اللاهوت المقارن

66- معمودية واحدة



66- معمودية واحدة

66- معمودية واحدة

تتم
المعمودية بثلاث غطسات وهى في نفس الوقت معمودية واحدة. نقول في قانون الإيمان
}ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا{ وكان الختان للذكور في العهد القديم رمزاً
للمعمودية.. وكما أنه لا يمكن أن يختتن الإنسان مرتين، هكذا أيضاً المعمودية لا تُعاد
مثلما قال معلمنا بولس الرسول إلى العبرانيين “لأن الذين استنيروا مرة وذاقوا
الموهبة السماوية، وصاروا شركاء الروح القدس، وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات
الدهر الآتى؛ وسقطوا لا يمكن تجديدهم أيضاً للتوبة إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله
ثانية ويشهرونه” (عب6: 4-6) لا يمكن تجديدهم للتوبة، بمعنى لا يمكن إعادة
معموديتهم، فهناك وسائل أخرى للتوبة غير المعمودية..

 

معمودية
التوبة التى للقديس يوحنا المعمدان تختلف عن معمودية السيد المسيح التى ننال بها
التوبة وغفران الخطايا، وبها ننال أيضاً أشياء أخرى سوف نتحدث عنها مثل الولادة
الجديدة من الله..

 

هناك
بعض المبتدعين يعمدون بغطسة واحدة. وهذه المعمودية مرفوضة ولا تقبلها الكنيسة على
الإطلاق.. والشخص المعمَّد بهذه الطريقة ينبغى أن يعمَّد بالطريقة الصحيحة
الثلاثية كما أوضحنا. وكذلك يجب أن تكون المعمودية مقترنة بالاعتراف الحقيقى
بالإيمان الأرثوذكسى المستقيم التى تتم بثلاث غطسات على اسم الثالوث الإله الواحد
المثلث الأقانيم.. كما قال معلمنا بولس الرسول إن المعمودية هى معمودية واحدة
“رب واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة” (أف4: 5). فالرب واحد؛ الذي هو
الآب والابن والروح القدس الإله الواحد.. والإيمان واحد؛ الذي هو الإيمان
الأرثوذكسى المستقيم.. والمعمودية واحدة؛ التى نقولها في قانون الإيمان }ونعترف
بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا. وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتى آمين{.

 

سوف
نورد الآن قصة من تاريخ الكنيسة تؤكد أن المعمودية هى معمودية واحدة لا تتكرر:

يُذكر
أنه في عهد البابا بطرس خاتم الشهداء، أن أرادت زوجة أحد الوزراء في أنطاكية أن
تعمد ابنيها في مصر. فأتت إلى مصر وبينما هى في الطريق هاج البحر جداً، وكادت
السفينة أن تغرق، فخافت الأم على ولديها أن يموتا غرقاً بدون عماد, فقامت بنفسها
بعمادهما وهى في السفينة على اسم الآب والابن والروح القدس – كانت من الممكن أن
تعمدهم بأى ماء، أو حتى من لعاب فمها، أو بأى دم إذ أنها جرحت نفسها ورشمتهما
بدمها- وعند وصولهم إلى الإسكندرية؛ وكان ذلك في يوم أحد التناصير، وكان قداسة
البابا بطرس خاتم الشهداء (البطريرك السابع عشر) هو الذي يقوم بالعماد في الكنيسة،
وعندما قام قداسته بعمادهما؛ لاحظ أنه في كل مرة ينزل فيها أحد الطفلين إلى جرن
المعمودية؛ يتجمد الماء . فتعجب قداسة البابا البطريرك؛ وسأل الأم عن قصتها! فحكت
له الأم ما حدث في الطريق، وكيف قامت بعماد طفليها خوفاً عليهما من الغرق. فقال
لها إن المعمودية لا تتكرر، ولم يعمدهما مرة أخرى. بل اكتفي برشمهما بسر المسحة
المقدسة زيت الميرون المقدس. وهذه القصة توضح لنا أهمية وعظمة هذا السر، وأنها
معمودية واحدة لا تتكرر.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى