عهد قديم

الإصحاح الثانى



الإصحاح الثانى]]>الإصحاح الثانى

 

الآيات (1-5): وصعد ملاكالرب من الجلجال إلى بوكيم وقال قد أصعدتكم من مصر وأتيت بكم إلى الأرض التي أقسمتلآبائكم وقلت لا انكث عهدي معكم إلى الأبد.و انتم فلا تقطعوا عهدا مع سكان هذهالأرض اهدموا مذابحهم ولم تسمعوا لصوتي فماذا عملتم. فقلت أيضا لا اطردهم منأمامكم بل يكونون لكم مضايقين وتكون آلهتهم لكم شركا. وكان لما تكلم ملاك الرببهذا الكلام إلى جميع بني إسرائيل أن الشعب رفعوا صوتهم وبكوا. فدعوا اسم ذلكالمكان بوكيم وذبحوا هناك للرب.

بوكيم = قد تكون بيتإيل (تك 35 : 8). أو هى أى مكان إجتمعوا فيه ثم سمعوا صوت الله فبكوا ويكون المكانقد أخذ أسمه من حادثة بكائهم. ملاك الرب = غالباً هذا يعنى ظهوراً إلهياً لكلمةالله. فكلمة الله الحى هو الذى قاد الشعب إلى الجلجال وهو الذى أتى بهم إلى بوكيم.من الجلجال إلى بوكيم = الآيات هنا من (1-5) هى عتاب من الله للشعب، والله يذكرهمبعمله معهم، وذكره الجلجال هنا ليذكرهم بما حدث فى الجلجال الذى كان أول معسكرللشعب بعد عبوره الأردن حيث قال الله أنه دحرج عنهم عار العبودية (جلجال =متدحرج). والجلجال كانت مركزاً لعمليات يشوع وهذا يذكرهم بعمل الله العجيب فىإنتصاراتهم.

وفى الجلجال إختتنالشعب وهذا يذكرهم بأنهم فى عهد مقدس مع الله وأنهم ملتزمين بالحياة المقدسة. ورمزالحياة المقدسة = لا تقطعوا عهداً مع سكان هذه الأرض، إهدموا مذابحهم حتى لايعبدوا إلهتهم الوثنية ولكنهم عصوا الله = ولم تسمعوا صوتى. ولذلك فالله يوقععليهم تأديبات قاسية = لا أطردهم من أمامكم بل يكونون لكم مضايقين = وكان هذادافعاً لبكائهم وتوبتهم فلا أمل فى رفع غضب الله إلا بالتوبة. وتكون عبارة منالجلجال إلى بوكيم تحمل معنى قيادة الله لهم من ذكرى عمل الله ونعمته إلى التوبةالحقيقية، هو يذكرهم بنعمته ليشكروه ويذكرهم بخطاياهم ليبكوا عليها ويتوبواويطلبوا رحمة الله (أنظروا حكمة الكنيسة فى وضع المزمور 50 مزمور التوبة بعد صلاةالشكر فى كل الصلوات). وهناك عدة ملاحظات على هذا النص:

1. عدم تحريم الشعب الوثنية بل مخالطتهم والتشبهبهم كان ضد وصايا الله. راجع (خر 23 : 33 + 34 : 12-16 + عد 33 : 55 + تث 7 :2،5،16).

مقالات ذات صلة

2.    هذه الآيات، بل هذا الإصحاح فيه ملخص لفكرة سفرالقضاة وفلسفته.

3. بدأ السفر بالإنتصار على أدونى بازق ليبث روحالرجاء ثم يكلمنا الأن عن الدموع والتوبة. فلا يكفى لحياتنا الروحية التهليلبإنتصار حصلنا عليه بل يحب أن نستمر فى حياة التذلل والدموع والجهاد والتوبةونستمر فى الإنتقال من الجلجال إلى بوكيم.

4. الله لا يتغير ولكن الإنسان يتغير ولأن الشعبعوضاً عن أن يطيعوا الله ساروا فى طرق شريرة وعصوا الله، فهم عرضوا أنفسهملتأديبات قاسية، حيث يحل بهم البكاء.وهنا فالإنسان هو الذى غيّر وضعه بالنسبة للهوترك الله وفترت محبته.

5. علينا أن لا نحسب أنفسنا أقوياء. فالشعب حسبواأنفسهم أقوياء وعاشروا الشعوب الوثنية فسقطوا فى وثنيتهم فصاروا فى ضيق عظيم وهكذاكل من يخالف وصايا الله.

6. هم تركوا الشعوب التى قال لهم الرب أن يبيدوهملذلك كانت عقوبتهم هى نفسها خطيتهم أى أن الرب سيترك الشعوب وسطهم لتكون شوكة فىجنبهم. فإذا لم نقاوم الشر فلا نتوقع أن الله يقاومه لنا بل علينا أن نجاهد. وكانحكم الله عليهم بترك هذه الشعوب سبب بكائهم ولكن ترك هذه الشعوب كان لهُ فوائدأخرى فالله لا ينتقم من أولاده بل يؤدبهم ويحول كل شىء لصالحهم.

‌أ.                               كان التأديب لهم ضمان لعدم إنحرافهم فيما بعد.

‌ب.                           وجود هذه الشعوب أعطاهم أن يكونوا مستعديندائماً للحرب. إذاً لا تراخى.

‌ج.                            وجود هذه الشعوب أعطاهم أن يتعلموا فن الحرب.

‌د.                              حتى لا تخلوا الأرض للوحوش فعدد بنى إسرائيلالآن قليل والأرض واسعة وحينما يزداد عددهم يطردوا الكنعانيين تماماً.

7. الطريق للصلح مع الله ورفع التأديبات هو التوبةببكاء ” إرجعوا إلىّ أرجع إليكم ” ولكن للأسف نلاحظ أن الشعب بكوا لكنهملم يتغيروا ولم يغيروا موقفهم.

8.    إقامة عهد مع سكان الأرض الوثنيين يُحسب زنا،فالله يريدنا فى عهد معه وحدهُ.

9. الله يقدس الحرية الإنسانية وإذ أقام الشعب عهدمع الوثنيين ترك لهم الوثنيون فى الأرض. ألم يطلبوا هم ذلك !! دعهم يجنون ثمارطلبهم ” يعطيك الرب حسب قلبك”.

10.لكن الله المحب نجده هنا يعاقب ليجذبهم للتوبةمحركاً قلوبهم ليستميلها.

 

الآيات (6-10): وصرفيشوع الشعب فذهب بنو إسرائيل كل واحد إلى ملكه لأجل امتلاك الأرض. وعبد الشعب الربكل أيام يشوع وكل أيام الشيوخ الذين طالت أيامهم بعد يشوع الذين رأوا كل عمل الربالعظيم الذي عمل لإسرائيل. ومات يشوع بن نون عبد الرب ابن مئة وعشر سنين. فدفنوهفي تخم ملكه في تمنة حارس في جبل افرايم شمالي جبل جاعش. وكل ذلك الجيل أيضا انضمإلى آبائه وقام بعدهم جيل أخر لم يعرف الرب ولا العمل الذي عمل لإسرائيل.

واضح أن كاتب هذهالآيات هو نفسه كاتب الآيات (يش 24 : 29-31) وهذا للربط بين سفر يشوع وسفر القضاةفهى سلسلة واحدة من أعمال الله مع شعبه. ونلاحظ هنا أن الشعب تحت قيادة يشوع أوالشيوخ الذين رأوا أعمال الرب معهم. كان الشعب يعبد الرب ولكن حينما اتى شيوخكرؤساء على الشعب لم يروا اعمال الرب عبد الشعب البعل. وهذه صورة للكنيسة التىتسلم قيادتها للمسيح ويكون لها أباء لهم خبرة روحية وقد تلامسوا مع المسيح فتحياهذه الكنيسة فى حياة مقدسة وتوبة مستمرة فدفنوه فى تخم ملكه = هذه الآية تكشف عنالإيمان بالقيامة وميراث الحياة الأبدية. تمنة حارس = كان أسمها قبل ذلك تمنة سارحوتلاعب الشعب باللفظ وجعلوه حارس عوضاً عن سارح فكلمة حارس معناها شمس، وهم رسمواشمساً على قبر يشوع تذكاراً لحادثة وقوف الشمس بحسب طلبه.

 

الآيات (11-23): “وفعل بنوإسرائيل الشر في عيني الرب وعبدوا البعليم.و تركوا الرب اله آبائهم الذي أخرجهم منارض مصر وساروا وراء إلهة أخرى من إلهة الشعوب الذين حولهم وسجدوا لها وأغاظواالرب. تركوا الرب وعبدوا البعل وعشتاروث. فحمي غضب الرب على إسرائيل فدفعهم بايديناهبين نهبوهم وباعهم بيد أعدائهم حولهم ولم يقدروا بعد على الوقوف أمام أعدائهم.حيثما خرجوا كانت يد الرب عليهم للشر كما تكلم الرب وكما اقسم الرب لهم فضاق بهمالأمر جدا. وأقام الرب قضاة فخلصوهم من يد ناهبيهم. ولقضاتهم أيضا لم يسمعوا بلزنوا وراء إلهة أخرى. و سجدوا لها حادواسريعا عن الطريق التي سار بها آباؤهم لسمع وصايا الرب لم يفعلوا هكذا. وحينما أقامالرب لهم قضاة كان الرب مع القاضي. و خلصهم منيد أعدائهم كل أيام القاضي لان الرب ندم من اجل أنينهم بسبب مضايقيهم وزاحميهم.وعند موت القاضي كانوا يرجعون ويفسدون اكثر من آبائهم بالذهاب وراء إلهة أخرىليعبدوها ويسجدوا لها لم يكفوا عن أفعالهم وطريقهم القاسية. فحمي غضب الرب علىإسرائيل وقال من اجل أن هذا الشعب قد تعدوا عهدي الذي أوصيت به إباءهم ولم يسمعوالصوتي. فأنا أيضا لا أعود اطرد إنسانا من أمامهم من الأمم الذين تركهم يشوع عندموته. لكي امتحن بهم إسرائيل أيحفظون طريق الرب ليسلكوا بها كما حفظها آباؤهم أملا. فترك الرب أولئك الأمم ولم يطردهم سريعا ولم يدفعهم بيد يشوع.”

نجد هنا ملخصاً لكل سفرالقضاة ومعاملات الله مع الشعب. فقد نسى الجيل الجديد أعمال الله مع أبائهمفإرتدوا للعبادة الوثنية لما فيها من لذات. فأغاظوا الرب الذى حمى غضبه عليهم =الله لا ينفعل ويغتاظ مثل البشر فهو محبة مطلقة، بل هو فى محبته يغير علينا ويودان يضمنا إليه كعروس يفيض علينا من حبه، وإغاظة الله تعنى تهاوننا فى قبول حبه.وغضبه يشير لسقوطنا تحت عدله الإلهى نجنى ثمر خطايانا فيبدو الله كغاضب. ومع هذافى محبته حين كانوا يرجعون إليه كان يرجع إليهم ويرسل لهم قضاة يخلصونهم من يدناهبيهم. هذه هى قصة سفر القضاة بل قصة حياتنا، فنحن حين ننسى معاملات الله معنالنسلك حسب أهوائنا نخضع لثمر شرنا فنتألم ونصرخ وحين نصرخ ينجى الله ولكننا للأسفنعود مرة أخرى وننسى الرب ونتعدى عهده.

عبادة البعل:

البعل إله كنعانى وجمعبعل هو بعليم. ومعنى كلمة بعل = سيد أو رب أو زوج. وكانت زوجة البعل الإلهةعشتاروت. هو إله الشمس وهى إلهة القمر. وكان البعل هو إله الخصب ورب المزارعوالمهتم بالحيوانات. وكانت النساء يعجن لعشتاروت فطيراً (أر 7 : 18) يرسم عليهصورة القمر. وكان عابدى الوثن يحسبن البعل أباً لهم وعشتاروت أماً لهم. وكانوايقدمون لهما من أطفالهم ذبائح ومحرقات.

وكانت تماثيل هذه الأصنامتصنع من نحاس أجوف تشعل داخله النيران حتى يحمر وتلقى الأم رضيعها على يديهفيحترق. وتضرب الطبول بشدة حتى لا تُسمع صرخات الرضيع وهو يحترق. وكان كهنة هذهالأوثان يخدعون الناس بسحرهم وشعوذتهم وكان هناك ناذرات أنفسهن للزنى فى هذهالهياكل (بل يوجد رجال مأبونون لهذا الغرض) وكان هذا الزنى جزء من طقوس العبادة.لذلك قيل أن العبادات الكنعانية لم يكن مثلها فى رجاساتها وفى قتلها للعواطفالبشرية واستحقوا حكم الله عليهم.

القضاة:

إختار الله بعض الضعفاءليخلصوا الشعب فيظهر أن القوة هى قوة الله وليست قوتهم.

1)                            عثنيئيل = كان الأخ الأصغر لكالب.

2)                            إهو بن جيرا = كان رجلاً أعسر (يستخدم يدهاليسرى).

3)                            شمجر بن عناة = كانت كل عدته منساس بقر (أدواتهالحربية).

4)                            دبورة = إمرأة ضعيفة.

5)                            باراق = طلب من دبورة المرأة الضعيفة أن تكونلها القيادة.

6)                            جدعون = عشيرته هى الذلّى فى منسى وهو الأصغر فىبيت أبيه وعدته الحربية أبواق وجرار.

7)                            يفتاح = من نسل إمرأة زانية ومضطهد ومطرود منإخوته.

8)                            شمشون = يستخدم لحى حمار ليقتل بها 1000 رجل.

ولاحظ أن الله يخفض جيشجدعون ليصبح 300 رجل فقط. الله يريدنا أن نعرف أن فضل القوة التى فينا هى لله لامنّا حتى لا ننتفخ وقبل السقوط الكبرياء (2كو 4 : 7).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى