عبارة قيلت في مناسبة فنفصلها عن هذه المناسبة وعن كل ما قيل
قبلها من كلام ونفرض عليها معنى من عندنا لا تحتمله..

16
– كذلك عقائد الدين لابد أن تسندها آيات صريحة وواضحة وتعليم كتابى لا يحتمل اللبس
والتأويل ولا يمكن أن تؤخذ عن طريق الإستنساخ أو التفسير الشخصى..

 

س4:
توجد إعتراضات كثيرة في مناقشة موضوع المطهر إذكر ثلاثة منها بالشرح والإيضاح؟

ج4:
إعتراضات في مناقشة المطهر:

1)
ما فائدة الصلوات؟!

أ
– إن كانت النفوس التى في المهر تعان بصلوات الأحياء فلماذا هى باقية فيه؟ على
الرغم من كل الصلوات والصدقات والغفرانات.. هل ستظل باقية ” حتى توفى الفلس
الأخير ” (مت5: 26).

ب
– وهل كل الصلوات والغفرانات والشفاعات لا تقوى على المطهر..؟!

ج
– وإن كانت لها سلطان التخفيف فلماذا ألا يكون لها سلطان الإلغاء؟

د
– وقد قيل أن الإيمان بالمطهر بدأ يضاف إلى قانون الإيمان عند الكاثوليك منذ أيام
البابا بيوس الرابع حيث يقول الشخص في قانون الإيمان: ” أعتقد إعتقاداً
ثابتاً بوجود مطهر وأن النفس المحبوسة فيه تغاث بصلوات المؤمنين ”

2)
المطهر هو التطهير أم تكفير فالنفوس بالتوبة وبالرجوع إلى الله.. (خر36: 25 – 27).

أما
إن كان القصد هو وفاء العدل الإلهى ووفاء الديون التى على النفس والتخلص من القصاص
بالعذاب يكون الهدف هو التفكير وليس التطهير ويكون أسماً لا ينطبق على الواقع وهذا
هو الحادث تماماً.. وها هو الهدف منه.. وهذه هى عقيدة الكنيسة الكاثوليكية في
المطهر.

ج
– ونحن نؤمن ونعلم أن الخلاص بالمسيح وحده وهو كفارة لخطايانا وعملية التطهير تتم
بدم المسيح وليس بنيران المطهر (1يو2: 1، 2، أع4: 12، يو5: 24).

د
– اما العذاب في المطهر فإنه لا يطهر ولا يكفر عن الخطية (مت25: 1 – 12) فإنه لا توبه
بعد الموت (يو8: 24).

3
– قديسو العهد القديم:

هل
دخل أحد منهم إلى المطهر؟

أ
– فإن كانوا في العهد القديم لم يدخلوا مطهراً فهل يكون الدخول في المطهر من سمات
العهد الجديد عهد النعمة؟! لقد كانوا جميعاً في الجحيم في مكان إنتظار يرقدون على
رجاء في إنتظار الخلاص.

ب
– إذن فما موقف العدل الإلهى منهم؟ نفس (العدل الإلهى) الذى باسمه يوجد المطهر؟!

ج
– وإن كان السيد المسيح قد طهر قديس العهد القديم فلماذا لم يطهر أبناء النعمة في
العهد الجديد؟!

د
– ولماذا لا تطالب (النفوس المطهرية) بنفس المعاملة التى عوامل بها قديسو العهد
القديم؟!

ويبقى
السؤال بلا جواب..

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى