عهد قديم

الإصحاح الثامن



الإصحاح الثامن]]>الإصحاح الثامن

 

هو تنفيذ لإصحاحى 28، 29 من سفر الخروج.وقد قام موسى بتقديس هرون وبنيه، فموس كان هو الكاهن للشعب. وكهنوت موسى هوالإتصال بين الكهنوت القديم (كهنوت الأباء البطاركة) الذى كان يكهن فيه رأس الأسرةأو العشيرة، وبين الكهنوت اللاوى الذى حدد الله فيه هرون وأولاده فقط ليكونواكهنة. ولذلك قيل فى “مز 99 : 6 موسى وهرون بين كهنته”. ولم يكن موسىكاهناً فقط بل كان ملكاً فى يشورون تث 33 : 5 وراجع عد 12 : 7. لذلك يكون موسى هناممثلاً للرب لأمانته فى كل بيته بما فيه من كهنة وشعب. وهو أيضاً رمز للمسيح الذىكان كاهناً وملكاً ومخلصاً.

 

الأيات 1 – 5 :- و كلم الرب موسى قائلا. خذ هرون و بنيه معه و الثياب ودهن المسحة و ثور الخطية و الكبشين و سل الفطير. و اجمع كل الجماعة الى باب خيمةالاجتماع. ففعل موسى كما امره الرب فاجتمعت الجماعة الى باب خيمة الاجتماع. ثم قالموسى للجماعة هذا ما امر الرب ان يفعل.

نلاحظ هنا التسبحة المتكررة هذا ماأمر الرب أن يفعل = من يتبع أوامر الرب تكون له حياة. ونلاحظ أن موسى لم يكنله حق فى إختيار الكهنوت أو طقس تكريسهم إلا حسب خطة الله وتدبيره. وهذا يشير إلىأن ما تحقق بمجئ السيد المسيح إلى العالم كان بحسب خطة الآب الأزلية ومن تدبيرالآب “هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد… يو 3 : 26″ وقطعاًفخطة الآب لا تعنى أن المسيح لم يكن له دور إذ يقول بولس الرسول فى أف 5 : 2، 25″أحبنا المسيح أيضاً وأسلم نفسه لأجلنا…”

مقالات ذات صلة

وأجمع كل الجماعة = هنا تتم سيامة الكهنة وسطالجماعة فهم قد أقيموا من أجل الجماعة. لذلك تتم سيامات الكهنة وسط شعب كنيستهموهكذا الأساقفة والبطريرك “بفعل الروح القدس وإتفاق منا كلنا وطيب قلب،وإتفاق رأى الجماعة”. وكانت أول مرة تأتى فيها كلمة الجماعة فى خر 12 : 3 وفىمناسبة تقديم خروف الفصح (رمز للمسيح) وتأتى هنا فى تقديم الكاهن (رمز المسيح)فالمسيح هو الكاهن وهو الذبيحة. ولاحظ أن الذى قدم المسيح كذبيحة هم جماعةإسرائيل.

 

أية 6 :- فقدمموسى هرون و بنيه و غسلهم بماء.

لم يحدد هنا الأجزاء التى تغسل (الأيدىأو الأقدام) لأنه فى المرة الأولى عند التكريس كان غسل الجسد كله. وهذا كان يتموراء حجاب وليس أمام الشعب وكذلك السروال والقميص. وهذا رمز للمعمودية التى تصنعلمرة واحدة. أما فى طقوس الخدمة بعد ذلك فكان الكهنة يغسلون أيديهم وأرجلهم قبلدخول الخيمة أو قبل تقديم ذبيحة، وهذا إشارة للتوبة. وغسل الكهنة إشارة أن اللهالقدوس يعمل فى كهنته المقدسين فيه المغتسلين من كل ضعف. وهو إشارة إلى أنه مهماكانت رتبة الكاهن فهو تحت الضعف محتاج أن يغتسل هو أولاً حتى يغسل أقدام الآخرين.ويرى العلامة أوريجانوس أن أغتسال الكهنة قبل إرتدائهم الملابس الكهنوتية إشارة لضرورةالإغتسال الكلى فى مياه المعمودية لكى نلبس السيد المسيح ثم الحاجة إلى الإغتسالالمستمر من الشر بإعتزالنا إياه

 

الأيات 7 – 13 :- و جعل عليه القميص و نطقه بالمنطقة و البسه الجبة و جعلعليه الرداء و نطقه بزنار الرداء و شده به. و وضع عليه الصدرة و جعل في الصدرةالاوريم و التميم. و وضع العمامة على راسه و وضع على العمامة الى جهة وجهه صفيحةالذهب الاكليل المقدس كما امر الرب موسى. ثم اخذ موسى دهن المسحة و مسح المسكن وكل ما فيه و قدسه. و نضح منه على المذبح سبع مرات و مسح المذبح و جميع انيته والمرحضة و قاعدتها لتقديسها. و صب من دهن المسحة على راس هرون و مسحه لتقديسه. ثمقدم موسى بني هرون و البسهم اقمصة و نطقهم بمناطق و شد لهم قلانس كما امر الربموسى.

الملابس الكهنوتية تشير للمسيح وبعدالإغتسال (المعمودية) نلبس المسيح ونختفى فيه بكونه الكاهن الأعظم. ومسح موسىالمسكن وقدسه = مسح الأشياء يشير لتخصيصها لله. وموسى مسح كل آنية المسكن فهىبذلك صارت مخصصة للرب “لذلك كانت خطية بيلشاصر عظيمة إذ إستعملها لنفسه دا5”

“وفى طقس المعمودية كل ما ينزل لماءالمعمودية يصير مكرساً لحساب الله”

وبهذا نفهم قول المسيح “ولأجلهمأقدس أنا ذاتى ليكونوا هم مقدسين فى الحق يو 17 : 19″. ومفهومها أن المسيحكان مكرساً لله بالكامل مخصصاً لهذا العمل الكهنوتى أى تقديم نفسه ذبيحة. وكماكانت آنية الهيكل التى تكرست لله تعمل على أن تقود الخاطئ لله، هكذا المسيح عملهأن يقود الخاطئ لله فيتقدس بالحق. ومسح كل شئ يشير لأن الخدمة كلها وكل أنشطتهاممسوحة بالروح القدس أو هكذا يجب أن تكون. فكما رأينا فإن المسح بالزيت يشير للمسحبالروح القدس. هكذا كان رئيس الكهنة يمسح بصب الزيت على رأسه ومسح جبهتهبعلامة”حرف الكاف” إشارة لأنه كاهن. أما الأن فالمسح يكون بعلامة الصليب.والمسيح لم يمسح بزيت بل بالروح القدس بعد العماد وحينما يمسح هرون بالزيت يسيلعلى لحيته (مز 133 ) وهذا ما حدث مع المسيح حين حل الروح القدس عليه بالجسد إنسكبهذا الروح على الكنيسة جسده (لحيته) لأن اللحيه ملتصقه بالرأس والرأس هو المسيح.وحين ينسكب هذا الزيت الذى يحمل أربعة أنواع من الأطياب تفوح رائحة الأطياب التىتشير للمسيح. وهذا معنى “أنتم رائحة المسيح الزكية 2كو 2 : 15” أننايظهر فينا رائحة المسيح، بل يرى الناس فينا صورة المسيح فيمجدوه

 

الأيات 14 – 36 :- ثم قدم ثور الخطية و وضع هرون و بنوه ايديهم على راس ثورالخطية. فذبحه و اخذ موسى الدم و جعله على قرون المذبح مستديرا باصبعه و طهرالمذبح ثم صب الدم الى اسفل المذبح و قدسه تكفيرا عنه. و اخذ كل الشحم الذي علىالاحشاء و زيادة الكبد و الكليتين و شحمهما و اوقده موسى على المذبح. و اما الثورجلده و لحمه و فرثه فاحرقه بنار خارج المحلة كما امر الرب موسى. ثم قدم كبشالمحرقة فوضع هرون و بنوه ايديهم على راس الكبش. فذبحه و رش موسى الدم على المذبحمستديرا. و قطع الكبش الى قطعه و اوقد موسى الراس و القطع و الشحم. و اما الاحشاءو الاكارع فغسلها بماء و اوقد موسى كل الكبش على المذبح انه محرقة لرائحة سروروقود هو للرب كما امر الرب موسى. ثم قدم الكبش الثاني كبش الملء فوضع هرون و بنوهايديهم على راس الكبش. فذبحه و اخذ موسى من دمه و جعل على شحمة اذن هرون اليمنى وعلى ابهام يده اليمنى و على ابهام رجله اليمنى. ثم قدم موسى بني هرون و جعل منالدم على شحم اذانهم اليمنى و على اباهم ايديهم اليمنى و على اباهم ارجلهم اليمنىثم رش موسى الدم على المذبح مستديرا. ثم اخذ الشحم الالية و كل الشحم الذي علىالاحشاء و زيادة الكبد و الكليتين و شحمهما و الساق اليمنى. و من سل الفطير الذيامام الرب اخذ قرصا واحدا فطيرا و قرصا واحدا من الخبز بزيت و رقاقة واحدة و وضعهاعلى الشحم و على الساق اليمنى. و جعل الجميع على كفي هرون و كفوف بنيه و رددهاترديدا امام الرب. ثم اخذها موسى عن كفوفهم و اوقدها على المذبح فوق المحرقة انهاقربان ملء لرائحة سرور وقود هي للرب. ثم اخذ موسى الصدر و ردده ترديدا امام الربمن كبش الملء لموسى كان نصيبا كما امر الرب موسى. ثم اخذ موسى من دهن المسحة و منالدم الذي على المذبح و نضح على هرون و على ثيابه و على بنيه و على ثياب بنيه معهو قدس هرون و ثيابه و بنيه و ثياب بنيه معه. ثم قال موسى لهرون و بنيه اطبخوااللحم لدى باب خيمة الاجتماع و هناك تاكلونه و الخبز الذي في سل قربان الملء كماامرت قائلا هرون و بنوه ياكلونه. و الباقي من اللحم و الخبز تحرقونه بالنار. و منلدن باب خيمة الاجتماع لا تخرجون سبعة ايام الى يوم كمال ايام ملئكم لانه سبعةايام يملا ايديكم. كما فعل في هذا اليوم قد امر الرب ان يفعل للتكفير عنكم.

والذبائح المذكورة هنا سبق الحديث عنهابالتفصيل. فذبيحة الخطية قدمها الكهنة عن أنفسهم لتحمل خطاياهم وضعفاتهم. ولاحظ أنالمسيح رئيس كهنتنا لم يحتاج أن يقدم ذبيحه عن نفسه فهو بلا خطية. وذبيحة كبشالمحرقة وذبيحة كبش المحرقة قدموها إظهاراً لإستعدادهم تقديم أنفسهم بالكامل للهكذبائح حية. أما ذبيحة كبش الملء فهى ذبيحة سلامة مع بعض الفروق

أ‌)                   فىذبيحة السلامة العادية لا نسمع أن أحداً يمسح من دمها فى يديه أو أذنيه.

ب‌)               فىذبيحة السلامة العادية كان نصيب الكهنة الساق والصدر ولكن هنا نجد الساق قدمت علىالمذبح بينما الصدر كان لموسى.

ت‌)               كانالخبز المختمر يصحب ذبيحة السلامة العادية أما هنا فلا يوجد سوى الفطير.

ث‌)               كانالكاهن يأخذ لنفسه واحدة من كل الأنواع التى تقدم فى ذبيحة السلامة، أما فى ذبيحةالملء فكانت هذه الخبزات التى تؤخذ توقد على المذبح.

ج‌)                كانلا يجوز لغير هرون وبنيه أن يأكلوا من التقدمة ومن اللحم. بينما فى ذبائح السلامةالعادية كان يجوز لبنيهم الذكور أن يأكلوا منها.

ونلاحظ أن سكب الدم على المذبح ووضعه علىقرونه يقدسه كله. وهذا يشير للمسيح الذى لم يتنجس بالخطية بالرغم من حمله لكلخطايانا. وكان الدم يوضع جزء منه على المذبح ويؤخذ جزء لمسح الكهنة به فكأنهميتزوجون المذبح. وبقدر التكريس ما يكون كاملاً بقدر ما يكون الإمتلاء كاملاً. وكانمسح الأذن يشير لتقديس حواسهم ولكى تكون لهم أذان للسمع وتقديس أياديهم الروحيةللعمل بلا رخاوة فى حقل الرب وتقديس أرجلهم الروحية للإنطلاق مع الشعب فى طريقالرب نحو السماويات. وتقديم الشحم يشير لأنهم يجب أن يقدموا كل قوتهم لله وكل دسمالروح له.

 

آية 32 :- والباقى من اللحم والخبزتحرقونه بالنار

كان اللحم والخبز يؤكل فى نفس اليوم فكليوم له ذبيحته، كل يوم له نصيبه الذى يعطيه لهم الرب (خبزنا كفافنا أعطينا اليوم)وكان الباقى يحرق (حرقه لأن الغد له خبزه) وهذا يشير أيضاً أن كل شئ إما أن يكونللفرح والشبع أو يتعرض للغضب الإلهى.

 

آية 35 :-ولدى باب خيمة الإجتماعتقيمون نهاراً وليلاً سبعة أيام وتحفظون شعائر الرب فلا تموتون لأنى هكذا أمرتفعمل هرون وبنوه كل ما أمر به الرب على يد موسى

كانت الذبائح تقدم 7 أيام إذاً هى غيركافية لرفع الخطية فى ذاتها ولكن لأن الرقم 7 يشير للكمال،. إذاً هذه الذبائح لمدة7 أيام تشير للمسيح الذبيحة الكاملة عنا. وسيامتهم ككهنة للرب يعنى فى جوهره تخصيصكل حياتهم الداخلية وتصرفاتهم الظاهرة لحساب الرب نفسه. لذا قيل ولدى باب خيمةالإجتماع تقيمون نهاراً وليلاً سبعة أيام ” أى لا راحة لهم سوى عند الرب

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى