عهد قديم

الإصحاح السابع



الإصحاح السابع]]>الإصحاح السابع

 

الأيات 1-6:“اليسجهاد للانسان على الارض وكايام الاجير ايامه، كما يتشوق العبد الى الظل وكما يترجىالاجير اجرته، هكذا تعين لي اشهر سوء وليالي شقاء قسمت لي، اذا اضطجعت اقول متىاقوم الليل يطول واشبع قلقا حتى الصبح، لبس لحمي الدود مع مدر التراب جلدي كرشوساخ، ايامي اسرع من الوشيعة وتنتهي بغير رجاء”.

 أليس جهادللإنسان علي الأرض= “إن حياة الإنسان علي الأرض تجند”(الترجمة اليسوعية). “ألا يوجد وقت محدد للإنسان علي الأرض”(الأنجليزية) ويصبح المعني أن أيوب يقول لأصحابه، أرجوكم أن لا تعتبرونني قد أخطأتإذا تمنيت الموت، كأنني لا أعلم أن لكل إنسان عدد معين من الأيام حددها له اللهليعمل فيها ويجاهد. وأن الوقت المحدد من الله لا يمكن تعجيله. ولكن كلماتي التيفيها تمنيت الموت إنما هي مجرد تعبير عن آلامي. كأيام الأجير أيامه= إننانعمل كل أيام حياتنا ونجاهد مثل الأجير الذي يعمل كل اليوم ثم يذهب ليأخذ حسابهبحسب عمله ويذهب ليستريح. فأنا في ألامي أشتاق لراحة الموت كما يتشوق العبد الذييعمل في الشمس الحارقة للظل ليستريح= كما يتشوق العبد إلي الظل وكما يترجيالأجير أجرته= هو لن يأخذ أجرته إلا بعد أن ينتهي من عمله فكأنه حين يترجيأجرته يشتهي في نفس الوقت راحته من تعبه. فحياته كلها مؤلمة= أشهر سوء ولياليشقاء. وكانت لياليه متعبة وليست للراحة مثل سائر البشر من شدة آلامه ورعبأحلامه وسواد أفكاره= إذا إضطجعت أقول متي أقوم وهذه الليالي المؤلممة قدقسمت له أي بمعرفة الله. وصور حالة جسده= لبس لحمي الدود= كان يوجد دود فيقروحه. مع مدر التراب= المدر هي التراب المتلبد. فقد إختلط التراب مع قروحهفتلبدت كتل طينية من الطين والصديد في قروحه. جلدي كرش وساخ= تشقق وتقرح أوتقلص وتمزق (اليسوعية) فكان مرضه كريهاً جداً. وكان يقترب من الموت= أيامي أسرعمن الوشيعة الوشيعة هي مكوك النساج. والحياة هي مكوك يتحرك بسرعة ذهاباًوإياباً وأيامنا أشبه بالمكوك الذي يسرع في الإنتقال من هذا الجانبمن النول إلي الجانب الأخر في لمح البصر، إلي أن ينتهي الخيط الذي يحمله وعندئذ منالنول ينقطع أش 12:38.

الأيات 7-21:- “اذكران حياتي انما هي ريح وعيني لا تعود ترى خيرا، لا تراني عين ناظري عيناك علي ولستانا، السحاب يضمحل ويزول هكذا الذي ينزل الى الهاوية لا يصعد، لا يرجع بعد الىبيته ولا يعرفه مكانه بعد، انا ايضا لا امنع فمي اتكلم بضيق روحي اشكو بمرارة نفسي،ابحر انا ام تنين حتى جعلت علي حارسا، ان قلت فراشي يعزيني مضجعي ينزع كربتي، تريعنيبالاحلام وترهبني برؤى، فاختارت نفسي الخنق الموت على عظامي هذه، قد ذبت لا الىالابد احيا كف عني لان ايامي نفخة، ما هو الانسان حتى تعتبره وحتى تضع عليه قلبك،وتتعهده كل صباح وكل لحظة تمتحنه، حتى متى لا تلتفت عني ولا ترخيني ريثما ابلعريقي، ااخطات ماذا افعل لك يا رقيب الناس لماذا جعلتني عاثورا لنفسك حتى اكون علىنفسي حملا، ولماذا لا تغفر ذنبي ولا تزيل اثمي لاني الان اضطجع في التراب تطلبنيفلا اكون“.

 هنا في هذه الأيات نجدأيوب يتوجه بكلماته إلي الله.

وفي الأيات (7-10) نجد أيوبيتوسل ويتضرع ومن (11-16)يصبح عنيفاًفي مجادلته من (17-21) نجده فيحيرة يتساءل لماذا؟. وهو توجه في حديثه لله إذ وجد أذان أصحابه رافضة أن تستمعإليه. وحسنا نفعل إذ نشتكي لله بدلاً من أن نشتكي للناس فإن كان الناس لا يريدونأن يصغوا إلينا فالله يريد، وإن كان الناس لا يمدون يد المساعدة، فيد الله لم تقصروأذنه لم تثقل راجع أش 1:59.

أذكر إن حياتي إنما هيريح=هنا أيوب يقدم نفسه لله كخليقة ضعيفة جداً فهو كريح، أي إقامته في الدنيا قصيرةجداً وعودته إليها مستحيلة، بخار يظهر قليلاً ثم يضحمل. ويقول هذا ليثير عطف اللهعليه. عيني لا تعود تري خيراً= لا حياة بعد الموت لا تراني عينناظري= بعد الموت لا يعود أحد يرانا. عيناك عليَ ولست أنا=عيناك تطلباني فلا أكون (اليسوعية). أي بعد أن أموت لن أكون كما كنت سابقاًوالمقصود إشفق عليَ يارب طالما كنت هنا. والشفقة التي يطلبها هي الموت. الموت الذييريحه للأبد حين تنتهي حياته المؤلمة والتي هي مثل سحاب ينقشع ويتبدد فيالهواء. والسحاب ينتهي ويأتي سحاب جديد غيره، وأجيال تموت وتأتي أجيال أخري. ومنيموت لا يعود ثانية لبيته الأرضي= لا يرجع بعد إلي بيته. ولا يعرفه مكانه بعد=مكاننا الذي تركناه بالموت، حتي لو عدنا لن يعرفنا مكاننا الذي عشنا فيه. وحين شعربأن أيامه إقتربت، وها هو ينهي أيام عمره بهذه الآلام المرعبة قال.

أنا أيضاً لا أمنع فمي.اتكلم. أشكو بمرارة نفسى= أي لا أستطيع أن أمنع نفسي من أن أعبر عن ألاميبمرارة. ولكن أولاد الله حين يشعرون بأن حياتهم تقترب من نهايتها يجب أن يقضواالساعات المتبقية أو الأيام المتبقية في إيمان وصلاة.

ابحر أنا أم تنين حتيجعلت عليَ حارساً= صور القدماء البحر كتنين عظيم يحيط باليابسة ويريد أنيبتلعها فجعل الله له حداً لا يتعداه وأقام له مغاليق ومصاريع وقال إلي هنا تأتيولا تتعدي وهنا تخم كبرياء لججك (8:38 + أر 22:5). وصوروا أيضا تنيناً آخر في الجويريد أن يبتلع الأجرام السماوية ومعني قول أيوب هل تعتبري يارب كتنين البحر أوتنين الجو لتجعل علي حارساً لئلا ابتلع الأرض أو كواكب السماء هل أنا يارب قويوهائج جداً حتي لا يكبح جماحي سوي كل هذه النكبات. فأيوب صَوَر نكباته أنها هيالحارس الذي عينه الله لكبح جماح أيوب. ولنلاحظ أن الله فعلاً يضع حداً لكل قويالطبيعة الجبارة (البحار/ الفيضانات/ البروق/ الزلازل) بل والحشرات والميكروبات بلوالإنسان أيضاً حتي لا يتعاظم ويضرغيره. ثم يشكو أيوب من أنه لا يجد راحة في فراشهبسبب أحلامه المرعبة والرؤي المزعجة= تريعني بالأحلام وترهبني برؤي=وواضح أن الله ليس هو مصدر هذه الأحلام والرؤي بل هى ناشئة من إضطراباته النفسيةبسبب آلامه. وربما كان الشيطان له يد في هذه الأحلام والخيالات فهو يسر بأن يزعجأولاد الله. فإختارت نفسى الخنق. الموت علي عظامي هذه= ترجمت الآية هكذا فيترجمة اليسوعيين “حتي تؤثر نفسى الخنق وعظامي الموت” أي بسبب ألاميإختارت نفسى أصعب ميتة وهي الخنق. وعظامي آثرت الموت فهو أفضل من الآلام التيتعانيها.

قد ذبت= قد يئست(يسوعيين). قد كرهتها (إنجليزية). أي هو كره حياته ويئس منها وإشتاق للموت ليجدراحة. لا إلي الأبد أحيا= أي حتي لو كنت سأحيا إلي الأبد فأنا رافض الفكرةفمن يضمن لي أن لا تعود لي ألامي ثانية.

لأن أيامي نفخة كف عني= كلام صعبأن يطلب أيوب من الله أن يكف عنه أي يكتفي بهذا فهو ضعيف. كأنه يقول لله أياميباطلة وهذا حسب (الإنجليزية) أي أيامي شقية فيكفيك ما قد قاسيته، فلتنهي حياتي بالموت.

ثم يبدأ أيوب يتساءلإبتداء من آية (17) بعض التساؤلات.

ما هو الإنسان حتيتعتبره=أي الإنسان حقير جداً حتي تستعظمه. وكأن الله قد نصب نفسهخصماً للإنسان. وتساؤل أيوب معناه هل يليق بالله العظيم أن يحقر نفسه بمخاصمتهللإنسان. فأيوب تصور أن الله يكيل له الضربات إنتقاماً لخطأ صنعه أيوب دونأن يدرك. ولم يفهم أن الله أب حنون لا ينتقم من أولاده بل هميؤدبهم. وحتي تضع عليه قلبك= أي تهتم به إهتماماً شديدأً. وتتعهده كلصباح= أيوب مازال يتصور أن الله في خصومة معه، ويوجه له بكل قوته ضربات كلصباح بنيما هو عاجز عن أن يقف أمامه. والذي لم يفهمه أيوب أن الله أن لم يضع قلبهعلينا ويتعهدنا كل صباح لهلكنا في لحظة بل في طرفة عين. فهو يقول عيني عليك من أولالسنة إلي أخرها. بل الله حين يضع قلبه علينا يعطينا كرامة.

حتي متي لا تلتفت عني= هنا يشتكيأنه لا يجد هدنة، أو فترة راحة وسط آلامه

ريثما أبلع ريقي= أي ألاتسمح لي يارب بفترة راحة قليلة أتنفس فيها بلا ألم وتعبير أبلع ريقي هو تعبير عربيمعناها دعني أستريح قليلاً. ثم يتساءل.

أأخطأت= هو لا يريدأن يعترف أنه أخطأ، وحتي لو أخطأ فخطيته بسيطة لا تستحق أن ينتبه الله لها [هل كانأيوب يتصور وهو يقول هذا أن الله بسبب خطاياه وخطايا غيره، الخطايا الكبيرةوالصغيرة سيعلق علي الصليب]. ومعني قوله أيضاً، حتي إذا أخطأت فلماذا لا تغفر. وإذرأي أن الله لا يغفر يقول لله ماذا أفعل لك= ماذا أفعل حتي تغفر [لميفهم أيوب أنه لا سبيل لغفران الخطية مهما فعل إن لم يصلب المسيح، أنظر قسوة كلامأيوب، هل لو كان أيوب يعلم كل محبة الله التي يضعها الله في قلبه لأيوب، وأن ماسمح به الله هو ليكون أيوب كاملاً، وأن الله يدبر الخلاص بدم المسيح في ملءالزمان، هل لو علم أيوب هل كان يقول نفس الكلام. وكم من مرة نقول ألفاظ صعبة عليالله المملوء محبة نحونا]

يا رقيب الناس= أي أن اللهيراقبه دائماً ومهما فعل فإن الله لن يرضي عليه.

لماذا جعلتني عاثوراًلنفسك=عاثور أي هدف تصوب نحوه السهام. فهو يشكو أنه صار هدفاً لسهام الله، هو وحده صارهدفاً لله. حتي صار عبئاً علي نفسه= حتي أكون علي نفسى حملاً= أي كاد يغرقتحت عبء حياته. ثم توسل إلي الله أن يغفر له ذنبه ويعود ليرضي عليه، وذلك قبل أنيموت. لأني الأن أضطجع في التراب= يقصد أنه إقترب من القبر. فإغفر قبل أنأموت ولا أتمتع برحمتك. ولا تتأخر في الغفران وإلا يكون الوقت قد مضي= تطلبنيفلا أكون. وعلينا أن نصلي لتأتي رحمتك علينا وإلا هلكنا للأبد.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى