اللاهوت المقارن

[6] الخلاص وسر التناول



[6] الخلاص وسر التناول

[6] الخلاص
وسر التناول

 يرتبط
الخلاص – بحسب عقيدة كنيستنا القبطية الأرثوذكسية – ارتباطاً وثيقا بسر التناول.
يتضح ذلك بكل جلاء عندما نتعرف علي مفاعيله الخلاصيه، التي نذكر منها:

·                
غفران الخطايا.

·                
الثبات في الرب.

·                
شركة الجسد الواحد.

·                
الحياة الأبدية.

 

1-
غفران الخطايا:

 لقد
قال رب المجد يسوع المسيح لتلاميذه، وهو يؤسس هذا السر المقدس،ويسلمه لهم:
“خذوا كلوا هذا هو جسدي . وأخذ الكأس وشكر، وأعطاهم قائلاً: اشربوا منها كلكم
لأن هذا هو دمى الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا”
(مت6: 26،27).

 

 من
هذه الكلمات الإلهية يتضح لنا مفعول سر التناول لغفران الخطايا. فنحن نؤمن أ ن هذا
السر المقدس هو امتداد لذبيحة الصليب عبر الأزمان،وليس هو بديلا عنها، ولا تكرارا
لها.

 

وعن
هذا المفهوم قال قداسة البابا شنوده الثالث:

{وما
الذبيحة المقدسة في سر الأفخارستيا (التناول) سوى امتداد لذبيحة المسيح لذلك لا
يمكن أن نخلص من خطايانا بدونها}

(الخلاص
في المفهوم الأرثوذكسي
لقداسة البابا شنوده الثالث ص52) .

 

2-
الثبات في الرب:

 من
مفاعيل سر التناول أيضا: الثبات في الرب فقد قال رب المجد يسوع: “من يأكل
جسدي ويشرب دمى يثبت في وأنا فيه”(يو56: 6).

 

 فسر
التناول هو الترجمة التطبيقية والعملية لقول رب المجد: “اثبتوا فيَّ وأنا
فيكم،كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة، كذلك أنتم
أيضا إن لم تثبتوا في . أنا الكرمة وأنتم الأغصان، الذي يثبت فيَّ وأنا فيه،هذا
يأتي بثمر كثير، لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا. إن كان أحد لا يثبت في
يطرح خارجا كالغصن فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق. إن ثبتم في وثبت كلامي
فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم. بهذا يتمجد أبى أن تأتوا بثمر كثير فتكونوا
تلاميذي” (يو4: 15-8).

 

3-
شركة الجسد الواحد:

 مما
لا شك فيه أن الحياة مع الله ليست مجرد علاقة فرديه، وإنما هي انتماء وعضوية في
جسد واحد، كما قال معلمنا بولس الرسول: “وأما الآن فقد وضع الله الأعضاء كل
واحد منها في الجسد كما أراد … فالآن أعضاء كثيرة ولكن الجسد واحد … لكن الله
مزج الجسد …لكي لا يكون انشقاق في الجسد … وأما أنتم فجسد المسيح وأعضائه
أفرادا ” (1كو16: 10،17).

 هذه
العضوية في الجسد الواحد تتم بالتأكيد من خلال سر الشركة (التناول)، فقد قال
معلمنا بولس الرسول: “فإننا نحن الكثيرين خبز واحد،جسد واحد، لأننا جميعا
نشترك في الجسد الواحد” (1كو16: 10،17).

 

4-
الحياة الأبدية:

 عندما
كان الرب يسوع يتكلم عن هذا السر المقدس،خاصم اليهود بعضهم بعضا قائلين: “كيف
يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكل؟” (يو52: 6). فوضح لهم رب المجد حقيقة جوهرية
في هذا السر المقدس،وهى الحصول على الحياة الأبدية بالتناول منه، إذ قال:
“مَن يأكل جسدي ويشرب دمى فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير”
(يو54: 6).

وبهذا
رأينا كيف ربط السيد المسيح بين هذا السر وبين هبة الحياة الأبدية التي هي غاية
الخلاص.

وفي
هذا الصدد قال قداسة البابا شنوده الثالث:

 {هناك
خلاص تناله في التناول من جسد الرب ودمه: إننا نقول في القداس الإلهي عن التناول:
“يعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لمَنْ يتناول منه “.
ولعل هذا مأخوذ من وعود السيد المسيح التي قال فيها: “مَنْ يأكل جسدي ويشرب
دمى يثبت في وأنا فيه ” (يو54: 6،56)}

(بدعة
الخلاص في لحظة
قداسة البابا
شنوده الثالث
ص81).

خلاصة:

لعلك
إذاً قد تأكدت من ارتباط الخلاص بسر التناول في مفهوم كنيستنا القبطية
الأرثوذكسية، ففي سر التناول ينال المؤمن غفراناً لخطاياه الفعلية التي قدم عنها
توبة في سر الاعتراف،وينال ثباتا في الرب، ويدخل في شركة جسد المسيح مع بقية أعضاء
الجسد الواحد المؤمنين. وبه ينال أيضا حياة أبدية وقيامة في اليوم الأخير.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى