اللاهوت الطقسي

2- ما هو الطقس؟ وإلى ماذا يهدف؟



2- ما هو الطقس؟ وإلى ماذا يهدف؟

2- ما هو الطقس؟
وإلى ماذا يهدف؟

ماهو الطقس الكنسى؟ ماهو محتوى الطقس؟ أو ماذا
يهدف إليه الطقس؟ لماذا عملته الكنيسة؟ ولماذا تتمسك به؟

 

أول نقطة تعطى أهمية للطقس: أن الطقس مرتبط
بالإيمان فكل ما نعيه عن الإيمان نحياه من خلال الطقس. وهذا ما يعطى حياة للطقس.
أن تربط بين الطقس الذى تمارسه وبين الإيمان الذى تعيشه. فهنا يكون الإيمان الذى
تحياه ليس فقط على مستوى الفكر إنما على مستوى الإيمان الذى تحياه. كنيستنا تربط
بين الإيمان والطقس بحيث كل ما تؤديه من طقس هو ترجمة للإيمان.

 

المعنى أو المفهوم الثانى للطقس:

هو العطية المتجددة عبر الأجيال. أى أن الطقس
وسيلة لنوال عطية متجدده عبر الأجيال وعبر العصور. الله دائم فى عطاياه ولكن يعطى
العطية بحسب طبيعة العهد الذى يعطى فيه.

 

نأخذ فكرتين نوضحهما بالشرح.

فكرة البنوة لله:

ربنا وعد إبراهيم أنه بالختان يصير هو وأولاده
وأحفاده وكل الأجيال التى ستختتن يصيرون أولاداً لله لماذا؟ لسببين:

 

السبب الأول:

أولاً لأن السيد المسيح الإبن الوحيد يختتن
فبختان الإبن إعتمد بنوة كل من أختتن. لذلك إعتبر الختان وسيلة لنوال البنوة.
والطقس هنا يعطى أبعاداً فوق الزمن.

السبب الثانى:

 

قطع لحم الغرلة وهو موت جزئى للإنسان أو موت جزء
من أجزاء الإنسان. يشير إلى الموت الكلى مع المسيح والقيامة، وبالموت والقيامة
يعطى إحساس الولادة الجديدة. فى العهد الجديد صارت البنوة من خلال المعمودية
لماذا؟ لأن الموضوع مرتبط بالسيد المسيح. عندما ننظر إلى لوحة العماد نجد ماء
والروح القدس حال وإبن الله فى الماء. المسيح فى مياه نهر الأردن المسيح والروح
القدس حال على المسيح. إبن الله يخرج وكل من ينزل فى الماء والروح القدس حال يكون
إبن الله فتظل الأيقونة كما هى. (يو1: 36) “الذى أرسلنى قال لى الذى ترى
الروح القدس نازلاً ومستقراً عليه هذا هو “فالروح القدس حال وتظل أيقونة
معمودية المسيح سارية المفعول. إذاً فكرة المعمودية أيضاً آتية من المسيح. رغم أن
المسيح لم يولد ولادة ثانية فى المعمودية لكنه مسح بالروح القدس. لأنه هو يسوع
المسيح. لكنه أعطى وأسس فكرة المعمودية. أن كل من ينزل فى الماء والروح القدس حال
يكون إبناً لله. وأيضاً لأن المعمودية موت ودفن مع المسيح لكن موت بطريقة روحية
بفعل الروح القدس. ومن هنا نقول إن الختان رمز للمعمودية. بمعنى أن الإثنين لهما
طريق واحد وهو إعطاء البنوة لكن بطريقة تختلف عبر الأجيال فتكون هى عطية متجددة
عبر الأجيال من خلال الطقس. الختان كان له طقس والمعمودية لها طقس. إذاً الطقس هو
الوسيلة التى من خلالها ننال العطايا الإلهية بطريقة تناسب الأجيال عبر الأجيال.

 

المثل الثانى غفران الخطية. الخطية كانت تغفر
قديماً بالذبائح بدون سفك دم لا تحدث مغفرة فالمغفرة كانت تتم من خلال الذبائح
الحيوانية ما قبل موسى كان عن طريق البطاركة الآوائل وما بعد موسى عن طريق سبط
اللاويين وهو سبط الكهنوت. لكن المحصلة فى النهاية كانت المغفرة تتم عن طريق
الذبائح الحيوانية. أثناء وجود السيد المسيح كان الغفران يتم عن طريق الأمر
المباشر مغفورة لك خطاياك. قالها للمفلوج “مغفورة لك خطاياك”. وفى العهد
الجديد يتم بالروح القدس فالروح القدس يحالل من الخطية وأبونا يقول “ليكن
عبيدك أبائى وأخوتى وضعفى محاللين من فمى بالروح القدس”. غفران الخطية مر
بكذا مرحلة لكن النتيجة كانت واحدة. وكل هذه المراحل كانت تصب فى الصليب فى دم
المسيح. فالذبائح الحيوانية كانت رمز. لأن دم تيوس وعجول لا يفدى لكن كان مجرد رمز
فقوة دم المسيح هى التى كانت تعمل فى كل المراحل.

 

 سواء عن
طريق الذبائح الحيوانية

 الأمر
المباشر

 الروح
القدس الآن

كل يعتمد أساساً على مادفع من ثمن على الصليب
كثمن عن خطايا العالم كله. إذاً العطية واحدة لكنها متجدده عبر الأجيال. عطية
متجدده عبر الأجيال نأخذها من خلال الطقس. فالطقس يمنح العطية بحسبما يناسب كل جيل.
إذاً الطقس ينقلنا عبر الزمن:

 

وهذه النقطة الثالثة المستنتجة من النقطتين
السابقتين. نحن نعيش مناسبات الأعياد السيدية كما لو كنا فى أيام المسيح. فى
الغطاس المزمور (114: 3 -5) يقول البحر رآه فهرب، الأردن رجع إلى خلف. هذا تصوير
المنظر الذى حدث عندما نزل المسيح فى نهر الأردن وكأننا أمام اللقان أمام نهر
الأردن. هذا هو جمال الطقس أنه ينقلنا عبر الأجيال وأنت فى وقتك وفى مكانك لأن
الطقس فوق الزمان. وهكذا.

الطقس هو إحياء مناسبة بنفس القوة ونفس العطية
المتجددة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى