عهد قديم

الإصحاح العشرون



الإصحاح العشرون]]>الإصحاح العشرون

 

رأينا الإصحاح السابقكراهية غير طبيعية ونجد فى هذا الإصحاح حب فوق الطبيعة.

آية(1) :-

فهرب داود من نايوت فيالرامة و جاء و قال قدام يوناثان ماذا عملت و ما هو اثمي و ما هي خطيتي امام ابيكحتى يطلب نفسي.

بعد أحداث الإصحاحالسابق ومحاولات شاول المتعددة لقتل داود والثلاث إرساليات لقتله أدرك أن شاولمصمم على قتله فجاء ليوناثان ليتشاور معهُ فهو الصديق الذى يثق فيه. بل راجعآية(20: 14،15) تجد يوناثان قد أدرك أن الله أعطى الملك لداود وهو قبل إرادة اللهبفرح بل ظهرت صداقته لداود وحمايته لهُ أكثر. وسؤال داود ليوناثان هل يهرب منالبلد كلها؟ هكذا حين أغلق حسد شاول كل الأبواب أمام داود يفتح الرب قلب إبن شاولليحمى داود. وسؤال داود وما هو إثمى؟ كرره فى (مز7: 1-5) وهذا يعادل(يو30:14) ولكن هذا ليس بعجيب فالإنسان حين يسلك بالكمال لابد وأن يثور ضده عدوالخير.

 

آية(2-4) :-

فقال له حاشا لا تموتهوذا ابي لا يعمل امرا كبيرا و لا امرا صغيرا الا و يخبرني به ولماذا يخفي عني ابيهذا الامر ليس كذا. فحلف ايضا داود و قال ان اباك قد علم اني قد وجدت نعمة فيعينيك فقال لا يعلم يوناثان هذا لئلا يغتم و لكن حي هو الرب و حية هي نفسك انهكخطوة بيني و بين الموت. فقال يوناثان لداود مهما تقل نفسك افعله لك.

كخطوة بينى وبين الموت: الموت صارقريباً منى جداً بسبب حقد شاول.

 

آية(5) :-

فقال داود ليوناثانهوذا الشهر غدا حينما اجلس مع الملك للاكل و لكن ارسلني فاختبئ في الحقل الى مساءاليوم الثالث.

لاحظ أن داود يتكلم معيوناثان بمنتهى الإحترام كولى للعهد فهو لا يستغل الصداقة فى أن يتهاون فى حقوقصديقه. ونجده يقول لهُ أرسلنى: أى إسمح أن أذهب ففى غياب شاول هو يأتمربأمر يوناثان ثم نجده قبل أن يفارقه (آية41) يسجد لهُ 3 مرّات علامة إحترام هوذاالشهر غداً: كانوا يقدمون الذبائح أول كل شهر فهو عيد ثم يقيمون الولائم(الشهر القمرى).

 

آية(6) :-

و اذا افتقدني ابوك فقلقد طلب داود مني طلبة ان يركض الى بيت لحم مدينته لان هناك ذبيحة سنوية لكلالعشيرة.

ذبيحة سنوية = هى وقت فرحوإجتماع أسرى يركض إلى بيت لحم = أى يسرع بتقديم الذبيحة ويرجع سريعاًليكون فى خدمة الملك. وبيت لحم هى مدينة داود.

 

آية(7) :-

فان قال هكذا حسنا كانسلام لعبدك و لكن ان اغتاظ غيظا فاعلم انه قد اعد الشر عنده.

ولكن إن إغتاظ غيظاً = إن غضب شاوللغياب داود فذلك معناه أنه يضمر الشر فى نفسه فهو قطعاً لن يكون غضبه لأنه حُرِمَمن رؤية وجهه لكن غضبه سيكون لأن حُرِم من فرصة قتله.

 

آية(8-11) :-

فتعمل معروفا مع عبدكلانك بعهد الرب ادخلت عبدك معك و ان كان في اثم فاقتلني انت ولماذا تاتيبي الى ابيك. فقال يوناثان حاشا لك لانه لو علمت ان الشر قد اعد عند ابي لياتيعليك افما كنت اخبرك به. فقال داود ليوناثان من يخبرني ان جاوبك ابوك شيئا قاسيا.فقال يوناثان لداود تعال نخرج الى الحقل فخرجا كلاهما الى الحقل.

أدخلت عبدك = أى دخلت معىفى عهد وهذا تواضع منك يا يوناثان فأنت إبن الملك.

 

آية(12-13) :-

و قال يوناثان لداود يارب اله اسرائيل متى اختبرت ابي مثل الان غدا او بعد غد فان كان خير لداود و لمارسل حينئذ فاخبره. فهكذا يفعل الرب ليوناثان و هكذا يزيد و ان استحسن ابي الشرنحوك فاني اخبرك و اطلقك فتذهب بسلام و ليكن الرب معك كما كان مع ابي.

يا رب إلهُ إسرائيل = فى الترجمةالسبعينية “الرب إله إسرائيل هو شاهد” أو هو يعلم. وهذه العادة كانت فىتلك الأيام أن يكون القسم فى صيغة صلاة أحياناً. والقسم كان ليؤكد إن كان أبوهسينطق بالخير على داود سيبعث إليه رسولاً يطمئنه ليعود إلى البلاط.

 

آية(14) :-

و لا و انا حي بعد تصنعمعي احسان الرب حتى لا اموت.

كان من عادة الملوك حينيستلمون الحكم أن يقتلوا الملك السابق وكل نسله حتى يطمئن الملك الجديد أنه لاتوجد فرصة للثورة ضده من شخص من النسل الملوكى. وقد نفذ داود هذا.

 

آية(15) :-

بل لا تقطع معروفك عنبيتي الى الابد و لا حين يقطع الرب اعداء داود جميعا عن وجه الارض.

معنى الأيتين (14،15)أن يوناثان عِلَمَ تماماً أن الله إختار داود الملك ليملك بدلاً من شاول وهنا يطلبالأمان لنفسه فى حياته والأمان لأولاده إن مات هو أى يوناثان.

 

آية(16-18) :-

فعاهد يوناثان بيت داودو قال ليطلب الرب من يد اعداء داود. ثم عاد يوناثان و استحلف داود بمحبته له لانهاحبه محبة نفسه. و قال له يوناثان غدا الشهر فتفتقد لان موضعك يكون خاليا.

بيت داود = أى داودونسله. ومن يد اعداء داود = معنى الحلف أنه إذا خالف عهدهُ يطلب الرب منيدهُ، أى يجازيه على ما إقترفته يداه من حق عائلة يوناثان. ولكن يوناثان من محبتهلم يطق أن يطلب مجازاة داود الذى يحبه حتى لو أخطأ ولو كان على سبيل الغرض فقاليطلب الرب من يد أعداء داود. ونفس الأسلوب المهذب إستخدمه دانيال (دا 4 : 19).

 

آية(19-21) :-                  

و في اليوم الثالث تنزلسريعا و تاتي الى الموضع الذي اختبات فيه يوم العمل و تجلس بجانب حجر الافتراق. وانا ارمي ثلاثة سهام الى جانبه كاني ارمي غرضا. و حينئذ ارسل الغلام قائلا اذهبالتقط السهام فان قلت للغلام هوذا السهام دونك فجائيا خذها فتعال لان لك سلاما لايوجد شيء حي هو الرب.

يوم العمل = يشير إلى(19 : 2). حجر الإفتراق = تسمى هكذا بعد هذه الحادثة.

 

آية(22-24) :-

و لكن ان قلت هكذاللغلام هوذا السهام دونك فصاعدا فاذهب لان الرب قد اطلقك. واما الكلام الذي تكلمنابه انا و انت فهوذا الرب بيني و بينك الى الابد. فاختبا داود في الحقل و كان الشهرفجلس الملك على الطعام لياكل.

فإن الرب قد أطلقك = الرب سمحبهذا أن نفترق، هذا بسماح منه وليس بإرادتنا لأن شاول لو بقى داود سيقتله.

 

آية(25) :-

فجلس الملك في موضعهحسب كل مرة على مجلس عند الحائط و قام يوناثان و جلس ابنير الى جانب شاول و خلاموضع داود.

عند الحائط = فى أشرفمكان قبالة المدخل.

 

آية(26) :-

و لم يقل شاول شيئا فيذلك اليوم لانه قال لعله عارض غير طاهر هو انه ليس طاهرا.

غير طاهر غير الطاهر لا يأكل من اللحم المقدس إلاّ بعد أن يغتسلمساءً.

 

آية(27-29) :-

و كان في الغد الثانيمن الشهر ان موضع داود خلا فقال شاول ليوناثان ابنه لماذا لم يات ابن يسى الىالطعام لا امس و لا اليوم. فاجاب يوناثان شاول ان داود طلب مني ان يذهب الى بيتلحم. و قال اطلقني لان عندنا ذبيحة عشيرة في المدينة و قد اوصاني اخي بذلك و الانان وجدت نعمة في عينيك فدعني افلت و ارى اخوتي لذلك لم يات الى مائدة الملك.

يتضح من آية(25،27) أنداود كان لهُ مكان مميز وكان لغيابه أن تغيرت أماكن أبنير ويوناثان. وشعر شاولبغيابه. إبن يسى = يقول هذا كإحتقار.

 

آية(30-32)

فحمي غضب شاول علىيوناثان و قال له يا ابن المتعوجة المتمردة اما علمت انك قد اخترت ابن يسى لخزيك وخزي عورة امك. لانه ما دام ابن يسى حيا على الارض لا تثبت انت و لا مملكتك و الانارسل و ات به الي لانه ابن الموت هو. فاجاب يوناثان شاول اباه و قال له لماذا يقتلماذا عمل.

إبن المتعوجة = هو ينعتهبأن أمه فاسدة ليهينه. أى هو فاسد مثل أمه فشاول فهم أن داود ويوناثان متفقين لحزنك= يعنى أن حمايتك لداود ستؤدى إلى أنه يأخذ الملك منك.

 

آية(33) :-

فصابى شاول الرمح نحوهليطعنه فعلم يوناثان ان اباه قد عزم على قتل داود.

وصل جنون شاول هنالمداه فحاول قتل إبنه. وهذه طريقة كل المضْطهِدين عبر العصور فهم حين لا يستطيعونالجواب يلجأوا للقوة الجسدية. فصاب = فصوّب.

 

آية(34) :-

فقام يوناثان عنالمائدة بحمو غضب و لم ياكل خبزا في اليوم الثاني من الشهر لانه اغتم على داود لاناباه قد اخزاه.

ربما إمتناع يوناثان منالأكل من الذبيحة فطقسياً يمنع المغموم من الأكل من الذبيحة.

 

آية(36) :-

و قال لغلامه اركضالتقط السهام التي انا راميها و بينما الغلام راكض رمى السهم حتى جاوزه.

العلامة بإستخدامالسهام لئلاّ يكون شاول أو جواسيسه قد تابع يوناثان. ولكن يبدو أن يوناثان إطمئنأنه لا أحد يتابعه فذهب ليرى صديقه ويودعه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى