عهد قديم

الإصحاح السابع والعشرون



الإصحاح السابع والعشرون]]>الإصحاح السابع والعشرون

 

الآيات(1-8): “وتصنع المذبح من خشب السنط طوله خمس اذرع وعرضه خمس اذرع مربعاً يكونالمذبح وارتفاعه ثلاث اذرع. وتصنع قرونه على زواياه الأربع منه تكون قرونه وتغشيهبنحاس. وتصنع قدوره لرفع رماده ورفوشه ومراكنه ومناشله ومجامره جميع آنيته تصنعهامن نحاس. وتصنع له شباكة صنعة الشبكة من نحاس وتصنع على الشبكة أربع حلقات من نحاسعلى أربعة أطرافه. وتجعلها تحت حاجب المذبح من اسفل وتكون الشبكة إلى نصف المذبح.وتصنع عصوين للمذبح عصوين من خشب السنط وتغشيهما بنحاس. وتدخل عصواه في الحلقاتفتكون العصوان على جانبي المذبح حينما يحمل. مجوفا تصنعه من ألواح كما اظهر لك فيالجبل هكذا يصنعونه.”

مذبحالمحرقة:

(1) القرون                 (2)القدور        (3) مراكن وطشوش

(4) مناشل                 (5)مجامر       (6) رفوش

(7) شبكة (شباكة)          (8)حاجب        (9) عصوين

الإصحاح السابع والعشرون

 

تأخرالكلام عن مذبح النحاس أي مذبح المحرقة. لأن الله أراد أن يعلن ذاته على عرشه وفيمجده (تابوت العهد) وإرادته في الشركة مع الإنسان (المائدة) وفي أنه وحده سراستنارة الإنسان فلا داعي للمعرفة بعيداً عنه (المنارة) ولكن أخطأ الإنسان وكان أنالمسيح تجسد (شقق ملونة تشير لحياته) ليدين الخطية (شقق شعر الماعز) ثم جلود كباشليستره وجلود تخس ليحمى الإنسان أثناء فترة وجوده في العالم. وبخطية الإنسان صارحجاب بين القدس وقدس الأقداس (الحجاب) لكن باب النعمة مفتوحاً للكل (سجف المدخل).

والآنهناك سؤال !! على أي أساس يلتقي الله مع الإنسان؟ الباب أي باب المسكن؟ باب القدسمفتوح بنعمة الله (5أعمدة) للجميع ولكن على أي أساس؟ هنا يأتي دور مذبح المحرقةالذي يعلن الله فيه بره وقداسته وعدله مع رحمته ومحبته. هنا عند مذبح المحرقةيتحقق قول المزمور 85 “رضيت يا رب عن أرضك.. غفرت إثم شعبك. سترت كل خطيتهم..والرحمة والحق التقيا. البُر والسلام تلاثما”

بعدحديثه عن مذبح المحرقة يشرح الدار الخارجية وهي التي يدخلها كل إسرائيلي، إذاً هيتشير لكل من آمن بعمل المسيح الذبيحي. لكن لدخول الخيمة هناك شرط آخر فنحن نمربالمرحضة (التوبة والاعتراف) وهذا يتمثل في الكهنوت. ولا قيمة للتوبة ولا لأي شئبدون شفاعة المسيح الكفارية ووقوفه أمام الآب فنوجد مقبولين فيه لذلك قبل أن يشرحمذبح البخور شرح الكهنوت وطقوسه لتكريس خدام الله يخدمون شعبه على الأرض وأما فيالسماء فهناك المسيح شفيعنا الوحيد بدمه. وبعد ذلك يشرح المرحضة فهي وسيلةالاقتراب لله أي التوبة، والمعمودية أولاً.

 

خشبمغشى بالنحاس:

نجدمذبح المحرقة مصنوع من خشب سنط (إِشارة لناسوت المسيح) ومغشى بالنحاس إشارةللاهوته بينما مذبح البخور من خشب مغشى بالذهب. فلماذا هذا الفرق؟ يمكن أن نقول أنمذبح النحاس ستشتعل فيه النيران طوال اليوم ولن تطفأ والذهب لن يستطيع مقاومة هذهالنيران ومن المناسب استخدام معدن يقاوم الحرارة العالية ولكن المقصود أن النحاسيشير للدينونة فالمسيح احتمل آلام نار العدل الإلهي على الصليب ولم يظهر هنا صورةمجده بل صورة الاحتمال بثبات وهذا ما يعنيه استخدام النحاس في مذبح المحرقة أمابعد صعوده وجلوسه عن يمين الآب فهو يظهر في مجده ونراه في صورة الذهب.

عموماًخارج الخيمة لا نجد أثراً للذهب فالأمجاد السماوية في الداخل. أما في الخارج فنجدنحاس فكما تحمل الابن ثمن الخطية في ثبات علينا أن نتحمل ضيقات وآلام العالمالحاضر حتى يحين موعد دخولنا للأقداس السماوية ونتمتع بالذهب (المجد) وإذ نلبسالمسيح يكون لنا هذا الثبات فندوس الأتعاب والضيقات ونسير في طريق السماء بدونتراخ. فمذبح المحرقة كان مكان إدانة الخطية بحسب عدل الله. أما مذبح البخور فهوالمكان الذي تصعد منه رائحة قبول المسيح أمام عرش الله. وخشب السنط الذي يشير لجسدالمسيح ويشير أيضاً لصليبه نجده في مذبح البخور فهو دخل بجسده للسماء عربوناً لنا.

 

المذبح:

كانعلى هيئة صندوق مجوف بدون قاع ولا غطاء وعلى كل زاوية قرن مصنوع قطعة واحدة معالمذبح = منه تكون قرونه.. وفي وسطه شباكة وحاجب. وكان المذبح يملأ بالتراب(خر24:20) لتحرق عليه الذبائح. وأبعاد المذبح 5×5×3 ذراع.

5×5: فالذبيحة مقدمة بنعمةالله لتقديس حواسنا وطاقاتنا لكي نتهيأ للدخول للمقدسات الخفية. ورقم 5 يشيرللذبائح وعددها والذبائح تشير للمسيح. ولأن الطول مساوي للعرض فهذا يشير لصفاتالله المتساوية الرحمة والحب من ناحية ومن ناحية أخرى للبر والعدل والقداسة(مز10:85). وما فشلنا فيه من تقديس كل طاقاتنا وحواسنا وكان سقوطنا الذي إستوجبعقاب الله بسبب عدله وبره وعدم احتماله لترك الخطية بدون عقاب، جاء المسيح برحمتهومحبته وحمل هذا عنا واحتمل هو دينونة الله (5×5) واستوفى كل قضاء عدله. ولاحظ أنخروف الفصح أيضاً كان يقدم في اليوم الخامس (فكان تحت الحفظ من اليوم العاشر حتىاليوم الرابع عشر). وكلمة تحت الحفظ ليتأكد مقدم الذبيحة أنها بلا عيب إذن فهذاإعلان عن بر المسيح وأنه يموت عنى فهو بلا عيب ولذلك فهو يتحمل مسئوليتي.

الارتفاع3 ذراع: كل الذبائح كانت تقدم وتحرق بدلاً عن الخاطئ. ولكن المسيح بعد أن مات علىالصليب قام بعد 3 أيام. وهذا معنى الارتفاع أنه وعد بالقيامة لكل من مات بسببالخطية كما قام المسيح في اليوم الثالث. ولاحظ أن خشب السنط المستخدم خشب لا يسوسإشارة لعدم فساد جسد المسيح وقيامته. إذن قوة ذبيحة المسيح أنها تدخل بنا إلىالصليب لكي تعبر بنا إلى القيامة. هذه هي نعمة الله (رقم 5 هو رقم النعمة). لكنحتى نتمتع بالقيامة يجب أن نصلب الأهواء والشهوات وأقول مع المسيح صلبت فأحيا لاأنا بل المسيح يحيا فيَّ. فطريق القيامة يمر بالصليب حتماً. ورقم 3 يشير لقبولذبيحة المسيح وأن هذا أعلن بقيامته.

 

قرونالمذبح:

فيمجتمع كالمجتمع اليهودي حيث يكثر الرعاة وقطعان الماشية تستوحى التشبيهات منالواقع الذي يحيونه. لذلك نراهم يستخدمون التشبيهات من واقع المراعي. وفي المرعىعلامة القوة هي القرون. لذلك نجد داود يقول “تنصب مثل البقر الوحشىقرني” (مز10:92) وهذا يعني أن الله يعطيه قوة عظيمة أمام أعداؤه. وراجع أيضاً(1صم1:2) “ارتفع قرني بالرب” بل نسبوا لخلاص الله نفس الصفة لقوته (راجعمز1:18،2) “أحبك يا رب يا قوَّتي، الرب صخرتي وحصني ومنقذي.. ترسي وقرن خلاصيوملجأي”

والمذبحهنا يشير للصليب فيكون المقصود أن في صليب المسيح قوة جبارة هي قوة دمه “وهمغلبوه بدم الخروف” (رؤ11:12) وبهذه القوة ندوس كل قوة العدو. وقوة الذبيحة فيدمها الذي هو نفسها وحياتها، هذا الدم سفكه المسيح ليعطيني قوة حياة وقوة غفران”غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف” وقوة انتصار على الشيطان.وكون أن للمذبح 4 قرون و4 هو رقم العالم إذن فهذه القوة مقدمة للجميع ضد خطيةالعالم، فالعالم كله أخطأ والمسيح ذُبِح عن العالم كله. ومنه تكون قرونه= فالقوةمن دم الذبيحة. وكانت الذبيحة تربط بقرون المذبح (مز27:118) “أوثقوا الذبيحةبربط إلى قرون المذبح”. وتشير هذه الربط التي تربط بها الذبيحة للمسامير التيسمِّر بها المسيح على الصليب، بل هي تشير للمحبة فمحبته ربطته بالصليب.

وفي(خر12:29) “تأخذ من دم الثور وتجعله على قرون المذبح” إشارة لأن القوةمن الدم. وكان المذنب له الحق لأن يلجأ لقرون المذبح ويتمسك بها (1مل50:1 +1مل28:2-34) هذا يعني أننا كمذنبين علينا أن نتمسك بالمسيح كسر خلاصنا. ولكن ليسكل من يقول يا رب يا رب يخلص وليس كل من يتمسك بقرون المذبح يخلص والحادثتين دليلعلى ذلك وهاتين الحاثتين كانتا تنفيذاً لقانون وضعه الله في (خر14:21) “وإذابغى إنسان على صاحبه ليقتله بغدر فمن عند مذبحي تأخذه للموت”. لذلك حكمبالموت على يوآب بينما نجا أدونيا. ولاحظ أن داود أوصى سليمان بقتل يوآب ولم يقتلههو وهذا لأن داود كان يمثل المسيح في خلال فترة العالم فهو لا يدين. وسليمان يمثلهفي مجده كديان فمن لا يستحق النجاة لا يدان هنا بل ينتظر حتى اليوم الأخير حينيظهر إبن الإنسان في مجده. وفي (حب4:3) “الله جاء من تيمان.. جلاله غطىالسموات والأرض.. وكان لمعان كالنور له من يده شعاع” في الإنجليزية “He Had Horns Coming out of His Hands” فالكلمة الأصلية التي ترجمت شعاع في العبرية وترجمت قرون فيالإنجليزية لها نفس المعنى أو لهم أصل واحد. فالنور يشير لمجد الله وقوته”لهذا لمع وجه موسى حين رأى مجد الله” والقرون تشير لقوته. فالله نورومحبة وهو يشع مراحمه خلال دم ذبيحة ابنه، فلنحتمي ونتحصن فيها(أش5:27، 4:25).ولنمسك بقرون المذبح بتوبة صادقة فإن كانت توبتنا صادقة سننجو ولا نهلك مثل يوآب.

ولنرتبطبقرون المذبح كذبائح حية بربط المحبة التي تجعلنا نقدم حتى النفس للمسيح كما فعلهو على الصليب وكما فعل الشهداء. وفي (مز27:118) الذبيحة هنا هي ذبيحة سلامة أيذبيحة شكر. فنحن حينما نربط أنفسنا بالمذبح في حب فنحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاًونشكره لأجل سلامتنا وسلامنا.

 

الشبكة(الشباكة)

الإصحاح السابع والعشرون
كلمةشبكة مشتقة من كلمة يجدل أو يضفر ومن نفس الأصل نجد كلمة غربال أو منخل وهذهالشبكة تحت محيط المذبح. تحت حاجب المذبح من أسفل= ومعنى كلمة حاجب أي الذي يحيط.وهناك عدة تصوُّرات للمذبح مع الشبكة والحاجب. واعتقد أن الأقرب للتصَّور هو الرسمالكبير تحت عنوان مذبح المحرقة وعلى هذا فيكون المذبح مجوفاً. وهناك حجاب خارجيوحجاب داخلي أي شفة. فالخارجي لوقوف الكاهن عليه والسبب الآخر أن العصوين يأتيانتحته لحمل المذبح في التنقل والداخلي يستعمل لتثبيت الشبكة وأيضاً فالعصوين يأتيانتحته. ويمر العصوين في حلقات والحلقات من ضمن الشبكة نفسها ويمران أيضاً في ثقوبفي جسم الذبح نفسه. ولاحظ أن الشباكة عند منتصف المذبح تماماً.

وبهذافهي تساعد على ربط حوائط المذبح وبالتالي متانته ومنعه من الإلتواء.

والشبكةفي الوسط لتحمل اللحم والنار التي تأكل اللحم. والنار هي إشارة لدينونة اللهالعادلة فإلهنا نارٌ آكلة (عب29:12). وهذه النار سوف تأكل وتفني كل من يضاد بروكمال الله (بحيرة النار مكان الشيطان ومن يتبعه).

الإصحاح السابع والعشرونولانتصوًّر حياة في الأرض بدون نار كمصدر طاقة، وأيضاً لا يمكن تصور أن هناك حياةروحية أو أخلاقية بدون قضاء الله ودينونته للخطية فهذا ما يظهر صلاح الله وبره.(مر48:9 + لو23:16،24 + مز6:11 + مز9:21 + أش33:30، 15:66) إذ       اً النار هيرمز لقضاء الله. ووجود الله أيضاً يظهر في نار كما ظهر لموسى في العليقة وعمودالنار كان يصاحب الشعب وهكذا ظهر لحزقيال (خر18:19 + لا2:10 + حز4:1،27 + تث24:4).

النارتشير لقضاء الله ودينونته وأيضاً لقداسته وبره لشعبه. فهو لشعبه ناراً تحرقخطاياهم وتلهب قلبهم حباً ولأعدائه هو نارٌ آكلة لدينونتهم.

والشبكةفي وسط المذبح وغالباً في داخله وهي تعبر عن عمل المسيح لماذا؟ لأن المسيح لميتحمل نار العدل الإلهي بطريقة سطحية أو خارجية بل هو احتمل كل الاضطهاد العنيفوحقد الشيطان الذي أثار الكل ضده فجعله يحتمل ألاماً تفوق الوصف. لقد اشتعلت النيرانداخل المسيح وهذه النيران لا يعرفها سواه. لذلك كان لابد للمذبح أن يكون نحاساًليحتمل النار، أي لابد للمصلوب أن يكون إلهاً ثابتاً قوياً ليحتمل ما حدث له هوالقدوس البار. فالمسيح تعرض لهذه النار كالشبكة تتعرض لنار مشتعلة من أسفل ونارمشتعلة من أعلى. فمن أعلى نجد الحطب المشتعل ومن أسفل نجد الدهن والشحم مشتعلاًوهذه الشبكة تتحمل ناراً من أعلى وناراً من أسفل، هكذا كان المسيح على الصليب فمنأعلى نار الدينونة الإلهية ومن أسفل هزء وسخرية الشعب الذي أحبه وهو الآن معلق منأجله وتخلى تلاميذه وأحباؤه عنه وتآمر الجميع ضده.

ولكنالنحاس يثبت أمام النار والحب في داخل قلب المسيح جعله يثبت ويتحمل والصليب كانمعركة فشل فيها إبليس أن يجعل المسيح يتراجع.

بلنقول بتحديد أكثر أن الشبكة إنما تمثل قلب المسيح. فالخطية صادرة من قلب الإنسان.والقلب نجيس وأخدع من كل شئ (أر9:17). والقلب مركز كينونة الإنسان. لذلك كانت نارالدينونة تشتعل في قلب المسيح وهو بلا خطية نيابة عني. إذاً هذا المذبح يشير لعملالمسيح الفدائي الكامل. وفي (مز14:22) نبوة عن هذا حين يقول عن المسيح المصلوبقلبي مثل الشمع وفي (12:40) قلبي قد تركني وراجع أيضاً (مز3:102،4،9،10) لذلك كانلابد أن تكون الشبكة نحاسية حتى تحتمل كل هذا. وكلمة حريق التي تستخدم على مذبحالمحرقة أي مع الذبائح التي تقدم على هذا المذبح ليست بمعنى حريق عادي إنما حريقالبخور لقبول الله لهذه الذبيحة.

 

الحلقاتكانت لابد أن تكون في الشبكة:

فالحلقاتتشير للحمل. وماذا حمل المسيح في كل حياته على الأرض سوى محبته للآب وللناس وهذاالحب مصدره قلبه فالمسيح يرافق شعبه في كل خطوة في رحلتهم في برية هذا العالم. وكلبركة وكل عناية وكل رحمة مرتبطة بهذه الحلقات أي بهذا القلب الذي احتمل القضاءالذي كنا نستحقه (رو32:8 + 2بط3:1) وهذا الحب لكل العالم، هذا ما تمثله الأربعةالحلقات.

 

الأدواتالتي تستعمل مع مذبح المحرقة:

المناشل:لها 3 شعب (مثل الشوكة) وتستعمل في ترتيب قطع الذبيحة.

المجامر:لنقل النار من على مذبح المحرقة إلى مذبح البخور (هناك مجمرة ذهبية لرئيس الكهنةلاستعمالها يوم الكفارة) (عب4:9). ولاحظ أن كل ما يدخل قدس الأقداس ذهب.

المراكنوالطشوت: لتلقي الدم (سفك المسيح دمه لغفران الخطية) (زك15:9)

الرفوشوالقدور: الرفوش لجمع الرماد ورفعه حتى القدور (كالملعقة) والقدور لحفظ الرماد حتىيتم نقله. وهناك كلمتين يستخدمان للرماد الأولى تستعمل في الحزن وأيضاً في إثباتأن هذا العالم زائل (أس1:4،3 + أي8:2 + أش20:44) والثانية تستخدم مع مخلفاتالذبائح ولغوياً هي تعني الدهن فما يحرق على المذبح هو الدهن والشحم. وكون الذبيحةتحولت لرماد فهذا يعني ضمناً قبول الله لها. وفي (مز3:20) الرب يستسمن محرقاتك.هنا كلمة يستسمن أتت في أصلها العبري بمعنى أنها قبلت عند الله وصعد دخانها (أيدخان ذبيحة المحرقة) هذا علامة القبول. وكان الرماد يجمع أولاً في مكان عن يمين المذبحثم ينقل لمكان طاهر (لا12:4 + 10:6،11) وهكذا جسد مخلصنا لم يسلم لأعدائه بللمحبيه فكفنوه ودفنوه ولم يكسر منه عظم ودفن في قبر جديد. والجهة الشرقية منالمذبح تشير لمكان شروق الشمس وهي تشير لقبول الذبيحة والأمل في القيامة وهكذا كانالمسيح يربط موته بقيامته (مت21:16) ولهذا ارتفاع المذبح 3 أذرع.

وكلالأدوات كانت نحاسية فهي تشير لقضاء الله ودينونته على الخطية ولكن هذا لا يعني أنيترك جسد المسيح بعد أن مات. فبعد موته كان قد استوفى عدل الله حقه والآن فيجباحترام وتوقير هذا الجسد (هذا معنى القدور والرفوش) ومعنى الآية “ويكون محلهمجداً” (أش10:11) وللآن في بعض الأحيان يخرج نور من القبر يوم سبت النور وفيقصة قورح نرى خطورة أن نقترب إلى الله بطريقة غير التي رسمها الله وقورح كان قداستخدم مجامر نحاسية وهذه حولوها لنحاس لتغطية المذبح لنرى فيها دينونة الله وكيفيةالهروب من هذه الدينونة أي بالصليب. ولاحظ وقفة هارون بين الأحياء والأموات هنايمثل المسيح الشفيع الذي يمنع الموت عن شعبه ويحميهم.

 

المذبحارتفاعه 3 أذرع:

الإصحاح السابع والعشرونإذنالشبكة ارتفاعها 1 أي نفس ارتفاع كرسي الرحمة والمائدة فالفداء على الصليب ومراحمالله والشركة معه كلها على نفس المستوى.

ولأنارتفاع المذبح 1.5متر تقريباً فكان يستحيل على الكاهن الوقوف على الأرض للخدمةوحيث أن الكتاب ينص على أنه لا درج (خر26:20) بينما نجد في (لا22:9) أن هرون إنحدرمن عمل الذبيحة. فقد اتفق أنه كان هناك منحدر ناحية الجنوب.

 

الآيات(9-19): “وتصنع دار المسكن إلى جهة الجنوب نحو التيمن للدار أستار من بوصمبروم مئة ذراع طولاً إلى الجهة الواحدة. وأعمدتها عشرون وقواعدها عشرون من نحاسرزز الأعمدة وقضبانها من فضة. وكذلك إلى جهة الشمال في الطول أستار مئة ذراع طولاًوأعمدتها عشرون وقواعدها عشرون من نحاس رزز الأعمدة وقضبانها من فضة. وفي عرضالدار إلى جهة الغرب أستار خمسون ذراعاً أعمدتها عشرة وقواعدها عشر. وعرض الدارإلى جهة الشرق نحو الشروق خمسون ذراعاً. وخمس عشرة ذراعاً من الأستار للجانبالواحد أعمدتها ثلاثة وقواعدها ثلاث. وللجانب الثاني خمس عشرة ذراعا من الأستارأعمدتها ثلاثة وقواعدها ثلاث. ولباب الدار سجف عشرون ذراعاً من إسمانجوني وأرجوانوقرمز وبوص مبروم صنعة الطراز أعمدته أربعة وقواعدها أربع. لكل أعمدة الدارحواليها قضبان من فضة رززها من فضة وقواعدها من نحاس. طول الدار مئة ذراع وعرضهاخمسون فخمسون وارتفاعها خمس اذرع من بوص مبروم وقواعدها من نحاس. جميع أوانيالمسكن في كل خدمته وجميع أوتاده وجميع أوتاد الدار من نحاس.”

 

دارالمسكن:

آية(9): نحو التيمن= هو اسم عبري يعني اليمين أو الجنوب. والصحراء الجنوبية يسمونهاصحراء التيمن. ودار المسكن هي الجزء الثالث في الخيمة بعد قدس الأقداس والقدسويشمل السور مع بابه وبالداخل يوجد مذبح المحرقة والمرحضة. والسور عبارة عن بوصمبروم أي كله كتان أبيض غير ملون ولا مطّرز؟

الآيات(14-16  ): من ناحية الشرق يوجد الباب وهو ستارة ملونة من البوص المبروم ومطرزةبالألوان الثلاثة. إذاً هي تشير للمسيح. ومعلقة على أربعة أعمدة ثم نجد ثلاثةأعمدة عن يمين الباب وثلاثة أعمدة عن يساره ضمن السور أي مغطاة بالبوص المبروم.

(آية 18): عرضها خمسونفخمسون= يعني أنها من ناحية الشرق ومن ناحية الغرب عرضها خمسون ذراعاً.

 

 

 

 

 

 

 

الإصحاح السابع والعشرون

هذا الحل لتوزيع الأعمدة يراعي العدد المذكور في الكتاب 10 أعمدة من كل ناحية من الشرق والغرب و20 عمود من كل ناحية من الشمال والجنوب وأربعة أعمدة للمدخل.

   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


الدارالخارجية إذن عبارة عن مستطيل 100 × 50 ذراع وطول السور 5 أذرع وتعلق على الأعمدةشقق كتان مبروم تكون السور. والأعمدة الستون رؤوسها مغطاة بالفضة (17:38)= تغشيةرؤوسها من فضة.

الإصحاح السابع والعشرونوالأعمدةلها قواعد من نحاس. والمدخل له ستارة ملونة معلقة على 4 أعمدة وعرض المدخل 20 ذراعوارتفاعه نفس ارتفاع السور 5 أذرع.

والأعمدةمرتبطة ببعضها عن طريق قضبان فضية وكل عمود مثبت في الأرض بأوتاد وأطناب (حبال)وقاعدة نحاسية والأوتاد نحاسية.

ودارالمسكن هي الفناء الخارجي المكشوف الذي يحيط بخيمة الاجتماع في السور الأبيض الذييحيط بالمسكن (كتان) نرى إعلان بر الله في المسيح هذه الدار الخارجية تمثل شعبالله في برية هذا العالم. فهم معزولون عن العالم (سور) في حماية الله. والسور مغطىبكتان أبيض تشير للبر والنقاوة وسط الخيام السوداء التي للشعب (فخيام الشعب غالباًمن شعر المعيز الأسود) والسور طوله 100 + 50 + 100 + 50 ويطرح منه طول الباب فيصبح280 ذراعاً وهذه المسافة هي نفسها طول الشقق الملونة 28×10. هذا هو شعب المسيحالذي لبس المسيح “البسوا المسيح” الذي بلا خطية صار خطية لأجلنا لنصبحنحن بر الله فيه. ولاحظ أنه لم تذكر المادة المصنوع منها الأعمدة. وقد يفهم من (10:27)أن الأعمدة من النحاس مثل القواعد ولكن هذا لم ينص عليه، كما أن بعضهم أثبتاستحالة هذا فمن (29:38) نجد أن النحاس الذي استعمل 70 وزنة فقط ومن هذا نستبعداستعمال النحاس. ولذلك استقر كثيرين أنها من خشب. لكن كما ذكرنا فإنه حين يغفلالكتاب ذكر شئ فهو يريد أن يقول شئ. والمهم هنا أن مهما كانت المادة المستخدمة فقداختبأت وراء السور الكتاني (البوص المبروم). هذا يشير لشعب المسيح الذي لبس المسيحومن يختبئ في المسيح لا يعود يذكر ماذا كان أو ماذا هو المهم أن المسيح غطاه.”وإن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض.. هذه صفة النقاوة وراجع (رؤ14:7 + 8:19)فالكتان هو تبررات القديسين أي أعمالهم البارة وهذا لا يتم إلا في المسيح +(1يو5:3) هكذا ألبس الله يشوع (زك5) + (1يو17:4، 2:3). إذن المسيح منحنا إمكانيةأن نحيا في قداسة حتى في هذا العالم. “أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني”.

ولاحظأن ارتفاع السور 5 أذرع فمن ناحية رقم (5) يشير أن هذا التبرير هو نعمة من اللهولكنه يشير لمسئوليتي في أن أعمل على حفظ الوصية.

وكانتقواعد الأعمدة من نحاس فنخن حصلنا على هذا التبرير بواسطة فداء المسيح الذي ألبسنيرداء البر (أش10:61 + 1كو30:1)

 

الأعمدة:

هم60 عمود (60 = 12 × 5) 12هم شعب الله، 5 رقم النعمة والمسئولية. فهم شعب اللهاللابس براً بنعمة الله ولكن عليهم أن يحفظوا أنفسهم وحواسهم ويقدسوا طاقاتهملحساب المسيح.

العمودمختفي وراء الستر الأبيض ومعتمد وثابت على قاعدة نحاس وله رأس مغطى بالفضة. هنانرى المسيح الذي احتمل الدينونة (نحاس) ليوفي مطاليب عدل الله ويقدم للخاطئ الفداءالكامل (الفضة). ولاحظ أيضاً أن النحاس يشير للثبات وحين حان وقت الصليب ثبتالمسيح وجهه لينطلق إلى أورشليم (لو51:9) وهناك رزز فضية تعلق فيها الستائرالبيضاء وهذه الصورة تحمل لذهننا الارتباط بين المسيح برنا والمسيح فداؤنا.

ولوحدث واعتبر كل مسيحي أنه معزول عن شر العالم فلن يرى العالم فينا سوى الكتانالأبيض. وقد تشير الرؤوس الفضية والرزز الفضية لكلمة الله في الكرازة فالكنيسةالمبررة المعزولة عن شر العالم هي كارزة بكلمة الله.

والأعمدةموصولة بقضبان فضية تشير لارتباط الكنيسة في جسد واحد (أف8:3 + جا9:4،10،12).والسيد المسيح يريد هذه الوحدة “إذا اجتمع إثنان أو ثلاثة باسمي فأنا أكون فيوسطهم” (مت20:18) فهذه إرادته أن نجتمع وباسمه. وكيف نجتمع باسم المسيح؟ هذالا يتم إلا حينما نجتمع مع كلمة الله (قضبان الفضة). والمسيحي (العمود) نراه الآنمختفي وراء الستر الأبيض (بر المسيح) ومرتبط مع إخوته في ضوء كلمة المسيح.والقاعدة النحاسية هي موت المسيح، ومعنى هذا أن بموت المسيحي عن العالم وخطيته معالمسيح فحينئذ يثبت في بر المسيح، هذه هي القاعدة للعمود، موتى مع المسيح هذا مايعطيني ثبات فالقاعدة تثبت العمود. ومن له أساس لن يهتز أمام أي صعاب.

وأعمدةالمدخل 4 فالمدعو للدخول كل العالم. وفي تطلعنا لليمين واليسار نجد 3 أعمدة من كلجهة فهو دخول للإنعزال عن الشر مع رجاء في القيامة.

 

الأوتادوالأطناب:

(خر19:27، 18:35، 40:39،عد26:3،37، 26:4،32). فالأوتاد كانت من نحاس والأطناب أي حبال ولم تذكر أي مادةللأطناب ولكن حيث أن المواد المذكورة في استعمال الخيمة لم يضاف لها شئ أو أي مادةغريبة فغالباً يكون الأطناب من البوص المبروم مع خيوط إسمانجوني.. الخ وهذا يعنيأن المسيح في الأطناب أيضاً، فالأوتاد والأطناب لحماية الأعمدة ضد الرياح والسيولومحبة المسيح التي لم تستطع سيول كثيرة أن تطفئها هي مثل الأطناب التي تربط قلوبنابشخصه وهي التي تحمينا وتثبتنا أمام سيول وعواصف برية هذا العالم. ولاحظ أنالأطناب كانت تحفظ العمود مستقيم. وغالباً فالأغطية الخارجية للمسكن (الخيمة) كانتتربط بأوتاد وأطناب. عموماً فالأطناب هي ربط المحبة.

وفي(أر20:10) هنا قطع الأطناب علامة خراب الأمة وهكذا عكس (أش2:54) فهي تشير للكنيسةالمقامة مع المسيح والتي ستشمل العالم كله.

والأوتادهي للتثبيت وفي (زك4:10) يشار للمسيح بأنه الوتد فهو الذي يثبت كل مقاصد محبة اللهورحمته ويربطها بنا نحن الذين على الأرض. راجع (أش22:22،23) ولأن المسيح هو وتدنافنحن سنشاركه ثباته فمجده. والوتد نصفه يكون مدفوناً في الأرض ونصفه ظاهراً فيالهواء لربط الأطناب. وهذا يشير لدفن المسيح وقيامته. وهذا ما يحدث لي فيالمعمودية من موت مع المسيح وقيامة، ثم التناول من جسده ودمه.

 

بابالخيمة:

البابعريض 20 ذراع أي مفتوح للجميع فهو ليس باباً ضيقاً، وهو ضعف عرض باب الخيمة أوالحجاب. هنا نجد المسيح فاتحاً ذراعيه ليرحب بكل من يأتي إليه من كل أنحاء العالم(أربع أعمدة). ولاحظ أن الخيمة كلها لها باب واحد والباب هو المسيح “أنا هوالباب” (يو9:10). وكما أن الباب يفيد القبول هكذا يفيد القضاء فعند الباب كانيجلس القضاة (تث18:16 + را 1:4) وفي المسيح يجتمع المعنيان فهو الذي فتح لي الباببأن احتمل القضاء والدينونة لذلك هو الطريق الوحيد للقبول أمام الله. وحين يتساءلأحد كيف وأنا الخاطئ استطيع الدخول للأقداس يجيب المسيح أنا هو الباب وأنا هوالطريق.

ولاحظأن مساحة كل الأبواب واحدة         باب الخيمة 20×5 = 100 ذراع2

بابالمسكن 10×10 = 100 ذراع 2

بابالحجاب 10×10=100 ذراع2

ولاعجب في ذلك فكلها تشير للمسيح الذي به الدخول.

والبابعبارة عن ستارة بوص وبها الألوان إسمانجوني.. الخ وبدون كاروبيم. إذاً لا أحديمنعنا من الدخول. وهذه المواد كما رأينا تشير للمسيح. والستارة معلقة برزز فضةوهذه هي بشارة الإنجيل كلمة الله تدعو الجميع أن يأتوا ليدخلوا.

 

الآيات(20،21): “وأنت تآمر بني إسرائيل أن يقدموا إليك زيت زيتون مرضوض نقيا للضوءلإصعاد السرج دائما. في خيمة الاجتماع خارج الحجاب الذي أمام الشهادة يرتبها هرونوبنوه من المساء إلى الصباح أمام الرب فريضة دهرية في أجيالهم من بنيإسرائيل.”

زيتالزيتون المرضوض هو أنقى أنواع الزيت وهذا يحصل عليه بدق الزيتون في الهاون وليسبطحنه. وكان هذا النوع خالياً من الشوائب. وهذا الزيت يستخدم لإيقاد المنارة ولكنلماذا هذه الآيات هنا؟ هذه مقدمة للكهنوت إصحاحي (28،29). فلا كهنوت بدون عملالروح القدس (الزيت). وعمل الكاهن أن يضئ الطريق لشعبه طالما كان الوقت مساء (فترةهذا العالم) من المساء إلى الصباح فريضة دهرية= هذه وظيفة الكهنة حتى يأتي المسيحشمس البر.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى