عهد قديم

الإصحاح العاشر



الإصحاح العاشر]]>الإصحاح العاشر

 

آية(1) :-

فاخذ صموئيل قنينةالدهن و صب على راسه و قبله و قال اليس لان الرب قد مسحك على ميراثه رئيسا.

الله إذا دعا إنسانلعمل ما يعطيه المواهب اللازمة لهُ. وهنا يعطى الله لشاول مواهب الروح القدس.والمسح من قنينة الدهن كان للملوك والكهنة والأنبياء فيحسبون مسحاء الرببكونهم رمزاً للسيد المسيح الذى فيه وحده إجتمعت الوظائف الثلاث. وعلى من يُمسَحأن يستخدم هذه المواهب التى أُعطيت لهُ لمجد إسم الله وليس لحساب نفسه. وقبّله:برضا فى إتضاع معلماً إيانا روح الخضوع للرؤساء (1بط 13:2). والخضوع للرؤساء وإحترامهممهما كنا غير موافقين عليهم. فصموئيل لم يكن راضياً عن فكرة وجود ملك غير الله،ولكن الآن شاول صار ملك فعليه إحترامه. الرب مسحك على ميراثه: ما نالهُ شاول ليس عن إستحقاق بل عطيةإلهية مجانية صار بها شاول وكيلاً على شعب الله أو ميراث الله لكن الشعب لله وليسلشاول وميراث لله وليس لشاول.

 

مقالات ذات صلة

الآيات (2-8) :-

في ذهابك اليوم من عنديتصادف رجلين عند قبر راحيل في تخم بنيامين في صلصح فيقولان لك قد وجدت الاتن التيذهبت تفتش عليها و هوذا ابوك قد ترك امر الاتن و اهتم بكما قائلا ماذا اصنع لابني.و تعدو من هناك ذاهبا حتى تاتي الى بلوطة تابور فيصادفك هناك ثلاثة رجال صاعدونالى الله الى بيت ايل واحد حامل ثلاثة جداء و واحد حامل ثلاثة ارغفة خبز و واحدحامل زق خمر. فيسلمون عليك و يعطونك رغيفي خبز فتاخذ من يدهم. ذلك تاتي الى جبعةالله حيث انصاب الفلسطينيين و يكون عند مجيئك الى هناك الى المدينة انك تصادف زمرةمن الانبياء نازلين من المرتفعة و امامهم رباب و دفو ناي و عود و هم يتنباون. فيحلعليك روح الرب فتتنبا معهم و تتحول الى رجل اخر. و اذا اتت هذه الايات عليك فافعلما وجدته يدك لان الله معك. و تنزل قدامي الى الجلجال و هوذا انا انزل اليك لاصعدمحرقات و اذبح ذبائح سلامة سبعة ايام تلبث حتى اتي اليك و اعلمك ماذا تفعل.

بعد مسح شاول أنبأهُصموئيل بما سيحدث لهُ. وفائدة هذه العلامات 1- أن شاول سيعلم إذا تحققت العلاماتأن الأمر من الله. 2- هذه العلامات حملت دستور الحياة الناجحة لملوك إسرائيل. 3-بما أن الأمر من الله فالله يلتزم بأن يعوله ويدبر أمور مملكته إذا إلتزمبالناموس.

آية(2) :- أول علامةأن يصادف رجلين عند قبر راحيل. فيعرف أولاً أن نهاية كل ملك هى القبر فأولعلامة مكانها قبر، فيتعلم ألاّ ينتفخ. فى تخم بنيامين: راحيل ماتت وهى تلد إبنهابنيامين وأرادت تسميته إبن حزنى فأسماه أباه بنيامين أى إبن اليمين. ويتعلم شاولمن هذا أنه بعد أن كان إبن حزن وشقاء هذه الأمة سيصير إبن يمين ويرفع من شأنها قدوُجِدَت الأتن: موضوع الأتن موضوع تافه وها هو قد إنتهى فيتعلم عدم الأهتمامبالأمور التافهة ليتفرغ لأمور مملكته أى يترك أموره الشخصية ويطلب حل أمور الأمة أبوكإهتمّ بكما: فيتعلم أن يهتم بالآخرين وليس بنفسه وأمورهُ الشخصية يدبرها الله.بهذه العلامات يدرك يد الله الخفية العاملة حتى فى الأمور البسيطة.

أيات (3-4) :- الرجال معهمجداء (لتقديمها للكهنة كذبيحة خطية) وخبز (للتقدمة) وخمر(يصاحب التقدمة أيضاً). وهم ظنوه فقيراً جائعاً فأعطوه الخبز وكانت هذه أول هديةلهُ كملك ممسوح ولها معانى 1-لم يقدموا لهُ من الجداء فهو ليس كاهناً وعليه أن لايتدخل فى أمور الكهنوت. 2- وهم لم يقدموا لهُ خمر. والخمر علامة الفرح والترفالعالمى. 3- بل قدموا لهُ خبزاً فقط أى الشئ الضرورى للحياة لهُ وللغلام معهُ.فيفهم أنه كملك عليه أن لا ينشغل بترف ومسرات العالم أو يتداخل فى الكهنوت بل يطلبأن يعيش ويطلب ما هو لازم فقط بلا ترف مهتماً بالفقراء الذين لا يجدون سوى الخبز.وأن يتعلم من هؤلاء الرجال أن يصعد ليصلى ويقدم ذبيحة فيكون لهُ الفرح الحقيقىالروحى (خمر) والشبع الحقيقى الروحى (الخبز) وغفران الخطية (جداء).

أيات (5-6) :-يذهب إلىجبعة الله وهناك أسس صموئيل مدرسة للأنبياء كانوا مصدر للتعليم ومكاناًللقداسة والتسبيح وهناك وفى وسطهم يحل عليه روح الرب فيتنبأ معهم: أىيشاركهم فرحهم وعبادتهم ويقبل مشورتهم. وهم يتنبأون: أى يسبحون ويعبدونالرب وليس من الضرورى فهم الكلمة أن يتنبأوا بالمستقبل. وتتحول إلى رجل آخر:حين يهب الله إنساناً روحه القدس واهب العطايا تتجدد طبيعته وشاول تحوّل من فلاحوراعى غنم إلى ملك يهتم بشعبه. وهكذا نحن فى المعمودية والميرون. حيث أنصابالفلسطينيين بعد أن يتحول شاول إلى رجل آخر هل يقبل هذا الإحتلال الأجنبى، هليقبل أن تكون فى جبعة الله حامية ومعسكراً للفلسطينيين، هذا هو واجبه أن يطرد هذاالعدو. ونحن بعد المعمودية وبعد أن تقدسنا هل نقبل وجود الخطية الساكنة فينا؟ لابل علينا أن نحارب ضدها.

آية(7) :-ما وجدته يدك: بعد أنعرفت أن الله معك بالعلامات التى أعطيتها لك وأن الله سيعطيك قوة ونصرةفإفعل كل ما تقدر عليه من العمل. وهذا ما فعله شاول بعد ذلك فى موضوع ناحاشالعمونى حينما صعد إلى يابيش جلعاد.

 

آية(9) :-

و كان عندما ادار كتفهلكي يذهب من عند صموئيل ان الله اعطاه قلبا اخر و اتت جميع هذه الايات في ذلكاليوم.

أعطاه قلباً آخر: وإن كان قدفسد هذا القلب فيما بعد إذ إعتمد على الحكمة البشرية لا على العمل الإلهى وتكبّروإنفتح وتعدّى على الكهنوت.

 

آية(10-11) :-

و لما جاءوا الى هناكالى جبعة اذا بزمرة من الانبياء لقيته فحل عليه روح الله فتنبا في وسطهم. و لماراه جميع الذين عرفوه منذ امس و ما قبله انه يتنبا مع الانبياء قال الشعب الواحدلصاحبه ماذا صار لابن قيس اشاول ايضا بين الانبياء.

أشاول أيضاً بينالأنبياء:نبى ليس بالضرورة معناه رجل يتنبأ عن المستقبل بل رجل يصلى ويتضرع ويسبح (تك7:20).وهذا ما يعنيه هنا فشاول الذى لم يكن يهتم بمعرفة رجل الله صار رجلاً مصلياً. اللهغيّره إلى رجل مصلى ليعطيه الله حكمة بصلاته. [وراجع 1مل29:18 لترى أن كلمة تنبأتشير هناك للصلاة والتضرع للبعل]. وأهل جبعة الذين يعرفون شاول أنه غير متدين منذولادته وبالرغم من سكنه بجانب مدرسة الأنبياء فهو لم يختلط بهم أبداً والآن أدهشجيرانه بأنه يتنبأ مع الأنبياء. فقال الشعب هذا المثل “أشاول أيضاً بينالأنبياء” ويشير لعمل الله الفائق فى حياة المؤمنين وقدرته على تغييرهم ومثلأيضاً لكل من يُتْقِنْ عَمَلْ ليس من وظيفته ولا منصبه. ونفس المثل قيل أيضاً فىحادثة أخرى مع شاول (راجع 1صم24:19) بنفس المفهوم.

 

آية(12) :-

فاجاب رجل من هناك وقال و من هو ابوهم و لذلك ذهب مثلا اشاول ايضا بين الانبياء.

ومن هو أبوهم: لم يفسرالكتاب المقصود بهذا القول وهناك 3 إحتمالات

‌أ-     الأب قد تشير لله فهو الذى يعطى المواهب لمنيريد (ومنها التنبؤ) وهو أبو الجميع (عا 14:3، 15).

‌ب- الأب قد تشير لصموئيل فهو كأب فى مدرسة الأنبياءلهؤلاء الأنبياء الذين إنضم لهم شاول الآن.

‌ج-وتضيف السبعينية “ومن هو أبوهم اليس هوقيس” ويصير المعنى كيف أن شاول بن قيس وكلاهما غير متدينين كيف يفعل ما يفعلالآن. وربما كان هذا المعنى هو الذى يتفق والمثل.

 

الآيات (13-19) :-

و لما انتهى من التنبيجاء الى المرتفعة. فقال عم شاول له و لغلامه الى اين ذهبتما فقال لكي نفتش علىالاتن و لما راينا انها لم توجد جئنا الى صموئيل. فقال عم شاول اخبرني ماذا قاللكما صموئيل. فقال شاول لعمه اخبرنا بان الاتن قد وجدت و لكنه لم يخبره بامرالمملكة الذي تكلم به صموئيل. و استدعى صموئيل الشعب الى الرب الى المصفاة. و قاللبني اسرائيل هكذا يقول الرب اله اسرائيل اني اصعدت اسرائيل من مصر و انقذتكم منيد المصريين و من يد جميع الممالك التي ضايقتكم. و انتم قد رفضتم اليوم الهكم الذيهو مخلصكم من جميع الذين يسيئون اليكم ويضايقونكم و قلتم له بل تجعل علينا ملكافالان امثلوا امام الرب حسب اسباطكم و الوفكم.

جاء إلى المرتفعة حيثيسكن أبوه ولم يخبر عمه بالأمر لأنه فَهِمَ أن هذا سر لا ينبغى إعلانه قبل إختيارالشعب له وتجليسه ملكاً أمام الجميع.

 

آية(20) :-

فقدم صموئيل جميع اسباطاسرائيل فاخذ سبط بنيامين.

صموئيل أمام الجميعإستخدم نظام القرعة ليظهر أن الله إختار شاول فلو كان صموئيل أخبر الشعب مباشرة أنالله إختار شاول كملك لما صدّقهُ أحد ولحدث صراع دموى بين الأسباط وبين العشائر بلبين الأفراد. فالكل يريد أن يصير هو الملك.

 

آية(22) :-

فسالوا ايضا من الرب هلياتي الرجل ايضا الى هنا فقال الرب هوذا قد اختبا بين الامتعة.

لا نعرف لماذا إختبأشاول؟ هل من إتضاعه؟ هل من شعوره بعدم الإستحقاق؟ أم هرباً من المسئولية؟ أم خافأن يرفضه الشعب كملك فيشعر بالحرج. عموماً فهذا الإختباء ليس إتضاعاً صحيحاًفالإتضاع الحقيقى هو شعور بالضعف ولكن “أستطيع كل شئ فى المسيح الذىيقوينى” وشاول قد تأكد من كلام صموئيل والعلامات التى أعطاها لهُ ثم بالقرعةأن الله إختار فلماذا الهرب!

 

آية(24) :-

فقال صموئيل لجميعالشعب ارايتم الذي اختاره الرب انه ليس مثله في جميع الشعب فهتف كل الشعب و قالواليحي الملك.

الشعب فرِح بعطية اللهدون أن يشكروا الله نفسه ويسبحوه. هم فرحوا بالمظاهر وحين ننشغل بعطايا الله عنالله نفسه تتحول الفضائل التى أعطاها لنا الله إلى رذائل. ليحيى الملك:وهكذا ينبغى أن نصلى للملوك والرؤساء وهكذا تفعل الكنيسة.     

 

آية(27) :-

و اما بنو بليعالفقالوا كيف يخلصنا هذا فاحتقروه و لم يقدموا له هدية فكان كاصم.

بنو بليعال: إحتقروهإذ حسبوه عاجزاً عن أن يخلصهم ربما لأن سبطه أصغر الأسباط ولأن عشيرته هى الدنيا.المهم أن شاول كان كأصم: إحتمل تعييراتهم وصمت ليحقن الدماء ويمنع قيامثورة داخلية وكان صمته غلبة داخلية. وأظهر الله بعد ذلك نصرته الخارجية على ناحاشالعمونى بعد شهر من الزمان.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى