اللاهوت المقارن

الحكم الألفى



الحكم الألفى

الحكم
الألفى

س29:
يعتقد اخوتنا البروتستانت أن السيد المسيح سوف يأتى ويحكم ألف سنة على الأرض،
ويرون أن اللألف سنة ستكون أزمنة سلام، معتمدين في ذلك على ما ورد في (رؤ20: 1 –
3)، (أش11: 6 – 9، 2: 4)، فما هو الرد على ذلك؟

ج:
الرد على ذلك:

أولاً:
أن مجئ المسيح سيكون للدينونه:

أ
+ في قانون الإيمان ” يأتى في مجده ليدين الأحياء والأموات، الذى ليس لملكه
إنقضاء.

ب
+ ويستند هذا على تعليم الكتاب المقدس:

1
– (مت16: 27) ” فإن إبن الإنسان سوف يأتى في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذ
يجازى كل واحد حسب عمله “.

2
– (مت24: 30، 31)

3
– (مت25: 31 – 46) ” فمضى هؤلاء إلى عذاب أبدى والأبرار إلى حياة أبدية

4
– (مت13: 40 – 42)

5
– ونفس الوضع نجده في مثل العشر عذارى (مت25: 1 – 11).

6
– وفي مثل أصحاب الوزنات (مت25: 30).. الرب يجئ للدينونة.

7
– (يو5: 28، 29) “.. فيخرج الذين عملوا الصالحات.. ”

ج
+ والسيد المسيح له المجد يؤيد هذه الحقيقة فيقول: ” ها أنا آتى سريعا وأجرتى
معى، لأجازى كل واحد كما سيكون عمله ” (رؤ22: 12).

ثانياً:
فإن كان المسيح يأتى للدينونة، فما معنى مجيئه للحكم الألفى؟!

أ
– في هذه الحالة سيكون للرب ثلاثة مجيئات.. وهذا أمر لا يقبله أحد وضد التعليم
المسيحى..

ب
– ثم ما معنى أن يملك على الرض ألف سنة يسودها السلام، ثم يعقب ذلك خراب؟! (مت5: 18)،
(رؤ21: 1)، (2بط3: 10) حيث تزول السماء والأرض وتحترق المصنوعات وتنحل العناصر..

ج
– وما معنى أن الألف سنة، سنوات السلام، يعقبها خراب روحى؟! خروج الشياطين من سجنه
ليضل الأمم (رؤ20: 7، 8) والإرتداد العام (2تس2: 3 – 9) والضلال الخاص بالأنبياء
الكذبة (مت24: 22، 24)

د
– وما فائده ملك الفى يعقبه كل هذا الخراب المادى والروحى؟!

ثالثاً:
نحن نعرف أيضاً أن المسيح قد رفض الملك الأرضى:

أ
+ فقد أرادة اليهود أن يكون ملكاً أرضياً عليهم (مت 21: 9، مر11: 11) ولكنه رفض
” فإذا علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوا ملكا، انصرف إلى الجبل
وحده ” (يو6: 14، 15). لقد رفض جميع ممالك العالم وكل مجدها، لأن ذلك كان
تجربه من الشيطان (مت4: 8، 9).

وأراد
له المجد ملكا روحيا على قلوب الناس، لا سلطانا عالميا.

ب
– ولعل رفض هذا الملك العالمى يذكرنا بقصة يوثام في سفر القضاه عندما تحدث إلى أهل
شكيم من على رأس جبل جزريم وضرب لهم مثل الأشجار والتى أرادت ملكا عليها..

(قض
9: 7 – 15). فرفضت الزيتون وكذلك التينة وايضاً الكرمه.. ولكن العوسج (الشوك) قبلت
فالملك الأرضى لا يغرى الزيتون ولا التينة ولا الكرمة.. قد يعزى العوسج (الشوك فهل
من المعقول أن يقبل المسيح ملك الأرض وهو الملك السماوى وقد جاء ” يكرز
ببشارة ملكوت الله.. ” (مر: 14، 15)

ج
+ وحينما نقول ” ليأت ملكوتك، أنما نقصد الملكوت الروحى، كقول الرب ”
مملكتى ليست من هذا العالم ” (يو18: 36)

رابعاً:
وهى ” لا يكون لملكه إنقضاء “:

أ
– كما في قانون الإيمان.

ب
– كقول الملاك في البشارة بميلاده: ” ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون
لملكه نهاية ” (لو1: 33).

ج
– كقول دانيال النبى: ” فأعطى سلطاناً ومداً وملكوتا لتتعبيد له كل الشعوب
والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول وملكوته ما لن ينقرض ” (71: 14)

 

س30:
ما هو هذا الملك الألفى، وكيف ومتى بدأ، وما معنى تقييد الشيطان؟

أ
+ الملك الألفى وكيف ومتى بدأ؟

+
هذا الملك بدأ على الصليب، حينما دفع المسيح له المجد ثمن خطايانا واشترانا بدمه.

وهكذا
قيل ” الرب ملك على خشبه ” (مز95).

وبدأ
ملك المسيح وبدأت تتحقق نبؤات المزامير التى تبدأ بعبارة ” الرب قد ملك
” (مز92: 96 – 98).

فالمسيح
له المجد بدأ حكمة وملكه الألفى من على الصليب.

ب
– وكلمة ألف سنة هى تعبير رمزى:

+
لا تؤخذ بالمعنى الحرفى إطلاقاً..

+
فرقم 10 يرمز إلى الكمال ورقم 1000 هو 10 × 10 × 10 أى مضاعفات هذا الرقم.

+
والقديس بطرس يقول: ” أن يوما واحدا عند الرب كألف سنة، وألف سنة كيوم واحد
” 2بط3: 8)

+
فالألف سنة فترة غير محدوده..

وهى
الفترة من الصليب حتى يحل الشيطان من سجنه (رؤ20: 7).

ج:
تقييد الشيطان:

+
قيل إن الملاك قيد الشيطان ألف سنة (رؤ20: 2).

+
وتقييد الشيطان لا يعنى إبادته أو إلغاء عمله، غنما تعنى أنه ليس في حريته الأولى..
ليسفي الحرية التى كانت له قبل فداء المسيح للبشرية، أى الفترة التى قيل عنه فيها
انه ” رئيس هذا العالم ” (يو16: 11).

+
والأدلة على ذلك:

أولاً:
حينما كان الشيطان في حريته:

أ
+ أوقع العالم كله في الفساد وعبادة الصنام.. حتى أغرقه الله بالطوفان وحزن الرب
أنه عمل الإنسان في الأرض.. (تك6: 6)

وانتشرت
عبادة الأصنام، والشر، والفساد..

ب
+ ومر وقت لم يكن يعبد الله سوى إثنين أو ثلاثة فقط.. هم موسى وتلميذه يشوع، وكالب
من يفنه (خر 32: 4)..

ج
+ بل ومر وقت لم يجد فيه الله إنساناً بارا واحد إذ الجميع زاغوا وفسدوا ليس من
يعمل صلاحا ليس ولا واحدا ” (أر5: 1، مز14: 3)

د
+ حتى سليمان الحكيم، أحكم أهل الأرض أخطأ إلى الرب (1مل11)

ه+
حتى تلاميذ السيد المسيح، قبل الصليب كما قال الرب لبطرس: ” هوذا الشيطان
طلبكم لكى يغربلكم كالحنطة. ولكن طلبت من أجلك لكى لا يفنى إيمانك ” (لو 22: 31،
32).

فيهوذا
دخله الشيطان وسلم المسيح، وبطرس أنكره والرسل تفرقوا ولم يتبعه إلى الصليب سوى
يوحنا الحبيب.

ثانياً:
أن الشيطان حينما يحل من سجنه، سيضل الأمم، ويسبب الإرتداد العام ويحلول لو أمكن
أن يضل المختارين (مت24: 22، 23، مت 24: 24، 2تس 2: 9، 10)

+
مجرد أن الكنائس ممتلئة بالمصلين، والملايين يتناولون كل أحد، دليل على أن الشيطان
مقيد.

+
ليس في حريته التى كانت له قبل الفداء.

+
ولا في الحرية التى تكون له بعد الألف سنه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى