عهد قديم

الإصحاح الخامس والعشرون



الإصحاح الخامس والعشرون]]>الإصحاح الخامس والعشرون

 

فى إصحاح 23 كان الحديث عن الأعياد وفىإصحاح 24 كان الحديث عن وسائل الفرح، الزيت والإشتراك فى الخبز. وهنا نجد الحديثعن الحرية.

 

الأيات 1 – 7 :- و كلم الرب موسى في جبل سيناء قائلا. كلم بني اسرائيل و قللهم متى اتيتم الى الارض التي انا اعطيكم تسبت الارض سبتا للرب. ست سنين تزرع حقلكو ست سنين تقضب كرمك و تجمع غلتهما. و اما السنة السابعة ففيها يكون للارض سبت عطلةسبتا للرب لا تزرع حقلك و لا تقضب كرمك. زريع حصيدك لا تحصد و عنب كرمك المحول لاتقطف سنة عطلة تكون للارض. و يكون سبت الارض لكم طعاما لك و لعبدك و لامتك و لاجيركو لمستوطنك النازلين عندك. و لبهائمك و للحيوان الذي في ارضك تكون كل غلتها طعاما.

وكلم الرب موسىفى جبل سيناء = كان قبلاً يكلمه من خيمة الإجتماع وذلك لأن الكلام كان مختصاًبالعبادة وهنا نجد الكلام عن الأرض فالله يريد أن يعلن أنه ملك الأرض كلها وهوالذى سيعطى لشعبه قسماً من الأرض ليسكنوا فيه تحت رعايته وهو ينظم حياتهم فيها.وكونه أنه يحدد أن الكلام كان على جبل سيناء فالمقصود أن للرب الأرض وملؤها. وهوكمالك يوزع أرضه له شروطه. وهو يضع هذه الشروط فى هذا الإصحاح.

مقالات ذات صلة

شريعة السنة السابعة

إهتم الله بحفظناللسبت لتقديس بقية أيام الأسبوع. وبنفس الفكر إهتم أن تحفظ سبوت السنوات أى السنةالسبتية أو السنة السابعة، وفى هذه السنة لا يجوز زرع الأرض أو حصدها، حتى الأشجارالمثمرة، وقد سُمِح بالزراعة فى حدود تقديم الجزية أو الضريبة، وأيضاً ما هو للتقدماتكحزمة الترديد ورغيفى التقدمة وخبز الوجوه. آية (3) قضب الكرم = تقليمه

وغاية السنةالسبتية

أ‌-                 ناحية زراعية :- فهذه الأرض غير وادى النيل الذى كانوايزرعونه سنوياً لخصوبته، أما أرض فلسطين فتحتاج أن تترك فترة لتستعيد قوتها ولاتستهلك

ب‌-             من الجانب الإنسانى والإجتماعى :- ففى هذه السنة يشتركالكل غنى وفقير وغريب بغير خجل. فأى إنسان له الحق أن يدخل أى أرض ويأكل. وصاحبالأرض كان يأخذ منها ما هو لأكله فقط وليس للتخزين (لا يجمع منه فى مخازن). ولاحظأن هذا هو نظام الكنيسة الأولى أى الشركة

ت‌-             من الناحية الروحية :- فهذه السنة ليست للكسلولكن لقراءة الكتاب المقدس، بل كانت تعقد جلسات ويقرأ الملك بنفسه وسط الشعب.وهناك صلوات وتسابيح. فضلاً عن أنها تذكار للراحة الأولى فى الفردوس والراحةالموعود بها (عب 4 : 9) فهى سنة راحة للرجل وعائلته وحتى العبيد والأجراء والغريببل والحيوانات

ث‌-             من الناحية الإيمانية :- هى درس فى الإيمان فاللهيشبعهم ويزيد غلتهم ومن هنا يفهمون أن البركة ليست معناها كثرة العمل بل رضا اللهعليهم.

 

آية 5 :- زريعحصيدك لا تحصد و عنب كرمك المحول لا تقطف سنة عطلة تكون للارض.

زريع حصيدك لاتحصد = من آية (6) نفهم أن الحصاد كان مسموحاً به للأكل فقط وليس للخزين.والزريع هو ما ينمو دون أن يزرعوه بسب بسبب سقوط بعض البذار عفواً على الأرض أو هوما تخلف من العام الماضى ونما فى السنة السابعة. أو يكون خلفه لما حصد من الثمار. وعنبكرمك المحول = أى الباقى على الكرم من الحول (العام) الماضى

 

آية 6 :- ويكون سبت الارض لكم طعاما لك و لعبدك و لامتك و لاجيرك و لمستوطنك النازلين عندك.

سبت الأرض طعاماً = أى حاصلات مدةسبت الأرض يمكن أن تؤكل.

 

الأيات 8 – 22 :-و تعد لك سبعة سبوت سنين سبع سنين سبع مرات فتكون لك ايام السبعة السبوتالسنوية تسعا و اربعين سنة. ثم تعبر بوق الهتاف في الشهر السابع في عاشر الشهر فييوم الكفارة تعبرون البوق في جميع ارضكم. و تقدسون السنة الخمسين و تنادون بالعتقفي الارض لجميع سكانها تكون لكم يوبيلا و ترجعون كل الى ملكه و تعودون كل الىعشيرته. يوبيلا تكون لكم السنة الخمسون لا تزرعوا و لا تحصدوا زريعها و لا تقطفواكرمها المحول. انها يوبيل مقدسة تكون لكم من الحقل تاكلون غلتها. في سنة اليوبيلهذه ترجعون كل الى ملكه. فمتى بعت صاحبك مبيعا او اشتريت من يد صاحبك فلا يغبناحدكم اخاه. حسب عدد السنين بعد اليوبيل تشتري من صاحبك و حسب سني الغلة يبيعك.على قدر كثرة السنين تكثر ثمنه و على قدر قلة السنين تقلل ثمنه لانه عدد الغلاتيبيعك. فلا يغبن احدكم صاحبه بل اخش الهك اني انا الرب الهكم. فتعملون فرائضي وتحفظون احكامي و تعملونها لتسكنوا على الارض امنين. و تعطي الارض ثمرها فتاكلون للشبعو تسكنون عليها امنين. و اذا قلتم ماذا ناكل في السنة السابعة ان لم نزرع و لمنجمع غلتنا. فاني امر ببركتي لكم في السنة السادسة فتعمل غلة لثلاث سنين. فتزرعون السنة الثامنةو تاكلون من الغلة العتيقة الى السنة التاسعة الى ان تاتي غلتها تاكلون عتيقا.

شريعة سنة اليوبيل

كما يقدس الإنسان اليومالسابع ليبارك الرب كل أيام الأسبوع والشهر السابع ليبارك كل الشهور والسنةالسابعة ليبارك الست سنوات الأخرى، فإنه يقدس أيضاً السنة الخمسين التى تأتى بعد 7سبوت سنين (49 سنة) لذلك يعتبر هذا العيد “اليوبيل” هو كمال النظام السبتىالذى وضعه الرب.

+ وكلمة يوبيل من أصل يونانىوتعنى “قرن الكبش” إذ كان يعلن عنها خلال النفخ فى بوق فى اليوم العاشرمن الشهر السابع فهى تبدأ بيوم الكفارة وكانوا يعلنون عنها بالنفخ فى الأبواق فىكل أنحاء البلاد بعد إنتهاء مراسيم يوم الكفارة. بل غالباً ما كان رئيس الكهنةينفخ فى البوق ويليه الكهنة ثم ينتشر النفخ فى الأبواق بين كل الشعب، كل ينفخ 9مرات.

+ ودعى هذا العيد بسنة العتق(حز 46 : 17) ففيه يتم عتق العبيد ويرجع كل لأهله والأراضى المرهونة تعود لأصحابهاوالدائنون يعفون عن المديونين

 

المعنىفى العهد الجديد

راجع أش 61 : 1، 2 + لو 4 :17 – 19. فالسنة المقبولة هى سنة اليوبيل ولاحظ أن الآية قد قسمها السيد المسيحففى إشعياء يقول “لأنادى بسنة مقبولة للرب وبيوم إنتقام لإلهنا لأعزى كلالنائحين”. أما السيد المسيح حين قرأها توقف عند “وأكرز بسنة الربالمقبولة” وهذا يدفعنا لأن نفهم أن هناك سنة مقبولة عند مجئ المسيح الأولوسنة مقبولة عند مجئ المسيح الثانى، أى يوبيل أول ويوبيل ثانى

اليوبيل الأول (مجئ المسيح الأول)

أتى المسيح ليحررنا من الخطيةونتائجها وسلطانها ويحررنا من يد إبليس. وهو أتى لا ليدين بل ليعطى كل واحد فرصةللتوبة والرجوع (عب 3 : 13 – 15) لذلك هو توقف عند “أكرز بسنة مقبولة”ولم يقرأ “وبيوم إنتقام لإلهنا” وحين أتى حررنا وأرسل تلاميذه كأبواقينشرون الكرازة فى كل العالم. ولاحظ أن اليوبيل كان يأتى بعد الكفارة مباشرة وهكذافالكرازة بالإنجيل بدأت بعد الصليب. فنحن حصلنا على الحرية بالصليب حين فكنا وليناودفع دمه ثمناً لذلك. وكانوا فى اليوبيل، يعيد الشارى كل ما إشتراه وهذا يجعلنانفهم ما عناه بولس الرسول “فليكن من يشترى كأنه لا يشترى…. بهذه الروحينبغى أن نحيا حتى مجئ اليوبيل الثانى

اليوبيل الثانى (مجئ المسيح الثانى)

هنا يأتى المسيح ليدين”يوم إنتقام إلهنا” هذا للأشرار ولكن للتائبين نسمع “لأعزى كلالنائحين”. فهناك فى المجئ الثانى فداء آخر يسميه بولس الرسول “فداءالأجساد” رو 8 : 23 حين نترك هذا الجسد الذى سكنت فيه الخطية ونحصل على الجسدالممجد. ويمسح الله هناك كل دمعة من عيوننا ويعزى كل النائحين الذين عاشوا غرباءيشترون كأنهم لا يشترون. اليوبيل الثانى هو ما أسماه الرسول “أزمنة رد كلشئ” أع 3 : 21

 

آية 9 :- ثم تعبر بوق الهتاف في الشهر السابع في عاشر الشهر في يومالكفارة تعبرون البوق في جميع ارضكم.

فى يوم الكفارة = فى يومالكفارة يسامحهم الله على خطاياهم وهم بالتالى عليهم أن يعتقوا إخوتهم من ديونهمكما عتقهم الله.

 

آية 10 :- وتقدسون السنة الخمسين و تنادون بالعتق في الارض لجميع سكانها تكون لكم يوبيلا وترجعون كل الى ملكه و تعودون كل الى عشيرته.

ترجعون كل إلىملكه = فيستقر النسب ويعرف كل واحد نسبه حتى حين يأتى المسيح يتحقق الكلأنه نسل داود. وحتى يحيا إخوتهم أحراراً فهكذا خلقهم الله. “إن حرركم الإبنفبالحقيقة تكونون أحراراً”

 

آية 11 :- يوبيلاتكون لكم السنة الخمسون لا تزرعوا و لا تحصدوا زريعها و لا تقطفوا كرمها المحول.

الأرض لا تزرع فىسنة اليوبيل مثل السنة السبتية.

ملحوظة :- كل واحد يرجعإلى ملكه وإلى أرضه. وتكون سنة راحة بلا عمل أى من رهن أرض يستردها فى سنةاليوبيل. وهذا له أسباب

أ‌-                 الأرض هى ملك للرب، هو قسمها ووهبها لشعبه ليستغلها شعبه ولكن ليسعلى حساب إخوتهم الفقراء. فالله هو الذى قسم وهو يريدها هكذا.

ب‌-             ليشعر الغنى مهما أغتنى أنه سيأتى وقت يترك فيه الأرض كلها بماعليها. فليترك هو نصيب إخوته الفقراء بإرادته قبل أن يترك كل شئ بغير إرادته

ت‌-             تحمل السنة اليوبيلية ظلاً للحياة الأبدية فلا غنى ولا فقير وفى راحةكاملة.

 

آية 12 :- انهايوبيل مقدسة تكون لكم من الحقل تاكلون غلتها.

من الحقل تأكلونغلتها = يستعمل الحقل للأكل وليس للخزين.

 

آية 14 :- فمتىبعت صاحبك مبيعا او اشتريت من يد صاحبك فلا يغبن احدكم اخاه.

من الواضح أنالله عادل ولا يرضى أن يستغل أحد محبته ووصاياه فهذه الوصية لمن يفكر بخبث أن يبيعأرضه أو يرهنها قبل اليوبيل مباشرة حتى يستردها فى اليوبيل مجاناً. فالله يشرعبالمحبه لكن بالعدل.

 

آية 15 :- حسبعدد السنين بعد اليوبيل تشتري من صاحبك و حسب سني الغلة يبيعك.

يقدر ثمن البيعوالشراء بحسب المدة الباقية لحلول اليوبيل. وعلى الشارى أن لا يغبن البائع نظراًلظروفه الصعبة فيقدم ثمنا بخساً. بل على حسب سنى الغلة = فالأرض لا تباع بلالذى يباع هو الغلة. أى بقدر عدد السنين التى قبل اليوبيل. كأن البيع واقعاً هونوع من التأجير

 

آية 16 :- علىقدر كثرة السنين تكثر ثمنه و على قدر قلة السنين تقلل ثمنه لانه عدد الغلات يبيعك.

على قدر السنينالباقية على اليوبيل يكون ثمن الأرض فلو كان الباقى كثيراً زاد ثمنها والعكس. وإذافهمنا هذه الآية روحياً فاليوبيل يشير لمجئ المسيح الثانى فكلما إقترب موعد مجيئهتقل قيمة ما نملك ويكون من يشترى كأنه لا يشترى ومن يبيع كأنه لا يبيع”والذين يشترون كأنهم لا يملكون والذين يستعملون هذا العالم كأنهم لايستعملونه 1كو 7 : 30، 31

 

آية 17 :- فلايغبن احدكم صاحبه بل اخش الهك اني انا الرب الهكم.

بل إخش إلهك = ليكن التعامللاعلى أساس الحصول على أكبر مكسب بل على أساس خشية الرب. وكأن كل ظلم لإخوتنا هوإهانة للرب نفسه الذى يدافع عن المظلومين.

 

آية 18 :- فتعملونفرائضي و تحفظون احكامي و تعملونها لتسكنوا على الارض امنين.

تسكنوا على الأرضآمنين = الإنسان بنظرته الضيقة يتصور أنه كلما عمل أكثر إزدادت ثروته. ولكنهناك عوامل ليست فى يد الإنسان بل فى يد الله “الجو / الأوبئة / أمراض النبات/ الجراد / المطر / الأعداء والذين يحاربونهم…. الخ” وكل هذه لا تصيبهم إذاكان الله يحميهم بشرط أن يلتزموا بوصاياه ومنها الإلتزام بالسنة السبتية واليوبيلبلا زراعة.

 

الأيات 20 – 22:- و اذا قلتم ماذا ناكل في السنة السابعة ان لم نزرع و لم نجمع غلتنا. فانيامر ببركتي لكم في السنة السادسة فتعمل غلة لثلاث سنين. فتزرعون السنة الثامنة وتاكلون من الغلة العتيقة الى السنة التاسعة الى ان تاتي غلتها تاكلون عتيقا.

هم لهم سابق خبرةفى هذا الموضوع، فالله كان يعطيهم من المن يوم الجمعة ما يكفيهم يومى الجمعةوالسبت ولا ينتن. فإن لم يزرعوا السنة السابعة يعطيهم الله فى السنة السادسة مايكفيهم للسنة السادسة والسابعة و الثامنة أى ثلاث سنوات. وإذا كان هناكيوبيل فهم لا يزرعون سنتين متتاليتين (ال 49، 50) فيعطيهم الله أيضاً ما يكفى للتاسعةهنا يظهر الجانب الإيمانى والثقة فى أن الله يعولهم ببركته أكثر من عملهم

 

الأيات 23 – 28:- و الارض لا تباع بتة لان لي الارض و انتم غرباء و نزلاء عندي. بل في كل ارضملككم تجعلون فكاكا للارض. اذا افتقر اخوك فباع من ملكه ياتي وليه الاقرب اليه ويفك مبيع اخيه. و من لم يكن له ولي فان نالت يده و وجد مقدار فكاكه. يحسب سني بيعهو يرد الفاضل للانسان الذي باع له فيرجع الى ملكه. و ان لم تنل يده كفاية ليرد لهيكون مبيعه في يد شاريه الى سنة اليوبيل ثم يخرج في اليوبيل فيرجع الى ملكه.

 

شريعة بيعالأراضى

الأرض هى للرب.وهو وزعها عن طريق موسى ويشوع على شعبه. موسى وزع لأسباط رأوبين وجاد ونصف سبطمنسى ويشوع وزع للباقى لذلك لا يجوز لأحد أن يبيع أرضه. وحتى لا يطمع أحد أن يزيدأملاكه على حساب الباقين أش 5 : 8 ولذلك كان على كل سبط أن يحتفظ بما قسمه له اللهكعلامة لتعلق القلب لا بهذه الأرض بل بالحياة الأبدية وهذا ما ظهر بوضوح فى قصةآخاب الملك مع نابوت اليزرعيلى الذى عرض حياته للموت ولم يسلم بستان أبائه. فاللهقسم لهم الأرض وأقام هو وسطهم (فى الهيكل) فكان من يبيع أرضه كمن لا يهتم بأن يقيممع الله أو كمن يريد أن ينفصل عن الله.

 

آية 24 فكاكاً= إذ أضطر أحد أن يبيع أرضه لظروف مادية صعبة ثم توفر له من المال ما يمكنه أنيسترد به أرضه قبل اليوبيل فما كان على المشترى أن يمتنع. بل يفك الأرض مباشرة وفىأى وقت يأتى صاحبها بالمال.

 

آية 25 وليهالأقرب = إذ لم يستطع هو فك أرضه فليفكها أقرب واحد له. هذا ما حدث فى قصةبوعز وراعوث وإن رفض أقرب ولى له، يفكه من هو بعده. ويستطيع الولى أو من هو بعدهفى أى وقت أن يفك الأرض بعد أن يدفع الثمن الذى يتناقص مع مرور السنوات لأجلإستغلال المشترى للأرض. وإن لم يستطع أحد فكها ترد فى اليوبيل مجاناً.

 

آية 27 يتناقصثمن الأرض مع الزمن لإستغلال الشارى لها ولغلتها.

 

آية 28 يكونمبيعه = أى الأرض التى باعها

ونحن قد فقدناميراثنا الأبدى بسبب فقرنا للأمانة مع الله وسقوطنا فى الخطية ولم يستطع وليناالأول وهو الناموس فكاكنا. ولما جاء المسيح ولينا وهو قريب لنا فهو من جسدنا،لحماً ودماً، هو فكنا ودفع دمه ثمناً لنا وحررنا وأعادنا إلى أرضنا. وفى يومالخمسين حل الروح القدس علينا وهو الذى يرفع نفوسنا وقلوبنا وأفكارنا لنرتفعللسمويات متحررين من رباطات العالم وإغراءاته. هو يهبنا الحرية فى المسيح يسوعمثبتاً أيانا فيه، لا يكون لنا أرض ميراث بل يكون لنا موضع فى حضن الآب.

 

الأيات 29 – 34:- و اذا باع انسان بيت سكن في مدينة ذات سور فيكون فكاكه الى تمام سنة بيعهسنة يكون فكاكه. و ان لم يفك قبل ان تكمل له سنة تامة وجب البيت الذي في المدينةذات السور بتة لشاريه في اجياله لا يخرج في اليوبيل. لكن بيوت القرى التي ليس لهاسور حولها فمع حقول الارض تحسب يكون لها فكاك و في اليوبيل تخرج. و اما مدناللاويين بيوت مدن ملكهم فيكون لها فكاك مؤبد للاويين. و الذي يفكه من اللاويينالمبيع من بيت او من مدينة ملكه يخرج في اليوبيل لان بيوت مدن اللاويين هي ملكهمفي وسط بني اسرائيل. و اما حقول المسارح لمدنهم فلا تباع لانها ملك دهري لهم.

شرائع بيت البيوت

أولاً :- المنازلالتى فى المدن المسورة (29، 30)

إذا باع إنسانبيته فى مدينة لها سور يستطيع أن يفك البيت خلال سنة من بيعه هو أو وليه. بهذايعطى الفرصة للبائع الذى إجتاز ظرفاً قاسياً أن يرجع ويستقر مع عائلته فى منزاه.فإن لم يفك البيت خلال السنة يستحوز عليه الشارى حتى ولا سنة اليوبيل لأن صاحبالبيت أضاع فرصة السنة المتاحة. وحتى اليوبيل لا يفك فى هذه الحالة والسبب أنالبيوت داخل المدن لم تعط للشعب بالقرعة بل هم بنوها بأيديهم حسب إرادتهم. وروحياًنفهم أن البيت هو حياتنا التى وهبها الله لنا فإن سقطنا فى الخطية نكون كمن نقلملكية البيت لآخر. وإن لم نستطع أن نقدم توبة خلال السنة المقبولة أى الفرصةالمتاحة للتوبة ” أعطيتها زماناً لكى تتوب… رؤ  21:2″ نفقد هذه الفرصة الممنوحة لنا وتضيع حياتنا. هذا فى حالة الإصرار على الخطية.

ثانياً :-المنازل التى فى القرى (31)

أما المنازلالمقامة فى مدن غير مسورة أى فى قرى فيمكن أن تفك خلال عام كالسابقة. فإن لم يستطعالبائع أو وليه على الفكاك يبقى البيت حتى سنة اليوبيل ليرده إلى البائع أوعائلته. لأن بيوت القرى هى فى حقيقة أمرها ملحقات للأرض الزراعية لا يمكن فصلهاعنها

هذه الحالة قدتشير لمن يسلك فى بساطة قلب كثير السقوط ولكنه سريعاً ما يقدم توبة فهذا لا يفقدميراثه الأبدى.

ثالثاً :- منازلاللاويين فى مدنهم (32، 33)

كان للاويين 48مدينة (عد 35 : 1- 8 + يش 21 : 1 – 3). وإذا إضطر اللاوى لبيع قطعة من أرضهالسكنية أو بيته يستطيع فى أى وقت مطلقاً أن يفكها. لا يفقد حقه فى الفكاك حتى إنمضى عام على البيع. وإن قام أحد إخوته من اللاويين بالفكاك يبقى المنزل تحت يدهحتى سنة اليوبيل فيرده لصاحبه الأصلى وهذه الحالة، أى الكاهن فهو يمثل الإنسانالكامل فى إيمانه وفهمه. هذه النفوس لو تعرضت لأى خطأ تتمتع بالغفران والفداء. إننزع بيتهم يكون هذا بصفة مؤقته ويفتدى فى أى وقت ليرجع إليهم

رابعاً :- حقولاللاويين (34)

كانت مدناللاويين تحيط بها مسارح بعرض 1000 ذراع من حدود المدينة من كل جهة من الجهاتالأربع والمسارح تحيط بها حقول بعرض 2000 ذراع من كل جهة. والمسارح هى لإقامةالحظائر الخاصة بحيوانات اللاويين وأغنامهم والحقول يزرعونها ليس للتجارة بللإستعمال ناتجها. وكان محظوراً على اللاويين بيع مسارحهم وحقولهم

 

الأيات 35 – 38:- و اذا افتقر اخوك و قصرت يده عندك فاعضده غريبا او مستوطنا فيعيش معك. لا تاخذمنه ربا و لا مرابحة بل اخش الهك فيعيش اخوك معك. فضتك لا تعطه بالربا و طعامك لاتعط بالمرابحة. انا الرب الهكم الذي اخرجكم من ارض مصر ليعطيكم ارض كنعان فيكونلكم الها. 

شرائع قروضالإخوة

الله يريد لشعبهأن يحمل سماته. فبعد أن حدثهم عن رهن الأرض بل النفس فى حالة الإحتياج يعرض عليهمهنا الطريق الأفضل وهو إن إفتقر أحد الإخوة عليهم أن يقرضوه بدلاً من أن يستعبدوه.فيحملوا سمات الله وهى أن يحرصوا على حرية إخوتهم بل حتى لو كان هذا المحتاجغريباً أو متهوداً فيلزم الترفق به وعدم طلب الربا أو الفائدة منه. وهكذا تحرمالشريعة الموسوية الربا أى إقراض المال بالفائدة والمرابحة وهى نوع من الربا ولكنفى شكل نوال محاصيل أو هدايا وليس فى شكل مادى. أما لو كان المال يقدم لإنسانميسور الحال ليستخدمه فى زيادة أرباحه فالأمر يختلف

آية 35 :- آية 35:- إذا إفتقر أخوك = كان إذا إفتقر أحد يبيع نفسه عبداً لآخر وقصرت يده عندك = أىلا يمتلك وسائل يعيش بها مستريحاً مثلك. أو لا يملك ما يرد الدين لك به. فعوضاً عنأن تستعبده وهذا حق، عليك أن ترحمه.

آية 36 :- إقرضأخوك المحتاج بدون ربا ولا مرابحة.

آية 38 :- أناالرب الذى فديتكم فإفدوا إخوتكم كما فعلت معكم.

 

الأيات 39 – 43:- و اذا افتقر اخوك عندك و بيع لك فلا تستعبده استعباد عبد. كاجير كنزيل يكونعندك الى سنة اليوبيل يخدم عندك. ثم يخرج من عندك هو و بنوه معه و يعود الى عشيرتهو الى ملك ابائه يرجع. لانهم عبيدي الذين اخرجتهم من ارض مصر لا يباعون بيعالعبيد. لا تتسلط عليه بعنف بل اخش الهك.

شريعة العبدالعبرانى

فى حالة إحتياجأحد من الشعب وفقره كان يباع عبداً ولكنه كان يحصل على حريته بعد 6 سنوات أو فىسنة اليوبيل أيهما أقرب. وإن رفض أن يحصل على حريته تثقب أذنه بمثقب عند البابفيبقى عبداً بإرادته حتى سنة اليوبيل وهذا يشير للمسيح الذى وهو سيد الكل قبل أنيصير عبداً بإرادته (مز 40 : 6 + عب 10 : 5) وهو قبل ثقب أذنه (أى يصير عبداً)ليحررنا وننعم بالبنوة لله.

آية 39 :- لاتستعبدهإستعباد عبد = كان يمنع السيد من أن يطلب من عبده العبرانى أن يسير ورائه أويحل سيور حذائه

آية 40 :- كأجيركنزيل = أى تعامله كأنه أجير يعمل بالأجرة

آية 42 :- لايباعون بيع العبيد = لا يباعون فى الأسواق بل يتم هذا سراً

 

الأيات 44 – 46:- و اما عبيدك و اماؤك الذين يكونون لك فمن الشعوب الذين حولكم منهمتقتنون عبيدا و اماء. و ايضا من ابناء المستوطنين النازلين عندكم منهم تقتنون و منعشائرهم الذين عندكم الذين يلدونهم في ارضكم فيكونون ملكا لكم. و تستملكونهملابنائكم من بعدكم ميراث ملك تستعبدونهم الى الدهر و اما اخوتكم بنو اسرائيل فلايتسلط انسان على اخيه بعنف.

 

شريعة العبدالأجنبى

سمح الله  بأنيكون لهم عبيداً من الأجانب فلماذا؟

أ‌-                 هم رفضوا أن يتهودوا وإستمروا غلفاً وكلهم عابدى أوثان. والسماح بأنيكونوا عبيد إستنكاراً لوثنيتهم وليشرح الله لشعبه أن عبادة الأوثان تجعل تابعيهاعبيد بينما هم أحرار لأنهم عبيد الله فالله يحرر.

ب‌-             إستنكاراً للخطية عموماً فالخطية جعلت كنعان عبد العبيد. والخطيةتجعل من حرره الله يعود بإختياره للعبودية. أما حياة الإيمان فتعطى الحرية لأولادالله. ولذلك سمح الله لشعبه أن يسقط كثيراً فى عبودية الشعوب المجاورة حينماأخطأوا

ت‌-             بهذا يشرح الله لشعبه مركزهم الممتاز حتى لا يتشبهوا بالوثنيينفيستعبدون

ث‌-             راجع مز 2 :7 –9 + رؤ 2 :26 هنا نفهم أن الشعوب الوثنية رمز للشياطينوأن الله أعطى أولاده سلطاناً أن يدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو

ج‌-              أما المسيحية فهى تساوى بين السيد والعبد. فأنسيمس العبد وفليمونسيده كلاهما صارا أساقفة.

ح‌-              سيادة المؤمن على عبد وثنى تشرح للشعب سلطانهم الروحى وأن الأممسقطوا فى العبودية بسبب خطيتهم. غير أن الله طلب أن يعامل اليهودى عبده الوثنىباللين واللطف لا 19 : 33، 34 + خر 23 : 9 + 21 : 20

 

الأيات 47 – 55:- و اذا طالت يد غريب او نزيل عندك و افتقر اخوك عنده و بيع للغريب المستوطنعندك او لنسل عشيرة الغريب. فبعد بيعه يكون له فكاك يفكه واحد من اخوته. او يفكهعمه او ابن عمه او يفكه واحد من اقرباء جسده من عشيرته او اذا نالت يده يفك نفسه.فيحاسب شاريه من سنة بيعه له الى سنة اليوبيل و يكون ثمن بيعه حسب عدد السنينكايام اجير يكون عنده. ان بقي كثير من السنين فعلى قدرها يرد فكاكه من ثمن شرائه.و ان بقي قليل من السنين الى سنة اليوبيل يحسب له و على قدر سنيه يرد فكاكه. كاجيرمن سنة الى سنة يكون عنده لا يتسلط عليه بعنف امام عينيك. و ان لم يفك بهؤلاء يخرجفي سنة اليوبيل هو و بنوه معه. لان بني اسرائيل لي عبيد هم عبيدي الذين اخرجتهم منارض مصر انا الرب الهكم

شريعة العبرانىالمستعبد لأجنبى  نح 5 : 8

“إن حرركمالإبن فبالحقيقة أنتم أحرار” هنا عجيب أن نرى أن من شعب الله الذى أعطاهحريته من يعود ويستعبد لأجنبى. هذا عمل الخطية. لكن شكراً لله فهو

1-              يطلب فكهم فى أى وقت و مِنْ مَنْ يمكنه ذلك

2-              يفك عند اليوبيل

3-              لا يعامل بعنف

والعجيب أن اللهيطلب أن لا يُغْبَن الأجنبى. فهو يريد فكاك أولاده لكنه لا يرضى بالظلم للغريب.لذلك دفع هو الثمن من دمه

آية 47 :- إذاطالت يد غريب = أى أغتنى وإستطاع أن يشترى عبداً عبرانياً.

آية 48 :- واحدمن أقرباء جسده = وهو بتجسده صار قريباً لنا بالجسد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى