عهد قديم

الإصحاح الرابع العاشر



الإصحاح الرابع العاشر]]>الإصحاح الرابع العاشر

الآيات (1-4): “ونزلشمشون إلى تمنة ورأى امرأة في تمنة من بنات الفلسطينيين. فصعد واخبر أباه وأمهوقال قد رأيت امرأة في تمنة من بنات الفلسطينيين فالان خذاها لي امرأة. فقال لهأبوه وأمه أليس في بنات اخوتك وفي كل شعبي امرأة حتى انك ذاهب لتأخذ امرأة منالفلسطينيين الغلف فقال شمشون لأبيه إياها خذ لي لأنها حسنت في عيني. ولم يعلمأبوه وأمه أن ذلك من الرب لأنه كان يطلب علة على الفلسطينيين وفي ذلك الوقت كانالفلسطينيون متسلطين على إسرائيل.”

الزواج بأممية ليس بحسبناموس موسى بل هو ضده، إذاً فهى ضد مشيئة الله. فلماذا قيل أن ذلك من الرب = لقدأخطأ شمشون فى طلبه هذا فهو تصرف وفقاً لهواه وإختار إمرأة وثنية لكن الله لأنهيريد تأديب أعداء شعبه ولأن الله قادر أن يجعل كل الأمور تعمل معاً للخير فهو سمحبهذا ليستغله لخير شعبه. وهل شمشون وهو بلا شك قد أخطأ فى هذا الإختيار هل ممكنأنه يرمز للمسيح ككل قاضٍ؟ بلا شك شمشون كان يرمز للمسيح فى أنه 8 هو نزل ليخطب لنفسه إمرأةوثنية. والمسيح نزل لعالمنا ليخطب لهُ من بين الأمم عروساً هى كنيسته، يخطبهالنفسه روحياً  9وكما لم يسترح أبو شمشون لهذه الخطبة لم يسترح الشعب اليهودى لعلاقة المسيح بالأممولم يفهموا أن الأمر من الله.  10 بهذه الخطبة بدأ شمشون فى مضايقة أعداء شعبه. والمسيح حينما بدأيخطب عروسه الكنيسة بدأ يضايق أعداء شعبه (الشياطين) تمهيداً لضربهم تماماً.

والمسيح كان بلا خطيةولكن حمل خطايانا ومات بها على الصليب فهو أدانها على الصليب وحطمها 11 وهكذا شمشون ولكن شمشونكانت لهُ خطاياه فعلاً رمزاً للمسيح الذى وهو بلا خطية صار خطية لأجلنا. وشمشونبموته تحت أنقاض الهيكل الفلسطينى أدينت خطاياه فى جسده الذى مات بسبب الخطية.وكان فى موته هلاك أقطاب الفلسطينيين (16 : 30).

ونلاحظ ان الله لم يريدحرباً عامة ضد الفلسطينيين بل مجرد مضايقتهم وتأديبهم لأن الفلسطينيين لم يحاربواإسرائيل بل عن طريق جبابرتهم إغتصبوا مقتنيات اليهود ووضعوا جزية عليهم فالله يردعليهم بالمثل. لذلك لم يرسل الله قائداً كجدعون. تمنة = 740 قدماً عن سطح البحر.بينما صرعة مدينة شاول إرتفاعها 1500 قدم لذلك قيل ونزل شمشون رمزاً لنزول المسيح.

 

الآيات (5-9): “فنزلشمشون وأبوه وأمه إلى تمنة وأتوا إلى كروم تمنة وإذا بشبل أسد يزمجر للقائه. فحلعليه روح الرب فشقه كشق الجدي وليس في يده شيء ولم يخبر أباه وأمه بما فعل. فنزلوكلم المرأة فحسنت في عيني شمشون. ولما رجع بعد أيام لكي يأخذها مال لكي يرى رمةالأسد وإذا دبر من النحل في جوف الأسد مع عسل. فاشتار منه على كفيه وكان يمشيويأكل وذهب إلى أبيه وأمه وأعطاهما فأكلا ولم يخبرهما انه من جوف الأسد اشتارالعسل.”

الله أعطى قوة لشمشون،وأعطاه هنا أن يختبر قوته فيثق فى نفسه فالله يدربه ليستطيع أن يقف أمامالفلسطينيين. وهكذا صنع الله مع داود. فداود قتل أسداً ودباً فوثق فى إمكانية قتلجلياط الجبار. وكان قتل الأسد وأكل العسل من جوفه تمهيداً للغز الذى حيَّرالفلسطينيين. هنا يظهر شمشون أقوى من الآخرين لأن روح الرب يحركه ويقوده والمسيحلم يكن فى قوته أحد  12 فهو لهُ سلطان على كل شىء حتى الطبيعة وحتى الموت. وشمشون كانيعمل بمفرده كما قيل عن المسيح دُست المعصرة وحدى  13. وهزم شمشون الأسد والمسيح هزم الشيطان الذى يجول كأسد زائر يلتمسأن يبتلع عروسه  14ووالدى شمشون لم يعرفا سر هزيمة الأسد وقتله واليهود للأن لم يعرفا سر الصليب 15 وشمشون مع أبويه نزل إلىكروم تمنة = رمزاً للمسيح الذى نزل لكنيسته الكرمة الحقيقية. ولم يخبر أباه.. بمافعل = ربما تواضعاً. وإذا دبّر من النحل فى جوف الأسد = لقد جفت جثة الأسد سريعاًبسبب الشمس فجاء النحل وعمل فيها خلية. فإشتار منه = أى قشطه بيديه. وكان يمشىويأكل = كان فرحاً لأنه وجد لغزاً يصعب على أحد حلّه وكما فرح شمشون وأكل العسلبعد هزيمة الأسد، هكذا كل من يغلب خطية ما بعد أن يقاومها يصير لهُ هذا فرح ولذة.ويتحول الجافى إلى حلاوة. ويكون الذى يفترس الآخرين لنا شيئاً نأكله. ودائماًفالله يخرج لكنيسته وشعبه حلاوة من كل الضيقات التى يدبرها لها أعدائها لأذيتها.فأعطاهما فأكلا ولم يخبرهما = هو خشىِ أن يخبرهما أن العسل من جثة والناموس يمنعملامسه الميت. وأيضاً خشى أن يخبرهما فهو نذير والنذير لا يليق به لمس جثة ميت.وكذلك حتى لا يفشوا سر الأحجية التى أكتشفها للفلسطينيين. ويسوعنا بعد أن هزم لناإبليس  16قدّم لنا عسل أسرار محبته، محبة الله الفائقة. وأكل والديه من العسل يشير لأنه كانمن بين اليهود  17مؤمنين بالمسيح تذوقوا عسل محبته.

وهناك من تأمل فيما حدثوقال إن شمشون يرمز للشعب اليهودى الذى قتل المسيح وهو الأسد الخارج من سبط يهوذا.فالمسيح هو الأسد هُزِم بالموت ليهزم الموت وبموته إنتصر على الشيطان 18 والرأيان يكمل أحدهماالأخر. ويكون العسل فى فم الأسد هو التعاليم المحيية للمسيح (مز 119 : 103) 19

 

الآيات (10،11): “و نزلابوه الى المراة فعمل هناك شمشون وليمة لانه هكذا كان يفعل الفتيان. فلما رأوهاحضروا ثلاثين من الأصحاب فكانوا معه.”

لماّ رأوه ورأوا قوتهأتو بـ 30 رجلاً لخوفهم منه ليحموا أنفسهم.

 

الآيات (12،13): “فقاللهم شمشون لاحاجينكم أحجية فإذا حللتموها لي في سبعة أيام الوليمة وأصبتموهاأعطيكم ثلاثين قميصا وثلاثين حلة ثياب. و ان لم تقدروا ان تحلوهالي تعطوني انتم ثلاثين قميصا و ثلاثين حلة ثياب فقالوا له حاج احجيتك فنسمعها.”

قميص = صدرية من الكتانكملبس داخلى. حلّة ثياب = خاصة بحضور الولائم والمناسبات عوض الثوب اليومى.

 

آية (14): “فقاللهم من الأكل خرج أكل ومن الجافي خرجت حلاوة فلم يستطيعوا أن يحلوا الأحجية فيثلاثة أيام.”

من الأكل = أى بطنالأسد الذى كان يجب أن يكون قبراً لشمشون خرج أكل = أى عسل الذى صار مصدر حياةوطعام وحلاوة. وهذا فيه إشارة للفلسطينيين الذين كان شمشون سيقف أمامهم وعوضاً أنيقتلوه قتلهم وخلّص شعبه وأعطى شعبه حياة. وتشير أيضاً لصراعنا مع إبليس فاللهيعطينا قوة لننتصر عليه فيكون ما هو سبباً لهلاكنا حلة لتتويجنا. الجافى = المر أوالذى لا يؤنس إليه أو جافى الطباع.

 

الآيات (15-18): “ و كان في اليومالسابع انهم قالوا لامراة شمشون تملقي رجلك لكي يظهر لنا الاحجية لئلا نحرقك و بيتابيك بنار التسلبونا دعوتمونا ام لا. فبكت امراة شمشون لديه و قالت انما كرهتني و لاتحبني قد حاجيت بني شعبي احجية و اياي لم تخبر فقال لها هوذا ابي و امي لم اخبرهمافهل اياك اخبر. فبكت لديه السبعة الايام التي فيها كانت لهم الوليمة و كان في اليومالسابع انه اخبرها لانها ضايقته فاظهرت الاحجية لبني شعبها. فقال لهرجال المدينة في اليوم السابع قبل غروب الشمس اي شيء أحلى من العسل وما اجفى منالأسد فقال لهم لو لم تحرثوا على عجلتي لما وجدتم أحجيتي.”

كان ردهم بهذا الأسلوبالغامض حتى يفهم شمشون أنهم أدركوا الحل بذكائهم وليس من خطيبته الفلسطينية. ولكنشمشون فهم ما حدث فقال لو لم تحرثوا على عجلتى أى لو لم تضغطوا على خطيبتى كمابمحراث حتى يخرجوا ما بداخلها كالأرض المحروثة يظهر ما فى باطنها. ونلاحظ أن إبليسلا يستطيع أن يؤدبنا ما لم يحرث على عجلة شهواتنا وطبيعتنا الفاسدة.

 

آية (19): وحل عليه روحالرب فنزل إلى اشقلون وقتل منهم ثلاثين رجلا واخذ سلبهم وأعطى الحلل لمظهريالأحجية وحمي غضبه وصعد إلى بيت أبيه.

ظهر هنا لماذا كان أمرالخطبة من الله أى بسماح منه، فلقد تحوّلت أفراح أعداء شعب الله لأحزان، فأياّمالفرح السبعة كانت ضيق للمرأة وأسرتها بسبب ضغط الرجال عليهم، وضيق للرجال فهم لايستطيعون حل الأحجية ثم موت 30 رجلاً منهم ولاحظ تكرار القول أن روح الرب يحركهوهذا سر قوته. فإذا سمعنا أن سر قوته فى شعره فهذا لأن الشعر علامة تكريسه وليستالقوة فى شعره بل فى روح الرب الذى يحركه.

 20 من الأكل خرج آكل = هىتشير للمسيح. فالأكل هو الموت الذى ماته المسيح ولكن جاء منه أكُل فالمسيح أعطاناجسده لنأكله (يو 6 : 41). والأمم الوثنية أمنوا فوجدوا حلاوة الحياة من الذى حملجفاوتهم (المر والخل). ومن فم الأسد الميت أى من فم المسيح الذى ربض ونام كأسد خرجدبّر من النحل أى المسيحيين لو لم تحرثوا على عجلتى لما وجدتم أحجيتى = العجلة هىالكنيسة خطيبة المسيح التى صارت لها أسرار إيماننا معلنة لها بواسطة رجلها.فبواسطة تعاليم الرسل والقديسين وخلال كرازتهم إنتشرت أسرار الثالوث والقيامةوالدينونة وملكوت السموات. والوليمة التى عرفت فيها المرأة الأسرار وأذاعتها علىالعالم (30 من الأصحاب) فتمتعوا بحلل الخلاص خلال مياه المعمودية فرقم 30 يشير لسنعماد المسيح. هى نفس الوليمة التى كانت سر هلاك 30 من الغرباء وسلب حللهم. فمايناله كل منا من نعم وبركات خلال عمل المسيح (رمزه شمشون) يُحسب هلاكاً لإبليسوسلباً لممتلكاته التى سبق فإغتصبها. لقد نُزِعَتْ عن إبليس كل إمكانياته بعد أنكان قبلاً كوكب الصبح ومجلسه فى السمويات لينعم الإنسان بإمكانيات سماوية ويرتفعبين الطغمات الملائكية. ولكل مؤمن قوة تناظر قوة شمشون هى قوة الإيمان الذى ينقلالجبال (جبل المقطم) ويهدم الحصون (2كو 10 : 4) وأعظم ما يغيره الإيمان هو أنهيحول القلب المملوء خطية إلى قلب محب لله.

 

آية (20): فصارت امرأةشمشون لصاحبه الذي كان يصاحبه.

فصارت إمراة شمشونلصاحبه = هو صاحب العريس الذى يساعده يوم عُرسِهِ أى إشبينه (يو 3 : 29).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى