اللاهوت المقارن

الأنوار والشموع



الأنوار والشموع

الأنوار
والشموع

س3:
تكلم عن الأنوار في الكنيسة والحكمة فيها وما تحويه من معان روحية؟

ج:
1 – الكنيسة نفسها لقبت في الكتاب المقدس بلقب منار: (المنائر السبع هى السبع
كنائس) { رؤ20: 1 }.

2
– والكنيسة نشبهها بالسماء على اعتبار أنها بقيت الله أو مسكنه كالسماء {تك28: 17
}. ولذا ينبغى ان تضاء بالأنوار كالكواكب في السماء.

3
– والكنيسة بيت الملائكة { تك28: 17 }. والملائكة يرمز إليهم بالأنوار وهم يسمون
أيضاً بملائكة النور {2كو11: 14 }

4
– وأنوار الكنيسة أيضاً ترمز إلى القديسين:

أ
– الذين شبههم الرب بالسراج الذى يوضع على المنارة { مت5: 15 }

ب
– وقال عنهم أن (الابرار يضيئون كالشمس في ملكوت أبيهم) { مت13: 43 }.

ج
– وكما قال الرب عن يوحنا المعمدان { كان هو السراج الموقد المنير وانتم أردتم أن
تبتهجوا بنوره ساعة } (يو5: 35).

د
– (والذين يقول لهم الرب: (فليضئ نوركم هكذا قدام الناس) (مت5: 16)

5
– بل وينبغى أن تكون الكنيسة مملؤة بالأنوار، اولاً وقبل كل شئ لحلول الله فيها،
والله نور (يو1: 5) وقال السيد المسيح له المجد عن نفسه: (أنا هو نور العالم) (يو8:
12)

6
– والكنيسة تضاء بالأنوار، على مثال خيمة الإجتماع والهيكل وكلاهما كانتا مملؤتين
بالأنوار. لا تنطفئ سرجهما أبدا (خر27: 20 و21).

وقد
أمر الله بعمل منارة في بيته، سزاء خيمة الاجتماع الهيكل وكانت السرج والمنارة من
الذهب النقى (خر25: 31، 37: 17)

وكانت
السرج تضاء باستمرار حسب أمر الرب، وكان إطفاؤها وعدم الاهتمام بإضاءتها.

يعتبر
خيانة للرب تستحق العقوبة الشديدة (2أى6: 29 و7)

9
– ولإضاءة السرج معنى روحى عميق خاص، يرمز إلى الاستعداد الدائم والسهر الروحى.

(لو12:
35 و37) (لتكن أحقاؤكم ممنطقة وسرجكم موقدة وأنتم تشبهون أناسا ينتظرون سيدهم متى
يرجع من العرس طوبى لأولئك العبيد إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين) (لو12 ر: 35 – 37)
وكما في مثل العذارى الحكيمات (متى25: 1 – 2). فالزيت في المصابيح يرمز إلى عمل
الروح القدس في القلب واستمرار موقداً يرمز إلى السهر الدائم في حفظ القلب
مرلاتبطاً بعمل الروح فيه.

10
– ورؤية الناس للنور في الكنيسة يوحى غليهم بواجبهم في احتفاظ بالنور داخلهم، وأن
تكون دائماً مصابيحهم موقدة.. ويتذكرون دائماً الاستعداد والسهر الروحى..

11
– واضاءة الشموع والأنوار عند قراءة الأنجيل يذكرنا بقول المزمور (سراج لرجلى
كلامك ونور لسبيلى) (مز119) وأيضاً بقول المرتل (وصيته الرب مضيئة تنير العينين عن
بعد) (مز119)

12
– والكنيسة منذ عصر الرسل كانت مهتمة بالأنوار وما تحمله من رموز: (كانت مصابيح
كثيرة في العلية التى كانوا مجتمعين فيها) (أع20: 8)

13
– والشموع التى نضعها أمام صور القديسين إنما تذكرنا بأنهم كانوا أنواراً في
أجيالهم وبأنهم كانوا كالشموع يذوبون لكى (يضئ نورهم هكذا قدام الناس)

 

من
اقوال الأب يوحنا كرونستادت في الشموع:

الشمعة
الموقدة أمام أيقونة المسيح تعلن أن المسيح نور العالم ينير كل إنسان آتياً إليه
(يو1: 9)

والشمعة
الموقودة أمام أيقونة القديس تعلن أن هذه هى أم النور.

والشمعة
الموقدة أمام أيقونة القديس تعلن أن هذا هو السراج الموضوع على المنارة في أعلى
البيت ليضئ كل من فيه.

الشموع
الموقدة على المذبح هى علاقة نور الثالوث القدوس. لأن الله لا يسكن إلا في النور
ولا يقترب إليه الظلام إذ هو نار آكله تحرق كل ما هو خطيئة وشر.

إنه
حسن ان يوقد الشموع أمام الأيقونات ولكن يجب أن يكون ذلك مقترناً بغيره القلب
واشتعاله بالقداسة كالشمعة التى تلتهب لتضئ ما المنفعة من تقديمنا الشموع الكثيرة
أمام الأيقونات وليست فينا محبة عملية نحو الله أو نحن مبغضون لأحد الناس أو
طماعون ومحبون للمال.

لا
تحتقر أو تستصغر إيقاد شمعة أمام الأيقونة أثناء الصلاة واذكر أنك تقدمها لرب
العظمة الساكن في النور غير المقترب إليه وهذه الشمعة ذاتها ما هى إلا هبة من
هباته فمن يديه تأخذ وتعطيه!

تقديم
الشمعة هو بمثابة ذبيحة شكر وكناية عن تقديم النفس كذبيحة حية مقدسة طاهرة.

أمام
الرب كما قيل عن يوحنا السابق أنه كان كمصباح ينير أمامه، نقدم الشموع أمام
الأيقونات توسلاً أن تكون حياتنا منيرة متشبهين بالعذارى الحكيمات ذوات المصابيح
المنيرة ومتممين وصية الرب أن تكون سرجاً موقودة لتحرقنا على الصلاة والسهر حينما
أشعل الشمعة في موضعها فتظلل تشتعل وتضئ أود من كل نفس أن أدون هكذا منيراً لمن هم
حولى ومعى هذا هو شعورى حينما أقدم الشمعة واثقاً إنى سأنال حتما نعمة ومعونة من
هؤلاء القديسين المكللين بالمجد ألم يذكر الكتاب سنة تبادل العطية (بالكيل الذى به
تكيلون يكال لكم؟) (متى7: 2)

إنى
إنسان ضعيف وجسدى مملوء خطيئة ولا أستطيع أن اقدم كل حين قلباً مضطرماً بالغيرة
ونار القداسة فأنا بالأقل جداً أقدم تقدمه جسدية ترمز لاشتياق نفس الداخلى لحياة
القداسة والفضيلة حتى ينظر الرب من السماء هذه الشمعة الموقدة ويجعلنى أنير مثلها
(بنورك يارب نعاين النور). فهو الغنى وحده وأنا المسكين البائس العريان. هو الساكن
في النور الأعظم وأنا الجالس في ظلمة الخطيئة كل ما أملك هو اشتياقى.

للفضيلة
وغيرتى من نحو القداسة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى