اللاهوت المقارن

79- المعمودية هل المدخل



79- المعمودية هل المدخل

79- المعمودية هل المدخل

المعمودية
هى المدخل لباقى أسرار الكنيسة، فهى الباب الذي يبدأ به الإنسان الدخول إلى
الكنيسة.. وكنيستنا بها سبعة أسرار مقدسة: سر المعمودية، وسر الميرون، وسر
الاعتراف، وسر التناول من جسد الرب ودمه، وسر مسحة المرضى، وسر الزيجة، وسر الكهنوت؛
فلا يمكن أن يمارس أى سر من هذه الأسرار الكنسية إلا عن طريق الدخول بالمعمودية
التى تعطينا الحق أن ننال سر المسحة بالميرون.. وأن نمارس سر الاعتراف.. وأن
نتناول من جسد الرب ودمه.. وننال سر مسحة المرضى.. وسر الزواج.. وسر الكهنوت..

 

من
الممكن أن يُرسم الإنسان كاهناً بعد أن ينال سر الزواج لأنه قد سبق وأخذ الكهنوت
المعنوى العام عن طريق المعمودية الذي يقدر به كل إنسان أن يقول “لتستقم
صلاتى كالبخور قدامك، ليكن رفع يدى كذبيحة مسائية” (مز140: 2) (من مزامير
صلاة النوم بالأجبية).. لكن هناك الكهنوت الخاص الذي يقول فيه بولس الرسول
“هكذا فليحسبنا الإنسان كخدام للمسيح، ووكلاء سرائر الله” (1كو4: 1) هذا
هو الكهنوت الخاص الرسمى: خدام المسيح، ووكلاء أسرار الله.

 

ثم
يقول معلمنا بولس الرسول أيضاً عن نفسه “حتى أكون خادماً ليسوع المسيح لأجل
الأمم مباشراً لإنجيل الله ككاهن ليكون قربان الأمم مقبولاً مقدساً بالروح
القدس” (رو15: 16)..

 

ولأن
المعمودية هى شرط دخول ملكوت السماوات، فعندما أرسل السيد المسيح تلاميذه ليكرزوا
بقيامته من الأموات، أرسلهم لكى يعمِّدوا وقال لهم: “اذهبوا وتلمذوا جميع
الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس” (مت28: 19).. “اذهبوا
إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. من آمن واعتمد خَلَصَ..”
(مر16: 15، 16)..

 

إذن
لا يخدع أحد نفسه بأنه من الممكن أن يدخل ملكوت السماوات بدون سر المعمودية. حتى
إذا كان طفلاً صغيراً وإلا كيف تُغفر الخطية الجدية إن لم تتم معمودية الأطفال؟!!

 

لقد
حدث خلاف بين القديس جيروم والقديس أوغسطينوس حول أصل النفس (أى الروح الإنسانية)،
وهل هى مولودة أم مخلوقة؟ يقول القديس أوغسطينوس إنها مولودة مع الإنسان، ويقول
القديس جيروم إنها مخلوقة .. قال القديس أوغسطينوس للقديس جيروم؛ إن كانت مخلوقة
فهى لم ترث خطية آدم، فلماذا إذن نعمّد الأطفال؟!! لم يجد القديس جيروم إجابة على
هذا السؤال.. [ من كتاب “اللاهوت المقارن” لقداسة البابا شنودة الثالث
].

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى