عهد قديم

الإصحاح الحادى عشر



الإصحاح الحادى عشر]]>الإصحاح الحادى عشر

 

الآيات (1-4) :-

و صعد ناحاش العموني ونزل على يابيش جلعاد فقال جميع اهل يابيش لناحاش اقطع لنا عهدا فنستعبد لك. فقاللهم ناحاش العموني بهذا اقطع لكم بتقوير كل عين يمنى لكم وجعل ذلك عارا على جميعاسرائيل. فقال له شيوخ يابيش اتركنا سبعة ايام فنرسل رسلا الى جميع تخوم اسرائيلفان لم يوجد من يخلصنا نخرج اليك. فجاء الرسل الى جبعة شاول و تكلموا بهذا الكلامفي اذان الشعب فرفع كل الشعب اصواتهم و بكوا.

يابيش جلعاد: مدينة علىجبل جلعاد فى شرق الأردن. وعمون كانوا على حدود رأوبين ومنسى الشرقية. ناحاش:أى حنش أو حية وربما الأسم بسبب تأليههم للحية وفى (2صم 2:10) ذُكِرَ أن ناحاش ملكبنى عمون صنع معروفاً مع داود ولعله إبن ناحاش هذا ويمكن أن يسمى الأب وإبنه بنفسالإسم. ولا مانع أن يكون هو نفسه وقد عاش طويلاً ليعاصر شاول وداود. وجاء فىالترجمة السبعينية أن هذه الحادثة حدثت بعد شهر من إختيار شاول ملكاً. وربما طلبالشعب أن يملك عليهم ملك بسبب شعورهم بأن ناحاش يُدبّرْ حرباً ضدهم ويؤكد هذاالإحتمال (1صم12:12). ولقد ظهر من طلب ناحاش للشعب وهو تقوير كل عين يمنى:مدى الإنحطاط والحالة المزرية للشعب وضعفهم وإستهانة أعدائهم بهم. وقدّم ثيودوريتويوسيفوس تفسيراً لهذا الطلب أن خلع العين اليمنى يعطل الإنسان من أن يكونمحارباً. فالمحارب يمسك بالسيف بيده اليمنى والدرع باليسرى والدرع يغطى العيناليسرى ويعطل مجال الرؤيا وبخلع العين اليمنى يكف الإنسان عن أن يكون محارباًفيستسلم تماماً لعدوّه. والمعنى الرمزى للقصة أن إبليس الحية القديمة ورمزه هناناحاش هدفه إستعباد الإنسان تماماً ورمز الإنسان هنا هو شعب الله وذلك بخلع العيناليمنى (رمز البصيرة الروحية التى بها نتطلع للسماويات) وترك العين اليسرى (رمزالنظرة العالمية التى نشتهى بها ملذات العالم) لذلك تصوّر الأيقونات القبطيةالمسيح والقديسيين بعينين واسعتين فالمسيح ينظر لشعبه ويعرف عنهم كل شئ والقديسيينلهم بصيرة روحية أمّا يهوذا فيرسمونه بجنبه كى تظهر عين واحدة لأنه متطلع إلىالفضة لا إلى خلاصه الأبدى. ولاحظ قولَهُ نزل على يابيش جلعاد. فإبليس لاسلطان لهُ لإستعبادنا ما لم نكن قد نزلنا لمستوى محبة العالم. فهو أولاً يعمىبصيرتنا الروحية بمحاولة أن ننشغل بالزمنيات “أعطيك كل هذه إن خررت وسجدتلى” فلو وافق الإنسان لمحبته للزمنيات ينحط للمستوى الأرضى فينزل عليه إبليسويستعبده تماماً. أتركنا سبعة أيام: كانت هذه عادة للمحاصرين أن يطلبوامهلة. وقد وافق ناحاش فى إستهانة بكل إسرائيل فهو واثق أنه لا يوجد فى كل الأسباطمن يقدر أن يخلصهم. ولاحظ أن أهل يابيش جلعاد سبق ووافقوا أن يستعبدوا لناحاش(آية1) ولكنه طلب تقوير العين اليمنى أى هو طلب العبودية الكاملة.

 

مقالات ذات صلة

الآيات (5-9) :-

و اذا بشاول ات وراءالبقر من الحقل فقال شاول ما بال الشعب يبكون فقصوا عليه كلام اهل يابيش. فحل روحالله على شاول عندما سمع هذا الكلام و حمي غضبه جدا. فاخذ فدان بقر و قطعه و ارسلالى كل تخوم اسرائيل بيد الرسل قائلا من لا يخرج وراء شاول و وراء صموئيل فهكذايفعل ببقره فوقع رعب الرب على الشعب فخرجوا كرجل واحد. و عدهم في بازق فكان بنواسرائيل ثلاث مئة الف و رجال يهوذا ثلاثين الفا. و قالوا للرسل الذين جاءوا هكذاتقولون لاهل يابيش جلعاد غدا عندما تحمى الشمس يكون لكم خلاص فاتى الرسل و اخبروااهل يابيش ففرحوا.

 حتى هذه اللحظة لميمارس شاول أى عمل ملوكى خشية حدوث إنقسام وسط الشعب خصوصاً بسبب رفض بعض الناسلهُ (بنى بليعال) أو لشعوره بعدم معرفة واجبه بالضبط وماذا يجب عليه أن يفعله. هوكان منتظراً دعوة من الرب تحدد لهُ العمل المطلوب. وهناك فارق بين ما صنعه جدعونالذى بوّق فى الأبواق ليدعو الشعب للقتال وهذا بحسب الناموس، وما فعله شاول إذبإنفعال بشرى مزق بقرة وأرسل قطعها إلى كل الأسباط مهدداً إياهم بضرب ماشية من لايخرج للحرب وتمزيق البقر هكذا لم يخبر به الناموس لكن يُحسب لشاول أنه لم يتوانىويؤجل العمل بل كان شجاعاً.

فروح الله الذى حل عليهأعطاه شجاعة وهو لم يتوانى وفى آية(7) وراء شاول وصموئيل صموئيل معلوم أنهرجل الله فقول شاول هذا يثبت أن ملكه من قبل الرب وربما ذهب معهُ صموئيل للحرب.وذكرهُ صموئيل يُحسَبْ أيضاً فهذا معناه أنه يعرف أن الحرب هى لله.

 

آية(10) :-

و قال اهل يابيش غدانخرج اليكم فتفعلون بنا حسب كل ما يحسن في اعينكم.

غداً نخرج إليكم = رد أهليابيش جلعاد فيه حكمة فهم بهذا جعلوا ناحاش يفهم أنهم سوف يسلمون غداً وأنهم فقدواالأمل فى وجود نجدة. فلم يستعد ناحاش للحرب.

آية(11) :-

بناء على رد أهل يابيشنام ناحاش وجيشه مطمئنين فباغتهم شاول وبهذه النصرة نرى أن الله يحوِّل الشر إلىخير فإن قساوة طلب ناحاش هى التى حركت شاول ليحاربه فغلب. وعلينا أن نثق أن اللهيحوِّل الضيقات إلى خير ولكن لسنا نعلم متى يأتى الخير ونلاحظ أن شاول كان طاقة جبارةوملك بلا عمل وبلا منفعة والتجربة الشديدة أظهرت إمكانياته وطاقاته. فلا نخاف منالتجارب فهى تخرج المواهب المدفونة فينا وتظهرها.

 

آية(13) :-

فقال شاول لا يقتل احدفي هذا اليوم لانه في هذا اليوم صنع الرب خلاصا في اسرائيل.

موقف آخر يُحسب لشاولوهو رفضه الإنتقام ممن سبق وأهانوه “لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء”
(رو 12 : 19) إذاً لقد نفذ شاول وصية بولس خصوصاً واليوم يوم فرح ولم يُرِدْ أنيُحوّله ليوم إنتقام وحزن.

 

آية(14) :-

و قال صموئيل للشعبهلموا نذهب الى الجلجال و نجدد هناك المملكة.

بسبب الإنتصار إستحقشاول المنتصر أن يجدد ملكه وكان التجديد دينياً فهم قدّموا ذبائح وصلوات وعم الفرحالجميع.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى