اللاهوت الطقسي

8- الكنيسة: مقدسة – جامعة – رسولية



8- الكنيسة: مقدسة – جامعة – رسولية

8- الكنيسة:
مقدسة – جامعة – رسولية

رابعا: أقسامها:

(أ) منظورة:

وهى المجاهدة أي جماعة المؤمنين المقيمين على
الأرض، قال عنها أحد الآباء ” الكنيسة هي جماعة الشعب جسد المسيح محلاه
بمعتقدات وتعاليم المسيح الإلهية. منذرة بالأنبياء، مؤسسة بالرسل مكملة بالشهداء أما
رأسها فهو المسيح (أع 9: 31).

 

(ب) غير منظورة:

المنتصرة. وهى جماعة القديسين الذين انتقلوا من
هذا العالم بعد جهادهم ضد الخطية وانتقالهم بعد انتصارهم عليها (عب 12: 22، 23).

 

علاماتها:

أربع علامات تميزها عن غيرها من الجماعات التي
انتحلت لنفسها هذا الاسم وقد حددها مجمع نيقية المسكونى الأول. ونص عليها قانون
الإيمان بقولة، نؤمن بكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسوليه:

 

 *
واحدة:

وحدة الإيمان والتعليم والمعتقد والتفكير
والرجاء ” ورعية واحدة وراع واحد “. (يو 10: 16).

 

” ولست اسأل من أجل هؤلاء فقط بل أيضا من
اجل الذين يؤمنون بى بكلامهم ليكون الجميع واحد كما انك أنت أيها الاب في وأنا فيك
ليكونوا هم أيضا واحد فينا. (يو 17: 10 – 23).

 

“ونحن الكثيرين جسدا واحد في المسيح … (رو
12: 5)

 

ليس يهودي ولايونانى ليس عبد ولا حر ليس ذكر ولا
أنثى لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع “.

(غل 3: 28) راجع (اف 5: 13، 30) (1. كو 12: 12:
13)، (اف 4: 1، 3، 4) (اف 4: 5)

 

يقول القديس اكليمندس الإسكندري بما أن الكنيسة
مختصة بواحد فهي بالطبع واحدة. وان ثارت عليها الهرطقات لتجزئتها وهى كما نقول
كنيسة واحدة قديمة جامعة بحسب الاقنوم والاعتقاد وبحسب الأصل وبحسب السمو.

 

وقال ذهبي الفم ” الكنائس في المدن والقرى
كثر عددها. وانما الكنيسة واحدة لان المسيح الحاضر فيها كلها واحد كامل غير منقسم
وقال القديس باسيليوس الكبير:

 

” كل الذين رجاؤهم في المسيح هم شعب واحد
والمسيحيون الآن كنيسة واحدة ولئن كانوا ينتسبون لبلاد مختلفة. (القمص صليب ص 62).

 

بما تقوم الوحدة؟

 (1)
وحدة الغاية وهى الخلاص، ووحدة الإيمان والمعتقدات.

 (2)
اتحاد المؤمنين كجسد واحد ومركز الاتحاد هو المسيح.

 

فكل من يعلمون تعليما غريبا عن هذه الوحدة
ينفصلون عن الجسد الواحد وإذا انفصل واحد فأنه لا يصبح جسدا ولا جزءا من الجسد لان
الجسد لايتجزاء ولا ينفصل عن بعضه فتدعى أعضاء منفصلة (2. تى 4: 3، 4)، (1.تى 6:
3).

 

 *
مقدسة:

واحب المسيح أيضا الكنيسة واسلم نفسه لاجلها لكي
يقدسها مطهرا إياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لادنس فيها ولا
غصن أو شئ من مثل ذلك بل تكون مقدسة بلا عيب.

(اف 5: 25 – 27).

 

وهى مقدسة:

¨ لأنها جسد المسيح (أف 5: 30).

¨ لأن كل المؤمنين قد تقدسوا بدمه (1.كو 6: 11).

¨ لأنه يدعو أعضاءها الي القداسة (1.تى 4: 7).
(عب 12: 14)، (تى 2: 12)، (رو 6: 13، 19، 12: 1)

(1بط 1: 15) (2بط 3: 11، 2كو 17، 1: 22)

 ¨ لان
أسرارها وتعاليمها تحفظ المؤمنين وتكللهم وتقدسهم. (يع 5: 14) 0

كيف تكون الكنيسة مقدسة مع وجود أعضاء لها
يسلكون في الشر؟

أن شذوذ البعض منها عن غايتها العظمى لا يخرجها
كلها من غايتها فهي تعلم وتنادى وتهيئ الوسائل اللازمة لكي تقدس الجميع. ولكن في
كل جماعة يشذ البعض (يهوذا عن التلاميذ) وهى تؤدب وتعاقب لكي يتوبوا ويرجعوا. وذلك
لضعف البشرية وتعرض الإنسان للخطأ أن قلنا أنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا، وليس الحق
فينا. (1. يو 1: 8، 10).

 

 وهى مثل
الحقل الجيد ولكن ينبث فيه الزوان أيضا وهى مثل الشبكة تجمع السمك الردئ والجيد،
والعذارى الحكيمات والجاهلات والخراف والجداء يوجد عبيد أمناء وعبيد أشرار كسالى.
ولكن لله وحده له حق التمييز بينهم وتنقيتهم وفرزهم من بعض (مت 25: 31) لأن كل
حياتهم على الأرض فرصة للتوبة.

 

 *
جامعة:

لأنها توصل رسالة الخلاص الي الجميع وتضم إليها
جميع الذين يؤمنون بدون استثناء، وفي هذا قال الكتاب المقدس “ويكرز باسمه
للتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم “.

(لو 24: 47).

 

” ويكونون لي شهودا في أورشليم وفى كل
اليهودية والسامرة والى أقاصي الأرض “. (أع 1: 8) ” تلمذوا جميع الأمم
“. (مت 28: 19، راجع مر 16: 15).

” تذكر وترجع إلى الرب كل أقاصي الأرض
وتسجد قدامك كل قبائل الأمم “. (مز 22: 27)

 

وتعتبر جامعة.

1. لوجودها في كل الأقطار (رو 10: 18).

 فيقول
القديس كيرلس الاورشليمى أن الكنيسة تدعى جامعة لوجودها في كل المسكونة ويقول
القديس اثناسيوس الكبير ” الكنيسة تدعى جامعة لأنها منتشرة في كل
العالم”.

2. لكفاية تعاليمها، قال القديس كيرلس
الاورشليمى:

” الكنيسة تدعى جامعة لأنها تعلم جميع
العقائد التي يلزم أن يعرفها البشر.

 3.
لمساواتها بين جميع الطبقات ” ليس يهودي ولا يوناني ليس عبد ولا حر، ليس ذكر
ولا أنثى، لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع ” (غل 3: 28)، وهذا ما يميز
الكنيسة المسيحية عن اليهودية المحصورة في أمة واحدة.

 

* رسولية:

كنيسة المسيح الحقيقية هي المبنية على أساس
الرسل والأنبياء وهى رسولية من جهة:

¨تعليم الإيمان كما هو مأخوذ من الرب ورسله (لو
1: 2)

¨حفظ هذا التعليم كما هو والتمسك به بدون إخلال
فيه (رو 16: 17) (1.كو 2: 11،23) (غل 8: 1،11) (2.تى2: 14) (1.تى 3: 1،6)،(2.تى13:
1)،(لو10: 16) (1. كو 14: 37).

 

رسامة رعاة الكنيسة خلفاء الرسل رسامة شرعية قانونية
بوضع أيدي رؤساء شرعيين رسوليين متصلة سلسلة خلافتهم بالرسل أنفسهم. إذ لا أحد
يأخذ لنفسه هذه الخدمة إلا المدعو من الله كما هارون. (عب 5: 4، تى 1: 5، 1.تى 1:
3، أع 6: 6، 13: 3، 2. تى 4: 14، 2. تى 1: 6، 1. تى 5: 17، 22، 2 0 تى 2: 2).

 

 وكنيستنا القبطية الأرثوذكسية رسوليه لأنها
متسلسلة من كاروزها مارمرقص الرسولى إلى خلفائه البطاركة بدون انقطاع إلى الآن.
أما الطوائف الحديثة فلا يمكن أن تعتبر رسوليه لأن رؤسائها لم يأخذوا التعليم ولا
الرسالة من الرسل ولا من الكنيسة التي خرجوا منها بل من أنفسهم وما زالوا حتى الآن
يختلفون مع بعضهم فيما يحملون من رسالة لأنها حسب تفاسيرهم (رو 1: 13 – 15).

 

يقول أحد الأباء القديسين

لا يمكن أن يكون المسيح أباً لمن ليست الكنيسة
له أماً ولو استطاع من هو خارج فلك نوح أن ينجو لاستطاع من هو خارج أبواب الكنيسة
أن يخلص.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى