عهد قديم

الإصحاح السادس عشر



الإصحاح السادس عشر]]>الإصحاحالسادس عشر

 

إغتصاب الكهنوت

رأينا فى الإصحاح السابق أمانة الله فىوعوده وها نحن نرى هنا تمرد البشر ضد نظام وضعه الله. ورأينا سابقاً تذمر الشعبلكن ها نحن نرى تذمر اللاويين والرؤساء وغالباً فهذه الفتنة مركبة فقورح هو لاوىمن القهاتيين. أما داثان وأبيرام فهم أولاد اليآب بن فلو بن رأوبين (عد 5:26-9)وكان قورح وهو لاوى يطلب كهنوتاً ويبدو أن قورح كان زعيماً ذو مكانة وشخصية مؤثرةفهو إستطاع أن يؤثر على 250 رئيس للجماعة، وهذا يوضح أن الشيطان يعمل جاهداً علىإستغلال الكفاءات الكبيرة وذوى المواهب. وطلب قورح مع جماعته الـ 250 لاوى أنيكونوا كهنة. أما داثان وأبيرام وهم من سبط رأوبين فغالباً غاروا من سبط يهوذالأنه فى المقدمة وهم يعتبرون أنفسهم أولاد رأوبين البكر وهم أحق بالرئاسة فهميطلبون سلطة زمنية. وكان القهاتيين مجاورين للرأوبينيين فإتحدث المجموعتان فى تحدىسلطة موسى الدينية والمدنية.

وقد حدث بعد ذلك أن غضب الله حينما قدمشاول ذبيحة ثم غضب على عزيا الملك وضربه لنفس السبب. المهم أننا أمام حالة طمع فىمناصب أعلى ومواهب أعلى فقورح كان لهُ عمل لكنه طمع فى عمل موسى وهرون. ونحن كخداملله علينا أن نكون أمناء فى القليل الذى أعطاه لنا الله دون أن نحسد الآخرين ونطمعفى خدمتهم. وخطورة الحسد لكلٍ دوره خدمته ولا يجب أن يطمع فى دور الآخر أنه يؤدىلعمى الروحى والذهنى فقد رأى هؤلاء الحاسدين أن موسى الحليم رأوه أنه تسلط ومرتفع.والـ 250 قد يكونوا من أسباط إسرائيل وكلهم من الرؤساء الطالبين أن يكون الكهنوتلهم. أو أن يكون الكهنوت فى كل أسرة كما كان من قبل (نظام البطاركة) حين كان رب كلأسرة هو كاهنها. وذلك يفسر وجود مجامر معهم. وربما مارسوا بها الكهنوت قبل أن يحددالله سبطاً وأسرة بعينها هى أسرة هرون للكهنوت.

وربما مارسوا الكهنوت فعلاً كل فى بيتهقبل هذه الثورة العامة الرافضة النظام الله.

ولنلاحظ أن عامة الشعب تذمروا بسبببطونهم (لحم / بصل…) أما الرؤساء فهم يضربون بضربة أمر وهى الكبرياء ولهذا تعرفالكبرياء بأنها الصعود إلى أسفل.

آية1:-

يذكر هنا إسم أون بن فالت ولايذكر بعد ذلك فربما قدم توبة

آية2:-

من بنى إسرائيل = هذا ما يجعلنا نفهم أنالثورة كانت تشمل رؤساء من كل الأسباط تأثروا بثورة قورح وداثان وأبيرام. مدعوينللإجتماع = تعنى منتخبين

آية3:-

هذا الكلام يشبه من يقول الآن “كلنا ملوك وكهنة فلماذا يرتفع الكهنة علينا”

وهؤلاء لم يفهموا أن الكهنوت والخدمةعموماً إتضاع وليس إرتفاع فالخادم الحقيقى متضع يبحث عن الخدمة ويلجأ لله فىالصلاة لا يشغله منصب ولا رئاسة. وإن أختير للرئاسة يفهم أنها مسئولية سيدينه اللهعليها وليست منصباً يتباهى به. أما الخادم المزيف فيطلب مجد نفسه ويكون هذا بذراعبشرى كما حدث هنا. أما الخادم الحقيقى فهو يلجأ لله ليحكم لهُ فى الظلم الواقععليه. الخادم الحقيقى متضع والخادم المزيف متكبر.

آية4:-

هنا يظهر موسى كخادم حقيقى فهو سقطعلى وجهه أمام الله ليحكم لهُ

آية7:-

كفاكم يا بنى لاوى = هذه رد على قولهم لموسىوهرون (3) كفاكما

آية9:-

إذاً لكل واحد خدمته وعليه أن يقوم بهابأمانة

آية11:-

هذه صفة أخرى للخادم الحقيقى فالتذمر منالشعب ليس هو ضد الخادم بل ضد الله

آية12:-

داثان وأبيرام فى كبريائهما رفضا أنيذهبا ليقابلا موسى

آية13:-

أصعدتنا من أرض تفيض لبناً وعسلاً = يقصدون مصر وهم هنا يسخرونمن أن الرب وصف أرض الميعاد بأنها تفيض لبناً وعسلاً فهم يصفون أرض العبوديةبأوصاف أرض الميعادبينما مصر مشهورة بالبصل والثوم. وهؤلاء ظنوا أنهم سيبقون فىالبرية إلى الأبد.

آية14:-

هل تقلع أعين هؤلاء القوم = لها معنيين الأول أنه بعدأن أحضرتنا لهذا القفر لم يبق لك أن تفعل سوى هذا والثانى أنك جعلت القوم كالعميانيسيرون وراءك كيفما شئت

آية15:-

موسى هنا فى غيظه يظهر كمدافع عن الكهنوتكنظام إلهى يحاولون إغتصابه. وقوله لا تلتفت إلى تقدمتهما = إشارة لحادثةرفض قرابين قايين وموسى هو كاتب القصة ودليل أن موسى لم يغتاظ لأجل كرامته أنه عادوتشفع لهم.

آية19:-

قورح يجمع كل الجماعة ليساندوه. وهذهغباوة فهل يقووا على الله

آية25،24:-

حينما عَلِمَ موسى بنيه الله فى ضربالمتمردين ذهب هو لداثان وأبيرام اللذان سبقا فرفضاهما الذهاب لموسى. وهذا منتواضع موسى ومحبته وهنا يعطيهم فرصة أخيرة إعتزلوا = حين نعتزل الأشراروشرهم ننجو من مصيرهم.

آية30:-

هبطوا أحياء إلى الهاوية= الهاوية هنا تشير إلىالمكان أو يصير تحت الأرض قبراً لهم ولا تشير الجحيم. فهو قال وكل ما لهم.والمنازل والأمتعة لا تذهب للجحيم قد إزدروا بالرب = فمن يعتدى على نظاموضعه الله يزدرى بالله

آية35:-

النار أكلت قورح وكل من بخر بإستخدامالمجمرة ولكن فى آية (31) قوله كل من كان لقورح = يعنى كل من سار وراء فتنةقورح

فنحن هنا أمام عقوبتين النار أكلت منإغتصب الكهنوت والأرض فتحت فاها لمن دخله الكبرياء النار كانت لقورح. وفتح الأرضفاها لداثان وأبيرام وأولادهم وكل مالهم

ويبدو أن قورح خلال هذه الفتنة كان لهُإقامة وسكن عند داثان وأبيرام بدون زوجته وأولاده فأولاد قورح لم يهلكوا فى هذهالفتنة فهم بالتأكيد أبرياء ورفضوا خطية أبيهم قورح. بل تكون من أولادهم مغنين فىالهيكل ولهم مزامير (راجع 11:26) لكن أولاد داثان وأبيرام ما توامع أبائهم. اللهوحده يعلم القلوب ويعرف من يُضْرَبْ ومن ينجو من العقاب. وهذا رد آخر على تحملالأبناء لذنوب أبائهم (راجع تث 6:11 + مز 18،17:106) ولاحظ هلاك كل واحد بالعنصرالذى أخطأ به. فقورح قدم ناراً فى مجمرته فإحترق بنار وداثان وأبيرام إرتفعابقلبيهما فى كبرياء فسقطوا تحت الأرض وشابهوا الشياطين فالشياطين هم من يهبطوا تحتالأرض. والعكس فمزامير أولاد قورح كلها فرح فهم لم يقاوموا كأبيهم.

آية37:-

الله يكلف العازار بجمع المجامر ولم يكلفهارون فهارون لا يجب أن يتنجس بلمسه الموتى.

آية38:-

المجامر كانت تذكارات لعقوبات الرب كماكان قسط المن تذكاراً لإحساناته.

لذلك يقول بولس الرسول ” أنظروالنهاية سيرتهم (عب 7:13). ولاحظ أن الله يعتبر أن حتى هذه المجامر لأنه قد قُدَمفيها بخور لإسمه فهى قد تقدست

صارت قصة قورح وداثان وأبيرام عبرة حتىأن بنات صلغماد قالوا نحن لمسنا من أولادهم

آية41:-

الجماعة كلها تتذمر على موتهم مما يكشفعن مدى تأثيرهم. والعجيب أنهم لم يرتدعوا فطبيعة الإنسان أنه دائم التذمر.

الآيات 46-48:-

موسى يشفع فى شعبه. وهرون يبخر بسرعة وسطالجماعة ليتوقف الوبأ ونرى هنا أن مجد الرب قد ظهر بنفس الطريقة التى ظهر بهاسابقاً يوم تكريس هرون (لا23:9)

وهو يظهر هنا ليثبته فى عمله أمام هؤلاءالمتذمرين. وهنا هرون وقف رمزاً للمسيح حين وقف بين الأحياء والأموات. وهاهم المتذمرين قد إتهموا موسى وهرون بأنهم يريدون قتلهم وإحتقروا كهنوت هرون ولكنهنا نجد هرون هو الذى أنقذهم بكهنوته.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى