عهد قديم

الإصحاح السابع عشر



الإصحاح السابع عشر]]>الإصحاح السابع عشر

 

آية(1): “ثم ارتحل كل جماعة بني إسرائيل من برية سين بحسب مراحلهم على موجب أمرالرب ونزلوا في رفيديم ولم يكن ماء ليشرب الشعب.”

رفيديم=معناها راحات أو متسعات. بحسب مراحلهم= أي بنظام وترتيب فقد تم تقسيمهم إلى مراحل،وربما تعنى بحسب محطاتهم التي توقفوا فيها (راجع عد12:33) ومن سفر العدد نفهم أنهمقبل رفيديم توقفوا في دفقة ثم ألوش لأن الطريق إلى رفيديم طويل ولا يمكن قطعة مرةواحدة. ولم يكن ماء= إمتحان آخر في مدرسة الإيمان.

 

آية(2): “فخاصم الشعب موسى وقالوا أعطونا ماء لنشرب فقال لهم موسى لماذاتخاصمونني لماذا تجربون الرب.”

هذاالتذمر يثبت أن فهمهم أو إيمانهم مازال ضعيفاً وهم مازالوا في حاجة لمزيد منالامتحانات والتجارب حتى يثبت إيمانهم.

 

آية(4): “فصرخ موسى إلى الرب قائلا ماذا افعل بهذا الشعب بعد قليليرجمونني.”

هذهالمرة صرخ موسى بلسانه وليس بقلبه فقط. وهذا درس لكل واحد منا، فحين تقابلنا شدائدوضيقات خلال رحلتنا في برية هذا العالم لنصرخ من قلوبنا لله.

 

آية(5،6): “فقال الرب لموسى مر قدام الشعب وخذ معك من شيوخ إسرائيل وعصاك التيضربت بها النهر خذها في يدك واذهب. ها أنا اقف أمامك هناك على الصخرة في حوريبفتضرب الصخرة فيخرج منها ماء ليشرب الشعب ففعل موسى هكذا أمام عيون شيوخإسرائيل.”

الصخرةتشير للمسيح (1كو3:10) كما قال بولس الرسول. وضرب الصخرة يشير للآلام التي جازفيها المسيح والماء الذي تفجر من الصخرة رمز للروح القدس. وما كنا لنحصل على الروحالقدس ما لم يضرب المسيح محتملاً ثمن خطايانا على الصليب. والمسيح صُلب مرة واحدةلذلك ما كان يجب أن تضرب الصخرة سوى مرة واحدة. وعلى الصليب طُعِنَ المسيح في جنبهفخرج دم وماء كفارة وتطهيراً لكل من يؤمن به. ولأن إسرائيل كله إشترك في صلبالمسيح، والمسيح صُلِبَ أمام الشعب أخذ موسى معه من شيوخ إسرائيل. ولاحظ أن اللهلم ينزل مطراً من السماء لئلا يظنه الشعب مطراً عادياً. وهذا الماء لم يكن ماءًعادياً بل أسماه بولس الرسول شراباً روحياً فهو رمز للروح القدس (راجع يو37:7-40).ها أنا أقف أمامك هناك= ربما وقف عمود السحاب عند الصخرة التي سيضربها موسى، واللهأر شد موسى لصخرة معينة ليكون حجمها كافياً أن يقف عندها كل الشعب ليشرب. وقد تعنيالعبارة أن الله سيكون حاضراً هناك بقوته كقادر على كل شئ ليجري المعجزة.

ولاحظأن الشعب تمتع بهذه الشراب الروحي بعد [1] ذبح خروف الفصح (الفداء بدم المسيح) [2]عبور البحر (المعمودية) [3] ضرب جيش فرعون وغرقه (هزيمة إبليس) [4] المرور بإيليم(قبول كرازة وتعليم ال12 تلميذ وال70 رسول).

 

آية(7): “ودعا اسم الموضع مسة ومريبة من اجل مخاصمة بني إسرائيل ومن اجل تجربتهمللرب قائلين أفي وسطنا الرب أم لا.”

مسة=مخاصمة، مريبة= تجربة.

 

آية(8): “وأتى عماليق وحارب إسرائيل في رفيديم.”

هذههي المرة الأولى التي يدخل فيها الشعب في حرب علانية مع شعب آخر، في الحرب معفرعون قال لهم موسى “قفوا وانظروا خلاص الرب.. الرب يقاتل عنكم وأنتمتصمتون” أما الآن وبعد عبور البحر وأكل المن وشرب الماء من الصخرة التزموا أنيحاربوا ليس بقوتهم البشرية إنما خلال عمل الله فيهم. هذه الحرب رمز للحروبالروحية بين ملكوت الله وملكوت إبليس، ويسمح الله لنا بالحروب مع إبليس لنختبر قوةالله التي معنا والتي تنصرنا فننمو في الإيمان. وهذه الحرب مع عماليق درس آخر فيمدرسة الإيمان. وعماليق هم نسل عماليق بين اليفاز بن عيسو وكانوا يسكنون جنوبيفلسطين وهم هاجموا مؤخرة الشعب في دناءة وهم مُتعَبون (تث17:25،18). ولعل حربعماليق كانت تأديب على تذمرهم لأجل الماء، أو الأدق أنه إتضح بتذمرهم أنهم مازالوافي حاجة لمزيد من الدروس حتى يثبت إيمانهم. وهنا كان درس جديد فمن قبل كان الربيحارب عنهم والآن فالرب يحارب فيهم ويغلب بهم.

وكلافرعون وعماليق يمثلوا حروب إبليس وقد لاحظنا أن الكتاب لم يذكر أن فرعون غرق فيالبحر الأحمر بل إنكسرت قوته فقط. وهكذا إبليس بالصليب إنكسرت قوته لكنه مازاليحارب شعب الله. فرعون يمثل إبليس الذي يستغل لذات العالم ليمنع انطلاقنا منعبوديته، وعماليق يمثل حرب الجسد (الإنسان العتيق الذي فينا رو12:6) فينا بعد أنأصبحنا شعب الله، فعالميق هو ابن أدوم الذي باع بكوريته بأكلة عدس. ولنلاحظ أنالجسد يشتهي ضد الروح والروح يشتهي ضد الجسد فنحن في حرب مستمرة بل حينما نأخذعطايا جديدة من الروح يهتاج الشياطين ويحاربون ضدنا ولنلاحظ أن المسيح بعد أن حلعليه الروح القدس يوم العماد تعرض لتجربة إبليس مباشرة. وهنا نجد أن الشعب تعرضلحرب عماليق بعد أن شرب الشراب الروحي.

 

آية(9): “فقال موسى ليشوع انتخب لنا رجالاً واخرج حارب عماليق وغداً اقف أنا علىرأس التلة وعصا الله في يدي.”

فقالموسى ليشوع= هذه أول مرة يذكر فيها اسم يشوع وهو من سبط إفرايم وكان اسمه هوشعوتعنى خلاصي فغيره موسى إلى يشوع وتعني الرب خلاصي. (عد8:13). وهو الذي قاد الشعببعد موت موسى. ويشوع يرمز للمسيح يسوع. يشوع= يهوشوع= يهوه شع= الرب خلاصي. وكانيشوع يحارب بينما موسى واقف على رأس التلة يصلي وعصا الله في يده= عصا الله أي قوةالله. هذه تشير لقوة شفاعة المسيح بفدائه. هنا نرى موسى واقفاً باسطاً يديه علىشكل صليب فشفاعة المسيح كانت بدم صليبه. وقوف موسى بهذا الشكل رمز لغلبة الصليب.ولاحظ أن الشعب تذمر على موسى والآن يرى الشعب أن ذراع موسى المرفوع هو الذيأنقذهم وليست سيوفهم. وكان كلا موسى ويشوع يمثلان وجهين مختلفين لعمل المسيح فموسىيمثل المسيح في شفاعته الآن أمام الآب (موسى فوق التل) ويشوع يمثله وهو يحارب معشعبه وفي شعبه “فهو خرج غالباً ولكي يغلب” (رؤ2:6) فالمسيح بدونه لا نستطيعأن نفعل شئ.

 

آية(10): “ففعل يشوع كما قال له موسى ليحارب عماليق وأما موسى وهرون وحور فصعدواعلى رأس التلة.”

تقولالتقاليد اليهودية أن حور هو زوج مريم وهو جد بصلئيل وهو من سبط يهوذا راجع(خر3:31 + 1أي3:2-20). وبذلك يجتمع فوق التلة موسى وهرون كرئيس كهنة وحور من سبطيهوذا الملك. فالمسيح الذي يشفع فينا هو ملك الملوك ورئيس كهنتنا الأعظم. فصعدوا =لتشير لشفاعة المسيح في السماء.

 

آية(12): “فلما صارت يدا موسى ثقيلتين أخذا حجرا ووضعاه تحته فجلس عليه ودعمهرون وحور يديه الواحد من هنا والآخر من هناك فكانت يداه ثابتتين إلى غروبالشمس.”

كانهرون وحور يسندان ذراعي موسى فلكل فرد عمله ودَوْرَهُ مهما كان صغيراً وكما ظلموسى رافعاً ذراعيه حتى الغروب هكذا ظل المسيح على الصليب حتى الغروب. ورفع يديموسى إشارة لأن الصلاة هي سلاح قوى ضد إبليس “قاوموا إبليس فيهرب منكم”(يع7:4) وقارن مع (مز2:140) “لتكن رفع يدي كذبيحة مسائية”.

 

آية(14): “فقال الرب لموسى اكتب هذا تذكاراً في الكتاب وضعه في مسامع يشوع فأنيسوف أمحو ذكر عماليق من تحت السماء.”

فيالكتاب= يبدو أن موسى كان قد بدأ كتابة التوراة.

 

آية(15): “فبنى موسى مذبحا ودعا اسمه يهوه نسي.”

يهوهنسي= الرب رايتي أو علمي. فالرب هو علمهم الحقيقي وفي سبيله يجاهدون وبقوتهيغلبون. وهو رايتنا نرفعه فوق رؤوسنا وننظر إليه ونفتخر به ونعترف به ونسيربأوامره. إذاً يهوه هو الذي حارب عن إسرائيل وتحت حراسته.

 

آية(16): “وقال أن اليد على كرسي الرب للرب حرب مع عماليق من دور إلى دور.”

أناليد على كرسي الرب= أي أن حرب عماليق ضد الشعب كانت كأنها ضد كرسي الرب لذلكسيحاربهم الرب من دور إلى دور أي مادامت أمة عماليق قائمة أو أمة يهوذا قائمة وهذاقد تحقق فقد حاربهم جدعون ثم شاول الملك ثم كسرهم داود.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى