عهد قديم

الإصحاح الثالث



الإصحاح الثالث]]>الإصحاح الثالث

 

ذبيحة السلامة

هى ذبيحة يقدمها مقدمها ليشكر الله علىسلامته. هى ذبيحة شكر تقرب لأجل الشكر. هى ذبيحة إنسان يشعر أن الله أعطاه سلامونعم كثيرة فيأتى ليقدم هذه الذبيحة ليفرح الله مع شعبه ويشرك الكل فى الفرحونلاحظ هنا ملاحظتين :-

1-              أتتذبيحة السلامة هنا بعد ذبيحة المحرقة وتقدمةالدقيق مما يعنى أننا لم يكن ممكناًلنا أن نشعر بالسلام إلا بعد الصليب وبعد أن قدم المسيح حياته لنا، فصار لنا حقالبنوة وحق مشاركة الله. “سلامى أترك لكم….” + رو 5 : 1

2-              فىطقس ذبيحة السلامة (إصحاح 7) أتت ذبيحة السلامة بعد طقس ذبائح المحرقة وتقدمةالدقيق وذبائح الخطية والإثم والسبب واضح فى لا 7 : 20 “أما النفس التى تأكللحماً من ذبيحة السلامة التى للرب ونجاستها عليها فتقطع تلك النفس من شعبها”فكان الله يريد أن يقول علينا أن نتطهر من خطايانا قبل أن نتقدم لنأكل من هذهالذبيحة. أليس هذا هو نص ما قاله بولس الرسول عن التناول من جسد الرب ودمه”إذاً أى من أكل من هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون إستحقاق يكون مجرماً فىجسد الرب ودمه… من أجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون 1كو 11 : 27 –31. هى ذبيحة سلامة” ولا سلام قال الرب للأشرار”

+ ذبيحةالسلامة هى الذبيحة الوحيدة التى يأكل منها الكاهن ومقدمها وأصدقاؤه ومعارفه معنار المذبح. وهى تقدم للشكر والعرفان بجميل الله ووفاء للنذور. إذاً هى تمثل نوعاًمن الشركة، شركة مع الله ومع الناس لذلك هى تمثل سر الإفخارستيا.

+ هناك مبدأ عام أن من يأكل من لحم فريسةيكون شريكاً للوحوش المفترسة التى إفترست هذه الفريسة لذلك يمنع أكل لحم أى فريسة.ومن يأكل مما ذبح للأوثان يكون شريكاً للشيطان (هذا إذا أكله بغرض العبادة) كذلكمن يأكل من مائدة الرب يكون شريكاً للرب وشريكاً لإخوته المؤمنين. ونحن نشترك معاًفى جسد المسيح ونشترك فى الحياة التى نأخذها منه. فنحن ضيوف على مائدة الرب. (1كو10: 15 – 21)

+ وذبيحة السلامة تمثل حياة العابد فىحياة المصالحة مع الله ومع الناس فهى :-

1-              صلحوسلام بين الله والناس

2-              شركةمع الله ومع بعضنا البعض

ونار المذبح تأكل الشحم والدم يسفك علىالمذبح إشارة لقبول الله للذبيحة. لذلك لا يؤكل منها إن لم يقدم منها لله أولاً.فلن يكون لنا سلام قبل إرضاء الله أولاً.

+ هنا يسمح بإستخدام إناث الحيوانات فهذهالذبيحة تشير لشركة الله مع كنيسته والكنيسة عروس المسيح “الأنثى التى تحيدبرجل أر 31 : 22. وهذه هى نبوة يعقوب ليهوذا إبنه (تك 49 : 9) يهوذا جرو أسد. منفريسة صعدت يا إبنى جثا وربض كأسد وكلبوه من ينهضه. والمعنى أن يهوذا رمز للمسيحالأسد الخارج من سبط يهوذا وهو قُدِم أو قَدَم نفسه كفريسة بأن جثا وربض عل الصليبولكنه لم يكن خضوع الضعيف بل كان كأسد فهو الذى خرج غالباً فى معركة الصليب ولكنأنظر من الذى جثا وربض ؟ (كأسد وكلبوه هو المسيح وكنيسته عروسه) وهكذا رأينا فىذبيحة المحرقة الرأس والأعضاء على المذبح مرة أخرى الأسد واللبؤة على الصليب وفىتقدمة الدقيق نفس الصورة قطع الخبز والفريك وفى ذبيحة السلامة يمكن تقديم ذكور أوإناث إذاً هى نفس الصورة.

+ هنا لا نسمع عن سلخ وتقطيع وغسل فهىذبيحة الشركة الحقيقية يشتمها الله رائحة سرور. وفى نفس الوقت يقدمها مائدة شهيةللإنسان “ترتب قدامى مائدة تجاه مضايقى (مز 23 : 5) وهى وليمة سمائيه (أش 25: 6) + مت 22 : 1-4

+ إعتاد أباؤنا الأساقفة حتى اليوم عندبلوغهم أية مدينة أن يقدموا صلاة شكرلسلامتهم

+ الإفخارستيا هى ذبيحة السلامة والشكرالتى تقدمها كنيسة العهد الجديد، إذ كلمة إفخارستيا فى اليونانية تعنى”الشكر” فيح ننعم بجسد الرب ودمه ننال طبيعة الشكر الداخلية.

لا تقدم هنا طيور فهى لا تصلح لوليمة،إنما يلزم تقديم تقدمة كبيرة وكاملة هى تقدمة الإنسان الناضج روحياً الذى ينعمبسلام الله الكامل فى حياته الداخلية الذى أعطاه المسيح “وأما الطعام القوىفللبالغين” عب 5 : 14. وهى تعبر بالتالى عن أن الإنسان الذى ينعم بهذا السلاموالنضج عليه أن يشرك الآخرين معه “من آمن بى تجرى من بطنه أنهار ماء حى”هى تجرى لتفيض على الآخرين. ولذلك فمقدم هذه الذبيحة يدعو الآخرين معه ليبتهجالجميع فهى أكثر الذبائح تعبيراً عن الفرح الداخلى لذا كانت تسمى تقدمه الكمالوكانت تقدم فى المناسبات المفرحة ومثل ذلك سيامة الكهنة (خر 29 : 19 – 28 + لا 8 :22 – 32 ) وكانت تقدم فى عيد الخمسين (23 : 19، 20)

+ الشحم كان يعتبر أفخر نصيب من الذبيحةلذلك كان يقدم لله. والشحم عادة يحيط بأعضاء الإنسان الحساسة بالجسد وحين تأكلهالنار يذكرنا هذه الآية “أميتوا أعضائكم التى هى على الأرض ” فكلأعضاؤنا يجب أن نقدمها محرقة لإرضاءه وقود رائحة سرور للرب. هذا بالإضافة لفائدةصحية فالشحم يضر بصحة الإنسان

+ يجب أن نقدم الشكر لله عن كل ما أعطاهلنا “فليست عطية بلا زيادة إلا التى بلا شكر”

+ كانت الذبيحة تقسم بين الرب والكاهنومقرب الذبيحة

1-              نصيبالرب :- هو الشحم والإلية (فى حالة الغنم) ومقصود بالشحم هو الشحم الذى يغشىالأعضاء الداخلية والكليتين وزيادة الكبد وهذه غالباً غشاء دهنى يحيط بالكبد وفىبعض الترجمات (المرارة).

2-              نصيبالكاهن :- الصدر والساق اليمنى الأمامية (صدر الترديد وساق الرفيعة)

3-              نصيبالمقدم :- باقى لحم الذبيحة وكان يأكله مع أهله وأصدقاؤه والفقراء الذين كانيدعوهم بشرط أن يكون الجميع أطهاراً. ولا معنى للإنفراد فى ذبيحة السلامة بل هىللشركة والكاهن المسيحى لا يستطيع أن يقيم قداس منفرداً بل لابد أن يكون هناك شعبلتكون هناك شركة

إذاً هى شركة وصداقة بين الله والكهنةوالشعب وفى أكل مقدم الذبيحة من لحم ذبيحته فكرة أن هناك بركة تنتقل إليه

 

آية 1 :- و ان كان قربانه ذبيحة سلامةفان قرب من البقر ذكرا او انثى فصحيحا يقربه امام الرب.

 وإن كان = فهى بالنسبة للأفرادذبيحة إختيارية وفى أمثلة لذلك راجع 7 : 11 – 15 ذبائح الشكر + 7 : 16 – 21 + 22 :21 – 25 وهذه ذبائح النذر والنافلة. وكانت تقدم إجبارياً عند سيامة الكهنة خر 29 :10 – 14 وسمعنا عن تقديمها فى مناسبات عامة مثلاً عن تنصيب شاول الملك 1صم 11 :15. فصحيحاً = أى بلا عيب فهذه الذبيحة تشير للمسيح الذى بلا خطية، وهوالوحيد الذى بلا عيب والذى نجد سلامنا فيه لذلك فكل من يبحث عن السلام خارج المسيحلا يجده لأنه يبحث عنه فى أماكن بها عيوب “سلامى أترك لكم سلامى أنا أعطيكمليس كما يعطى العالم أعطيكم أنا”

 

آية 2 :- يضع يده على راس قربانه ويذبحه لدى باب خيمة الاجتماع و يرش بنو هرون الكهنة الدم على المذبح مستديرا.

يضع يده على رأس = هنا يضع مقدم الذبيحة يدهعلى رأس الذبيحة ولا ينطق بإعتراف بخطاياه بل ليشكر الله على إحساناته. فوضع اليدهنا للشكر والفرح.ومعناها أن المسيح هو مصدر هذه النعم التى نشكر عليها فهو صلبليعطينا هذه النعمة التى نحن فيها مقيمون “رو 5 : 1، 2.وعلينا أن نعترفبعطايا الله كما نعترف بخطايانا وهكذا يمتزج الفرح بالرجاء مع حزن التوبة معاً بلاتناقض. لدى باب خيمة الإجتماع = أى عند مذبح المحرقة. ويرش بنو هرونالدم = فهذه الذبيحة ولو أنها ليست ذبيحة خطية إلا أن العيون كانت دائماً ومازالت دائماً يجب أن تكون متجهة للدم الذى  يغفر.

 

آية 3 :- و يقرب من ذبيحة السلامةوقودا للرب الشحم الذي يغشي الاحشاء و سائر الشحم الذي على الاحشاء.

وقوداً للرب وفى (5) وقود رائحة سرور للربوفى (11) طعام وقود للرب أى طعام النار لأنها كانت تحرق للرب وكانت تسمىطعام الرب أيضاً (عد 28 : 2) وكان الكاهن يسمى بمقدم طعام الله وخبز الله (لا 21 :6، 8، 17 ) وهو سمى كذلك ليس لأن الله يأكله بل هو مقرب إكراماً لجلاله. وهذا لاعلاقة له برفع الخطية وإلا لما قال رائحة سرور

الشحم = هو نصيب الرب فى هذه الذبيحة. ونصيبالرب هو الشحم الذى يغشى الأحشاء والمتصل بها. ولكن الشحم الذى يتخلل اللحمفمسموح بأكله. والشحم هو الجزء الذى يشتعل من الذبيحة فالله يطلب من الإنسان أنيلتهب محبة لله وإذا كان الشحم هو نصيب الله فعواطفنا وعبادتنا يجب أن تكون لله وحده.وإشارته للشحم الذى الأحشاء معناه أن الله يطلب الداخل أى القلب والمشاعر قارن قولبولس الرسول…. “إن كانت أحشاء ورأفة…” فى 2 : 1 + كو 3 : 12 – 15 +لو 1 : 78.والشحم هو مصدر طاقة لذلك إذا طلب تقديم الشحم الذى يغشى الأعضاء للهفالله يطلب كل طاقاتنا نقدمها له بمحبة ملتهبة فيتقدس الله الكل وفى هذا يقول بولسالرسول أن نحول أعضائنا من ألات إثم إلى ألات بر رو 6 : 13 والنتيجة أن يكون لناسلام الله الذى يفوق كل عقل (فى 4 : 7 ). ومن يقدم أعضاؤه ألات بر يمتلئ بالروحالقدس بل يلتهب به فيكون “فضل القوة لله لا منا 2كو 4 : 7”

 

آية 4 :- و الكليتين و الشحم الذيعليهما الذي على الخاصرتين و زيادة الكبد مع الكليتين ينزعها.

الذى على الخاصرتين = أى الحقوين وراجع أش 21 :3 “لذلك إمتلأت حقواى وجعا، فالخطية تسبب الوجع أما الإمتلاء بالروح فهو قوة.فحينما تقدم شحم الحقوين لله أى كل طاقاتنا يعطينا الله قوة ونصبح أشداء فى خدمته.

وطبياً فالشحم مضر فهو غنى بالكلسترولويحمل كثيراً من الأمراض المعدية.

وزيادة الكبد = قد تكون غشاء غنى بالشحومحول الكبد أو تكون المرارة كما وردت فى ترجمات أخرى. عموماً فالمطلوب نزعه وتقديمههو ما يشير للأجزاء الغنية بالشحم.

 

آية 5 :- و يوقدها بنو هرون على المذبحعلى المحرقة التي فوق الحطب الذي على النار وقود رائحة سرور للرب.

على المحرقة = أى على بقايا ذبيحة المحرقة اليومية.ويكون هذا الشحم كوقود مستمر للمذبح الذى إشتعل بالمحرقة كأنه إستمرار لها. وفىإلتمام ذبيحتى المحرقة مع السلامة نرى عمل الصليب أوضح فالمسيح قدم نفسه محرقةليعطينا السلام.

 

الآيات 6 – 11 :- و ان كان قربانهمن الغنم ذبيحة سلامة للرب ذكرا او انثى فصحيحا يقربه. ان قرب قربانه من الضانيقدمه امام الرب. يضع يده على راس قربانه و يذبحه قدام خيمة الاجتماع و يرش بنو هروندمه على المذبح مستديرا. و يقرب من ذبيحة السلامة شحمها وقودا للرب الالية صحيحةمن عند العصعص ينزعها و الشحم الذي يغشي الاحشاء و سائر الشحم الذي على الاحشاء. والكليتين و الشحم الذي عليهما الذي على الخاصرتين و زيادة الكبد مع الكليتينينزعها. و يوقدها الكاهن على المذبح طعام وقود للرب.

نفس الكلام كما فى ذبيحة البقر مع فارقواحد. الإلية صحيحة من عند العصعص = والإلية هى الجزء السمين الذى يوجد فىذيل الغنم وينزعها من العصعص أى من عند آخر فقرة من فقرات العمود الفقرى والمقصودنزعها كلها فالله يريد القلب كله له غير منقسم فالإلية عضو كله دهن وكانت تعتبروما زالت تنعماً. وقد تصل فى الحيوان البالغ إلى 5 كيلو جرام. وراجع نح 8 : 10لترى محبة الشعب لأكل السمين ولكن كان المسموح بأكله هو ما بين اللحم.

 

الآيات 12 – 16 :- و ان كان قربانهمن المعز يقدمه امام الرب. يضع يده على راسه و يذبحه قدام خيمة الاجتماع و يرش بنوهرون دمه على المذبح مستديرا. و يقرب منه قربانه وقودا للرب الشحم الذي يغشي الاحشاءو سائر الشحم الذي على الاحشاء. و الكليتين و الشحم الذي عليهما الذي علىالخاصرتين و زيادة الكبد مع الكليتين ينزعها. و يوقدهن الكاهن على المذبح طعام وقودلرائحة سرور كل الشحم للرب.

الماعز هنا يشير لتقدمة الفقراء مثلالطيور فى ذبيحة المحرقة.

 

آية 17 :- فريضة دهرية في اجيالكم فيجميع مساكنكم لا تاكلوا شيئا من الشحم و لا من الدم

لا تأكلوا شيئاً من الشحم = كان هذا المنع سارياً حتىعلى ذبائح المنازل التى يأكلونها كلها فى بيوتهم وليس فقط على ذبائح الرب لأنه كماقلنا لو كان الشحم يشير للمشاعر والعواطف التى يجب أن تتجه لله فقط. فإذا لا يجبأن تعطى هذه المشاعر لسواه ” من أحب أباً أو أماً……أكثر منى فىيستحقنى”

ويبدو أن كهنة اليهود كسروا هذه الوصيةولهذا يشير حزقيال فى 3:34  “تأكلون الشحم ” وهذا كان يمنع أكله. فكلالشحم للرب آية (16) ولا من الدم هذه الوصية قديمة راجع “تكوين 4:9غير أن لحماً بحياته دمه لا تأكلوا “.

والله أعطاهم هذه الوصية، لنوح وبنيهحينما صرح لهم بأكل اللحم لأول مرة. وقد كان المصرح لهم أن يأكلوا من الثمار فقط.لكن حين سمح الله بأكل اللحم منع شرب الدم. فالدم يشير للنفس أى للحياة. والحياةهى لله، ويقدم الدم لله فقط ففيه فكرة فداء نفس بنفس أخرى. إذاً الدم مكرس أى يقدملله فقط. وهكذا كان تعليم الكنيسة أع 29،28:15

بالإمتناع عن الدم. بالإضافة أيضاً إلىأن شرب الدم فيه شراسة تؤدى لقساوة القلب.

والمسيح أعطانا دمه لنشربه ففيه حياة” من يأكل جسدى ويشرب دمى فله حياة أبدية يو 54:6

 

ذبيحة الخطية وذبيحة الإثم

 

هما ذبيحتان لهما شريعة واحدة تقريباًنرى المسيح فيهما حاملاً خطايانا ولعنتنا.ولكن لماذا شرح الوحى هذا مستخدماًذبيحتين وليس ذبيحة واحدة ؟

حينما أخطأ أبونا آدم وسقط إنفصل عن اللهوهذا ما رأيناه عملياً فى موته فالموت إنفصال عن الله. وكانت هناك نتيجة أخرى لهذاالإنفصال وهى أن طبيعة آدم اصبحت طبيعة ساقطة ومتمردة. هذا ما عناه بولس الرسولبقوله “الخطية الساكنة فىَ رو 7 : 17. وكانت مظاهر سكن الخطيئة فينا إنفصالإرادتنا عن إرادة الله،أى ظهور الأنا ماذا أريد أنا ؟ ماذا أشتهى أنا ؟ ولم يعد مايريده الله هو ما أشتهيه أنا. الخطية هى تمركز حول الذات والقداسة هى وحدة مع اللههذا ما رأيناه فى المسيح “إرادته الذاتيه هى أن يرفع عنه أبوه الكأس لكنفلتكن إرادة الآب وليس إرادته. وهذا ما صنعه لنا المسيح بتجسده فقد أعطانا أن نكونواحداً معه يو 17 : 20 – 23 وبإتحادنا بالمسيح الحى صارت لنا حياة وإنكسرت شوكةالموت، وبإتحادنا بالمسيح الكلى القداسة أصبح لنا إمكانية القداسة إذا أصبحنا نسلكبحسب الروح وليس بحسب الجسد فالسلوك بحسب الجسد وشهواته إرتداد للأنا والتمركز حولالذات والإنفصال عن الله وبالتى الموت أما السلوك بحسب الروح ففيه ثبات فى المسيحوحياة. وليشرح الوحى هذه الحقيقة إستخدم ذبيحتان. الأولى ذبيحة الخطيةلتشرح أن المسيح إفتدى طبيعتى الخاطئة والثانية ذبيحة الإثم لتشرحكيف أن المسيح إفتدى أيضاً أعمالى الآثمة التى نتجت عن طبيعتى الساقطة.

فالخطية ساكنة فىَ، طبيعتى أننى خاطئمتمرد. أما الإثم فهو ثمار هذه الخطية فالخطية فى طبعنا وذبيحة الخطية تكفرعن الخطية الأصلية أو الجدية التى فى طبيعتى. هذه الذبيحة تعبر عن وضعى أثناءالخطية، ماذا كنت أثناء فعل الخطية أما ذبيحة الإثم فهى تكفر عن الخطية التىصنعتها أى عن ماذا فعلت أثناء الخطية. ولأن الإثم الظاهر هو الذى يسهل ملاحظته أماالطبيعة الساقطة لا يسهل إدراكها إستخدم الوحى ذبيحتان للتعبير عن ذلك. والإنسانالروحى المبتدئ يبكى على الخطايا الظاهرة التى يصنعها أما الإنسان المتقدم روحياًفهو يبكى أيضاً طبيعته الساقطة فهو يؤلمه أنه حين يريد أن يفعل الصلاح يجد الشر أمامه،وهذا يتسبب فى صراع داخلى يؤلمه فالروح يشتهى ضد الجسد والجسد يشتهى ضد الروح.الروح يشتهى السماويات أما الجسد المتمركز حول الأنا واللذة يجذب لأسفل هذا ما جعلبولس يصرخ قائلاً “ويحيى أنا الإنسان الشقى من ينقذنى من جسد هذا الموت رو 7: 14 – 24. شكراً للمسيح الذى صلب ليفدى طبيعتنا الخاطئة وأيضاً أعمالنا الخاطئة.

+ ولأن الخطية والإثم متداخلان، تداخلالكلام عنهما مثل ذبيحة لإثمه عن خطيته لا 5 : 5، 6 وهذه الآيات تشير كيف أن الإثمصادر عن الخطية الساكنة فى الداخل.

+ فى ذبيحة الخطية  نرى أشخاص الخطاة،رئيس الكهنة، الجماعة، الرئيس، فرد عادى من الشعب ويأتى المخطئ بذبيحته التى تتدرجمن ثور إلى تقدمة دقيق ويعترف المخطئ بخطيئته وتقدم الذبيحة. إذاً هنا نرى أشخاصفالكل أخطأ وهذا يشير لفساد الطبيعة البشرية (الخطيئة الأصلية أو الجدية) أما فىذبيحة الإثم لا نرى أشخاص الخطاة بل نرى أفعال معينة، وصف لخطايا هى ثمر الطبيعةالساقطة. وهنا فى ذبيحة الإثم لا نرى تدرجاً فالذبيحة هى هى لا تتغير، كبشاً صحيحوهذا معناه ببساطة أن من أخطأ فى واحده فقد أخطأ فى الكل وأى خطية مهما كانت صغيرةتحتاج لفداء متساوى.

+ فى ذبيحة الخطية نرى تدرج المسئوليةالأدبية فرئيس الكهنة خطيته لا تساوى خطية فرد عادى من أفراد الشعب فهو قدوة وقديعثر آخرين وهو مسئول عنهم أيضاً لذلك تدرجت أنواع الذبائح فى ذبيحة الخطية.

+ فى ذبيحة الخطية نرى شخصاً خاطئاً يأتىطالباً التكفير عن نفسه كخاطئ أما فى ذبيحة الإثم نرى بعض الخطايا التى تحتاجلتكفير وهذه تم تقسيمها لخطايا ضد أقداس الله وأخرى ضد الناس ولكن بينما هى ضدالناس فهى فى حقيقتها ضد الله

+ إذاً ذبيحة الخطية تقيم الناس بالنسبةللخطية (كاهن – جماعة – رئيس – فرد) أما ذبيحة الإثم فهى تقيم الخطية بالنسبة لله(خطية ضد أقداس الله – خطية ضد الناس) ذبيحة الخطية تقدم تكفيراً عن مقدم الذبيحةأكثر منها ذبيحة عن خطية معينة حتىوإن قدمها الإنسان بمناسبة إرتكابه خطأ معينلذلك نجد الذبائح العامة التى تقدم فى الأعياد والمناسبات هى ذبائح خطية. أماذبيحة الإثم تكفيراً عن إثم معين ارتكبه مقدم الذبيحة ضد الله أو ضد إنسان.

+ ويتضح أيضاً من طقوس ذبيحتى الخطيةوالإثم أن ذبيحة الخطية تقدم عن إنسان إرتكب خطأ معين لا يحتاج معه إلى تعويضالآخرين عنه فخطأه هذا لم يصب أحد بضرر سواه. أما لو كان خطأه هذا قد تسبب فىإضرار الغير فعليه أن لا يكتفى بالذبيحة (وهنا تكون الذبيحة ذبيحة إثم) ولكن أنيصلح ما أفسده بل يدفع غرامة أيضاً. قبل الناموس قدم الأباء ذبائح محرقات وذبائحسلامة ولم نسمع عن تقديم ذبائح خطية إلا نادراً وحتى أيوب حين قدم محرقاته قال”ربما أخطأ بنى” أما ذبائح الخطية فقد نص عليها الناموس. فبدون ناموس لاتوجد معرفة الخطية (رو 3 : 20 + 5 : 13 ) فالخطية هى تعدى على الوصية.

بين ذبيحة الخطية وذبيحة المحرقة :-

 

1-              لسانحال المسيح كذبيحة محرقة هو “الكأس التى أعطانيها الآب ألا أشربها” طاعةكاملة أما لسان حاله كذبيحة للخطية “يا أبتاه إن أمكن أن تعبر عنى هذه الكأس”فهو سيحمل خطايا العالم كله ولعنة البشر. فكيف يمكن تقديم ذبيحة واحدة لتعبر عنهاتين الحالتين من هنا نرى أهمية تعدد الذبائح.

2-              كانتالنغمة التى تتردد فى ذبيحة المحرقة أنها محرقة وقود رائحة سرور للرب فهى تعبر عنالطاعة الكاملة أما فى ذبيحة الخطية ولأنها تعبر عن خطايا فلم نسمع هذه الجملة إلامرة واحدة 4 : 31 لأن المسيح القدوس أطاع وقال “لتكن لا كإرادتى بلكإرادتك”

3-              لمنسمع عن السلخ والتقطيع فى ذبيحة الخطية مثل ذبيحة المحرقة. فذبيحة المحرقة مقدمةللآب الذى يعرف كل شئ عن قداسة الإبن أما ذبيحة الخطية فموجهة للإنسان الذى يجهلأعماق ما قدمه المسيح.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى