عهد قديم

الإصحَاحُ الأَوَّلُ



الإصحَاحُ الأَوَّلُ]]>

الإصحَاحُالأَوَّلُ

 

الآيات1-4:- وشاخ الملك داود تقدم في الايام وكانوا يدثرونه بالثياب فلم يدفا. فقال لهعبيده ليفتشوا لسيدنا الملك على فتاة عذراء فلتقف امام الملك ولتكن له حاضنةولتضطجع في حضنك فيدفا سيدنا الملك. ففتشوا على فتاة جميلة في جميع تخوم اسرائيلفوجدوا ابيشج الشونمية فجاءوا بها الى الملك. وكانت الفتاة جميلة جدا فكانت حاضنةالملك وكانت تخدمه ولكن الملك لم يعرفها.

عمرالملك داود الآن حوالى 70 عاما فهو ملك وعمره 30 عاما وملك 40 عاما. وواضح أنه فىسن السبعين يوجد كثيرين لهم حيوية أكثر من ذلك فلماذا إنهارت صحة داود هكذا ؟ لقدرأى داود أياما صعبة بسبب خطيته فى موضوع أوريا وكان أصعبها، فتنة إبنه عليه بلسعيه وراءه ليقتله ثم حزنه على أولاده وما حدث لهم ومنهم وهو ذوالشخصية المملوءةحبا وحنانا. ونجد هنا مشورة بإحضار فتاة حاضنة جميلة للملك وهى أبيشج الشونميةوهذه الفكرة إنما كانت من وزراء ومشيرى داود بحسب شهواتهم هم وليس حسب طلبه ويقالأنها طريقة يونانية للعلاج فهذه تعمل كممرضة تنام بجوار المريض. وموضوع أبيشج ذكرهنا كمقدمة لما سيحدث بعد ذلك فى موضوع أدونيا إبن داود. وذكر موضوع ضعف داودلإظهار سبب الإسراع بتنصيب ملك أخر من أولاده.

 

الآيات5-10:- ثم ان ادونيا بن حجيث ترفع قائلا انا املك وعد لنفسه عجلات وفرسانا وخمسينرجلا يجرون امامه. ولم يغضبه ابوه قط قائلا لماذا فعلت هكذا وهو ايضا جميل الصورةجدا وقد ولدته امه بعد ابشالوم. وكان كلامه مع يواب ابن صروية ومع ابياثار الكاهنفاعانا ادونيا واما صادوق الكاهن وبناياهو بن يهوياداع وناثان النبي وشمعي وريعيوالجبابرة الذين لداود فلم يكونوا مع ادونيا. فذبح ادونيا غنما وبقرا ومعلوفات عندحجر الزاحفة الذي بجانب عين روجل ودعا جميع اخوته بني الملك وجميع رجال يهوذا عبيدالملك. واما ناثان النبي وبناياهو والجبابرة وسليمان اخوه فلم يدعهم.

هنانسمع عن إبن داود أدونيا وكل ما عرفناه عنه أنه جميل الصورة جدا فكان فى عينى أبيهكجوهرة ولكنه صار كشوكة. وهو أكبر أبناء داود الأحياء لأن أمنون وإبشالوم ماتاوهذا مسجل كتابيا وغالبا كيلأب ايضا. وفى آية (5) ترفع قائلا = كان أدونيا له كثيرمن البركات التى أنعم بها عليه لكن دخل الكبرياء قلبه عوضا عن الشكر وحاول إغتصابما لم يدعه الله إليه. وعد لنفسه عجلات وفرسانا = هذا ليس للحرب ولكن للتعظيم كمافعل إبشالوم وكما لم يفعل داود أبدا وهذه وسائل بشرية.

ولميغضبه أبوه قط = الآب الذى لا يغضب إبنه ويعلمه أن يمتنع عن الشر كأنه يعلمه أنيفعل الشر ولذلك هو إستغل شيخوخة أبيه ومرضه وإغتصب الملك وأدونيا كان يعلم نيةأبيه أنه سيعطى الملك لسليمان 1 أى 9:22 وهذا يتضح فى تجاهله لأبوه داود وعدم دعوةسليمان لذلك يعتبرما عمله أدونيا مؤامرة ضد الملك المختار من الله. وهذا فعلهاليهود حين قالوا عن المسيح هذا لا يملك علينا. وقد ولدته أمه بعد إبشالوم = أمأدونيا هى حجيث وأم إبشالوم هى معكة فهما من أمين مختلفين والمعنى المقصود أنأدونيا كان أصغر سنا من إبشالوم.

 وكان كلامه مع يوآب = يوآب فضل أن يملك أدونيا ضعيف الشخصية عن أنيملك سليمان القوى وإذا ملك أدونيا صار الملك الفعلى ليوآب وغريب أن ينحازرجالداود ضد رغبة داود. ولكن هم غالبا رأوا ضعف داود الصحى وربما فضلوا أن يملك أدونياحتى يضمنوا لهم مراكز قيادية بعد داود. وأما إنحياز أبياثار الكاهن لأدونيا فهوغريب فعلا لكن يبدو أن هذا كان بسماح من الله حتى تتم النبوة فى بيت عالى الكاهن.فسليمان حين ملك عزل أبياثار وعين صادوق مكانه وظلت عائلة صادوق فى رياسة الكهنوتحتى مجىء المسيح وإنتهى بعزل أبياثار بيت عالى الكاهن تماما.

وكانابياثار كاهنا فى أورشليم حيث التابوت. وصادوق كاهنا فى جبعون حيث خيمة الإجتماع

 (1 أى 39:16). فذبح أدونيا = إتضح سوء نية أدونيا فى أنه لم يدعسليمان، إذا هو يعرف أن داود إختاره ملكا بعده. وحتى تكتمل الصورة قدم ذبائح فمعهأبياثار رئيس الكهنة فكأنه يبدأ ملكه بصبغة دينية ولكنها مزيفة.

 

الآيات11-31:- كلم ناثان بثشبع ام سليمان قائلا اما سمعت ان ادونيا ابن حجيث قد ملكوسيدنا داود لا يعلم. فالان تعالي اشير عليك مشورة فتنجي نفسك ونفس ابنك سليمان.اذهبي وادخلي الى الملك داود وقولي له اما حلفت انت يا سيدي الملك لامتك قائلا انسليمان ابنك يملك بعدي وهو يجلس على كرسيي فلماذا ملك ادونيا. وفيما انت متكلمةهناك مع الملك ادخل انا وراءك واكمل كلامك. فدخلت بثشبع الى الملك الى المخدع وكانالملك قد شاخ جدا وكانت ابيشج الشونمية تخدم الملك. فخرت بثشبع وسجدت للملك فقالالملك ما لك. فقالت له انت يا سيدي حلفت بالرب الهك لامتك قائلا ان سليمان ابنكيملك بعدي وهو يجلس على كرسيي. والان هوذا ادونيا قد ملك والان انت يا سيدي الملكلا تعلم ذلك. وقد ذبح ثيرانا ومعلوفات وغنما بكثرة ودعا جميع بني الملك وابياثارالكاهن ويواب رئيس الجيش ولم يدع سليمان عبدك. وانت يا سيدي الملك اعين جميعاسرائيل نحوك لكي تخبرهم من يجلس على كرسي سيدي الملك بعده. فيكون اذا اضطجع سيديالملك مع ابائه اني انا وابني سليمان نحسب مذنبين. وبينما هي متكلمة مع الملك اذاناثان النبي داخل. فاخبروا الملك قائلين هوذا ناثان النبي فدخل الى امام الملكوسجد للملك على وجهه الى الارض. وقال ناثان يا سيدي الملك اانت قلت ان ادونيا يملكبعدي وهو يجلس على كرسيي. لانه نزل اليوم وذبح ثيرانا ومعلوفات وغنما بكثرة ودعاجميع بني الملك ورؤساء الجيش وابياثار الكاهن وها هم ياكلون ويشربون امامه ويقولونليحي الملك ادونيا. – واما انا عبدك وصادوق الكاهن وبناياهو بن يهوياداع وسليمانعبدك فلم يدعنا هل من قبل سيدي الملك كان هذا الامر ولم تعلم عبدك من يجلس علىكرسي سيدي الملك بعده. فاجاب الملك داود وقال ادع لي بثشبع فدخلت الى امام الملكووقفت بين يدي الملك. فحلف الملك وقال حي هو الرب الذي فدى نفسي من كل ضيقة. انهكما حلفت لك بالرب اله اسرائيل قائلا ان سليمان ابنك يملك بعدي وهو يجلس على كرسييعوضا عني كذلك افعل هذا اليوم. فخرت بثشبع على وجهها الى الارض وسجدت للملك وقالتليحي سيدي الملك داود الى الابد.

لميكن فى ذلك الحين قد تم الإستقرار كيف يورث الملك هل يرث البكر، أم الذى يختارهالملك، أم الذى يختاره الشعب لذلك فى (20) قالت بثشبع أعين جميع إسرائيل نحوك لكنتخبرهم من يجلس على كرسى سيدى الملك. ثم نجد خطة ناثان والتى إشترك فيها مع بثشبعلإخبار داود بما فعله أدونيا دون علمه. وناثان لم يستطع السكوت على هذه المؤامرةلأنه يعرف أن سليمان هو حبيب الرب فهو اسماه يديديا (2 صم 25:12) وناثان لم يكنليتدخل إن لم يكن يعلم أن الأمر من الله. وكان دخول ناثان وراء بتشبع لزيادة حماسداود. ولقد أضاف ناثان أنهم لم يدعوه للإحتفال وهذا معناه أنهم لم يستشيروا الملكولم يستشيروا الله. بل نادوا يحيا الملك أدونيا كأن أبيه الملك داود قد مات.ونلاحظ إرتباط ناثان بسليمان فهو الذى حمل النبوة الخاصة به. وقول ناثان لبثشبع فى(12) فتنجى نفسك = لأنه كان من عادة الملوك الوثنيين أن يقتلوا كل من يخافوا أنينافسهم فى الملك حين يملكوا. ولذلك قالت بثشبع فى (21) إنى أنا وإبنى نحسبكمذنبين = أى أن أدونيا سيعتبر سليمان محاولا لإغتصاب العرش فيقتله هو وأمه. وفى(29). فحلف الملك… وفى (30) أنه كما حلفت لك = الحلف السابق الذى حلفه داودلبثشبع غير مذكور لكن ذكر وعد الرب 1 أى 6،5:28 ولا شك أن داود حلف لبثشبع بناءعلى وعد الرب. ولاحظ سجود ناثان للملك مع أنه سبق ووبخه على خطيته لكن يجب إحتراممن له الإحترام. وفى (22) بينما كانت بثشبع تتكلم مع داود ودخل النبى ناثان فخرجتهى إحتراما فهناك نبى يتكلم مع ملك ونبى لذلك نجد فى نهاية كلام ناثان أن الملكيطلب أن يحضروا له بثشبع (آية 28). وفى (27) يقول ناثان ولم تعلم عبدك = فكان داوديخبر ناثان بكل شىء لأن ناثان كان يحمل لداود كلام الله. طبعا كان كلام ناثانوبثشبع حسب الخطة كل منهما مستقل وكل منهما له إتجاهه فبثشبع تركز على أن الملكحلف لها وأنه إن لم يملك إبنها ستتعرض هى وسليمان للقتل. وناثان يركز على أنه كنبىحمل ويحمل أقوال الله كان يجب أن يعلم. ولذلك خرجت بثشبع. عند دخول ناثان حتى لايبدو للملك أن هناك إتفاق بينهما. وفى (31) ليحى سيدى الملك إلى الأبد = تقول هذاحتى لا يفهم أنها تتمنى موت الملك ليملك إبنها. ونلاحظ فى آية (15) وكانت أبيشجتخدم الملك هذه الآية مذكورة هنا لإحتمالين:

1.                نوعمن إظهار خطأ داود فى قبوله أن يكون له حاضنة وزوجاته موجودات.

2.                ربماكان لها يد فى مؤامرة أدونيا وربما كان دورها أن تحجب أخبار تمليك أدونيا عن الملكداود.

 

الآيات32-40:- وقال الملك داود ادع لي صادوق الكاهن وناثان النبي وبناياهو بن يهوياداعفدخلوا الى امام الملك. فقال الملك لهم خذوا معكم عبيد سيدكم واركبوا سليمان ابنيعلى البغلة التي لي وانزلوا به الى جيحون. وليمسحه هناك صادوق الكاهن وناثان النبيملكا على اسرائيل واضربوا بالبوق وقولوا ليحي الملك سليمان. وتصعدون وراءه فياتيويجلس على كرسيي وهو يملك عوضا عني واياه قد اوصيت ان يكون رئيسا على اسرائيلويهوذا. فاجاب بناياهو بن يهوياداع الملك وقال امين هكذا يقول الرب اله سيديالملك. كما كان الرب مع سيدي الملك كذلك ليكن مع سليمان ويجعل كرسيه اعظم من كرسيسيدي الملك داود. فنزل صادوق الكاهن وناثان النبي وبناياهو بن يهوياداع والجلادونوالسعاة واركبوا سليمان على بغلة الملك داود وذهبوا به الى جيحون. فاخذ صادوقالكاهن قرن الدهن من الخيمة ومسح سليمان وضربوا بالبوق وقال جميع الشعب ليحييالملك سليمان. وصعد جميع الشعب وراءه وكان الشعب يضربون بالناي ويفرحون فرحا عظيماحتى انشقت الارض من اصواتهم.

نرىهنا إجراءات داود لحفظ حق سليمان فى العرش ولإبطال مؤامرة أدونيا. ولقد إستعانداود برجاله المخلصين له دائما (ناثان وصادوق وبناياهو) ولقد صاروا بعد ذلك رجالسليمان. وطلب داود أن يصطحبوا عبيده أى رجال الحرب فهو يعلم قوة يوآب. ونلاحظ أنصادوق مسح سليمان فالمسح علامة حلول نعمة من الله لكن لم نسمع أن ابياثار قد مسحأدونيا فهم إكتفوا بالإحتفال وذلك لأن الله لم يسمح بذلك فهو لم يدع أدونيا. جيحون= هى مكان قرب أورشليم وغالبا هى عين ماء وغالبا كان الإختيار ليكون الإحتفالبتنصيب سليمان ملكا أمام الشعب لأن الشعب يجتمع حول عيون الماء والتنصيب بقرب عينماء كأنه طلب أن تكون المملكة مستمرة مثل عين الماء الذى ينساب أبدياً.

الخيمةهى التى بها تابوت العهد وليست خيمة الإجتماع 2 صم 17:6.

 

الآيات41-53:- فسمع ادونيا وجميع المدعوين الذين عنده بعدما انتهوا من الاكل وسمع يوابصوت البوق فقال لماذا صوت القرية مضطرب. وفيما هو يتكلم اذا بيوناثان بن ابياثارالكاهن قد جاء فقال ادونيا تعال لانك ذو باس وتبشر بالخير. فاجاب يوناثان وقاللادونيا بل سيدنا الملك داود قد ملك سليمان. وارسل الملك معه صادوق الكاهن وناثانالنبي وبناياهو بن يهوياداع والجلادين والسعاة وقد اركبوه على بغلة الملك. ومسحهصادوق الكاهن وناثان النبي ملكا في جيحون وصعدوا من هناك فرحين حتى اضطربت القريةهذا هو الصوت الذي سمعتموه. وايضا قد جلس سليمان على كرسي المملكة. وايضا جاء عبيدالملك ليباركوا سيدنا الملك داود قائلين يجعل الهك اسم سليمان احسن من اسمك وكرسيهاعظم من كرسيك فسجد الملك على سريره. وايضا هكذا قال الملك مبارك الرب اله اسرائيلالذي اعطاني اليوم من يجلس على كرسيي وعيناي تبصران. فارتعد وقام جميع مدعويادونيا وذهبوا كل واحد في طريقه. وخاف ادونيا من قبل سليمان وقام وانطلق وتمسكبقرون المذبح.

 فاخبر سليمان وقيل له هوذا ادونيا خائف من الملك سليمان وهوذا قدتمسك بقرون المذبح قائلا ليحلف لي اليوم الملك سليمان انه لا يقتل عبده بالسيف. -فقال سليمان ان كان ذا فضيلة لا يسقط من شعره الى الارض ولكن ان وجد به شر فانهيموت. فارسل الملك سليمان فانزلوه عن المذبح فاتى وسجد للملك سليمان فقال له سليماناذهب الى بيتك.

 

يوناثانإبن أبياثار هو الذى ذهب وأخبر داود بكلام حوشاى الأركى 2 صم 36،27:15 + 17:17.ونلاحظ هنا أن مؤامرة الشر إستمرت ساعات وأعقبها خزى ورعب ونجد أن أدونيا يشجعنفسه بأن قال عن يوناثان ذو بأس وتبشر بخير وفى رد يوناثان وقوله بل سيدنا الملك قدملك سليمان = أى لا أبشركم بخير.

وفى(49) وذهبوا كل واحد فى طريقه = فليس هناك محبة تجمعهم، ولا أى شىء مخلص بل مصالحشخصية وغايات نفعية نفسية. وفى (50) خوف أدونيا الشديد هو تعبير ودليل عن نيتهالسيئة وما كان ناويا أن يعمله بسليمان وامه وفى (52) إن كان ذا فضيلة = أى لايستمر فى ثورته على الحكم وضد الملك ويكون أمينا معه. فسجد الملك على سريره =للصلاة فقال له سليمان إذهب إلى بيتك = ولا تتداخل فى الحكم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى