عهد قديم

الإصحاح الثلاثون



الإصحاح الثلاثون]]>الإصحاح الثلاثون

 

الآيات(1-10): “وتصنع مذبحاً لإيقاد البخور من خشب السنط تصنعه. طوله ذراع وعرضهذراع مربعاً يكون وارتفاعه ذراعان منه تكون قرونه. وتغشيه بذهب نقي سطحه وحيطانهحواليه وقرونه تصنع له إكليلاً من ذهب حواليه. وتصنع له حلقتين من ذهب تحت إكليلهعلى جانبيه على الجانبين تصنعهما لتكونا بيتين لعصوين لحمله بهما. وتصنع العصوينمن خشب السنط وتغشيهما بذهب. وتجعله قدام الحجاب الذي أمام تابوت الشهادة قدامالغطاء الذي على الشهادة حيث اجتمع بك. فيوقد عليه هرون بخوراً عطراً كل صباح حينيصلح السرج يوقده. وحين يصعد هرون السرج في العشية يوقده بخورا دائماً أمام الربفي أجيالكم. تصعدوا عليه بخوراً غريباً ولا محرقة او تقدمة ولا تسكبوا عليهسكيباً. ويصنع هرون كفارة على قرونه مرة في السنة من دم ذبيحة الخطية التي للكفارةمرة في السنة يصنع كفارة عليه في أجيالكم قدس أقداس هو للرب.”

 

مذبحالبخور:

المذبح1 × 1 × 2 ذراع وهو من خشب مغشى بذهب. إذاً هو يشير للمسيح الإله المتأنس.

مقالات ذات صلة

وهومذبح بلا ذبيحة فهناك ذبائح الحمد والتسبيح (مز3:50، 22:107، هو2:14، مز2:141،عب15:13) وخدمة الفقراء (عب16:13) وتقديم الإنسان نفسه ذبيحة حية. هذا ما يجعلنانقتني حياة الرب يسوع.

جاءالحديث عن مذبح البخور بعد الحديث عن مذبح المحرقة حيث أدينت الخطية وتحولت إلىرماد حينئذ نقدر خلال المسيح الكاهن الأعظم أن ندخل إلى المقدسات

الإلهية(القدس وما فيه وفيما بعد لقدس الأقداس نفسه).

إلىنهاية الإصحاح 27 نرى إعلان الله للإنسان في المسيح رمزياً في كل ما رأيناه من قطعالخيمة. وهنا نجد الاقتراب لله لذلك نجد موضوع الكهنوت يتوسطهم (28،29) وفي نهايةص29 نجد المحرقة الدائمة فلا اقتراب لله سوى بالمسيح المحرقة الدائمة. وبأن نقدمأنفسنا محرقة كذلك.

 

بينمذبح المحرقة ومذبح البخور

(مز3:84). “لهمارتباط وثيق ببعضهما البعض”

1.     الإصحاح الثلاثونخلال المذبحالنحاس دفع الدين لكي ندخل إلى بر المسيح وفي شركة معه (على المائدة نجد شركة جسدهودمه) وفي المنارة نستنير بالروح القدس، بل نرى الأمجاد الإلهية فوق الكاروبيم.

2.     فيمذبح النحاس نجد المسيح مواجهاً نيران عدل الله وغضبه وعند مذبح الذهب نراه يشبعقلب الله برائحة الرضا. هو عند مذبح المحرقة يطفئ نار غضب الله أما عند مذبحالبخور يوقد نار الحب.

3.     حينينتهي المؤمن من ذاته وخطيته ويدفنها عند مذبح المحرقة حينئذ ينشغل بالمسيح فيلتهبحبه ناراً وحين يصلب أهوائه وشهواته عند مذبح المحرقة يصير رائحة المسيح الزكيةالصاعدة بخوراً عطراً. ولكن كل من لازال يتمتع بالشر يحرم نفسه من بركة شركةالأقداس.

4.     قرونمذبح النحاس تشير أن المسيح ملجأ حصين للخاطئ وقرون مذبح البخور تشير لقوة شفاعةالمسيح الكفارية. وقرون مذبح النحاس تشير للقوة والسلطان لنا ضد عدو الخير.

5.     كانالدم يؤخذ من على مذبح المحرقة حيث تذبح الذبيحة ويوضع على قرون مذبح البخور فيمناسبتين (لا7:4،18 ذبيحة خطية رئيس الكهنة أو رئيس + لا18:16 يوم الكفارة).

6.     كانهرون بعد تقديم المحرقة. في كل صباح وكل مساء يدخل تواً للقدس ليقدم البخور، فهويدخل باستحقاقات المحرقة. أي أن المحرقة أساس شفاعة المسيح. وكان هرون أيضاً بعدتقديمه للمحرقة يصلح السرج للمنارة وهذا يعني أن المحرقة أساس عمل الروح القدس فيالمؤمنين.

7.     كانتالنار تؤخذ من على مذبح المحرقة في مجامر خاصة إلى مذبح البخور.

 

ثلاثةتحذيرات

1.     ستعمالبخور غريب (آية9) إذن المطلوب استعمال البخور المحددة مواصفاته فيما بعد وإذا كانالبخور يشير للمسيح فالمعنى أنه لا تقبل أي شفاعة ولا تقدمة خارج المسيح.

2.     تقديممحرقة أو تقدمة أو سكيب على مذبح البخور. فالمسيح في شفاعته الكفارية الآن أي بعددخوله للأقداس وجلوسه عن يمين الآب لا يعود يقدم ذبيحة ثانية.

3.     التحذيرمن تقديم نار غريبة (لا12:16، 1:10) غير التي خرجت من عند الرب. والنار هي الروحالقدس وإلهنا نار آكلة. والمطلوب في العبادة أن تكون بالروح لا بالإنفعالات.

 

البخوررائحة زكية:

يقولمعلمنا بولس الرسول في (2كو14:2) “ولكن شكراً لله الذي يقودنا في موكب نصرتهفي المسيح كل حين ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان. لأننا رائحة المسيح الزكيةلله في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون. لهؤلاء رائحة موت لموت ولأولئك رائحة حياةلحياة”.

وهذهالصورة اقتبسها بولس الرسول من واقع الحياة في الدولة الرومانية. فكان قائد الجيشالروماني بعد أن ينتصر في معركة يدخل إلى المدينة منتصراً. ويتبعه موكب من الأسرىفيحرقون البخور قدامه ثم يقدمون الأسرى للأسود ويكون البخور رائحة حياة للمنتصرين(القائد وجنوده) ورائحة موت للأسرى المهزومين. والرسول استخدم هذا التشبيه لكل منيسمع بشارة الإنجيل ويظل غير مؤمن، فهو يظل في حالة الموت والأسر، أما كل من يشتمرائحة المسيح ويقبله فيكون له رائحة حياة. والبخور يشير لصلوات المؤمنين التيتتصاعد في استحقاقات الرب يسوع وهذا يتم برفع بخور من الكنيسة الأرضية مع بخور هوصلوات القديسين وصلوات السمائيين وتقدم هذه الصلوات أمام العرش الإلهي (رؤ8:5-14).

ولوكان هناك مذبح بخور داخلنا لصرنا رائحة المسيح الزكية ومذبح البخور داخلنا يكونبأن نصلي بلا انقطاع (1تس17:5،18) ولاحظ قول داود “لا اعطى لعيني نوماً ولالأجفاني نعاساً إلى أن أجد موضعاً للرب” (مز131). ويكون هذا بأن يرى الناسأعمالنا الحسنة فيمجدوا أبانا الذي في السموات ولاحظ قول المسيح “انا مجدتكعلى الأرض” (يو4:17،5) وبهذا قدم ذبائح حمد. ونحن نقدم ذبائح حمد وتسبيح نكونمذبح للبخور. ويكون هذا أيضاً بأن نلهج في ناموس الرب نهاراً وليلاً (مز2:1) ليكونالقلب تابوت عهد يستقر فيه لوحي الشريعة. ويكون هذا بالإمتلاء من الروح القدسفنستنير وننير ويكون هذا بالشركة من جسد الرب ودمه.

ولاحظأن للمذبح عصوين فكل هذا (تسبيح وأعمال… ) ينبغي أن نمارسه طوال رحلتنا في غربةهذا العالم. وأيضاً العصوين يشيران لشفاعة المسيح المستمرة عنا.

ولكنفلنعود ونلاحظ أن المذبح مربع (1×1) ذراع وهذا يعني أن المسيح الذي يشفع فينا هوأيضاً ديان لا يريد من شعبه أن يكون متهاوناً مع الخطية. والمذبح ارتفاعه 2 ذراعإشارة للمسيح المتجسد بسبب خطايا البشر. والمائدة طولها 2 ذراع بينما مذبح البخورارتفاعه 2 ذراع. والسبب أن المائدة تشير لشركة الكنيسة الأرضية في جسد المسيح ودمهأما مذبح البخور فيشير لإمتداد جسد المسيح الواحد من الأرض للسماء، من الأرض حيثالكنيسة المجاهدة إلى السماء حيث الكنيسة المنتصرة فكنيسة الأرض ممتدة أفقياً وكنيسةالسمائيين ممتدة راسياً وهذا عمل الصليب الذي وحد الكنيستين على خشبتيه الأفقيةوالرأسية.

 

اختفاءرقم (4) من مذبح البخور

مفهومضمناً أن عدد قرون المذبح (4) قرون من التشابه مع مذبح النحاس. ومعروف ضمناً أنعدد الحلقات 4 حلقات اثنين من كل جهة ولكن لا نجد إشارة لعدد القرون على مذبحالبخور وتأتي الكلمات التي تشير لعدد الحلقات بطريقة غامضة لا توضح هل هم حلقتينأم (4) حلقات حلقتين من كل جهة. والرسم الموجود يمثل الحالة الأولى أن مذبح البخورله حلقتين حلقة من كل جهة. فرقم 4 يمثل العالم وحقاً فإن المسيح في فدائه مات عنكل العالم لكنه الآن في مجده وعمل شفاعته الكفارية هو بوجوده عن يمين الآب، هناكهو في السماء ظاهر لأجلنا وهناك في السماء والمجد لا مجال للحديث عن رقم (4) رقمالعالم الضعيف ورقم الخليقة الضعيفة.

ولكنحتى يتقابل المسيح مع الناس نجد مذبح البخور خارج قدس الأقداس. ولكن حتى نفهم معنىالأحداث راجع (لا16) فرئيس الكهنة هرون كان ممنوعاً دخوله لقدس الأقداس سوى مرةواحدة مع ذبيحة الخطية ومع سحابة من البخور في مجمرته الذهبية هنا المجمرة دخلتللأقداس عوضاً عن مذبح البخور (لا12:16). هنا المجمرة الذهبية تمثل المسيح في مجدهظاهراً في الأقداس السماوية. والمجمرة الذهبية يأخذها هرون معه لقدس الأقداس بعدتقديم ثور الخطية ومعنى هذا أن هرون رئيس الكهنة يمثل المسيح بالجسد بعد أن قدمثور الخطية (المسيح الذبيحة) يدخل للأقداس (المجمرة الذهبية) ليشفع فينا. وقد سبقالقول أن كل ما يمثل المسيح هو خشب مغشى بالذهب حتى يكون هذا مثالاً للناسوتواللاهوت. لكن هنا نجد المجمرة الذهبية بلا خشب في داخلها ولكن علينا ألا ننسى شخصهرون كممثل لناسوت المسيح فهو مع المجمرة يمثلان الناسوت واللاهوت. والآن نفهم أنالمجمرة تمثل المسيح في مجده لذلك فبولس الرسول استعاض عن المذبح الذهبي (مذبحالبخور) بالمجمرة الذهبية في (عب4:9) فحين كتب بولس الرسول هذا كان الحجاب قد إنشقوطريق الأقداس أصبح مفتوحاً وظاهراً (عب25:7)

 

كلمةأخيرة فالمسيح هو المذبح الذي به تصبح صلواتنا وذبائحنا مقبولة (عب15:13) ولا نسمععن رقم

(مذبح البخور 1 × 1× 2)فالبشر لا دور لهم في شفاعة المسيح الكفارية.

 

الآيات(11-16): “وكلم الرب موسى قائلاً. إذا أخذت كمية بني إسرائيل بحسب المعدودينمنهم يعطون كل واحد فدية نفسه للرب عندما تعدهم لئلا يصير فيهم وبأ عندما تعدهم.هذا ما يعطيه كل من اجتاز إلى المعدودين نصف الشاقل بشاقل القدس الشاقل هو عشرونجيرة نصف الشاقل تقدمة للرب. كل من اجتاز إلى المعدودين من ابن عشرين سنة فصاعداًيعطي تقدمة للرب. الغني لا يكثر والفقير لا يقلل عن نصف الشاقل حين تعطون تقدمةالرب للتكفير عن نفوسكم. وتأخذ فضة الكفارة من بني إسرائيل وتجعلها لخدمة خيمةالاجتماع فتكون لبني إسرائيل تذكاراً أمام الرب للتكفير عن نفوسكم.”

 

فضةالكفارة:

·       كان المطلوب عن كل شخص ½ شاقل فضةوهي تساوي تقريباً 7.5جم فضة وكان عدد الأشخاص الذين هو فوق 20 سنة المطلوب منهمتقديم هذا المبلغ 603550 شخصاً، مطلوب منهم 301775 شاقل ومع ملاحظة أن الوزنة=3000شاقل يكون المتحصل 100وزنة + 1775 شاقل واستخدمت المائة وزنة في صنع قواعدالألواح وأعمدة الحجاب وهم 100قاعدة، كل قاعدة وزنة فضة أما ال1775 شاقل المتبقيةفاستخدمت في عمل رزز وقضبان الأعمدة لدار المسكن.

·       وهناك ضريبة أخرى نسمع عنها في (عد40:3-51)موضوعها أن كل بكر مقدس للرب وقد أُخِذَ اللاويين بدلاً من الأبكار ولكن وُجِدَ أنعدد اللاويين 22000 والأبكار وُجِدَ عددهم 22273 ويكون الفرق 273 طُلِبَ من كلمنهم 5 شواقل والمتحصل صنع منه الأبواق الفضية.

·       وسن العشرين هو الذي كان اللاويين يبدأون فيهخدمتهم وهو أيضاً سن التجنيد أي السن التي يصبح فيها الإنسان مستعداً للجهادولخدمة الله.

·       ½ شاقل= 10جيرات والجيرة كانت تساوي وزن 11 قمحة تساوي تقريباً 6قروش. إن كان البخور هوذبيحة الحب التي يقدمها الكهنة داخل القدس باسم الجماعة كلها، لكن الشعب التزمبتقديم مساهمة حب في نفقات الخيمة من كل الرجال فوق 20 عاماً دون تمييز بين غنيوفقير. فهي تحمل روح جماعية في خدمة بيت الله. وهي تشير أيضاً حيث أنها فضة كفارةلإقرارهم بأنهم خطاة محتاجين للفداء وإعترافاً منهم بمراحم الله الذي نجاهم. لافرق بين غني وفقير أو ذو مواهب أو من لا مواهب له، الكل يقف أمام الله في احتياجلكفارته. كل واحد مسئول عن نفسه ويقف كخاطئ أمام الله، من لا يدفع يصير فيه وبأومن لا يدفع هو من يشعر أنه لا يحتاج للفداء.

·       ويلاحظ أن التقدمة رمزية فستة قروش هي في متناولالجميع أي مجاناً. ونحن نعلم أن الخلاص مجاني لكن الكل ملزم بأن يجاهد حتى الدمولكن كل جهاد نقوم به ما هو إلا شئ بسيط لا يزيد عن ½ شاقلبالقياس لعمل المسيح. هذا ما نسميه الجهاد والنعمة. وهذا ما يتضح في قصة الخمسخبزات والسمكتين (هذا هو الجهاد) وهذه الكمية البسيطة أشبعت الجموع وتبقى منها(هذه هي النعمة).

·       ½ شاقل = 10جيرات ورقم 10 نجده في الوصايا ونجده في ارتفاع الألواح فهذا الفداء كان بسببكسرنا للوصايا. وجهادنا الآن أن نحفظ الوصايا. وهي تعني أن فداء المسيح بسبب خطيتيكان فداءً كاملاً واستوفى مطاليب العدل الإلهي. ولكن من يجاهد يستفيد من الفداء(هذا معنى النصف شاقل) فالكل نجا من فرعون وخلص منه وعبر البحر الأحمر لكن يجب دفعالنصف شاقل.

·       كان من يدفع هذه القيمة من يتجند أو يخدم الهيكل(اللاويين) وكل منا هو جندي في جيش الله خداماً لإسمه ملتزمين أن نحيا في قداسة(1كو20:6).

·       تحولت هذه الضريبة إلى ضريبة سنوية على اليهودلمصروفات الهيكل وهناك احتمال أن موضوع الدرهمين (مت25:17-27) كان إشارة لهذهالضريبة لذلك طلب المسيح من بطرس أن يصطاد سمكة بداخلها المبلغ. وأخذ المبلغ منالسمكة إشارة لموت المسيح الذي دفع عني الثمن. لكن الاحتمال الأصح أن هذه الضريبةكانت هي التي تدفع للرومان كجزية.

·       (1بط18:1،19)هنا الفضة المقصودة هي فضة الكفارة.

·       لئلا يصير فيهم وبأ= هذا ما حدث مع داود(2صم10:24-17).

 

الآيات(17-21): “وكلم الرب موسى قائلاً. وتصنع مرحضة من نحاس وقاعدتها من نحاسللاغتسال وتجعلها بين خيمة الاجتماع والمذبح وتجعل فيها ماء. فيغسل هرون وبنوهأيديهم وأرجلهم منها. عند دخولهم إلى خيمة الاجتماع يغسلون بماء لئلا يموتوا أوعند اقترابهم إلى المذبح للخدمة ليوقدوا وقودا للرب. يغسلون أيديهم وأرجلهم لئلايموتوا ويكون لهم فريضة أبدية له ولنسله في أجيالهم.”

المرحضة:

هيإناء نحاس مستدير كان الكهنة يغسلون فيه أياديهم وأرجلهم قبل الدخول للخيمة وقلتقديمهم ذبائح على مذبح المحرقة وهي من نحاس وتشير إذن لدينونة الخطية والنجاسة.وليس بها خشب سنط إذن هي لا تشير للمسيح بل للروح القدس الذي يبكت على خطية(يو8:16).

وهويشير للروح القدس العامل في المعمودية التي هي موت مع المسيح وقيامة. وبدوناستعمال المرحضة لم يكن الكاهن يقدر أن يدخل للخيمة، وهكذا بدون المعمودية لا دخولللسماء (يو5:3). وهي تأتي مباشرة بعد المذبح أي الصليب فالمعمودية عملها مبني علىالصليب فهي موت مع المسيح وقيامة.

الإصحاح الثلاثونوكانمن يدخل الخيمة هم الكهنة الممسوحين ونحن بعد المعمودية نجد سر الميرون الذي بهيمسح المعمد ليحصل على الروح القدس ويصير كاهناً روحياً (الكهنوت العام) فيكون لهحق التمتع بشركة جسد المسيح (المائدة). والاستنارة (المنارة) وله الحق في شفاعةالمسيح الكفارية وله أن يعاين أمجاد الله (التابوت).

وكانغسل هرون بالماء هو تأهيل هرون ليكون نقياً للخدمة وهذا رمز للمسيح القدوس فيذاته. أما قداسة الكنيسة ففي اتحادها بالمسيح.

وكانالكهنة عند تقديسهم للخدمة في المرة الأولى يغتسلون إغتسالاً كاملاً أي غسل الجسدكله في المرحضة (أي استحمام) وهذا يشير للمعمودية (تي4:3،5)

وكانتالمرحضة تستخدم أيضاً في التطهير اليومي للكهنة عند خدمتهم (دخول الخيمة أو تقديمذبيحة) وكان هذا بغسل الأيدي والأرجل وهذا يرمز للتوبة والأرجل ترمز للسلوكوالأيدي للأعمال والتوبة هي النية لتغيير كلاهما.

 

وهناككلمتان عبريتان ولهما نظير في اليونانية لكلا الاستعمالين وهما:

لوفو=استحمام أو غسل كامل، بنتو = غسل الأيدي والأرجل

وفيكلام الرب لبطرس (يو10:13) استعمل السيد المسيح كلا الكلمتين

الذيقد اغتسل ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه بل هو طاهر كله

وهيالذي قد (لوفو) ليس له حاجة إلا إلى (بنتو) رجليه بل هو طاهر كله ولذلك نحن لانكرر المعمودية وتسمى التوبة معمودية ثانية.

وهذاالكلام من الواقع اليهودي والكهنوت اليهودي فكيف يفهمه الرومان؟

أقامالرومان حمامات عامة يستحم فيها الجمهور ويخرج منها الشخص نظيف تماماً لكن بعد أنيسير في الشوارع تتسخ قدماه فهم كانوا يلبسون صنادل مفتوحة وكان من العاداتالسائدة وقت الرومان أن يأكل الناس وهو راقدين وأرجلهم إلى الخلف ويأتي صاحب البيتالمضيف ويغسل أرجل ضيوفه. وهذا ما فعله المسيح بغسل أرجل تلاميذه فهم ضيوف مائدته،وهذا ما يفعله في غسل قلوبنا وتنقيتنا وبالمفهوم الروماني لكلام المسيح أن مناغتسل (في الحمام العام) وسار في الشوارع لا تكون له حاجة لإعادة حمامه بل يحتاجلغسل قدميه فقط. والمسيح لم يذكر شئ عن غسل الأيدي فهو يشير بالأكثر للعادةالرومانية. وغسل الأرجل روحياً لازم نتيجة السير في العالم والاحتكاك بخطاياهفيلزمنا التوبة لنتمتع بأمجاد القدس.

ولاحظأن الكاهن الذي يدخل الخيمة آتياً من حرارة الجو في سيناء حيث الشمس المحرقة ثميرطب جسده بالماء فينتعش هكذا من يقدم توبة يشعر بالانتعاش بعد طول عبودية للخطيةواستعباد لها في ألم كألم الشمس الحارقة. وهناك تأمل بأن البحر في سفر الرؤيا كانمن زجاج أي بلا ماء فنحن هناك بلا خطية وفي فرح دائم لا حاجة لنا لما ينعشنا فنحنفي انتعاش دائم.

والمرحضةيأتي ذكرها بعد مذبح البخور لأن لا قيمة للتوبة إلا بشفاعة المسيح الكفاريةالدائمة. المسيح الآن أتم عمله الكفاري وجلس عن يمين الآب ونحن في هذا العالممازلنا نجاهد ونخطئ ونحتاج للتوبة والغفران (الغسيل).

 

المرحضةليس لها أبعاد:

فاللهقادر أن يغفر الخطايا مهما كان نوعها. ولأنها تمثل الروح القدس والروح لم يتجسدفلا نجد لها أبعاد.

 

قاعدةالمرحضة:

سمعنامن قبل في وصف المنارة قوله المنارة وقاعدتها وهنا يقول المرحضة وقاعدتها. ومنالمؤكد أن هناك قاعدة ترتكز عليها المنارة وقاعدة ترتكز عليها المرحضة فما معنىقوله وقاعدتها وتكرار هذا؟

 

كماسبق ورأينا أن كل ما لا يدخله خشب السنط فهو لا يشير للمسيح وهذه القطع هي:

1.                غطاء تابوت العهد.

2.                المنارة.

3.                المرحضة.

ونرىأن غطاء تابوت العهد يغطى التابوت نفسه والتابوت رمز للمسيح، بينما الغطاء يرمزلله في مجده. أما المنارة فتشير للروح القدس الذي يعطي استنارة للكنيسة والمرحضةتشير للروح القدس الذي يبكت الخطية ويدينها ويعطي الغفران للتائبين ويعمل في سرالمعمودية ويعطي للمعمد موتاً ودفناً مع المسيح (ليموت جسد الخطية) وقيامة معالمسيح. وكون أن لكل قطعة لا تشير للمسيح قاعدة فهذا يعني أن الله حتى يتعامل معالإنسان الخاطئ فهذا يستلزم أن تكون هناك قاعدة أو أساس لتعامل الله مع الإنسانوهذا الأساس هو تجسد المسيح وفداؤه. إذاً القاعدة تشير لأساس تعامل الله مع الخاطئوهو المسيح المتجسد.

 

المرحضةمصنوعة من مرايا المتجندات (خر8:38)

المراياقديماً كانت تصنع من النحاس اللامع. وهنا نجد بعض المتجندات قد ضحوا بمراياهنالنحاسية وصنعت منها المرحضة ولكن لماذا الإشارة إلى أن المرحضة من هذه المرايا؟المرايا تتحدث عن الإعجاب بالذات والمشغولية بالذات وبالباطل وهذا يسبب الكبرياء(أش23:3) وهذا ما حدث مع الفريسي المعجب بذاته (لو11:18) “اشكرك يا رب أنيلست خاطئاً مثل باقي الناس”. وما هو دور الروح القدس هو يدين الخطية في داخلي(النحاس رمز الدينونة) وهذا ما حدث مع السامرية في لقائها مع المسيح. في هذااللقاء مع الروح القدس، لقاء التبكيت تستبدل مرآة الكبرياء البشري بمرآة إلهيةتعكس حالتي وتريني الله، وحين يصنع المسيح هذا يصرخ الفريسي مع العشار “اللهمارحمني أنا الخاطئ” هكذا كان بولس يفتخر بنفسه معجباً بنفسه أنه فريسي ابنفريسي.. (في4:3-7) ولكنه حين تقابل مع الروح القدس حسب كل شئ نفاية (في8:3) بل صرخفي مكان آخر قائلاً “الخطاة الذين أولهم أنا” وفي مكان ثانٍ يقول”ويحي أنا الإنسان الشقي” وهذا يحدث معنا بالتأمل في كلمة الله فهيكمرآة تكشف كل الشر الذي فينا (يع23:1-25). وحين نرى حقيقة أنفسنا بكل الشر الذيفينا نرى أننا نحتاج للغسيل. حين نأتي إلى الله فاحص القلوب والكلى نجد أننا نحتاجله ليطهرنا فأتخذ قراراً بالتوبة أي قرار بتغيير هدفي من الإنشغال بالعالمللإنشغال بالله. ومرائي المتجندات صنعت في مصر أرض العبودية والثانية أي المرحضةهي من تصميم الله. وهناك معنى آخر للمرآة يتضح من قول بولس الرسول في (1كو12:13)فإننا ننظر الآن في مرآة في لغز لكن حينئذ وجهاً لوجه. لأن أعرف بعض المعرفة لكنحينئذ سأعرف كما عرفت” والمعنى أننا حينما نتأمل الآن في كلمة الله نرى ملامحالسماويات فننشغل بها وبالمسيح الذي أعد لنا هذا المجد عوضاً عن الانشغال بأنفسنا.

 

ملحوظات:

1.     كلما هو خارج الخيمة نحاس ولا يوجد ذهب وما داخل الخيمة ذهب ولا يوجد نحاس وإن كاننحاس يشير للدينونة فلا دينونة على من هم في المسيح.

2.     فيالمرحضة نجد الكهنة يغسلون الأيدي والأرجل أما في (يو13) أشار المسيح لغسل الأرجلفقط، وحقاً هذه عادة رومانية لكن تفسيرها الروحي أن التوبة أي حين أغير قراريوهدفي يكون هذا غسيل لرجليَّ أما الأيدي فهي تشير للعمل وحينما أغير هدفي وأتجهللمسيح يصير المسيح شريكاً في كل عمل صالح.

3.     كيفنغسل أقدام بعضنا البعض راجع (غل1:6 + الاعتراف يع16:5)

 

الآيات(22-33): “وكلم الرب موسى قائلاً. وأنت تأخذ لك افخر الأطياب مراً قاطراً خمسمئة شاقل وقرفة عطرة نصف ذلك مئتين وخمسين وقصب الذريرة مئتين وخمسين. وسليخة خمسمئة بشاقل القدس ومن زيت الزيتون هيناً. وتصنعه دهنا مقدساً للمسحة عطر عطارة صنعةالعطار دهناً مقدساً للمسحة يكون. وتمسح به خيمة الاجتماع وتابوت الشهادة.والمائدة وكل آنيتها والمنارة وآنيتها ومذبح البخور. ومذبح المحرقة وكل آنيتهوالمرحضة وقاعدتها. وتقدسها فتكون قدس أقداس كل ما مسها يكون مقدساً. وتمسح هرونوبنيه وقدسهم ليكهنوا لي. وتكلم بني إسرائيل قائلاً يكون هذا لي دهناً مقدساًللمسحة في أجيالكم. على جسد إنسان لا يسكب وعلى مقاديره لا تصنعوا مثله مقدس هوويكون مقدساً عندكم. كل من ركب مثله ومن جعل منه على أجنبي يقطع من شعبه.”

 

دهنالمسحة : راجع المقدمة (المواد المستخدمة)

يشيرلمسحة الروح القدس لبعض الأشخاص في العهد القديم (أنبياء/ ملوك/ كهنة) للقيامبأعمال قيادية تحمل جوانباً من عمل السيد المسيح نفسه. (مز45 + عب9:1) بل أن هذهالأمور (النبوة/ الملك/ الكهنوت) اجتمعت في شخص المسيح “من أجل ذلك مسحك اللهإلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك” فمن هم رفقائه؟ هم شعبه من المسيحيينالذين يمسحون بزيت الميرون فيحل عليهم الروح القدس وبهذه المسحة نصير ملوكاً، نملكمتسلطين على شهواتنا ونصير كهنة نقدم أجسادنا ذبيحة حية ونقدم ذبائح تسبيح ونصيرأنبياء لإطلاعنا على أسرار هامة وعظيمة جداً.

ومزمور(143) يحدثنا عن الدهن الذي يسكب على رأس هرون رئيس الكهنة ويسيل هذا الدهن علىلحيته. فمن هو هرون؟ هو رمز للمسيح رأس الكنيسة الذي حين حل عليه الروح القدس كانهذا لحساب الكنيسة والكنيسة هنا ممثلة في شعر لحية هرون فشعب المسيح ملتصقين بهكما الشعر بالرأس وحينئذ، حين ينسكب عليهم الروح القدس وهم في محبة تفوح منهمرائحة المسيح الذكية (فالعطور تمثل المسيح).

ويؤخذمن الزيت مقدار هين أي مقياس كامل. والرب يسوع امتلأ تماماً من الروح القدس(لو1:4) [الهين مقياس أو مكيال للسوائل والإيفة للحبوب والشاقل للوزن والذراعللقياس] وكون الزيت يكال بالهين أي أن الروح أعطى بالمفهوم البشري بقدر ما تدركأفهامنا. أما الروح القدس حين حل على التلاميذ كان كألسنة نار منقسمة كل بقدر مايحتمل أما المسيح فحل عليه حلولاً كاملاً وليس على هيئة ألسنة نار. وهذا معنى”أكثر من رفقائك”.

مقاديرالعطور:- 500 (مر) + 250 (قرفة + (قصب) 250 + 500 سليخة

 = 5 × [100 + 50 + 50 +10] هي نفس مقاييس الخيمة وإذا فهمنا أن الخيمة تشير للمؤمنين نفهم أنه بنعمة الله(5) انسكب الروح على الكنيسة جسد المسيح حين حل على المسيح نفسه. غير أن هذهالأرقام لها معاني أخرى فإذا زاد أحداها عن المحدد فهذا يعني زيادة أحد كمالاتالمسيح عن الآخر والمسيح متساوي في كمالاته.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى